انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد الصالح النيفر»

لا ملخص تعديل
سطر ٤٠: سطر ٤٠:
<br>وبعد الاستقلال سنة 1956 م ضيّق عليه الخناق من قبل الرئيس [[الحبيب بورقيبة]]، فهاجر إلى [[الجزائر]] عام 1963 م مدرّساً في معاهد [[قسنطينة]] ومدارسها، وكانت له صلة ب[[جمعية العلماء المسلمين]] الجزائرية، وأسّس هنالك «[[جمعية الإصلاح الأخلاقي]]»، وعاد إلى بلاده بعد بضع سنوات (عام 1970 م)، واحتضن في بيته الاجتماع التأسيسي ل[[حركة الاتّجاه الإسلامي]] عام 1981 م، واعتقل مع قادة الحركة، ثمّ ما لبث أن أُفرج عنه.
<br>وبعد الاستقلال سنة 1956 م ضيّق عليه الخناق من قبل الرئيس [[الحبيب بورقيبة]]، فهاجر إلى [[الجزائر]] عام 1963 م مدرّساً في معاهد [[قسنطينة]] ومدارسها، وكانت له صلة ب[[جمعية العلماء المسلمين]] الجزائرية، وأسّس هنالك «[[جمعية الإصلاح الأخلاقي]]»، وعاد إلى بلاده بعد بضع سنوات (عام 1970 م)، واحتضن في بيته الاجتماع التأسيسي ل[[حركة الاتّجاه الإسلامي]] عام 1981 م، واعتقل مع قادة الحركة، ثمّ ما لبث أن أُفرج عنه.
=التأليفات=
=التأليفات=
ترك مقالات كثيرة وعدّة مؤلّفات، كالصلاة وفوائدها، ودور المرأة المسلمة، والردّ على مجلّة الأحوال الشخصية، وغيرها.
ترك مقالات كثيرة وعدّة مؤلّفات، كالصلاة وفوائدها، ودور المرأة المسلمة، والردّ على مجلّة الأحوال الشخصية، وغيرها.
<br>كان من جملة المنادين بضرورة [[الوحدة الإسلامية]] وأهمّيتها، وشارك في بعض المؤتمرات الإسلامية التي دعي لحضورها، وكان منها مؤتمر [[طهران]] المنعقد عام 1982 م.
=الآراء الوحدوية=
كان من جملة المنادين بضرورة [[الوحدة الإسلامية]] وأهمّيتها، وشارك في بعض المؤتمرات الإسلامية التي دعي لحضورها، وكان منها مؤتمر [[طهران]] المنعقد عام 1982 م.
<br>يقول: «إنّ الديانة الإسلامية التي نشأت بين عشية وضحاها بين قوم أُميّين ووسط منهار كوّنت من أُولئك البسطاء السذّج هداة مرشدين وساسة ناجحين وقوّاداً عظاماً، وأنبتت في أسرع وقت حضارة إنسانية واقعية أقضّت مضاجع حضارتين عظيمتين سايرتا التاريخ وسادتا العالم وأنجبتا أساطين في عالمي العلم والعمل، فقضت هذه الحضارة الإسلامية كحضارة إنسانية عالمية عليهما، وأنزلتهما إلى الحضيض أو ما يقاربه، وابتلعت الكثير الغالب من أساطينها....فإذا ما ذهبت عن الشرع الحصانة الإلهية ومزج بتوجيه البشر هانت زعزعة أركانه وتهوين أمره.  
<br>يقول: «إنّ الديانة الإسلامية التي نشأت بين عشية وضحاها بين قوم أُميّين ووسط منهار كوّنت من أُولئك البسطاء السذّج هداة مرشدين وساسة ناجحين وقوّاداً عظاماً، وأنبتت في أسرع وقت حضارة إنسانية واقعية أقضّت مضاجع حضارتين عظيمتين سايرتا التاريخ وسادتا العالم وأنجبتا أساطين في عالمي العلم والعمل، فقضت هذه الحضارة الإسلامية كحضارة إنسانية عالمية عليهما، وأنزلتهما إلى الحضيض أو ما يقاربه، وابتلعت الكثير الغالب من أساطينها....فإذا ما ذهبت عن الشرع الحصانة الإلهية ومزج بتوجيه البشر هانت زعزعة أركانه وتهوين أمره.  
