انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد الصالح النيفر»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
</div>
</div>
'''الشيخ محمّد صالح بن محمّد الطيّب بن علي بن صالح بن أحمد النيفر''': فقيه داعية، من رجال [[الإصلاح الإسلامي]] و[[الصحوة]] في [[تونس]].
'''الشيخ محمّد صالح بن محمّد الطيّب بن علي بن صالح بن أحمد النيفر''': فقيه داعية، من رجال [[الإصلاح الإسلامي]] و[[الصحوة]] في [[تونس]].
<br>ولد سنة 1902 م في تونس لأُسرة علم وصلاح، وتعلّم في [[جامع الزيتونة]]، ودرّس فيه، وتولّى إدارة فرعه للبنات، وكان من جملة أساتذته: [[محمّد النخلي]]، و[[محمّد الصادق النيفر]]، و[[محمّد الطاهر بن عاشور]]، و[[محمّد العزيز جعيط]].
=الولادة=
ولد سنة 1902 م في تونس لأُسرة علم وصلاح
=الدراسة=
تعلّم في [[جامع الزيتونة]]، ودرّس فيه، وتولّى إدارة فرعه للبنات، وكان من جملة أساتذته: [[محمّد النخلي]]، و[[محمّد الصادق النيفر]]، و[[محمّد الطاهر بن عاشور]]، و[[محمّد العزيز جعيط]].
<br>ولمّا ساء وضع مدرّسي الجامع أسّس نقابة لهم وخاض بها أوّل إضراب وأطوله في تاريخ تونس استمرّ أشهراً، حتّى رضخ الفرنسيّون لمطالبه، وأضحت شهادات جامع الزيتونة تعادل شهادات الجامعات الفرنسية.
<br>ولمّا ساء وضع مدرّسي الجامع أسّس نقابة لهم وخاض بها أوّل إضراب وأطوله في تاريخ تونس استمرّ أشهراً، حتّى رضخ الفرنسيّون لمطالبه، وأضحت شهادات جامع الزيتونة تعادل شهادات الجامعات الفرنسية.
<br>أسّس «[[جمعية الشبّان المسلمين]]» التي انطلقت بكثير من الأعمال الخيرية كتعليم الدين وتحفيظ القرآن ومحو الأُمّية وإنشاء دور للإيتام، وأصدر مجلّة «الجامعة» سنة 1947 م، ودعا إلى إصلاح التعليم الزيتوني، وطلب إصدار مجلّة خاصّة بالنساء، فرفض طلبه!
=النشاطات=
أسّس «[[جمعية الشبّان المسلمين]]» التي انطلقت بكثير من الأعمال الخيرية كتعليم الدين وتحفيظ القرآن ومحو الأُمّية وإنشاء دور للإيتام، وأصدر مجلّة «الجامعة» سنة 1947 م، ودعا إلى إصلاح التعليم الزيتوني، وطلب إصدار مجلّة خاصّة بالنساء، فرفض طلبه!
<br>تزوّج عام 1935 م من السيّدة سعاد ختّاش، فأنجبت له ثمانية أبناء.
<br>تزوّج عام 1935 م من السيّدة سعاد ختّاش، فأنجبت له ثمانية أبناء.
<br>وبعد الاستقلال سنة 1956 م ضيّق عليه الخناق من قبل الرئيس [[الحبيب بورقيبة]]، فهاجر إلى [[الجزائر]] عام 1963 م مدرّساً في معاهد [[قسنطينة]] ومدارسها، وكانت له صلة ب[[جمعية العلماء المسلمين]] الجزائرية، وأسّس هنالك «[[جمعية الإصلاح الأخلاقي]]»، وعاد إلى بلاده بعد بضع سنوات (عام 1970 م)، واحتضن في بيته الاجتماع التأسيسي ل[[حركة الاتّجاه الإسلامي]] عام 1981 م، واعتقل مع قادة الحركة، ثمّ ما لبث أن أُفرج عنه.
