العروة الوثقى
العروة الوثقى اسم لمجلّة ولجمعية، قيل : إنّ المجلّة كانت تصدر عنها وتنطق باسمها. وإذا كانت مجلّة «العروة الوثقىٰ» شيئاً معروفاً وملموساً، فإنّ الجمعية ظلّت محاطة بالغموض ما عدا بعض الإشارات العابرة التي منها رسالة بعثها الشيخ محمّد عبده خلال زيارته لتونس إلى السيّد جمال الدين الأفغاني في باريس، يذكر فيها أنّه أوضح لمن التقىٰ بهم في تونس أنّ العروة الوثقىٰ ليست اسماً لجريدة فقط
لكنّها جمعية أنشأها السيّد جمال الدين في حيدر آباد بالهند، ولها ذراع في مختلف البلاد، لا يعرف أحدها الآخر، والرئيس وحده هو الذي يعرف الجميع، ويوضّح عبده أنّه في صدد تأسيس فرع للجمعية في تونس.
أمّا مجلّة «العروة الوثقىٰ» فقد تأسّست في باريس على يد السيّد جمال الدين الأفغاني وتلميذه وصديقه الحميم الشيخ محمّد عبده، وصدر العدد الأوّل منها في شهر آذار سنة 1884 م، وكانت شهرية صدر منها ثمانية عشر عدداً في ثمانية أشهر
وقد كانت حدثاً إعلامياً هامّاً في وقتها، وصوتاً نهضوياً لكلّ قضايا العالم الإسلامي، ورفضاً وتحدّياً للاستعمار الأُوروبي وأجهزته ومؤسّساته، وكان صدىٰ هذه المجلّة قويّاً على أعداء الأُمّة، خاصّة الإنجليز في مصر والهند، وقد أعطت لنهضة السيّد جمال الدين قوّة وفاعلية وحيوية ورواجاً.
وقد كان جوهر موقف العروة الوثقىٰ يدعو إلى العودة إلى القرآن والسنّة، ونبذ البدع والمغالاة والتمذهب، وفتح باب الاجتهاد، والدعوة إلى وحدة السنّة والشيعة بإظهار لا جوهرية الفوارق بينهما واتّفاقهما على أركان الإسلام الأساسية، والدعوة إلى وحدة العالم الإسلامي من الناحية السياسية كذلك، فإنّ رابطة الإسلام أقوىٰ الروابط.
وقد قامت مؤسّسة الطباعة والنشر في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية وبالتعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بإعادة نشر هذه المجلّة سنة 1417 ه ضمن مجلّد واحد يضمّ 516 صفحة، وقد قام بالتقويم والإعداد لها السيّد هادي خسرو شاهي.