انتقل إلى المحتوى

العباس بن علي (ابو الفضل )

من ویکي‌وحدت

العباس بن علي المعروف بأبي الفضل الملقب بباب الحوائج وقمر بني هاشم هو ابن أمير المؤمنين عليه السلام، وأم البنين وأخو سيدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين سيد الشهداء عليه السلام وحامل لوائه يوم عاشوراء حاضر في معركة صفين وإستشهد في كربلا يو عاشر محرم الحرام سنة 61 ه ق، كان طويل القامة جميل الصورة، ولا نظير له في الشجاعة، وقد سمي بقمر بني هاشم لحسنه وجماله، وفي واقعة كربلاء كان قائدًا وحامل لواء جيش الإمام الحسين (عليه السلام)، وتولى مهمة السقاية وإحضار الماء إلى الخيام، يُعتبر أحد الشخصيات البارزة التي لعبت دورًا رئيسيًا في أحداث عاشوراء، وترك مشاهد من الوفاء والتضحية في سبيل الدفاع والطاعة لأمر إمامه، وفقًا لما نقلته المقاتل، تم إرسال رسالتين من قبل عبيد الله بن زياد إليه وإلى إخوته يضمنان الأمان، لكنهم رفضوا الرسالتين وقاتلوا في جيش الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهدوا، كان العباس عليه السلام مظهراً ورمزاً للإيثار والوفاء والتفاني. لما دخل الفرات كان في غاية العطش لكنه لم يشرب الماء بسبب عطش أخيه الحسين، بل وخاطب نفسه بالقول:يا نفس من بعد الحسـين هوني وبـعـده لا كنـت أن تكـونـي هـذا الحسـين وارد المنــون وتشـربيـن بـاردُ المـعـيـن تـالله مـا هـذا فِـعَـالُ ديـني وأقسم أن لا يذوق الماء [١].، ولما قطعت يمينه أنشد يقول: والله لـو قطعـتموا يمـينــيإني أحـامـي أبـداً عن ديـنيوعـن إمـام صـادق اليقيــن نجـل النـبي الطـاهر الأميـنيا نفس لا تخـشي من الكـفـار وابشـري برحـمـة الجـبّـار مـع النبي السـيد المختــارقـد قطـعوا ببغيهـم يسـاري فاصـلهم يـا ربِّ حـرّ النـار ترك استشهاد العباس مرارة وألماً في قلب الحسين(عليه السلام)، ولما سار مصرعه ووقف عند رأسه قال قولته الطافحة بالألم والأسى: "الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي"[٢]. وبقى جسده إلى جانب نهر العلقمي فيما رجع الحسين إلى الخيام وأخبر أهل البيت بمصرعه، ودُفنَ- حين دُفنت أجساد أهل البيت- في نفس ذلك الموضع. ولهذا السبب نلاحظ اليوم وجود هذه المسافة الفاصلة بين مرقد العباس ومرقد الحسين عليهما السلام. توجد روايات مختلفة حول استشهاده؛ فبحسب بعض الروايات، استشهد أبو الفضل نتيجة ضربة بعمود حديدي على رأسه وقطع يديه، هناك العديد من الأحاديث المروية عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) حول المكانة الرفيعة للعباس في الجنة، يقدس الشيعة مكانته العالية ويطلقون عليه لقب "باب الحوائج" ويتوسلون به؛ وقد كُتبت العديد من الكتب حول مكانته وكراماته وإجابة حوائج الناس بواسطته، يقع ضريح أبي الفضل بالقرب من ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو أحد الأماكن المقدسة المهمة للشيعة ومحل لقضاء حوائج الناس. يحتفل الشيعة بيوم التاسوعا، التاسع من شهر محرم، باسمه وإحياءً لذكراه بالعزاء.

ولادته ونسبه

ذكر أنّه ولد في 4 شعبان عام 26 للهجرة بالمدينة، وهو أكبر أبناء أم البنين الأربعة الذين استشهدوا في كربلاء بين يدي الحسين عليه السلام، فأبوه هو الإمام علی ابن أبی طالب الإمام الأول لدى الشیعة، وأخوته هم الامامان الحسن و الحسین الملقبین فی الإسلام بسیدی شباب أهل الجنة، وأمه هی أم البنین واسمها فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربیعة الکلابیة، سمّى الاِمام أمیر المؤمنین ع ولیده المبارک (بالعباس) وقد استشفّ من وراء الغیب انه سیکون بطلاً من أبطال الاِسلام ، وسیکون عبوساً فی وجه المنکر والباطل ، ومنطلق البسمات فی وجه الخیر ، وکان کما تنبّأ فقد کان عبوساً فی میادین الحروب التی أثارتها القوى المعادیة لاَهل البیت علیهم السلام ، فقد دمّر کتائبها وجندل أبطالها ، وخیّم الموت على جمیع قطعات الجیش فی یوم کربلاء ولا تعتقد أی فرقة من فرق الشیعة بأن العباس أحد الأئمة، لکن اعتقاد الإثنی عشریة أَنَّهُ معصوم بالعصمة الصغرى، وقد اکتسب العباس أهمیة بسبب دوره فی معرکة کربلاء، وعند استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام كان العباس في الرابعة عشرة من عمره،[٣].