<br>وبعد الاستقلال سنة 1956 م ضيّق عليه الخناق من قبل الرئيس [[الحبيب بورقيبة]]، فهاجر إلى [[الجزائر]] عام 1963 م مدرّساً في معاهد [[قسنطينة]] ومدارسها، وكانت له صلة ب[[جمعية العلماء المسلمين]] الجزائرية، وأسّس هنالك «[[جمعية الإصلاح الأخلاقي]]»، وعاد إلى بلاده بعد بضع سنوات (عام 1970 م)، واحتضن في بيته الاجتماع التأسيسي ل[[حركة الاتّجاه الإسلامي]] عام 1981 م، واعتقل مع قادة الحركة، ثمّ ما لبث أن أُفرج عنه.
<br>توفّي عام 1993 م تاركاً مقالات كثيرة وعدّة مؤلّفات، كالصلاة وفوائدها، ودور المرأة المسلمة، والردّ على مجلّة الأحوال الشخصية، وغيرها.
=التأليفات=
ترك مقالات كثيرة وعدّة مؤلّفات، كالصلاة وفوائدها، ودور المرأة المسلمة، والردّ على مجلّة الأحوال الشخصية، وغيرها.
<br>كان من جملة المنادين بضرورة [[الوحدة الإسلامية]] وأهمّيتها، وشارك في بعض المؤتمرات الإسلامية التي دعي لحضورها، وكان منها مؤتمر [[طهران]] المنعقد عام 1982 م.
<br>كان من جملة المنادين بضرورة [[الوحدة الإسلامية]] وأهمّيتها، وشارك في بعض المؤتمرات الإسلامية التي دعي لحضورها، وكان منها مؤتمر [[طهران]] المنعقد عام 1982 م.
<br>يقول: «إنّ الديانة الإسلامية التي نشأت بين عشية وضحاها بين قوم أُميّين ووسط منهار كوّنت من أُولئك البسطاء السذّج هداة مرشدين وساسة ناجحين وقوّاداً عظاماً، وأنبتت في أسرع وقت حضارة إنسانية واقعية أقضّت مضاجع حضارتين عظيمتين سايرتا التاريخ وسادتا العالم وأنجبتا أساطين في عالمي العلم والعمل، فقضت هذه الحضارة الإسلامية كحضارة إنسانية عالمية عليهما، وأنزلتهما إلى الحضيض أو ما يقاربه، وابتلعت الكثير الغالب من أساطينها....فإذا ما ذهبت عن الشرع الحصانة الإلهية ومزج بتوجيه البشر هانت زعزعة أركانه وتهوين أمره.  
<br>يقول: «إنّ الديانة الإسلامية التي نشأت بين عشية وضحاها بين قوم أُميّين ووسط منهار كوّنت من أُولئك البسطاء السذّج هداة مرشدين وساسة ناجحين وقوّاداً عظاماً، وأنبتت في أسرع وقت حضارة إنسانية واقعية أقضّت مضاجع حضارتين عظيمتين سايرتا التاريخ وسادتا العالم وأنجبتا أساطين في عالمي العلم والعمل، فقضت هذه الحضارة الإسلامية كحضارة إنسانية عالمية عليهما، وأنزلتهما إلى الحضيض أو ما يقاربه، وابتلعت الكثير الغالب من أساطينها....فإذا ما ذهبت عن الشرع الحصانة الإلهية ومزج بتوجيه البشر هانت زعزعة أركانه وتهوين أمره.  
