Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٥: | سطر ٢٥: | ||
'''عمار بن ياسر بن عامر''' هو صحابي جليل مشهور، من السابقين الأولين، بدري <ref> تقريب التهذيب 2: 48.</ref>، وكان إسلامه بعد بضعة وثلاثين رجلاً<ref>الطبقات الكبرى 3: 248، أُسد الغابة 4: 44.</ref>. وينتسب إلى ثَعْلَبة بن عوف العَنسْي <ref> أنظر: أُسد الغابة 4: 43، جمهرة أنساب العرب: 405.</ref>من اليمن. وقدم ياسر بن عامر وأخواه: الحارث ومالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخاً لهم، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بن المُغيرة بن عبداللَّه بن عمر ابن مخزوم، وزوّجه أبو حذيفة مولاةً له اسمها: سُميّة بنت خياط، فولدت له عمّاراً، فأعتقه أبو حذيفة، ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، وجاء اللَّه بالإسلام فأسلم ياسر وسُميّة وعمّار وأخوه عبداللَّه بن ياسر. وكان لياسر ابن آخر أكبر من عمّار وعبداللَّه يقال له: حريث، قتلته بنو الديل في الجاهلية <ref> الطبقات الكبرى 3: 246 و4: 136، أُسد الغابة 4: 43، الدرجات الرفيعة: 255.</ref>. | '''عمار بن ياسر بن عامر''' هو صحابي جليل مشهور، من السابقين الأولين، بدري <ref> تقريب التهذيب 2: 48.</ref>، وكان إسلامه بعد بضعة وثلاثين رجلاً<ref>الطبقات الكبرى 3: 248، أُسد الغابة 4: 44.</ref>. وينتسب إلى ثَعْلَبة بن عوف العَنسْي <ref> أنظر: أُسد الغابة 4: 43، جمهرة أنساب العرب: 405.</ref>من اليمن. وقدم ياسر بن عامر وأخواه: الحارث ومالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخاً لهم، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بن المُغيرة بن عبداللَّه بن عمر ابن مخزوم، وزوّجه أبو حذيفة مولاةً له اسمها: سُميّة بنت خياط، فولدت له عمّاراً، فأعتقه أبو حذيفة، ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، وجاء اللَّه بالإسلام فأسلم ياسر وسُميّة وعمّار وأخوه عبداللَّه بن ياسر. وكان لياسر ابن آخر أكبر من عمّار وعبداللَّه يقال له: حريث، قتلته بنو الديل في الجاهلية <ref> الطبقات الكبرى 3: 246 و4: 136، أُسد الغابة 4: 43، الدرجات الرفيعة: 255.</ref>. | ||
وتعرّضت أُسرة ياسر إلى تعذيب قريش وأذيّتها، كحال سائر المسلمين المستضعفين؛ | وتعرّضت أُسرة ياسر إلى تعذيب قريش وأذيّتها، كحال سائر المسلمين المستضعفين؛ ك[[بلال الحبشي]] وصُهيب وخبّاب مّمن لم تكن له عشيرة في [[مكة]]. فكان مشركو قريش يعرّضونهم لحرّ الشمس المحرقة، ويضعون الأحجار الثقيلة على صدورهم، وأحياناً كانوا يغطّونهم بالحديد ويسحبونهم بالسلاسل على رمال مكة الحارّة، كلّ ذلك ليرجعوا عن دينهم. وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يتوجّع لمنظرهم، ويوصيهم بالصبر والثبات ويبشّرهم بالجنّة، حيث قال: «اللّهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت»<ref> الطبقات الكبرى 3: 248، 249، تاريخ اليعقوبي 2: 28، الإصابة 4: 273، الدرجات الرفيعة: 256.</ref>. وتوفّي ياسر إثر ذلك التعذيب الشديد، وأمّا زوجته سُميّة - وكانت ممّن يعذَّب في اللَّه لترجع عن دينها - فلم تفعل وصبرت حتّى مرّ بها أبو جهل يوماً فطعنها بحربةٍ فماتت رحمها اللَّه، وهي أول شهيدة في الإسلام، وكانت عجوزاً كبيرةً ضعيفة <ref> وبحسب هذا فإنّ ما نقله ابن قتيبة وابن عساكر وابن سعد والبلاذري من أنّ سُمية تزوّجت بعد ياسر من الأزرق وكان رومياً، وأنجبت له سلمة بن الأزرق، واضح البطلان، بل الحقّ ما ذكره ابن عبد البرّ وهو أنّ الأزرق تزوّج من سُمية أم زياد بن أبيه، وزوجة مولاه الحارث بن كلدة. راجع: الطبقات الكبرى 3: 247 ، المعارف : 256، الاستيعاب 4 : 1863، مختصر تاريخ دمشق 18: 205، أنساب الأشراف 1 : 178.</ref>. | ||
وأصبح موقف عمّار بعد شهادة أبويه أصعب ممّا كان سابقاً، واشتد تعذيب المشركين له، ولم يتركوه حتّى نال من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وذكر آلهتهم بخير، فلمّا أتى النبي صلى الله عليه وآله قال: «ما وراءك؟» قال: شرّ يا رسول اللَّه! واللَّه ما تُركت حتّى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: «فكيف تجد قلبك؟» قال: مطمئنّ بالإيمان، قال: «فإن عادوا فعد»<ref> ذكر ابن عباس وقتادة أنّ قوله تعالى: «إلّا من أُكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان» نزلت في عمّار وياسر وسُمية وبلال وصهيب وخبّاب (مجمع البيان 6: 233).</ref>. فقال قومه عند النبي صلى الله عليه وآله: كفر عمّار! فقال النبي صلى الله عليه وآله: «إنّ عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه»<ref> الدرجات الرفيعة: 258.</ref>. ولمّا هاجر عمّار بن ياسر من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر <ref> الطبقات الكبرى 3: 250.</ref>. | وأصبح موقف عمّار بعد شهادة أبويه أصعب ممّا كان سابقاً، واشتد تعذيب المشركين له، ولم يتركوه حتّى نال من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وذكر آلهتهم بخير، فلمّا أتى النبي صلى الله عليه وآله قال: «ما وراءك؟» قال: شرّ يا رسول اللَّه! واللَّه ما تُركت حتّى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: «فكيف تجد قلبك؟» قال: مطمئنّ بالإيمان، قال: «فإن عادوا فعد»<ref> ذكر ابن عباس وقتادة أنّ قوله تعالى: «إلّا من أُكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان» نزلت في عمّار وياسر وسُمية وبلال وصهيب وخبّاب (مجمع البيان 6: 233).</ref>. فقال قومه عند النبي صلى الله عليه وآله: كفر عمّار! فقال النبي صلى الله عليه وآله: «إنّ عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه»<ref> الدرجات الرفيعة: 258.</ref>. ولمّا هاجر عمّار بن ياسر من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر <ref> الطبقات الكبرى 3: 250.</ref>. | ||
سطر ٣٨: | سطر ٣٨: | ||
=موقف الرجاليّين منه= | =موقف الرجاليّين منه= | ||
لايخفى على أحد منزلة عمّار في الرواية، فهو من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وأنصار الإمام علي عليه السلام. وقد أذعن بفضائله ووثاقته الجميع<ref> تهذيب التهذيب 7: 357، رجال الطوسي: 24، 46، معجم رجال الحديث 13: 289، مستدركات علم رجال الحديث 6: 14.</ref>. وقد نقلت المصادر الروائية للشيعة | لايخفى على أحد منزلة عمّار في الرواية، فهو من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وأنصار الإمام علي عليه السلام. وقد أذعن بفضائله ووثاقته الجميع<ref> تهذيب التهذيب 7: 357، رجال الطوسي: 24، 46، معجم رجال الحديث 13: 289، مستدركات علم رجال الحديث 6: 14.</ref>. وقد نقلت المصادر الروائية [[الشيعة|للشيعة]] و[[أهل السنّة]] أكثر من ستّين روايةً عنه، يقول النووي: «روي له عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله اثنان وستون حديثاً، اتّفقا على حديثين منها، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بحديث» <ref> تهذيب الأسماء واللغات 2: 37، وانظر: معجم رجال الشيعة 13: 289.</ref>. | ||
=عمّار وأهل البيت عليهم السلام= | =عمّار وأهل البيت عليهم السلام= |