انتقل إلى المحتوى

حسن ترابي

من ویکي‌وحدت
حسن ترابي
الإسم الکاملالشهيد حسن ترابي
التفاصيل الذاتية
الولادة1953 م، ١٣٧٢ ق، ١٣٣١ ش
مكان الولادةبلتستان باكستان
یوم الوفاة2006م
مكان الوفاةباكستان كراتشي
الدينالإسلام، الشيعة
النشاطاتأحد رواد الوحدة الإسلامية، ورئيس الحركة تحرك جعفرية في إقليم السند.

حسن ترابي، أحد رواد الوحدة الإسلامية، وُلد في مدينة شيغر بمنطقة بلتستان الباكستانية، وبعد إكمال دراسته الإبتدائية في منطقة شيغر، انتقل إلى مدينة كراتشي، حيث انخرط في أنشطة ثقافية ودينية وسياسية واجتماعية، واصبح أحد قادة وأعضاء بارزين في حركة جعفرية باكستان، وسافر إلى المناطق النائية في إقليم السند للدعوة والعمل السياسي، مما ساهم في تعزيز ارتباط العديد من الشيعة هناك بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وكان من أبرز الخطباء والمبلغيين في إقليم السند، وفي 14 يوليو 2006م، ارتقى إلى مرتبة الشهادة في تفجيرٍ انتحاريّ تكفيري بكراتشي، ودُفن في صحن مسجد مصطفوي بمنطقة عباس تاون في كراتشي.

ولادته ونشأته

وُلد الشهيد حسن الترابي في 6 يوليو 1953م في حي تشمق في منطقة شيغر، التابعة للمناطق الشمالية من باكستان، في عائلة متدينة ومعروفة بالعلم والتقوى، والتدين وكان ينتمي إلى سلالة علماء أفاضل، جدُّه كان من العلماء وكان معروف بالمولانا أخوند محمد رضا، ووالده، المولانا أخوند محمد حسين الترابي كان من كبار علماء شيغر في زمانه ومن اللطائف الإلهية أن جميع أفراد هذه العائلة دُفنوا في قرب من المساجد، وكذلك الشهيد حسن الترابي، ايضا دُفن في صحن جامع محمد مصطفى (ص) في منطقة عباس تاون في مدينة كراتشي.

دراسته وتكوينه العلمي

عندما بلغ الشهيد 12 عامًا، أوصاه والده وهو على فراش الموت: "يجب أن تصبح عالما دينيا"، ثم انتقل إلى رحمة الله. وتحمَّل الصغير محمد حسن مسؤولية العائلة (أمه وإخوته)، بالإضافة إلى متابعة دراسة العلوم الدينية تنفيذًا لوصية والده، وبع اكمال دراسته الإبتدائية، انتقل إلى مدينة كراتشي، وفي كراتشي، التحق بجامعة إمامية في ناظم آباد، وهي مدرسة الواعظين التي أسسها المولانا سيد ظفر الحسن الأمرؤهي والمولانا بشير الأنصاري فاتحة تكسلا والسيد مسيب علي الزيدي وفي عام 5895م، وبدأ التدريس فيها. ومن بين مديري المدرسة شخصيات بارزة مثل آغا سيد طيب الجزائري، والمولانا مرزا بنده حيدر لكهنوي، والمولانا أحمد عباس النجفي، والمولانا مصطفى جوهر قبلة، والعلامة طالب جوهرى، والعلامة الشيخ موسى النجفي، وآغا فاضل علي الموسوي. وفي جامعة إمامية، حصل على شهادة "ممتاز الواعظين" بتفوق، حيث جاء في المركز الأول بالقسم الأول. في عام 1970م، اجتاز امتحان "أديب فاضل" في اللغة العربية من مجلس كراتشي بالقسم الثاني، وفي عام 1974م، اجتاز امتحان الثانوية العامة (الماتريك) كطالب خاص من مجلس كراتشي بالقسم الثالث. وبعد التخرج من جامعة إمامية، عاد إلى منطقة شيغر في بلتستان، حيث بدأ نضاله ضد الحاكم العسكري ضياء الحق، مما أدى إلى اعتقاله للمرة الأولى مع رفاقه [١].

خدماته الاجتماعية والدينية في إقليم السند

أدى العلامة حسن الترابي خدمات جليلة في إقليم السند. وقد أشاد العلامة سيد ساجد علي النقوي، الرئيس السابق لحركة تحريك جعفرية باكستان ورئيس مجلس العمل المتحد في الإقليم، بإسهامات الترابي الوطنية والقومية في الذكرى السادسة عشرة لاستشهاده، قائلاً: "تختلف درجات التزام الشخصية بمبادئها ورسالتها، كما تتنوع أساليب عملها، مما يظهر شخصيتها للآخرين. التاريخ والخبرة يشهدان بأن الثابتين على مبادئهم هم الذين يبلغون المراتب العليا، ويفوزون في الدنيا والآخرة." وأضاف العلامة النقوي: "للأسف، لسنوات عديدة، يبدو أرض باكستان ملطخًا بدماء الأبرياء. سواء كانوا قادة الأمة، أو علماء الدين العاملين على نشر الإسلام، أو شخصيات اجتماعية تعمل من أجل الوحدة، أو مواطنين مسالمين، فقد تم استهدافهم في ظروف مختلفة، حتى أثناء السفر، حيث تم إخراجهم من الحافلات وقتلهم بدم بارد." وتابع: "على الدولة أن تتحمل مسؤولية ملاحقة من سهلوا هذه الجرائم ودعموها خلال العقود الأربعة الماضية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية في المستقبل، وحماية الشخصيات التي تعمل من أجل وحدة البلاد وسلامتها من الوقوع ضحايا للإرهاب." ودعا قائد ملت جعفريه باكستان مرة أخرى لرفع درجات الشهيد العلامة حسن الترابي، قائلاً: "أفضل طريقة لتقديم التحية للعلامة حسن الترابي هي مواصلة النضال لتحقيق الأهداف التي كرّس حياته من أجلها" [٢].

نماذج من نشاطاته الوطنية والدينية

قال قائد مجلس علماء الشيعة في باكستان، العلامة السيد ساجد علي النقوي: "إن كفاحنا من أجل تعزيز وحدة الأمة، وإشاعة الأخوة والتآلف، وتحقيق الاستقرار الداخلي للبلاد مستمر بلا انقطاع، ولم نتردد في تقديم أغلى التضحيات على هذا الدرب، وفي هذا السياق، واصل العلامة حسن الترابي نضاله المتواصل حتى ارتقى إلى مرتبة الشهادة وهو يسعى لتحقيق أهداف سامية ويتمم رسالة نبيلة".

إنجازاته الشهيد في إقليم السند

قدّم الشهيد العلامة الترابي خدمات جليلة خاصة في إقليم السند، حيث كرّس ليله ونهاره لنشر رسالة الوحدة والأخوة. و هذا ما شدد به العلامة النقوي في كلامه حيث قال: "تخليد ذكرى الشهيد والوفاء لرسالته يتطلب مواصلة مسيرته، واتخاذ سيرته النضالية مشعل هداية". وختم رسالته بالدعاء لعلوّ منزلة الشهيد الترابي وشهداء الأمة، وللاستقرار والأمن في الوطن العزيز عندما يرحل عظيمٌ عن مدينة، يقول أبناؤها: 'لقد كان بمفرده مجمعاً للفضائل'. لكن باكستان شهدت شخصية فريدة - وإن انتمت ظاهرياً إلى طائفة محددة - إلا أن صداها عمّ كل أركان البلاد. لقد كان كالنسر الذي يحلّق من زاوية صغيرة ليغطي بأجنحته آخر حدود الوطن". تبدو عبارات مثل "كان بمفرده جامعة" قاصرة عن وصف الشهيد الترابي، فلم يكن فرداً بل تجسيداً لأمة بأكملها. حيثما حلّ، تحركت الأمة معه، وحيثما جلس، احتشدت الجماهير حوله. كان صوتاً للصامتين، وسابقاً إلى مشاهد الشهادة في السند، يصل قبل الأهل إلى جثث الضحايا. لم تكن المسؤولية تهرب منه بل كان هو الذي يطاردها بلا كلل [٣].

مناصب ومسؤوليات اللتي شغلها الشهيد

شغل منصب الأمين العام لحزب تحريك جعفرية في كراتشي، ثم أميناً لإقليم السند، ، قبل أن يضيء بمهاراته مناصبه في "مجلس العمل المتحد". كان تلميذاً أميناً للإمام علي (ع)، وابناً باراً للإسلام المحمدي الأصيل. اليوم، يعجز أي مؤرخ عن تصوير حيويته، ويقف أي قلم حائراً أمام سجل نضاله المليء بصفحات تصلح لأن تكون موضوعاً لأطروحات الدكتوراه. اليوم قل نجد في باكستان شخصية بنفس مستوى الشهيد الترابي في الجرأة والنشاط والدفاع عن المظلومين، لقد تسارعت وتيرة الشهادة اليوم، لكن ذكرى هذا القائد الشهيد لا تزال تشعل الحماسة في قلوب السالكين درب الحق. تلك الموجة التي انطلقت من مسجد "سكينة" في نيوكراتشي عام 1982، تحوّلت اليوم إلى محيطٍ عظيمٍ يضم سبعة بحار من شهداء الشيعة في باكستان.

كان عونا للشيعية ولدولة باكستان

خطاب نائب رئيس التحالف الجعفري في باكستان العلامة باقر حسين الزيدي في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد العلامة حسن الترابي حيث قال: "كان الشهيد العلامة حسن الترابي مُحسناً عظيماً ليس للأمة الشيعية فحسب، بل لدولة باكستان بأكملها" وأضاف الزيدي: "عندما حاول الأعداء تقويض استقرار باكستان عبر نشر النزعات الطائفية، وقف الشهيد الترابي كالطود الشامخ، واستأصل شأفة هذه الآفة من جذورها عبر تعزيز الوحدة والأخوة الإسلامية، مقدماً بذلك دليلاً قاطعاً على وطنيته وحبّه لبلاده" [٤].

استشهاده

في 14 يوليو 2006م، ارتقى العلامة حسن الترابي إلى مرتبة الشهادة في تفجيرٍ انتحاريّ بكراتشي، ودُفن في صحن مسجد مصطفوي بمنطقة عباس تاون في كراتشي. [٥].

مواضيع ذات صلة

الهوامش

المصادر