سعد بن عبادة

من ویکي‌وحدت

سعد بن عبادة: من كبار الصحابة وقد اشتهر بالسخاء والكرم وعندما تزوّج علي عليه السلام من فاطمة عليها السلام أعان علياً عليه السلام في زواجه. وكان سعد من السابقين للإسلام، وأحد النقباء الاثني عشر، وواحداً من الثلاث والسبعين الذين بايعوا في «ليلة العقبة»، وكان أحد الأفراد المعدودين الذين كانوا يعرفون الكتابة في الجاهلية، وكان رامياً ماهراً ومجيداً للسباحة، واشترك سعد في معركة بدر وأُحد وسائر غزوات النبي صلى الله عليه وآله. وقال ابن عباس: «كانت راية النبي صلى الله عليه وآله مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عُبادة في غزوات النبي صلى الله عليه وآله». وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة.

سعد بن عُبادَة بن دُلَيْم (... ــ بعد 11ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو ثابت، أبو قَيس.[٢]
نسبه: الخَزْرَجي، الساعدي.[٣]
لقبه: المدني، الأنصاري، سيّد الخَزْرَج، الكامل، النقيب.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
كان سعد وأبوه وجدّه في الجاهلية قد اشتهروا بالسخاء والكرم[٦]، وأُمّه عَمْرة بنت مسعود، من المبايعات، توفّيت بالمدينة ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله غائب في غزوة «دَوْمَة الجَنْدل» سنة خمسٍ من الهجرة، وكان ابنها سعد معه في تلك الغزوة، فلمّا قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله المدينة أتى‏ قبرها فصلّى‏ عليها.[٧]
وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إذا أمسى‏ قسم ناساً من أهل الصفة بين ناسٍ من أصحابه، وكان الرجل يذهب بالرجل الواحد منهم، والرجل يذهب بالرجلَيْن، والرجل يذهب بالثلاثة كلٌّ حسب إمكانه، وقد كان سعد بن عبادة وحده يرجع كلّ ليلةٍ إلى‏ أهله بثمانين منهم يُعيشهم.[٨] وكانت آينة طعامه دائماً تدور مع النبي صلى الله عليه وآله في بيوت أزواجه صلى الله عليه وآله، وعندما تزوّج علي عليه السلام من فاطمة عليها السلام أعان علياً عليه السلام في زواجه.[٩]
كان لسعد ستة أولاد، كلّهم قد نصر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، منهم قيس الذي ورث السخاء عن أبيه.[١٠] وكان سعد يدعو فيقول: اللّهم هبْ لي حَمْداً، وهَبْ لي مَجْداً، لا مجد إلّا بفعالٍ، ولافعال إلّا بمالٍ، اللّهم لايُصلحني القليل ولا أصلُحُ عليه.[١١]
وجاء سعد وابنه قيس بزاملة (بعير) تحمل زاداً يوم ضلّت زاملة النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، حتّى‏ وجدا النبي صلى الله عليه وآله واقفاً عند باب داره قد أتى‏ اللَّه بزاملته، فقال سعد: يا رسول اللَّه، بلغنا أنّ زاملتك ضلّت العام، وهذه زاملة مكانها، فقال النبي صلى الله عليه وآله: «قد جاء اللَّه بزاملتنا، فأرجعا بزاملتكما بارك اللَّه عليكما، أما يكفيك يا أبا ثابت ما تصنع بنا في ضيافتك منذ نزلنا المدينة؟» فقال سعد: يا رسول اللَّه، المنّة للَّه ولرسوله، واللَّه يا رسول اللَّه، للذي تأخذ من أموالنا أحبّ إلينا ممّا تدع، قال: «صدقتم يا أبا ثابت، أَبشِرْ فقد أفلحتَ، إنّ الأخلاق بيد اللَّه، فمن أراد اللَّه أن يمنحه منها خُلُقاً صالحاً منحه، ولقد منحك اللَّه خُلُقاً صالحاً» فقال سعد: الحمد للَّه، هو فعلَ ذلك.[١٢]
كان سعد من السابقين للإسلام، وأحد النقباء الاثني عشر، وواحداً من الثلاث والسبعين الذين بايعوا في «ليلة العقبة»، وكان أحد الأفراد المعدودين الذين كانوا يعرفون الكتابة في الجاهلية[١٣]، وكان رامياً ماهراً ومجيداً للسباحة.[١٤] وذكروا أنّه بعد أن أسلم سعد والمنذر بن عمرو وأبو دُجانة، قاموا بتحطيم أصنام قبيلتهم بني ساعدة.[١٥]
اشترك سعد في معركة بدر وأُحد وسائر غزوات النبي صلى الله عليه وآله.[١٦] وقال ابن عباس: «كانت راية النبي صلى الله عليه وآله مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عُبادة في غزوات النبي صلى الله عليه وآله».[١٧]
إلّا أنّ ابن سعد قال: «لم يشهد بدراً، وكان يتهيّأ للخروج الى‏ بدر، ويأتي دور الأنصار يحضّهم على‏ الخروج، فنُهش قبل أن يخرج، فأقام، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصاً». وروى‏ بعضهم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ضرب له بسهمه وأجره.[١٨] وفي غزوة «الأبواء» التي وقعت في الشهر الثاني عشر من الهجرة، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله خارج المدينة بغرض دفع الخطر المحتمل من قافلة قريش، وجعل سعد بن عُبادة خليفته على‏ المدينة.[١٩]
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ذهب سعد إلى‏ الشام ولم يرجع الى‏ المدينة، وقُتل هناك.[٢٠]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين علي عليه السلام.[٢١]
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إسحاق وسعيد وقيس (أولاده)، وأبو أُمامة أسعد بن سَهْل بن حُنَيف، الحسن البصري، عبدالله بن عباس، عيسى‏ بن قائد.

