الفرق بين الارتکاز والسيرة

من ویکي‌وحدت

الفرق بين الارتکاز والسيرة: السيرة استمرار عادة الناس وتبانيهم العملي على فعل شيء أو ترك شيء، وقال بعض الأصوليين بعدم الفرق بين الارتکاز و السيرة، وذهب آخرون إلى أنّ الارتكاز يولّد السيرة. وکيف کان أن الموضوع يحتاج إلی شئ من التوضيح.

الفرق بين الارتکاز والسيرة

ورد تعريف الارتكاز عن السيد السيستاني بالنحو التالي: «الفكرة الثابتة في الذهن الراسخة في عمقه بحيث يصعب رفع اليد عنه إحساسا وإن اطّلع (المخاطب) على دليل على خلافه»[١].
والتتبّع في استعماله من قبل الفقهاء والأصوليين يرشد إلى أنّ المراد منه مجمل ما رسخ في الذهن من مفاهيم ومناسبات وأحكام وموضوعات الأحكام وملابساتها.
وفي الفرق بينه وبين السيرة يساوق الشهيد الصدر بينهما، ويذهب الى أنّ السيرة ليست سلوكيات فحسب، بل تشمل الارتكازات كذلك[٢]. ويذهب السيّد الحكيم إلى أنّ الارتكاز يولّد السيرة، أي أنّ السيرة ناشئة في حقيقتها عن تطابق في ارتكازات موحدة بين الناس ما أدّى إلى تطابق في سلوكياتهم[٣].
وهناك من فرّق بين الارتكاز و السيرة بنحو آخر وذهب إلى أنّ الارتكاز يكشف عن شعور معمّق لا يعلم مصدره يحدّد نوع السلوك من حيث الشدّة والضعف أو يحكي شرعا نوع الحکم من حيث الحرمة و الوجوب، إذ يقول في هذا المجال: «والظاهر أنّهم يريدون به بالإضافة إلى توفر السيرة على الفعل أو الترك بالنسبة إلى شيء ما شعور معمّق بنوع الحكم الذي يصدر عن فعله أو تركه المتشرعون لا يعلم مصدره على التحقّق.
والفارق بينه وبين سيرة العقلاء أو المتشرعة: أنّ سيرة العقلاء أو المتشرعة بحكم كونها فعلاً أو تركا لا لسان لها، فهي مجملة من حيث تعيين نوع الحکم، وإن دلّت على جوازه بالمعنى العام عند الفعل أو عدم وجوبه عند الترک، لكن ارتكاز المتشرعة يعيّن نوعه من وجوب أو حرمة أو غيرهما»[٤].

المصادر

  1. . قاعدة لا ضرر ولا ضرار السيستاني: 249.
  2. . بحوث في علم الاُصول الشاهرودي 4: 234 و316.
  3. . المحكم في اُصول الفقه 5: 20.
  4. . الاُصول العامّة للفقه المقارن: 194.