الحسين بن زيد بن علي

الحسين بن زيد بن علي: أحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة. استُشهد أبوه زيد وأخوه يحيى‏ سنة 120 أو 121 هـ، وكان عمره آنذاك سبع سنوات، فتكفّله ابن عمه الإمام الصادق عليه السلام، وقد بقي معه في المدينة حتّى‏ وفاته عليه السلام، وكان الإمام عليه السلام هو الذي توسّط في زواجه من أُمّ كلثوم بنت محمد بن عبداللَّه الأرقط. وتعلّم الكثير من العلوم من الإمام الصادق، ولُقِّب بذي العَبْرة وذي الدمعة بسبب بكائه على‏ أبيه وأخيه، وكذلك بكائه في الأسحار خوفاً من اللَّه تعالى‏ وخشيةً منه.

الحسين بن زيد بن علي (115 ــ 191)

من الرواة المشتركين.
كنيته: أبو عبداللَّه، أبو عاتقة.
نسبه: الهاشمي، العلوي، القُرشي.
لقبه: ذو العَبْرَة، ذو الدمعة، المدني، الكوفي.
طبقته: الثامنة.
استُشهد أبوه زيد وأخوه يحيى‏ سنة 120 أو 121 هـ، وكان عمره سبع سنوات، فتكفّله ابن عمه الإمام الصادق عليه السلام، وقد بقي معه في المدينة حتّى‏ وفاته عليه السلام، وكان الإمام عليه السلام هو الذي توسّط في زواجه من أُمّ كلثوم بنت محمد بن عبداللَّه الأرقط. وتعلّم الكثير من العلوم من الإمام الصادق عليه السلام. ولُقِّب بذي العَبْرة وذي الدمعة بسبب بكائه على‏ أبيه وأخيه، وكذلك بكائه في الأسحار خوفاً من اللَّه تعالى‏ وخشيةً منه. ولعلّ عماه في أواخر حياته كان بسبب كثرة البكاء.
تتكوّن ذرّيته من ثلاثة رجال: يحيى‏ وعلي والحسين، وإنّما العدد والكثرة ففي ولد يحيى، وهم سبعة بيوت. وكان الحسين يحفظ القرآن، ويلقّن أولاده حفظه.
قال أبو الفرج: «شهد الحسين بن زيد حرب محمد وإبراهيم ابني عبداللَّه بن الحسن، ثم توارى‏...، فلمّا لم يُذكر فيمن طُلب ظهر لمن يأنس به من أهله وإخوانه»

موقف الرجاليّين منه

قال ابن حجر: «هو صدوق، ربّما أخطأ». وقال ابن عدي: «وأرجو أنّه لا بأس به، إلّا أنّي وجدت في بعض حديثه النكرة». وشهد الدارقطني والحاكم بوثاقته.
ويقول الشيخ ابن بابويه الصدوق في مشيخته - بعد ذكر إسناده حتّى الحسين بن زيد -: «هؤلاء جميعاً من الأعاظم» وأشار النجاشي في رجاله إليه، وعدّه من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم‏عليهما السلام وأمّا البرقي فقد ذكره في عداد أصحاب الصادق عليه السلام.
وذكر الطوسي في فهرسته: أنّ له كتاباً، وفي رجاله عدّه في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام وأورده العلامة الحلي في القسم الأول من كتابه. وذكر السيد محسن الأمين: «أنّ رواية صفوان بن يحيى‏ ومحمد بن أبي عمير ويونس بن عبد الرحمان وأبان بن عثمان عنه تدلّ على‏ وثاقته». وذكر السيد المقرّم أنّه « لم يتردّد علماء الرجال في اعتبار أحاديثه، وعملوا بها»، ومدحه المجلسي في الوجيزة، والبهبهاني في تعليقته، بل وصرّح المحدّث النوري في خاتمة المستدرك: أنّه «لاتردّد في وثاقته».