<br>ذلك ممّا أدركه أُولئك الأئمّة الذين قرب عهدهم من عهود مطلع التشريع الإسلامي وتذوّقوا [[مقاصد الشريعة]] وزكّتهم [[السنّة]] النبوية، فكان موقف من جاء بعدهم لمّا خافوا أن يسند الأمر إلى غير أهله وأن يستعين الحكّام بأهل العلم لتمكين سلطانهم، فاحتاطوا للتشريع، ولم يركنوا إلى العالم الذي اقترب إلى ذوي السلطان، واقتصروا على نصوص السلف وأقوالهم، خصوصاً لمّا وجدوا أنّ الفقه السلفي الذي استنبطه أُولئك الصفوة من علماء القرون الأُولى من كتاب اللَّه وسنّة رسوله قد جمع فأوعى، فلا تكاد تجد حادثة لا يطبّق عليها ذلك القانون التشريعي. وقد استخرج أُولئك العلماء المتفقّهون في مقاصد الشريعة قواعد منبثّة في الكتاب الحكيم و[[السنّة]] المبيّنة، فسمّوها «أُصولًا للتشريع» يستند إليها المتتبّعون لأحكام الفقه وحكمة التشريع. <br>
<br>ذلك ممّا أدركه أُولئك الأئمّة الذين قرب عهدهم من عهود مطلع التشريع الإسلامي وتذوّقوا [[مقاصد الشريعة]] وزكّتهم [[السنّة]] النبوية، فكان موقف من جاء بعدهم لمّا خافوا أن يسند الأمر إلى غير أهله وأن يستعين الحكّام بأهل العلم لتمكين سلطانهم، فاحتاطوا للتشريع، ولم يركنوا إلى العالم الذي اقترب إلى ذوي السلطان، واقتصروا على نصوص السلف وأقوالهم، خصوصاً لمّا وجدوا أنّ الفقه السلفي الذي استنبطه أُولئك الصفوة من علماء القرون الأُولى من كتاب اللَّه وسنّة رسوله قد جمع فأوعى، فلا تكاد تجد حادثة لا يطبّق عليها ذلك القانون التشريعي. وقد استخرج أُولئك العلماء المتفقّهون في مقاصد الشريعة قواعد منبثّة في الكتاب الحكيم و[[السنّة]] المبيّنة، فسمّوها «أُصولًا للتشريع» يستند إليها المتتبّعون لأحكام الفقه وحكمة التشريع. <br>
سطر ٤٩: سطر ٥٠:
من أراد بياناً وتوضيحاً للتشريع الإسلامي لا يجد ولو صحيفة تنشر له فضلًا عن الإذاعة والتلفزة. هذا إذا لم يطرد وتسدّ السبل في وجهه!<br>وهل يمكن لعالم- مع ضعف البضاعة العلمية- أن يقول لحكّام بلاده: أخطأتم، وشرع اللَّه مخالف لما تشرّعون؟!<br>
من أراد بياناً وتوضيحاً للتشريع الإسلامي لا يجد ولو صحيفة تنشر له فضلًا عن الإذاعة والتلفزة. هذا إذا لم يطرد وتسدّ السبل في وجهه!<br>وهل يمكن لعالم- مع ضعف البضاعة العلمية- أن يقول لحكّام بلاده: أخطأتم، وشرع اللَّه مخالف لما تشرّعون؟!<br>
وفي هذا الجوّ وأمثاله وربّما أشدّ منه تتعالى أصوات غريبة أن افتحوا أمام الناس أبواب التشريع والاجتهاد، حتّى أنّ العدالة الاجتماعية التي دعا إليها الإسلام وحدّد ضوابطها ومفهومها لمّا أثنى الغرب على أبعادها في بعض ما قرؤوا من كتبهم ولم يرق لهم الأمر- وهم المتهالكون على أعتاب الغرب المنهار- استحدثوا ألفاظاً تملّقوا فيها حضارة الغرب، ولم يوفّقوا حتّى في تملّقهم هذا، إذ قالوا: اشتراكية إسلامية! ورغم تقديمهم لما انتحلوا من حضارة الغرب الاشتراكية على ما يتظاهرون به من إسلام فإنّ الغرب نفسه قد مجّها لمّا رأى أسواءها عند التطبيق. والإسلام في كامل الغنى عن هذا التملّق حين يقول اللَّه: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‏» (سورة النحل:90)، ويقول: «فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ» (سورة البقرة: 59).