من رواياته

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله قوله: «ما من أمير عشرةٍ إلّا يُؤتى‏ به يوم القيامة مغلول، لايفكّه من ذلك الغّل إلّا العدل، وما من رجلٍ قرأ القرآن فنسيه إلّا لقي اللَّه يوم يلقاه وهو أجذم»[٢٢] وروى‏ عن علي‏ عليه السلام قوله: «أُمرتُ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين»[٢٣]
وكان سعد ممّن نقل حديث الغدير.[٢٤]

وفاته

قُتل سعد في منطقة حَوْران جنوب دمشق في ظروف غامضة، وأُشيع أنّ الجنّ قتلته لأنّه بال واقفاً! ونسبوا إلى‏ الجنّ شعراً في ذلك.[٢٥]
وقد علّق المحقّق الخوئي على‏ ذلك قائلاً: «لوصحّ ما قالوه لقتلت الجنّ كلّ يوم أُلوفاً من الناس، فِلمَ اختصّ هذا بسعد؟!».[٢٦] وقال ابن أبي الحديد: «أمّا أنا فلا اعتقد أنّ الجنّ قتلت سعداً، ولا أنّ هذا شعر الجنّ، ولا ارتاب أنّ البشر قتلوه، وأنّ هذا الشعر شعر البشر...».[٢٧] ويبدو أنّ موته كان بعد سنة 11 هـ .[٢٨]

المصادر

  1. تهذيب التهذيب 3: 412، كتاب التاريخ الكبير 4: 44، الوافي بالوفيات 15: 150.
  2. كتاب التاريخ الكبير 4: 44، الاستيعاب 2: 594.
  3. تقريب التهذيب 1: 288، أُسد الغابة 2: 3: 28.
  4. تهذيب الكمال 10: 277، سير أعلام النبلاء 1: 270، الطبقات الكبرى‏ 3: 613.
  5. الجرح والتعديل 4: 88، مستدركات علم رجال الحديث 4: 35.
  6. الطبقات الكبرى‏ 3: 613.
  7. المصدر السابق: 614.
  8. تهذيب الكمال 10: 280.
  9. الإصابة 3: 80.
  10. ذكر ابن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أدركت سعداً وهو ينادي على‏ أُطُمه: من أحبّ شحماً أو لحماً فليأْتِ سعد بن عبادة. ثم أدركت ابنه مثل ذلك يدعو به. (الطبقات الكبرى‏ 3: 613).
  11. الطبقات الكبرى‏ 3: 613، وانظر: رجال الكشّي: رقم (177).
  12. تهذيب تاريخ دمشق 6: 90.
  13. تهذيب الكمال 10: 279. والنقباء: هم الذين اختارهم رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله، فضمنوا له إسلام قومهم، وكان تسعة منهم من الخزرج، وثلاثة من الأوس (كتاب الخصال 2: 491، الوافي بالوفيات 15: 150).
  14. الطبقات الكبرى‏ 3: 613، 614، تهذيب الكمال 10: 278، 279.
  15. تهذيب الكمال 10: 279.
  16. سير أعلام النبلاء 1: 270، كتاب الثقات 3: 149، المعجم الكبير 6: 15.
  17. مسند أحمد 1: 368.
  18. الطبقات الكبرى‏ 3: 614.
  19. تاريخ الطبري 2: 14.
  20. العقد الفريد 4: 260.
  21. تهذيب الكمال 10: 278، الغدير 3: 194.
  22. مسند أحمد 5: 285.
  23. الغدير 3: 194.
  24. المصدر السابق 1: 42.
  25. العقد الفريد 4: 260، طبقات ابن سعد 3: 617. وأمّا الشعر المنسوب الى‏ الجنّ فهو: قَدْ قَتلنا سيّد الخَزْ رَجِ سَعَدَ بن عُبادَه‏؛ وَرَميناهُ بسَهْمَي -نِ فَلم نخطِ فؤادَه‏
  26. معجم رجال الحديث 9: 76.
  27. شرح نهج‏البلاغة 17: 223.
  28. الكامل في التاريخ 2: 489، شذرات الذهب 1: 28، أعيان الشيعة 7: 224.