الحسين و أهل البيت عليهم السلام

جميع الروايات المنقولة عنه في الأحكام والعقائد، والواردة في الجوامع الروائية لـ الشيعة و أهل السنة، كان قد نقلها عن أهل البيت‏ عليهم السلام. فيروي الحاكم بسنده عن الحسين بن زيد - وهو عن طريق أهل البيت‏ عليهم السلام - عن علي عليه السلام: أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليه السلام: «إنّ اللَّه يغضب لغضبك، ويرضى‏ لرضاك».
وروى‏ المزّي عن الرواجني، قال: رأيت الحسين بن زيد يجهر في البسملة. والجهر بها - كما هو معلوم - يُعدّ من خصوصيات فقه أهل البيت‏ عليهم السلام.
وروى‏ ظريف بن ناصح، قال: كنت مع الحسين بن زيد ومعه ابنه علي، إذمرّ بنا أبوالحسن موسى‏ بن جعفر صلّى اللَّه عليه، فسلّم عليه ثم جاز، فقلت: جعلت فداك، يعرف موسى‏ قائم آل محمد؟ قال: فقال لي: إن يكن أحد يعرفه فهو، ثم قال: وكيف لايعرفه وعنده خطّ علي بن أبي طالب صلّى اللَّه عليه، وإملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقال علي ابنه: يا أبه، كيف لم يكن ذاك عند أبي زيد بن علي؟ فقال: يابني، إنّ علي بن الحسين ومحمد بن علي سيّدا الناس وإمامهم، فلزم - يا بني - أبوك زيد أخاه، فتأدّب بأدبه، وتفقّه بفقهه، قال: فقلت: فأريه يا أبه إن حدث بموسى، يوصي إلى‏ أحدٍ من إخوته؟ قال: لا واللَّه، مايوصي إلّا إلى‏ ابنه، أما ترى‏ - أي بني - هؤلاء الخلفاء لايجعلون الخلافة إلّا في أولادهم.
ونقل الوحيد البهبهاني عن صفوان بن يحيى‏، عن الحسين روايةً دالّة على إمامة الائمة الاثني عشر. وهذه الشواهد تدلّ على‏ تشيّعه، واعتقاده بإمامة الباقر والصادق عليهما السلام. ولهذا فإنّ قول الذهبي بأنّه «كان زيدي المذهب». ليس تامّاً، ولم يدّعِ ذلك أحد غيره.

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام.
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: إسماعيل بن عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب، زيد ابن علي (أبوه)، عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام، عبداللَّه بن علي بن الحسين عليه السلام (عمه)، عبيداللَّه بن محمد بن عمر بن علي عليه السلام، علي بن عمر بن علي بن الحسين عليه السلام (ابن عمه)، أم علي بنت الإمام زين العابدين عليه السلام (عمته).
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إبراهيم بن المنذر الحزامي، أبو مُصْعَب أحمد بن أبي‏بكر الزُهري، أبو طاهر أحمد بن عيسى‏، إسماعيل ويحيى‏ (ولداه)، يونس بن عبدالرحمان، محمد بن أبي عمير، أبان بن عثمان، أبو حُصَيْن بن يحيى‏ الرازي.
وردت رواياته في سنن ابن ماجة ومستدرك الحاكم والكامل لابن عدي. قال المحقّق الخوئي: وقع بهذا العنوان في إسناد جملة من الروايات، تبلغ أربعة عشر مورداً

وفاته

توفِّي - على‏ القول الصحيح - سنة 190 أو 191 هـ. وحيث إنّه لُقِّب بالكوفي، وإنّ هناك منطقة في نواحي الحلّة تُنسب إليه ويسمّونها «أبو دُمَيْعة»، فيبدو أنّه قد انتقل في أواخر حياته إلى الكوفة وتوفِّي فيها. وكتب السيد هبة الدين الشهرستاني رسالةً في ترجمته، وذكر السيد المقرّم في كتاب «زيد الشهيد» حياته بالتفصيل.