وفي هذا الجوّ وأمثاله وربّما أشدّ منه تتعالى أصوات غريبة أن افتحوا أمام الناس أبواب التشريع والاجتهاد، حتّى أنّ العدالة الاجتماعية التي دعا إليها الإسلام وحدّد ضوابطها ومفهومها لمّا أثنى الغرب على أبعادها في بعض ما قرؤوا من كتبهم ولم يرق لهم الأمر- وهم المتهالكون على أعتاب الغرب المنهار- استحدثوا ألفاظاً تملّقوا فيها حضارة الغرب، ولم يوفّقوا حتّى في تملّقهم هذا، إذ قالوا: اشتراكية إسلامية! ورغم تقديمهم لما انتحلوا من حضارة الغرب الاشتراكية على ما يتظاهرون به من إسلام فإنّ الغرب نفسه قد مجّها لمّا رأى أسواءها عند التطبيق. والإسلام في كامل الغنى عن هذا التملّق حين يقول اللَّه: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‏» (سورة النحل:90)، ويقول: «فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ» (سورة البقرة: 59).
<br>أمر إدارة الحكم في البلدان العربية غريب، إذاعاتها وتلفزاتها تتحدّث عن هجرة الأدمغة. فالنابغة في علم الحساب لا يجد متّسعاً لجهوده في بلاده،<br>
==كلامه حول هجرة الأدمغة==
أمر إدارة الحكم في البلدان العربية غريب، إذاعاتها وتلفزاتها تتحدّث عن هجرة الأدمغة. فالنابغة في علم الحساب لا يجد متّسعاً لجهوده في بلاده،<br>
فلمّا ارتحل عنها إلى الغرب وجد المناخ الطيّب والمتّسع لنبوغه والمعين على ابتكاراته، مثل ذلك الطبيب النابغ والجيولوجي المنتج. وهكذا في سائر أوجه الابتكار والإنتاج، ولكنّه يكبت نبوغه ويقضي على حيويته ويعطّل نشاطه، فينتج ويثمر في الغرب، وينسب نتاجه إلى حضارة غريبة عنه. هذا في غير ما ينسب في ظاهره إلى الإسلام، فإذا جاء من الأمر ما يتّصل بالإسلام مباشرة تضافرت جهود حكومات الغرب على كبته والوقيعة به، وحكومات البلاد العربية كلّ همّهما أن يبيت الغرب راضياً عن سيرهم وعملهم! في هذا الجوّ الذي يدركه الجميع تتعالى أصوات منّا داعية إلى تطوير التشريع الإسلامي حتّى يواكب ما عليه الغرب من‏ تشريع ونظام وحياة، أليس من الغريب الذي تحار الأفكار في تعليله بمنطق العقل أن تبرز في هذا الحصار الشامل أصوات مادّية من فتيان وفتيات تدعو في حرارة وشوق إلى الإسلام وهم لم يدرسوه في مدارسهم وجامعاتهم،<br>
فلمّا ارتحل عنها إلى الغرب وجد المناخ الطيّب والمتّسع لنبوغه والمعين على ابتكاراته، مثل ذلك الطبيب النابغ والجيولوجي المنتج. وهكذا في سائر أوجه الابتكار والإنتاج، ولكنّه يكبت نبوغه ويقضي على حيويته ويعطّل نشاطه، فينتج ويثمر في الغرب، وينسب نتاجه إلى حضارة غريبة عنه. هذا في غير ما ينسب في ظاهره إلى الإسلام، فإذا جاء من الأمر ما يتّصل بالإسلام مباشرة تضافرت جهود حكومات الغرب على كبته والوقيعة به، وحكومات البلاد العربية كلّ همّهما أن يبيت الغرب راضياً عن سيرهم وعملهم! في هذا الجوّ الذي يدركه الجميع تتعالى أصوات منّا داعية إلى تطوير التشريع الإسلامي حتّى يواكب ما عليه الغرب من‏ تشريع ونظام وحياة، أليس من الغريب الذي تحار الأفكار في تعليله بمنطق العقل أن تبرز في هذا الحصار الشامل أصوات مادّية من فتيان وفتيات تدعو في حرارة وشوق إلى الإسلام وهم لم يدرسوه في مدارسهم وجامعاتهم،<br>
بل قدّمت لهم تلك المدراس والجامعات علمانية شهوانية في وسط لهو عابث وتحمّلوا في الصبر على دعوتهم هذه الأذى والكبت والمقاومة، ممّا دعا الكثير من أساطين الصحافة الباحثة أن ترسل من روّادها من يعمل على تقصّي أسباب هذه الصحوة الإسلامية من شباب كان الظنّ به أنّه لا يعرف الإسلام وهو لم يتعلّمه في دروسه بعدما تقدّم للساحة كتّاب تزيّوا بزي العلوم الإسلامية مشفقين ناصحين يقولون: إنّهم يعملون للإسلام وشبابه... فطوراً يدعون لتطهيره من دنس الحكم، وما ورد في القرآن من أحكام إنّما هي نماذج لتطهير النفوس، وإنّما الغاية من الدين أن تتطهّر النفوس وتتسلّى، وتشريع القانون يبقى للناس يشرّعون فيه كيف يشاؤون! وآخرون يقولون: إنّ غاية القرآن في أحكامه إقامة الحقّ والعدل،<br>
بل قدّمت لهم تلك المدراس والجامعات علمانية شهوانية في وسط لهو عابث وتحمّلوا في الصبر على دعوتهم هذه الأذى والكبت والمقاومة، ممّا دعا الكثير من أساطين الصحافة الباحثة أن ترسل من روّادها من يعمل على تقصّي أسباب هذه الصحوة الإسلامية من شباب كان الظنّ به أنّه لا يعرف الإسلام وهو لم يتعلّمه في دروسه بعدما تقدّم للساحة كتّاب تزيّوا بزي العلوم الإسلامية مشفقين ناصحين يقولون: إنّهم يعملون للإسلام وشبابه... فطوراً يدعون لتطهيره من دنس الحكم، وما ورد في القرآن من أحكام إنّما هي نماذج لتطهير النفوس، وإنّما الغاية من الدين أن تتطهّر النفوس وتتسلّى، وتشريع القانون يبقى للناس يشرّعون فيه كيف يشاؤون! وآخرون يقولون: إنّ غاية القرآن في أحكامه إقامة الحقّ والعدل،<br>
سطر ٥٥: سطر ٥٧:
وكان من حقّهم أن يقولوا: ويرضى عنه الغرب! وكان من حقّنا أن نسائل هؤلاء وأمثالهم إذا كان الإله الذي أنزل القرآن لا يعلم استعدادات خلقه وهو في حاجة لأن يصلح له هؤلاء المجتهدون الناصحون نقصه فهم آلهة أعلم منه‏ «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» (سورة الأنفال: 30)، والمكر: توجيهك غيرك إلى ما يفسد عليه غايته وأنت توهمه أنّك تعمل لصالحه. فإنّ هؤلاء الغربيّين الناصحين يشيرون على من اتّصلوا به أو اتّصل بهم من المأجورين أو السذّج المغرورين أن يطوّروا الإسلام ويميعوه حتّى يندمج في بوتقة المادّية الغربية، وبمثل هذا يهون عليهم إرضاء شهواتهم ولذّاتهم في وضح النهار،<br>
