انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد الصالح النيفر»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:محمد صالح النفیر.jpg|تصغير|مركز]]
[[ملف:محمد صالح النفیر.jpg|250px|تصغير|مركز|محمد الصالح النيفر]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد الصالح النيفر
!الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد الصالح النيفر
سطر ٤٣: سطر ٤٣:
<br>كان من جملة المنادين بضرورة [[الوحدة الإسلامية]] وأهمّيتها، وشارك في بعض المؤتمرات الإسلامية التي دعي لحضورها، وكان منها مؤتمر [[طهران]] المنعقد عام 1982 م.
<br>كان من جملة المنادين بضرورة [[الوحدة الإسلامية]] وأهمّيتها، وشارك في بعض المؤتمرات الإسلامية التي دعي لحضورها، وكان منها مؤتمر [[طهران]] المنعقد عام 1982 م.
<br>يقول: «إنّ الديانة الإسلامية التي نشأت بين عشية وضحاها بين قوم أُميّين ووسط منهار كوّنت من أُولئك البسطاء السذّج هداة مرشدين وساسة ناجحين وقوّاداً عظاماً، وأنبتت في أسرع وقت حضارة إنسانية واقعية أقضّت مضاجع حضارتين عظيمتين سايرتا التاريخ وسادتا العالم وأنجبتا أساطين في عالمي العلم والعمل، فقضت هذه الحضارة الإسلامية كحضارة إنسانية عالمية عليهما، وأنزلتهما إلى الحضيض أو ما يقاربه، وابتلعت الكثير الغالب من أساطينها....فإذا ما ذهبت عن الشرع الحصانة الإلهية ومزج بتوجيه البشر هانت زعزعة أركانه وتهوين أمره.  
<br>يقول: «إنّ الديانة الإسلامية التي نشأت بين عشية وضحاها بين قوم أُميّين ووسط منهار كوّنت من أُولئك البسطاء السذّج هداة مرشدين وساسة ناجحين وقوّاداً عظاماً، وأنبتت في أسرع وقت حضارة إنسانية واقعية أقضّت مضاجع حضارتين عظيمتين سايرتا التاريخ وسادتا العالم وأنجبتا أساطين في عالمي العلم والعمل، فقضت هذه الحضارة الإسلامية كحضارة إنسانية عالمية عليهما، وأنزلتهما إلى الحضيض أو ما يقاربه، وابتلعت الكثير الغالب من أساطينها....فإذا ما ذهبت عن الشرع الحصانة الإلهية ومزج بتوجيه البشر هانت زعزعة أركانه وتهوين أمره.  
<br>ذلك ممّا أدركه أُولئك الأئمّة الذين قرب عهدهم من عهود مطلع التشريع الإسلامي وتذوّقوا [[مقاصد الشريعة]] وزكّتهم السنّة النبوية، فكان موقف من جاء بعدهم لمّا خافوا أن يسند الأمر إلى غير أهله وأن يستعين الحكّام بأهل العلم لتمكين سلطانهم، فاحتاطوا للتشريع، ولم يركنوا إلى العالم الذي اقترب إلى ذوي السلطان، واقتصروا على نصوص السلف وأقوالهم، خصوصاً لمّا وجدوا أنّ الفقه السلفي الذي استنبطه أُولئك الصفوة من علماء القرون الأُولى من كتاب اللَّه وسنّة رسوله قد جمع فأوعى، فلا تكاد تجد حادثة لا يطبّق عليها ذلك القانون التشريعي. وقد استخرج أُولئك العلماء المتفقّهون في مقاصد الشريعة قواعد منبثّة في الكتاب الحكيم و[[السنّة]] المبيّنة، فسمّوها «أُصولًا للتشريع» يستند إليها المتتبّعون لأحكام الفقه وحكمة التشريع. وكم بهرت دقّتها وعمقها رجالات القوانين الغربيّين!<br>وقد نبّه [[القرآن الحكيم]] إلى الأمراض النفسية الراسخة في الضعف البشري، مثل: «إِنَ‏<br>الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً* إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً» (سورة المعارج:<br>19- 21)، «إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ* وَ إِنَّهُ عَلى‏ ذلِكَ لَشَهِيدٌ* وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» (سورة العاديات: 6- 8)، «خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ» (سورة الأنبياء: 37)، «وَ لَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ* وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ» (سورة هود: 9- 10)، «كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى‏* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى‏» (سورة العلق: 6- 7). وبمثل هذه الآيات الحكيمة نبّه اللَّه تعالى المؤمنين إلى عيوب النفس الكامنة في الإنسان الملازمة له، وأرشده إلى العلاج، فقال: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها» (سورة الشمس: 9- 10).<br>
<br>ذلك ممّا أدركه أُولئك الأئمّة الذين قرب عهدهم من عهود مطلع التشريع الإسلامي وتذوّقوا [[مقاصد الشريعة]] وزكّتهم [[السنّة]] النبوية، فكان موقف من جاء بعدهم لمّا خافوا أن يسند الأمر إلى غير أهله وأن يستعين الحكّام بأهل العلم لتمكين سلطانهم، فاحتاطوا للتشريع، ولم يركنوا إلى العالم الذي اقترب إلى ذوي السلطان، واقتصروا على نصوص السلف وأقوالهم، خصوصاً لمّا وجدوا أنّ الفقه السلفي الذي استنبطه أُولئك الصفوة من علماء القرون الأُولى من كتاب اللَّه وسنّة رسوله قد جمع فأوعى، فلا تكاد تجد حادثة لا يطبّق عليها ذلك القانون التشريعي. وقد استخرج أُولئك العلماء المتفقّهون في مقاصد الشريعة قواعد منبثّة في الكتاب الحكيم و[[السنّة]] المبيّنة، فسمّوها «أُصولًا للتشريع» يستند إليها المتتبّعون لأحكام الفقه وحكمة التشريع. <br>
وكم بهرت دقّتها وعمقها رجالات القوانين الغربيّين!<br>وقد نبّه [[القرآن الحكيم]] إلى الأمراض النفسية الراسخة في الضعف البشري، مثل: «إِنَ‏<br>الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً* إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً» (سورة المعارج:<br>19- 21)، «إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ* وَ إِنَّهُ عَلى‏ ذلِكَ لَشَهِيدٌ* وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» (سورة العاديات: 6- 8)، «خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ» (سورة الأنبياء: 37)، «وَ لَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ* وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ» (سورة هود: 9- 10)، «كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى‏* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى‏» (سورة العلق: 6- 7). وبمثل هذه الآيات الحكيمة نبّه اللَّه تعالى المؤمنين إلى عيوب النفس الكامنة في الإنسان الملازمة له، وأرشده إلى العلاج، فقال: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها» (سورة الشمس: 9- 10).<br>
ولكن العلاج صعب، وقليل من الناس من يصبر عليه، والهوى غلّاب: «وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» (سورة ص: 26).
