الفرق بين المراجعتين لصفحة: «زيد بن ثابت الأنصاري»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب''''زيد بن ثابت:''' كان من الصحابة ولم يشهد بدراً وأحُداً لصغر سنه وإنّما كانت الخندق أ...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''زيد بن ثابت:''' كان من [[الصحابي|الصحابة]] ولم يشهد بدراً وأحُداً لصغر سنه وإنّما كانت الخندق أوّل مشاهده. وهو أحد الذين جمعوا [[الکتاب|القرآن]] على عهد [[رسول اللّه]] (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) من الأنصار.
'''زيد بن ثابت الأنصاري:''' كان من [[الصحابي|الصحابة]] ولم يشهد بدراً وأحُداً لصغر سنه وإنّما كانت الخندق أوّل مشاهده. وهو أحد الذين جمعوا [[الکتاب|القرآن]] على عهد [[رسول اللّه]] (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) من الأنصار.


=زيد بن ثابت ابن الضحاك الأنصاري (11 ــ 45ق)=
=زيد بن ثابت ابن الضحاك الأنصاري (11 ــ 45ق)=

مراجعة ١٨:٣٢، ١٥ مايو ٢٠٢٢

زيد بن ثابت الأنصاري: كان من الصحابة ولم يشهد بدراً وأحُداً لصغر سنه وإنّما كانت الخندق أوّل مشاهده. وهو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) من الأنصار.

زيد بن ثابت ابن الضحاك الأنصاري (11 ــ 45ق)

وهو ابن الضحاك الأنصاري الخزرجي النجّاري، أبو سعيد، وقيل: أبو خارجة، وقيل: أبو عبد الرحمن. استصغره رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) يوم بدر فردّه، ويقال إنّه شهد أُحداً، وقيل لم يشهدها وإنّما كانت الخندق أوّل مشاهده. [١]

زيد بن ثابت وجمع القرآن

كان أبو بكر قد أمره أن يجمع القرآن في الصحف فكتبه فيها، فلما اختلف الناس في القرآن زمن عثمان، أمر زيداً أنّ يملي المصحف على قوم من قريش جمعهم إليه فكتبوه على ما هو عليه اليوم بأيدي الناس.
وجاء في حديث أنس بن مالك: إنّ زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) من الأنصار.
وقد عارضه قوم بحديث ابن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت أنّ أبا بكر أمره في حين مقتل القرّاء باليمامة بجمع القرآن، قال: فجعلت أجمع القرآن من العسب والرقاع وصدور الرجال حتى وجدت آخر آية مع رجل يقال له خزيمة أو أبو خزيمة. قالوا: فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) لَاملاه من صدره وما احتاج إلى ما ذكر[٢] وقيل: إنّ رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أمره أن يتعلم كتابة يهود، قال: فانّي لا آمنهم.

بحث عن جمع القرآن ودور زيد في هذا المجال

الف. روى الحسن: انّ عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب اللَّه، فقيل: كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة، فقال: إنّا لله، وأمر بـ القرآن فجُمع، فكان أوّل من جمعه في المصحف.
ب. روى ابن شهاب أنّ أنس بن مالك حدّثه انّ حذيفة قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها. فأمر زيد بن ثابت و عبد اللّه بن الزبير، و سعيد بن العاص، و عبد الرحمن بن الحرث بن هشام فنسخوها في المصاحف. روى مصعب بن سعد، قال: قام عثمان يخطب الناس، فقال: أيُّها الناس عهدكم بنبيّكم منذ ثلاث عشرة سنة وأنتم تمترون في القرآن، تقولون قراءة أُبيّ وقراءة عبد اللَّه.. قال عثمان: فليمل سعيد، وليكتب زيد. روى أبو المليح قال: قال عثمان بن عفان حين أراد أن يكتب المصاحف: تملي هذيل وتكتب ثقيف.
ج. روى عطاء: أنّ عثمان لما نسخ القرآن من المصاحف أرسل إلى أُبي بن كعب فكان يملي على زيد بن ثابت، وزيد يكتب، ومعه سعيد بن العاص يعربه.
د. أخرج ابن اشنه عن الليث بن سعد قال: أوّل من جمع القرآن أبو بكر، وكتبه زيد، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب إلَّا بشهادة عدلين.
انّ أحاديث جمع القرآن متناقضة في أنفسها، فقد روي أنّ الجمع كان في زمن أبي بكر حين مقتل القرّاء باليمامة، وروي أنّه كان في زمن عمر، ثمّ اختلفت الروايات فيمن عيّن عثمان للكتابة، فقيل إنّه عيّن زيداً وابن الزبير وسعيداً، وعبد الرحمن بن الحرب، وقيل: عيّن زيداً للكتابة وسعيداً للاملاء، وقيل: عيّن ثقيفاً للكتابة وهذيلًا، وجاء في رواية أُخرى: أنّ المملي أُبي بن كعب، وأنّ سعيداً كان يعرب ما كتبه زيد.