بعض القابه

الاَلقاب التی تُضفى على الشخص فهی تحکی صفاته النفسیة حسنة کانت أو سیّئة ، وقد أضیفت على أبی الفضل ( علیه السلام ) عدّة ألقاب رفیعة تنمّ عن نزعاته النفسیة الطیبة ، وما اتصف به من مکارم الاَخلاق وهی:

=قمر بنی هاشم

کان العبّاس ( علیه السلام ) فی روعة بهائه ، وجمیل صورته آیة من آیات الجمال ، ولذلک لقّب بقمر بنی هاشم ، وکما کان قمراً لاَسرته العلویة الکریمة ، فقد کان قمراً فی دنیا الاِسلام ، فقد أضاء طریق الشهادة ، وأنار مقاصدها لجمیع المسلمین [٤]

حامل اللواء

ومن ألقابه المشهورة (حامل اللواء) وهو أشرف لواء انّه لواء أبی الاَحرار الاِمام الحسین ( علیه السلام ) ، وقد خصّه به دون أهل بیته وأصحابه ، وذلک لما تتوفر فیه من القابلیات العسکریة ، ویعتبر منح اللواء فی ذلک العصر من أهمّ المناصب الحسّاسة فی الجیش وقد کان اللواء الذی تقلّده أبو الفضل یرفرف على رأس الاِمام الحسین ( علیه السلام ) منذ أن خرج من یثرب حتّى انتهى إلى کربلاء ، وقد قبضه بید من حدید ، فلم یسقط منه حتى قطعت یداه ، وهوى صریعاً بجنب العلقمی.

باب الحوائج

وهذا من أکثر ألقابه شیوعاً ، وانتشاراً بین الناس ، فقد آمنوا وأیقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنیة خالصة إلاّ قضى الله حاجته ، وما قصده مکروب إلاّ کشف الله ما ألمّ به من محن الاَیام ، وکوارث الزمان . إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله ، وباب من أبوابه ، ووسیلة من وسائله ، وله عنده الجاه العظیم ، وذلک لجهاده المقدّس فی نصرة الاسلام ، والذبّ عن أهدافه ومبادئه ، وقیامه بنصرة ریحانة رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) حتى استشهد فی سبیله هذه بعض ألقاب أبی الفضل ، وهی تحکی بعض معالم شخصیته العظیمة وما انطوت علیه من محاسن الصفات ومکارم الاَخلاق [٥].

علو مقامه على لسان الإمام السجاد

وقد وصف الإمام السجاد عليه السلام المعالم البارزة لشخصية العباس بن علي بالشكل التالي: "رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى وفدا أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عزّ وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل جعفر بن أبي طالب. وأنَّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة"[٦].

توصيفه على لسام الامام الصادق

امام صادق (علیه‌السلام) قال في وضف عمه «کانَ عَمُّنَا الْعَبَّاسَ نافِذَ البَصیرَةِ، صَلْبَ الْأیمانِ، جاهَدَ مَعَ أَبی‌ عَبْدِاللَّهِ (علیه‌السلام) وَأَبْلی بَلاءً حَسَناً وَمَضی شَهیدا» وتنصّ زيارته المنقولة عن الإمام الصادق عليه السلام على عبارات من قبيل: " السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين. . . أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذّابّون عن أحبّائه . . [٧]. وهي تؤكد على ما كان يتصف به من العبودية لله والصلاح والطاعة، وأنه استمرار لخط مجاهدي بدر، وأولياء الله والمدافعين عن أولياء الله .

جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة

جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة على لسان الإمام المهدي عليه السلام، وسلّم عليه كالآتي: "السلام على أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه ، الفادي له الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه.[٨].

إظهار الولاء في ليلة عاشوراء

في ليلة عاشوراء، دعا الإمام (عليه السلام) أصحابه وألقى عليهم خطبة، ثم أزال عنهم عهد البيعة وقال: اذهبوا، هؤلاء يريدونني وحدي، في هذه اللحظة، كان أول من أعلن ولاءه هو العباس بن علي (عليه السلام)، حيث قال: لماذا نفعل ذلك؟ هل لكي نبقى أحياء بعدك؟ لا يأتي الله بذلك اليوم أبدًا ولا يريه لنا![٩].