وكان من حقّهم أن يقولوا: ويرضى عنه الغرب! وكان من حقّنا أن نسائل هؤلاء وأمثالهم إذا كان الإله الذي أنزل القرآن لا يعلم استعدادات خلقه وهو في حاجة لأن يصلح له هؤلاء المجتهدون الناصحون نقصه فهم آلهة أعلم منه‏ «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» (سورة الأنفال: 30)، والمكر: توجيهك غيرك إلى ما يفسد عليه غايته وأنت توهمه أنّك تعمل لصالحه. فإنّ هؤلاء الغربيّين الناصحين يشيرون على من اتّصلوا به أو اتّصل بهم من المأجورين أو السذّج المغرورين أن يطوّروا الإسلام ويميعوه حتّى يندمج في بوتقة المادّية الغربية، وبمثل هذا يهون عليهم إرضاء شهواتهم ولذّاتهم في وضح النهار،<br>
وكسب عطف الغربيّين وعونهم، ولهم في فتح باب الاجتهاد المطلق مجال فسيح يوجّهونه حيث يشاؤون ويسدلون أستاراً سميكة على الفقه السلفي البالي. وما كان عثرة في سبيلهم من نصوص القرآن والسنّة فهم في حلّ منه بتأويله أو تبديله، وبذلك يبرؤون من التحجّر والجمود. والغرب يعينهم بما يريدون من دعاية وتأييد، قال تعالى: «وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (سورة إبراهيم: 46). وفي هذا المجال الشاسع من التأييد والإعانة تبرز الشبيبة المسلمة تدعو لإخراج الإسلام مخبآته ونفض الغبار عليه: «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» (سورة الأنفال: 30)، فيخرج من تلك الأدمغة التي عملتم لتكوينها وتلك الشبيبة التي علّمتموها من يفسد عليكم خططكم ويعمل لتعطيل مسيرتكم مثل الشهيدين [[عبد القادر عودة]] و[[سيّد قطب]]. فتراكم تلجؤون إلى القوّة وتسلّون سيف النقمة، وما سيف الإرهاب والنقمة بمفيد!».
وكسب عطف الغربيّين وعونهم، ولهم في فتح باب الاجتهاد المطلق مجال فسيح يوجّهونه حيث يشاؤون ويسدلون أستاراً سميكة على الفقه السلفي البالي. وما كان عثرة في سبيلهم من نصوص القرآن والسنّة فهم في حلّ منه بتأويله أو تبديله، وبذلك يبرؤون من التحجّر والجمود. والغرب يعينهم بما يريدون من دعاية وتأييد، قال تعالى: «وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (سورة إبراهيم: 46). وفي هذا المجال الشاسع من التأييد والإعانة تبرز الشبيبة المسلمة تدعو لإخراج الإسلام مخبآته ونفض الغبار عليه: «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» (سورة الأنفال: 30)، فيخرج من تلك الأدمغة التي عملتم لتكوينها وتلك الشبيبة التي علّمتموها من يفسد عليكم خططكم ويعمل لتعطيل مسيرتكم مثل الشهيدين [[عبد القادر عودة]] و[[سيّد قطب]]. فتراكم تلجؤون إلى القوّة وتسلّون سيف النقمة، وما سيف الإرهاب والنقمة بمفيد!».
=الوفاة=
=الوفاة=
<br>توفّي عام 1993 م.
<br>توفّي عام 1993 م.
٤٬٩٤١

تعديل