تعارض روايات الجمع

انّ هذه الروايات معارضة بما دلّ على أنّ القرآن كان قد جمع وكتب على عهد رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم).
روى قتادة، قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)؟ قال: أربعة كلَّهم من الأنصار أُبي ابن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. وذكر الشعبي هؤلاء الأَربعة فيمن جمع القرآن من الأنصار وزاد: أبو الدرداء وسعد بن عبيد.
ولعل قائلًا يقول: إنّ المراد من الجمع في هذه الروايات هو الجمع في الصدور لا التدوين، وهذا القول دعوى لا شاهد عليها، أضف إلى ذلك أنّ حفّاظ القرآن على عهد رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) كانوا أكثر من أن تُحصى أسماؤهم فكيف يمكن حصرهم في أربعة أو ستة؟ وصفوة القول: إنّه مع هذه الروايات كيف يمكن تصديق أنّ أبا بكر كان أوّل من جمع القرآن بعد خلافته؟ وإذا سلمنا بذلك فلما ذا أمر زيداً وعمر بجمعة من اللخاف والعسب وصدور الرجال، ولم يأخذه من عبد اللَّه ومعاذ وأُبيّ وقد أُمروا بأخذ القرآن منهم كما في رواية مسروق.[٣]
ثمّ إنّ لفظ الكتاب أُطلق على القرآن في كثير من آياته الكريمة وفي قول النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم): «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللَّه وعترتي» وفي هذا دلالة على أنّه كان مكتوباً مجموعاً. لَانّه لا يصح اطلاق الكتاب عليه وهو في الصدور.
بل لا على ما كُتب في اللخاف والعسب والأكتاف إلَّا على نحو المجاز والعناية، والمجاز لا يُحمل اللفظ عليه من غير قرينة، فانّ لفظ الكتاب ظاهر فيما كان له وجود واحد جمعي، ولا يُطلق على المكتوب إذا كان مجزّأً فضلًا عمّا إذ لم يُكتب، وكان محفوظاً في الصدور.

مخالفة أحاديث الجمع للِاجماع

إنّ هذه الروايات مخالفة لما أجمع عليه المسلمون قاطبة من أنّ القرآن لا طريق لإثباته إلَّا التواتر، فهذه الروايات تقول: إنّ اثبات آيات القرآن حين الجمع منحصر بشهادة شاهدين، ولست أدري كيف يجتمع القول بصحّة هذه الروايات التي تدل على ثبوت القرآن بالبيّنة مع القول بأنّ القرآن لا يثبت إلَّا بالتواتر؟ !

استخلاف عُمَر وعثمان زيداً علی المدينة

وقد استخلفه عمر بن الخطاب على المدينة ثلاث مرات، وكان عثمان يستخلفه على المدينة إذا حجّ. وكان على بيت المال لعثمان. قال ابن عبد البر: كان عثمان يحب زيد بن ثابت، وكان زيد عثمانياً، ولم يكن فيمن شهد شيئاً من مشاهد عليّ من الأنصار، وكان مع ذلك يفضله ويظهر حبه. [٤]
روي انّه لما كانت سنة ( 34 هـ) كتب أصحاب رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بعضهم إلى بعض: أن أقدموا فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد وكثر الناس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد، وأصحاب رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) يرون ويسمعون وليس فيهم أحد ينهى ولا يذب إلَّا نُفير: زيد بن ثابت وأبو أسيد الساعدي و كعب بن مالك و حسان بن ثابت. [٥]

زيد بن ثابت وحديث الثقلين

روى يعقوب بن سفيان بسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم): إنّي تارك فيكم خليفتي كتاب اللَّه عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي وانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض[٦] روى زيد بن ثابت عن رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وعن عمر وعثمان.

من روی عنهم ومن رووا عنه

وهو أحد رواة حديث الغدير من الصحابة [٧] روى عنه: ابناه خارجة وسليمان، وأنس بن مالك، والقاسم بن حسان العامري، و سعيد بن المسيب، وعبد اللَّه بن عمر، وآخرون.

فتاواه

وكان فقيهاً مفتياً. عُد من المكثرين من الصحابة فيما روي عنه من الفتيا، ونقل عنه الشيخ الطوسي في «الخلاف» ثلاثين فتوى، منها: إذا التقى الختانان ولم ينزل لم يجب الغسل. أخرج البيهقي[٨] بسنده عن ثابت بن الحجاج عن زيد أنّه قال: نهى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) عن المخابرة. قلت: وما المخابرة؟ قال: أن يأخذ الأرض بنصف أو ثلث أو ربع. وأخرج أيضاً [٩] عن مكحول انّ عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه دعا نبطياً يمسك له دابته عند بيت المقدس، فأبى، فضربه فشجّه، فاستعدى عليه عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه فقال له: ما دعاك إلى ما صنعت بهذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين أمرته أن يمسك دابتي فأبى وأنا رجل فيّ حدّة فضربته، فقال: اجلس للقصاص، فقال زيد بن ثابت: أتقيد عبدك من أخيك؟ فترك عمر رضى اللَّه عنه القود وقضى عليه بالدية.
وكان ابن عباس يرد على زيد قوله في الفرائض، فمن ذلك قوله: إن شاء، أو قال: من شاء باهلته، إنّ الذي أحصى رمل عالج عدداً أعدل من أن يجعل في مال نصفاً ونصفاً وثلثاً، هذان النصفان قد ذهبا بالمال، فأين موضع الثلث؟[١٠]
وقوله: ألا يتقي اللَّه زيد بن ثابت يجعل ابن الابن ابناً، ولا يجعل أبا الأب أباً. [١١]