جلب الماء إلى الخيام

من أبرز مهام وفضائل العباس (عليه السلام) في كربلاء كان مهمة السقاية، أي تأمين الماء للمعسكر الحسيني، حيث إنه كما ذكرنا سابقًا، تم قطع الماء عنهم منذ اليوم السابع. ولهذا السبب، كان أحد ألقابه "السقا" [١٠].بيت من رجز العباس (عليه السلام) الذي سيأتي قريبًا: "أنا العباس أغدو بالسقا" يؤكد هذا الأمر.) واستشهاده كان مرتبطًا بمهمة السقاية، حيث استشهد في طريقه لجلب الماء بالقرب من نهر الفرات. العباس (عليه السلام) الذي ذهب بأمر الإمام الحسين (عليه السلام) مع نافع بن هلال ومجموعة من الأصحاب لجلب الماء من العدو، تمكنوا بفضل شجاعة العباس بن علي (عليه السلام) من إيصال الماء إلى الخيام، وهذا أفضل دليل على سقاية العباس (عليه السلام) في كربلاء. عندما اشتد العطش بالإمام (عليه السلام) وأصحابه، دعا العباس (عليه السلام) وذهب مع ثلاثين فارسًا وعشرين راجلًا ومعهم عشرون قربة لجلب الماء. ذهبوا وملأوا القرب، ولكن عند عودتهم، اعترضهم عمرو بن حجاج الزبيدي وأصحابه الذين كانوا يحرسون الفرات. لكن بفضل هجوم أبي الفضل العباس (عليه السلام) ونافع بن هلال، تفرقوا، وتمكن أصحاب أبي عبدالله (عليه السلام) من إيصال الماء إلى الخيام [١١]. وروي أنه عندما طلب الإمام (عليه السلام) وأصحابه الماء وتم منعهم من قبل العدو، صاح شمر: "لن تشربوا الماء إلا من الحميم -جهنم-".فسأل العباس (عليه السلام) الإمام: "ألسنا على الحق؟" فأجاب الإمام: "بلى". فقام العباس (عليه السلام) بهجوم وطردهم من الماء، فشرب الإمام وأصحابه [١٢].

استشهاده

عند استشهاده تروی المصادر أن الامام الحسین علیه السلام وقف عند رأس أخیه وقال "الآن انکسر ظهری، وقلّت حیلتی، وشمت بی عدوی" وحاول حمله إلا أن العباس رفض معللا أنه یستحی من الأطفال ومن سکینة بنت الحسین لأنه لم یحضر الماء وکذلک قام بمواساة أخیه الحسین حیث قال العباس :"أنت تمسح الدم والتراب عنی وتواسینی وتنقلنی إلى الخیم بعد ساعة وعند سقوطک من سیمسح الدم والتراب عن وجهک " وبقی الامام الحسین علیه السلام ورأس أخیه العباس فی حجره حتى فاضت روحه فی الیوم العاشر من محرم الحرام من العام الحادی والستین للهجرة النبویة[١٣].

الهوامش

  1. بحار الأنوار 41:45
  2. معالي السبطين 446:1، مقتل الخوارزمي 30:2
  3. امين، اعيان الشيعه، 1406ق، ج7، ص429
  4. باقر شریف القرشی، العباس بن علی علیهما السلام، دار الکتاب الإسلامی
  5. العباس بن علي مقتبس من موقع حسين انصاريان
  6. سفينة البحار155:2
  7. مفاتيح الجنان:435،
  8. بحار الأنوار 66:45
  9. طبری، محمد بن جریر، تاریخ طبری، ج۵، ص۴۱۹
  10. الزبیری، مصعب بن عبدالله، نسب قریش، ص۴۳
  11. طبری، محمد بن جریر، تاریخ طبری، ج۵، ص۴۱۲
  12. البیهقی، ابراهیم، المحاسن و المساوی، ج۱، ص۹۶
  13. باقر شریف القرشی، العباس بن علی علیهما السلام، دار الکتاب الإسلامی

المصادر

  • [ پیشوایی، مهدی، مقتل جامع سیدالشهداء، ج۱، ص۸۳۷.]
  • [امین العاملی، السید محسن، اعیان الشیعة، بیروت، دار التعارف، ۱۴۲۱ق.]
  • [الموسوعة الفقهیة، موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامی، ج1، ص125 - 128.]

وصلات خارجیة

الهوامش