سطر ٤٩: سطر ٥٤:
وكان من حقّهم أن يقولوا: ويرضى عنه الغرب! وكان من حقّنا أن نسائل هؤلاء وأمثالهم إذا كان الإله الذي أنزل القرآن لا يعلم استعدادات خلقه وهو في حاجة لأن يصلح له هؤلاء المجتهدون الناصحون نقصه فهم آلهة أعلم منه‏ «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» (سورة الأنفال: 30)، والمكر: توجيهك غيرك إلى ما يفسد عليه غايته وأنت توهمه أنّك تعمل لصالحه. فإنّ هؤلاء الغربيّين الناصحين يشيرون على من اتّصلوا به أو اتّصل بهم من المأجورين أو السذّج المغرورين أن يطوّروا الإسلام ويميعوه حتّى يندمج في بوتقة المادّية الغربية، وبمثل هذا يهون عليهم إرضاء شهواتهم ولذّاتهم في وضح النهار،<br>
وكان من حقّهم أن يقولوا: ويرضى عنه الغرب! وكان من حقّنا أن نسائل هؤلاء وأمثالهم إذا كان الإله الذي أنزل القرآن لا يعلم استعدادات خلقه وهو في حاجة لأن يصلح له هؤلاء المجتهدون الناصحون نقصه فهم آلهة أعلم منه‏ «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» (سورة الأنفال: 30)، والمكر: توجيهك غيرك إلى ما يفسد عليه غايته وأنت توهمه أنّك تعمل لصالحه. فإنّ هؤلاء الغربيّين الناصحين يشيرون على من اتّصلوا به أو اتّصل بهم من المأجورين أو السذّج المغرورين أن يطوّروا الإسلام ويميعوه حتّى يندمج في بوتقة المادّية الغربية، وبمثل هذا يهون عليهم إرضاء شهواتهم ولذّاتهم في وضح النهار،<br>
وكسب عطف الغربيّين وعونهم، ولهم في فتح باب الاجتهاد المطلق مجال فسيح يوجّهونه حيث يشاؤون ويسدلون أستاراً سميكة على الفقه السلفي البالي. وما كان عثرة في سبيلهم من نصوص القرآن والسنّة فهم في حلّ منه بتأويله أو تبديله، وبذلك يبرؤون من التحجّر والجمود. والغرب يعينهم بما يريدون من دعاية وتأييد، قال تعالى: «وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (سورة إبراهيم: 46). وفي هذا المجال الشاسع من التأييد والإعانة تبرز الشبيبة المسلمة تدعو لإخراج الإسلام مخبآته ونفض الغبار عليه: «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» (سورة الأنفال: 30)، فيخرج من تلك الأدمغة التي عملتم لتكوينها وتلك الشبيبة التي علّمتموها من يفسد عليكم خططكم ويعمل لتعطيل مسيرتكم مثل الشهيدين [[عبد القادر عودة]] و[[سيّد قطب]]. فتراكم تلجؤون إلى القوّة وتسلّون سيف النقمة، وما سيف الإرهاب والنقمة بمفيد!».
وكسب عطف الغربيّين وعونهم، ولهم في فتح باب الاجتهاد المطلق مجال فسيح يوجّهونه حيث يشاؤون ويسدلون أستاراً سميكة على الفقه السلفي البالي. وما كان عثرة في سبيلهم من نصوص القرآن والسنّة فهم في حلّ منه بتأويله أو تبديله، وبذلك يبرؤون من التحجّر والجمود. والغرب يعينهم بما يريدون من دعاية وتأييد، قال تعالى: «وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (سورة إبراهيم: 46). وفي هذا المجال الشاسع من التأييد والإعانة تبرز الشبيبة المسلمة تدعو لإخراج الإسلام مخبآته ونفض الغبار عليه: «وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» (سورة الأنفال: 30)، فيخرج من تلك الأدمغة التي عملتم لتكوينها وتلك الشبيبة التي علّمتموها من يفسد عليكم خططكم ويعمل لتعطيل مسيرتكم مثل الشهيدين [[عبد القادر عودة]] و[[سيّد قطب]]. فتراكم تلجؤون إلى القوّة وتسلّون سيف النقمة، وما سيف الإرهاب والنقمة بمفيد!».
 
=الوفاة=
<br>توفّي عام 1993 م.
=المصدر=
=المصدر=


٤٬٩٤١

تعديل