التقريب بين المذاهب الإسلامية من ضرورات الواقع الإسلامي (مؤتمر)

من ویکي‌وحدت

مؤتمر «التقريب بين المذاهب الإسلامية من ضرورات الواقع الإسلامي»مؤتمر دولي حول التقريب عقد بقاعة المركز الإسلامي في لندن بتاريخ 23 - 2007/6/24 م بدعوة من المركز الإسلامي في إنجلترا وبالتنسيق مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وبمشاركة جمع من العلماء والمفكّرين والأساتذة والمؤسّسات الإسلامية من بريطانيا وإيران والعراق و مصر وسوريا ولبنان والنمسا والسويد والدانمارك وغيرها، وبحضور حشد من المسلمين وأبناء الجالية الإسلامية في بريطانيا،
وعلى مدى يومين تدارس المشاركون في هذا المؤتمر جملة من القضايا والموضوعات التي أعدّوا لها أبحاثاً ودراسات أُلقيت في جلسات هذا المؤتمر، وقد خرج المؤتمرون بالتوصيات التالية:
1 - إنّ التقريب بين المذاهب الإسلامية ضرورة ومطلب أساسي للمسلمين عموماً، وفي هذا الموضوع الحسّاس بشكل خاصّ، ولا يمكن بحال إغفال هذا المشروع اللازم تحقيقه أو عدم الاكتراث به رغم ضخامة التحدّيات. ولابدّ أن ينظر كلّ واحد منّا إلى دعم موضوع الوحدة الإسلامية كواجب وتكليف حتّى إذا لم يؤيّد ذلك الآخرون.
2 - إنّ التقريب بين المذاهب هدفه صياغة مواقف مشتركة، لا سيّما في المنعطفات ذات الطبيعة المعقّدة التي تواجه هذه الأُمّة، وما أكثرها! ولايطال مفهوم التقريب خصوصيات المذاهب الاسلامية، وانطلاقاً من هذا الفهم فإنّ حوار الأديان والحضارات كذلك لابدّ أن يبقى بابه مفتوحاً على مصراعيه لندخل نحن المسلمين متقاربين موحّدين في موقفنا في مثل تلك اللقاءات الحوارية المنتظرة، والتي سيترتّب على تحقّقها تكريس فرص التعاون والتنسيق والقرب على الصعيد الإنساني بشكل عام لنكون رسل رحمة لهذه الإنسانية المعذّبة.
3 - إنّ المسائل الخلافية في المذهب الواحد وبين المذاهب الإسلامية إنّما تناقش ضمن لقاءات علمية خاصّة ومحدودة، أمّا المنابر الإعلامية والقنوات الفضائية فيجب أن تعمل على إبعادها عن الإساءة وتوظيف الخلافات سياسياً وبشكل مشوّه لإثارة الضغائن والأحقاد وتصعيد وتيرة الاحتقان بين المسلمين، ولا بدّ من الوقوف بحزم أمام مثل هذه الفضائيات المشوّهة لمواقف المسلمين.
4 - إنّ على العلماء والمفكّرين والمثقّفين والخطباء والمعنيّين بالثقافة الإسلامية قبل غيرهم أن ينظّموا خطابهم في طريق وحدة المسلمين، وأن ينهضوا ويضطلعوا بدور بارز في تفعيل هذا المشروع التقريبي بين المذاهب الإسلامية ويساهموا في تحقيق الانسجام والإخاء بين المسلمين. فالأُمّة والجالية المسلمة في كلّ مكان تتفاعل وتتأثّر بهذا
الخطاب، وبدون ذلك سوف تستمرّ الفوضى الفكرية والثقافة الذوقية في كلّ مكان.
5 - على العالم أن يظهر علمه، لا سيّما في هذه المرحلة الخطيرة التي يشهدها المسلمون في كلّ مكان، ويجب التصدّي والوقوف بوجه فتاوى التكفير والقتل والاعتداء على أماكن العبادة، وبالذات ما يجري في العراق من الاعتداءات.
6 - وضع معالم خطاب ديني وإعلامي مشترك يهدف إلى تعزيز مفاهيم الأُخوّة والتحابب والودّ لتحلّ محلّ خطاب التعصّب المذهبي والطائفي، والعمل على تبنّي مثل هذا الخطاب من قبل المتحدّثين والخطباء والمؤسّسات الإسلامية.