وفاته

اختلف في وقت وفاة زيد، فقيل: مات - سنة خمس وأربعين، وقيل: اثنتين، وقيل - سنة ثلاث وأربعين، وقيل: بل مات في - سنة احدى أو اثنتين وخمسين وقيل غير ذلك.

المصادر

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 2- 358، التأريخ الكبير 3- 380، المعرفة و التاريخ 1- 353، مشاهير علماء الامصار 29 برقم 22، الثقات لابن حبّان 3- 135، المعجم الكبير للطبراني 5- 106، المستدرك للحاكم 3- 421، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 43 برقم 6، رجال الطوسي 19، الخلاف للطوسي 1- 123، الإستيعاب 1- 532، طبقات الفقهاء للشيرازي 46، أسد الغابة 2- 222، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 200، رجال ابن داود 99، تهذيب الكمال 10- 24، سير أعلام النبلاء 2- 426، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 51 ه) ص 53، الجواهر المضيئة 2- 415، غاية النهاية 1- 296، تذكرة الحفّاظ 1- 30، تهذيب التهذيب 3- 399، الاصابة 1- 543، شذرات الذهب 1- 54، جامع الرواة 1- 341، تنقيح المقال 1- 461، أعيان الشيعة 7- 93، معجم رجال الحديث 7- 336 برقم 4839.
  2. انظر الإستيعاب لابن عبد البر (الترجمة 840). ولقد أشبع السيد أبو القاسم الخوئي في كتاب «البيان في تفسير القرآن» ص 240 هذا الموضوع بحثاً و تحليلًا و أشار إلى جملة من تناقضات أحاديث جمع القرآن، و نظراً لَاهمية البحث فقد أوردنا بعض ما جاء فيه في آخر الترجمة.
  3. عن مسروق عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال رسول اللّه ص: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، و أُبيّ، و معاذ بن جبل، و سالم مولى حذيفة. سير أعلام النبلاء: 1- 445 و في هامشه: أخرجه البخاري (4999) في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي.
  4. الإستيعاب: ترجمة زيد بن ثابت برقم (840).
  5. تاريخ الطبري: 3- 375 طبع مؤسسة الاعلمي، تاريخ ابن الاثير: 3- 150.
  6. كتاب المعرفة و التاريخ: 1- 537. و روى في الصفحة نفسها عن زيد بن أرقم عن نبيّ اللّه ص قال: أنّي تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل ممدود من السماء إلى الارض، و عترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. و رواه أيضاً من طريق أبي سعيد الخدري.
  7. قال العلّامة الاميني في «الغدير: 1- 37): رواه عنه ابن عقدة في حديث الولاية، و أبو بكر الجعابي في نخبه، و عدّه الجزري الشافعي في (أسنى المطالب ص 4) ممّن روى حديث الغدير. و قال ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري: 7- 61): و أمّا حديث (من كنتُ مولاه، فعليٌّ مولاه) فقد أخرجه الترمذي و النسائي و هو كثير الطرق جداً، وقد استودعها ابن عقدة في كتاب مفرد، و كثير من أسانيدها صحاح حسان.
  8. السنن الكبرى: 6 - 133
  9. السنن الكبرى: 8 - 22
  10. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20، 27- 25. و (عالج): موضع به رمل معروف. وقد روى البيهقي في «السنن الكبرى «: 6- 253 أنّ أوّل من أعال الفرائض زيد بن ثابت، و روى عن ابن عباس أنّ أوّل من أعال الفرائض عمر بن الخطاب.
  11. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20، 27- 25. و (عالج): موضع به رمل معروف. وقد روى البيهقي في «السنن الكبرى «: 6- 253 أنّ أوّل من أعال الفرائض زيد بن ثابت، و روى عن ابن عباس أنّ أوّل من أعال الفرائض عمر بن الخطاب. و الذي يذهب إليه الشيعة الامامية أنّ السهام لا تعول، أي لا تزيد على الفروض الستة التي ذكرها اللّه تعالى في القرآن الكريم و هي الثلثان و النصف و الثلث و الربع و السدس و الثمن، و به قال ابن عباس و عطاء بن أبي رباح .. و عن أبي جعفر الباقر- عليه السّلام- قال: إنّ السهام لا تعول. انظر «تهذيب» الاحكام للشيخ الطوسي 9- الحديث 958، كتاب الفرائض و المواريث.