ولكن العلاج صعب، وقليل من الناس من يصبر عليه، والهوى غلّاب: «وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» (سورة ص: 26).
<br>ولمثل ذلك أقفل المسلمون أبواب [[الاجتهاد]] بعدما وجدوا فيما عندهم من فقه السلف الصالح المؤتمنين في دينهم الكثير المغني‏ «فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ» (سورة يونس: 32)، «وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ» (سورة البقرة: 42). وبهذه الحصانة سلم التشريع الإسلامي من المزايدات السياسية وعبث العابثين، ولكنّ الغربيّين والمتغرّبين الذي أقضّ مضجعهم الإسلام بصلابته رغم زوال سلطانه يتهامسون أنّ حضارة الغرب رغم بهرجتها أخذت تتآكل ودواعي الفناء تسري في شرايين وجودها. فإذا ما وجدت هذه الصحوة الإسلامية المجال أمامها فسيحاً فستقضي على الغرب وسلطان حضارته، كما كانت قضت من قبل على حضارتي فارس وبيزنطة واحتوت على مفكّريهما، فلنقضِ على هذه الصحوة في المهد، ولنعمل بجدّ ومراوغة على أن نطعم الحضارة الإسلامية التي عمادها الإيمان باللَّه وأنّه على كلّ شي قدير والإيمان باليوم الآخر والتهوين من هذه المعتقدات، وأن يمزج معها حياة الحضارة الغربية التي تقوم على المادّة وإرضاء الشهوات، خصوصاً وأدمغة المتعلّمين فتياناً وفتيات قد وقع احتلالها، وإقصاء التوجيه الحضاري الإسلامي. والفقه الإسلامي أُغفل في مواد العلوم، وحتّى كتبه تكاد تفقد في الأسواق والمكتبات العامّة. وأمّا الحضارة الغربية بلهوها ومجونها وتجنّيها على الأخلاق قد دخلت‏ كامل المجتمعات وحتّى البيوت والمخادع عن طريق الإذاعة والتلفزة. ورغم كلّ ذلك فإنّ الذين يلغون ويتقوّلون على الإسلام وتشريعه يجدون أمامهم الصحف والإذاعات مفتوحة في وجوههم مع الدعم المادّي والأدبي.<br>
<br>ولمثل ذلك أقفل المسلمون أبواب [[الاجتهاد]] بعدما وجدوا فيما عندهم من فقه السلف الصالح المؤتمنين في دينهم الكثير المغني‏ «فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ» (سورة يونس: 32)، «وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ» (سورة البقرة: 42). وبهذه الحصانة سلم التشريع الإسلامي من المزايدات السياسية وعبث العابثين، ولكنّ الغربيّين والمتغرّبين الذي أقضّ مضجعهم الإسلام بصلابته رغم زوال سلطانه يتهامسون أنّ حضارة الغرب رغم بهرجتها أخذت تتآكل ودواعي الفناء تسري في شرايين وجودها. فإذا ما وجدت هذه الصحوة الإسلامية المجال أمامها فسيحاً فستقضي على الغرب وسلطان حضارته، كما كانت قضت من قبل على حضارتي فارس وبيزنطة واحتوت على مفكّريهما، فلنقضِ على هذه الصحوة في المهد، ولنعمل بجدّ ومراوغة على أن نطعم الحضارة الإسلامية التي عمادها الإيمان باللَّه وأنّه على كلّ شي قدير والإيمان باليوم الآخر والتهوين من هذه المعتقدات، وأن يمزج معها حياة الحضارة الغربية التي تقوم على المادّة وإرضاء الشهوات، خصوصاً وأدمغة المتعلّمين فتياناً وفتيات قد وقع احتلالها، وإقصاء التوجيه الحضاري الإسلامي. والفقه الإسلامي أُغفل في مواد العلوم، وحتّى كتبه تكاد تفقد في الأسواق والمكتبات العامّة. وأمّا الحضارة الغربية بلهوها ومجونها وتجنّيها على الأخلاق قد دخلت‏ كامل المجتمعات وحتّى البيوت والمخادع عن طريق الإذاعة والتلفزة. ورغم كلّ ذلك فإنّ الذين يلغون ويتقوّلون على الإسلام وتشريعه يجدون أمامهم الصحف والإذاعات مفتوحة في وجوههم مع الدعم المادّي والأدبي.<br>
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل