توتر الهند وباكستان 2025
التوتر بين الهند وباكستان 2025 هو حدث بدأ يوم الثلاثاء، 2 اردیبهشت 1404 ش، الموافق 22 أبريل 2025 م، والمصادف لـ 23 شوال 1446 ق، حيث وقع هجوم على حافلة تحمل سياحًا في كشمير تحت السيطرة الهند، مما أسفر عن مقتل 26 إلى 27 شخصًا. وقد نُسب هذا الهجوم إلى جماعات مسلحة مرتبطة بـ باكستان، رغم أن إسلام آباد نفت أي تدخل. ومع ذلك، وعد ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، بمعاقبة الجناة والداعمين لهذا الهجوم، بينما وصفت باكستان إجراءات الهند بأنها "استفزازية". من بين نتائج هذا التوتر، توقف إصدار التأشيرات بين الهند وباكستان، وإغلاق المعابر والحدود البرية والجوية بين البلدين، وتعليق مؤقت لمعاهدة مياه نهر السند.
التاريخ
إن الصراع والتوتر بين الهند وباكستان حول كشمير هو مسألة قائمة منذ تقسيم شبه القارة الهندية في عام 1947 م، وهو أحد أطول النزاعات الإقليمية في العالم. وقد شهد خط السيطرة (LoC)، الذي تم تحديده كحدود غير رسمية لكشمير بين البلدين بعد حرب 1971 م، دائمًا نزاعات متفرقة.
الزمان والمكان
بدأت هذه النزاعات في الأيام الأخيرة بسبب الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء، 2 اردیبهشت 1404 ش، الموافق 22 أبريل 2025 م، والمصادف لـ 23 شوال 1446 ق، عندما هوجمت حافلة تحمل سياحًا في كشمير تحت السيطرة الهند، وهو أسوأ هجوم على المدنيين في هذه المنطقة خلال 25 عامًا، مما أدى إلى مقتل 26 إلى 27 شخصًا. وقد نُسب هذا الهجوم إلى جماعات مسلحة مرتبطة بـ باكستان، رغم أن إسلام آباد نفت أي تدخل. ومع ذلك، وعد ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، بمعاقبة الجناة والداعمين لهذا الهجوم، بينما وصفت باكستان إجراءات الهند بأنها "استفزازية".
في الأيام الأخيرة، تصاعد هذا التوتر من خلال تبادل النيران الحدودية، وتعليق الاتفاقيات الثنائية، وإجراءات دبلوماسية متبادلة. بدأت الاشتباكات الحدودية في ليلة 3 اردیبهشت على طول خط السيطرة، حيث تبادل الطرفان النيران بأسلحة خفيفة. وضعت كلا البلدين قواتها العسكرية في حالة تأهب، وتم وضع أنظمة الدفاع الجوي في الهند وباكستان في حالة تأهب على طول الحدود.
واحدة من التطورات الملحوظة كانت اعتقال جندي هندي على يد رينجرز البنجاب في باكستان. أفادت وسائل الإعلام أن هذا الجندي تم اعتقاله أثناء دورية حدودية وتم تعليق جميع الاتفاقيات الحدودية. هذا الحادث، الذي لم يتم تأكيده من قبل المصادر الرسمية، زاد من حدة التوترات. ووصفت الهند هذا العمل بأنه "استفزازي"، بينما بررت باكستان ذلك بأنه رد فعل على انتهاك الحدود من قبل الجندي الهندي.
العواقب الدبلوماسية
توقف إصدار التأشيرات
على إثر الهجوم في كشمير، أوقفت الهند وباكستان إصدار التأشيرات لمواطنيهما. أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن التأشيرات الصادرة للباكستانيين قد ألغيت، وسيبدأ ذلك اعتبارًا من يوم الأحد 7 اردیبهشت. كما منحت الهند المواطنين الباكستانيين مهلة خمسة أيام لمغادرة البلاد. في المقابل، أعطت باكستان المواطنين الهنود 48 ساعة لمغادرة البلاد، وطردت موظفي الجيش من أصل هندي. وقد وُصفت هذه الإجراءات بأنها غير مسبوقة، مما أدى إلى خفض العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوى في السنوات الأخيرة.
إغلاق المعابر والحدود البرية والجوية
أغلقت الهند معبر واگه-عطاري الحدودي مباشرة بعد الهجوم، وأعلنت أن الملحقين الدفاعيين والجويين والبحريين باكستان في نيودلهي "شخص غير مرغوب فيه". كما أغلقت باكستان حدودها البرية، وأغلقت مجالها الجوي.
تعليق العلاقات الدبلوماسية
علقت باكستان التجارة الثنائية حتى عبر دول ثالثة، وعقدت جلسة للجنة الأمن القومي، التي تُعقد فقط في ظل التهديدات الخارجية، وكان الاجتماع يهدف إلى اتخاذ قرارات بشأن الإجراءات المضادة ضد الهند. أخرجت الهند دبلوماسييها العسكريين من باكستان، مما يدل على قطع كامل للعلاقات العسكرية. وقد زادت هذه الإجراءات، التي تم تنفيذها بسرعة غير مسبوقة، من المخاوف من تصعيد الأزمة.
تعليق مؤقت لمعاهدة مياه نهر السند
واحدة من أهم التطورات في هذا التوتر كانت التعليق المؤقت لمعاهدة مياه نهر السند من قبل الهند. أغلقت الهند جميع فتحات مياه نهر السند الأربعة، التي كانت تنقل المياه إلى ولايتي بنجاب والسند في باكستان. وقد وصفت باكستان هذا الإجراء بأنه "عمل حربي" يمكن أن يؤثر بشكل عميق على الزراعة وإنتاج الطاقة المائية في باكستان.
تعليق العلاقات الاقتصادية
من جهة أخرى، علقت باكستان التجارة مع الهند بشكل كامل، حتى عبر دول ثالثة. كما فرضت الهند قيودًا تجارية جديدة ودعت مواطنيها لعدم السفر إلى باكستان. تعكس هذه الإجراءات، التي تؤثر على اقتصاد البلدين، عمق الأزمة الحالية[١].
ردود الفعل
الجمهورية الإسلامية
أعرب مسعود پزشکیان، في اتصال هاتفي عصر يوم السبت مع السيد شهباز شریف، رئيس وزراء باكستان، عن أسفه العميق للأحداث الإرهابية الأخيرة في منطقة شبه القارة الهندية، وأبدى قلقه من تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، خاصة بعد الحادث الإرهابي في مدينة بلهغام. وأشار إلى أن مثل هذه الأعمال الإرهابية، التي تواصل أخذ ضحايا من شعوب المنطقة، لا تأخذ فقط أرواح الأبرياء، بل تؤدي أيضًا إلى خلق خلافات وتوترات جديدة بين دول المنطقة.
أكد پزشکیان على ضرورة مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، مضيفًا أن الحوادث الأخيرة تبرز الحاجة إلى مزيد من التعاون الإقليمي لمواجهة ظاهرة الإرهاب الشائنة وتدمير البنى التحتية المالية والعسكرية للجماعات الإرهابية. يجب أن نوجه كل جهودنا نحو تثبيت السلام والأمن والهدوء في المنطقة.
وأشار إلى العلاقات العريقة والصديقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان، قائلاً: نحن نعتبر باكستان صديقًا وأخًا لنا. كانت الاتصالات بين البلدين دائمًا قائمة على حسن الجوار، والفهم المتبادل، واحترام المصالح المشتركة. أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية استعدادها لأي مساعدة في رفع سوء الفهم وتقليل التوترات بين الهند وباكستان.
أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن يتمكن الاجتماع المزمع لعقد الدورة الثانية والعشرين للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في طهران خلال الأشهر المقبلة من تفعيل القدرات الاقتصادية المتاحة بين إيران وباكستان، وزيادة مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والبنية التحتية بين البلدين.
كما أكد پزشکیان على أهمية تعزيز التعاون العلمي والاقتصادي والثقافي بين الدول الإسلامية، قائلاً: نؤمن أنه من خلال تعميق التعاون العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والثقافي، يمكننا تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية شعوبنا. يمكن أن تكون الاتصالات الاقتصادية، والاستثمارات المشتركة، وتطوير التعاون العلمي والتكنولوجي، ومكافحة الإرهاب بشكل منسق محور تعاوننا الواسع.
أعرب رئيس الجمهورية عن رغبته في استضافة رئيس وزراء باكستان في طهران، مؤكدًا: نأمل أن تكون هذه المحادثات خطوة فعالة نحو تعزيز السلام والأمن المستدامين في المنطقة[٢].
السعودية
طالب وزير الخارجية السعودية في اتصال هاتفي مع نظرائه الباكستانيين والهنديين بالحد من التوترات بينهما. أجرى فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، يوم أمس مشاورات منفصلة مع نظرائه في باكستان والهند. وفقًا لهذا التقرير، تم بحث وتبادل الآراء في المكالمات الهاتفية حول العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة، وخاصة الجهود المبذولة لتقليل التوترات بين الهند وباكستان[٣].
الأمم المتحدة
قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين: "من الواضح أننا نتابع الوضع القائم بين باكستان والهند بقلق كبير". وأكد دوجاريك مرة أخرى على أن حكومتي الهند وباكستان يجب أن تتحليا بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب تفاقم الوضع[٤].
أمريكا
عبّر دونالد ترامپ، رئيس أمريكا، للصحفيين عن أمله في أن تتمكن باكستان والهند من حل خلافاتهما بطرق سلمية. وأضاف: "هذا التوتر بين البلدين يعود لأكثر من ألف عام، وقد كان موجودًا دائمًا. ومع ذلك، أنا متأكد أنهم سيجدون طريقة لحل المشكلة".
عند سؤاله عما إذا كان يرغب في التحدث مع رئيسي وزراء البلدين، شهباز شریف وناريندرا مودي، قال: "لدي علاقة وثيقة مع كلا البلدين". لكنه تجنب تقديم إجابة واضحة في هذا الشأن.
كما قال تيمي بروس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي إن الوضع غير المستقر في جنوب آسيا، وطالب بمحاكمة مرتكبي الحادث الإرهابي في بلهغام. وأوضح: "نحن نتابع هذه التطورات عن كثب. في الوقت الحالي، لم نتخذ أي موقف بشأن الوضع القانوني لجمو وكشمير".
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ كشمير في النار؛ التوترات الحدودية بين الهند وباكستان بلغت ذروتها/الهجوم الذي هز المنطقة، موقع خبر أونلاين.
- ↑ اعلام استعداد إيران لتقليل التوترات بين باكستان والهند، موقع مشرق نيوز.
- ↑ واکنش عربستان إلى زيادة التوترات بين الهند وباكستان، موقع مشرق نيوز.
- ↑ واکنش الأمم المتحدة إلى التوترات بين الهند وباكستان، موقع مشرق نيوز.
المصادر
- كشمير في النار؛ التوترات الحدودية بين الهند وباكستان بلغت ذروتها/الهجوم الذي هز المنطقة، موقع خبر أونلاين، تاريخ إدراج المقال: 24 أبريل 2025 م، تاريخ مشاهدة المقال: 26 أبريل 2025 م.
- اعلان استعداد إيران لتقليل التوترات بين باكستان والهند، موقع مشرق نيوز، تاريخ إدراج المقال: 25 أبريل 2025 م، تاريخ مشاهدة المقال: 26 أبريل 2025 م.
- رد فعل أمريكا على تصاعد التوترات بين باكستان والهند بعد حادثة بلهغام، موقع راز نيوز، تاريخ إدراج المقال: 25 أبريل 2025 م، تاريخ مشاهدة المقال: 26 أبريل 2025 م.