7 - إنّ التعامل الأخير مع قضية سلمان رشدي ومنحه لقب «الفارس» لايمكن قبوله ولايمكن تفسيره إلّاعلى أنّه نوع من الاستفزاز لمشاعر أكثر من مليار مسلم، ولا بدّ أن تحترم إرادات الشعوب وتمكينها من فرص الحوار والتفاهم المشترك، وإلّا فإنّ أمثال هذه الأعمال تقضي على إمكانية تلك الفرص الضرورية في حوار الحضارات والأديان معاً.
8 - التأكيد على النداءات القرآنية وأحاديث الرسول صلى الله عليه و آله الداعية إلى نبذ الفرقة والاختلاف وإلى تعزيز الوحدة والاعتصام بحبل اللّٰه المتين؛ تمهيداً لإصدار كتاب يتضمّن تلك النصوص المقدّسة لمخاطبة الأُمّة والجالية المسلمة في ذلك.
9 - حثّ المراكز والمؤسّسات والتجمّعات الإسلامية في المهاجر على إيجاد فرص للحوار والدعوات المتبادلة للخطباء والمتحدّثين، وعقد البرامج المشتركة في المناسبات الدينية كالعيدين وذكرى ميلاد الرسول محمّد صلى الله عليه و آله وذكرى رحيله والمبعث النبوي الشريف وغيرها من المناسبات مثل تحرير البلاد من الاحتلال وغيرها.
10 - للأقلّية المسلمة في دول المهجر حقوق يجب أن تطالب بها في وقت تواجهها تحدّيات كبيرة، وعليها مسؤوليات دينية وأخلاقية تجاه بعضها وتجاه الآخر، ولا يمكنها أن تحقّق ذلك كلّه إلّابتقاربها وتفهّمها للآخر، ومن خلال العمل المشترك بين مكوّناتها، وهذا العمل المشترك والتقارب يخلق الإمكانات المبدعة، ويذيب الحواجز الوهمية والمصطنعة، ويعزّز مشاعر الأُخوّة الإسلامية وحسن الظنّ بالآخر؛ لينطلق المسلمون
بقوّة وثبات.
11 - تشكيل لجنة متابعة عن هذا المؤتمر، والعمل على تأسيس مجلس تنسيقي للعلماء وللعاملين في الحقل الإسلامي من مختلف المذاهب الفقهية والانتماءات الفكرية؛ لتفعيل رسالة التقريب في الأُمّة بشكل عامّ وفي أوساط الأقلّية المسلمة بشكل خاصّ، وكذلك لمتابعة التوصيات المنبثقة عن هذا المؤتمر، وإنّ المركز الإسلامي في إنجلترا هو مقرّ اللجنة الدائمة للتقريب بين المذاهب الإسلامية في عموم أُوروبّا.
12 - تبادل المؤلّفات النافعة بين أتباع المذاهب الإسلامية، لا سيّما التي كتبت بروح الإنصاف والتعالي على الضغائن والأحقاد، والسعي في نشاط منظّم لتعريف أتباع كلّ مذهب بالمذهب الآخر على الوجه الصحيح من قبل أهله، والسعي إلى إيجاد آلية لزرع الثقة بين المذاهب الإسلامية، وبدء مبادرات لحسن العلاقات والنظر مع المذاهب الأُخرى في نزع سبب الخلافات والنزاعات.
13 - السعي لتشكيل لجان مشتركة في كلّ بلد فيه أقلّية مسلمة تجمع دعاة التقريب من السنّة والشيعة؛ للتعاون والتنسيق فيما بينهم، ولمعالجة المشاكل الاجتماعية التي تواجه الأقلّية المسلمة في المهجر المعيّن. ولا بدّ أن نحيّي كلّ خطوة في طريق التقريب وتحقيق الوحدة الإسلامية والسعي لدعمها وتأييدها قولاً وفعلاً.
14 - دعم الباحثين أصحاب الاهتمام التقريبي في أبحاثهم، وتمكين مراكز البحوث والدراسات التي تُعنى بالحقل التقريبي، وتأسيس مراكز بحوث مشتركة في هذا الطريق، وتشجيع الدراسات المعتدلة.