السيد الحميري

من ویکي‌وحدت

السيد الحميري: ولد بعُمان ونشأ بالبصرة، وكان السيد شاعراً محسناً، بديع القول، له مدائح جمّة في أهل البيت عليهم السلام، ثم قدم بغداد، وهو يعدّ من شعراء عصره المشهورين، وقد قال شعراً كثيراً، إلّا أنّه لم يصل إلينا منه إلّا البعض. وقد عدّه البعض من الشعراء المتقدّمين المطبوعين، حتّى‏ يقال: إنّ أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشّار وأبو العتاهية والسيّد، وقال ابن المعتزّ: حكوا عن بعضهم أنّه قال: رأيت حمّالاً عليه حمل ثقيل، وقد جَهَده، فقلت: ما هذا؟ قال: ميميّات السيد. وذُكر أنّ السيد الحميري كان في بداية أمره كيسانياً، ويقال: إنّه اجتمع بجعفر بن محمد الصادق عليه السلام فعرّفه خطأه، وأنّه على‏ ضلالة، فرجع وأناب. وهو أحد الرواة المشتركين بین الشيعة و أهل السنة.

إسماعيل بن محمد بن يزيد (السيد الحميري) (105- 173ق)

وهو من الرواة المشتركين.[١] كنيته: أبو هاشم، أبو عامر.[٢]
نسبه: الحِمْيَري.[٣]
لقبه: السيّد، الشاعر.[٤]
ولد بعُمان سنة 105 هـ، ونشأ بالبصرة.[٥] لقّبته أُمه بالسيّد، ولذا ذكرته بعض كتب الرجال والتراجم باسم: السيد ابن محمد الحِمْيَري ؛ أو السيد الشاعر، مع أنّه ليس هاشمياً.[٦] وقيل له: الحِمْيَري لانتسابه إلى‏ قبيلة «حِمْيَر» من قبائل اليمن.[٧]
كان جدّه يزيد بن ربيعة شاعراً مشهوراً، هجا زياداً وبنيه ونفاهم عن آل حرب، ولذا حبسه عبيداللَّه بن زياد وعذّبه، ثم أطلقه معاوية.[٨] وكان أبواه يبغضان علياً عليه السلام، ومنزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبّة، وكان السيد يقول: طالما سُبَّ أمير المؤمنين في هذه الغرفة. فإذا سئل عن التشيّع من أين وقع له، قال: غاصت عليَّ الرحمة غوصاً.[٩]
وكان السيد شاعراً محسناً، بديع القول، له مدائح جمّة في أهل البيت عليهم السلام، وكان مقيماً بالبصرة ثم قدم بغداد، وخلال إقامته بالبصرة قال له بشّار بن برد: «لولا أنّ اللَّه شغلك بمديح أهل البيت لافتقرنا».[١٠] بل كان يعدّ من شعراء عصره المشهورين، وقد قال شعراً كثيراً، إلّا أنّه لم يصل إلينا منه إلّا البعض.[١١]
وقد عدّه البعض من الشعراء المتقدّمين المطبوعين، حتّى‏ يقال: إنّ أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشّار وأبو العتاهية والسيّد، فإنّه لايعلم أنّ أحداً قدر على‏ تحصيل شعر أحدٍ منهم أجمع.[١٢] قال ابن المعتزّ: «حكوا عن بعضهم أنّه قال: رأيت حمّالاً عليه حمل ثقيل، وقد جَهَده، فقلت: ما هذا؟ قال: ميميّات السيد».[١٣]

موقف الرجاليّين منه

قال ابن حجر: «قال أبو الفرج: كان شاعراً مطبوعاً مكثراً، إنّما مات ذكره، وهجر الناس شعره ؛ لإفراطه في سبّ بعض الصحابة... وقال الأصمعي: لولا مذهبه لما قدّمت عليه أحداً من أهل طبقته».[١٤]
ولرجاليّي الشيعة ثلاثة أقوال فيه.[١٥]
(1) إنّه ثقة، وهو الذي نصّ عليه العلامة الحلي في الخلاصة.
(2) إنّه ممدوح، وهو الذي نصّ عليه المجلسي في الوجيزة.
(3) إنّه ضعيف، وهو ظاهر التفريشي. وقال الخوئي: «لو اعتمدنا على‏ توثيق المتأخّرين ومدحهم فلا إشكال في الحكم بحسنه، بل بوثاقته، إلّا أ نّا لانعتمد على‏ ذلك ؛ للقطع بأ نّه اجتهاد منهم».[١٦]

إسماعيل وأهل البيت عليهم السلام

ذكر الطوسي أنّه من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، وقد التقى‏ الإمام الكاظم عليه السلام.[١٧] وذُكر أنّ السيد الحميري كان في بداية أمره كيسانياً، ويقال: إنّه اجتمع بجعفر بن محمد الصادق عليه السلام فعرّفه خطأه، وأنّه على‏ ضلالة، فرجع وأناب.[١٨]
وقال ابن المعتز: «لم يترك لعلي بن أبي طالب عليه السلام فضيلةً معروفةً إلّا ونقلها الى‏ الشعر».[١٩] ويروى‏ أنّه وقف يوماً في الكوفة، وقال: «من أتاني بفضيلةٍ لعلي بن أبي طالب ما قلت فيها شعراً، فله دينار».[٢٠]
وقال أبو الفرج الأصفهاني: «وليس يخلو شعره من مدح بني هاشم، أو ذمّ غيرهم ممّن هو عنده ضدٌّ لهم»[٢١] وينقل ابن حجر عن المدائني: «أنّ السيد كان يأتي الأعمش فيكتب عنه فضائل علي عليه السلام، ثم يخرج فيقول في تلك المعاني شعراً».[٢٢]
وقد قال له الإمام الصادق عليه السلام يوماً: «سمّتك أُمّك سيّداً، وأنت سيّدالشعراء».[٢٣]

وفاته

توفّي إسماعيل في بغداد سنة 173هـ . [٢٤]

الهوامش

  1. لسان الميزان 1: 436.
  2. سير أعلام النبلاء 8: 44، رجال الطوسي: 148.
  3. الوافي بالوفيات 9: 196.
  4. تاريخ الإسلام 11: 158، رجال الطوسي: 148.
  5. لسان الميزان 1: 438.
  6. أعيان الشيعة 3: 406.
  7. المصدر السابق: 405.
  8. الأغاني 7: 229.
  9. المصدر السابق: 230. وانظر: تاريخ الإسلام 11: 160.
  10. الوافي بالوفيات 9: 196، تاريخ الإسلام 11: 158.
  11. الأغاني 7: 229 - 230.
  12. المصدر السابق: 229.
  13. طبقات الشعراء: 36.
  14. لسان الميزان 1: 436 - 437.
  15. تنقيح المقال 10: 311 - 312.
  16. معجم رجال الحديث 4: 94.
  17. رجال الطوسي: 148.
  18. تاريخ الإسلام 11: 160.
  19. طبقات الشعراء: 32.
  20. معالم العلماء: 134.
  21. الأغاني 7: 257.
  22. لسان الميزان 1: 676.
  23. الأغاني 7: 229.
  24. سير أعلام النبلاء 8: 46.