انتقل إلى المحتوى

البيهسية

من ویکي‌وحدت

البيهسية فرع من الخوارج وأتباع أبو بيهس هيصم بن جابر الضبعي (قُتل في سنة 94 هـ) الذين بعد مرور فترة من الزمن، تفككوا وانقرضوا[١]. وفي بعض المصادر الأخرى ورد أن هذه الفرقة كانت فرعًا من خوارج الصغرى (أو الصفرية)[٢].

المؤسس

مؤسس هذه الفرقة هو شخص يُدعى أبا بيهس الهيصم بن جابر من بني ضبّة[٣].

التاريخ

ورد أن نافع بن أزرق، زعيم فرقة الخارجة الأزارقة، كتب رسالة إلى خوارج البصرة من بينهم أبو بيهس وعبد الله بن إباض المري، يدعوهم إلى الخروج والجهاد. وبعد قراءة الرسالة، رفض أبو بيهس معتقدات نافع وعبد الله، وامتنع عن مرافقتهم، ومن هنا تشكلت فرقة البيهسية[٤].

انشقاق البيهسية

انقسمت البيهسية إلى ثلاثة فروع:

1. العوفية؛ 2. أصحاب السؤال بقيادة شبيب الخارجي؛ 3. أصحاب التفسير الذين كانوا أتباع حكم بن مروان[٥][٦].

كما انقسمت فرقة العوفية إلى فئتين؛ فئة منهم كانت تبغض من يرجع من «دار الهجرة» إلى موطنه الأصلي ويتوقف عن الجهاد. بمعنى آخر، من هاجر وانضم إلى الإسلام والمسلمين وشارك في الجهاد، إذا عاد إلى حياته السابقة – مع حفاظه على إسلامه – كان حكمهم عليه كحكم المرتد إلى الكفر. أما الفئة الأخرى من العوفية فكانت ترى أن هذا الأمر جائز ومباح[٧].

المعتقدات

كان البيهسية يعتقدون أنه لا يجوز اتهام أي شخص بالكفر إلا إذا أُحيل إلى الحاكم ليُعاقب، ولكن قبل ذلك لا يمكن وصفه بالمؤمن أو بالكافر. بعض أفراد هذه الفرقة كانوا يعتقدون أنه إذا كفر الإمام، فإن الرعية يكفرون أيضًا. ووفقًا لهم، فإن الخمر في الأصل حلال، وسبب تحريمه هو السكر، ومن يصلي وهو سكران أو يسب الله لا يجوز حدّه ولا عقابه، ولا يمكن تكفيره طالما هو في حالة سكر[٨].

النهاية

في عهد الوليد بن عبد الملك، كان حجاج بن يوسف يسعى للقبض على مؤسس هذه الفرقة، لكنه فر إلى المدينة. ومع ذلك، تم القبض عليه في المدينة على يد عثمان بن حيان وسُجن، وأُعدم بأمر من الوليد[٩].

الهوامش

  1. جمع من المؤلفين، دائرة معارف الإسلام، منشورات مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ج 1، ص 2544.
  2. ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل، بيروت، سنة 1405 هـ، ج 5، ص 54.
  3. محمد جواد مشکور، معجم الفرق الإسلامية، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1372 ش، الطبعة الأولى، ص 114، مع مراجعة وتنقيحات.
  4. ابن يزيد مبرد، رغبة الأمل من كتاب الكامل، طهران، سنة 1970 م، ج 7، ص 239-241.
  5. أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، منشورات هلموت ريتر، فيسبادن، سنة 1980 م، ج 1، ص 115.
  6. عبد القاهر بن طاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، منشورات محمد زاهد الكوثري، القاهرة، سنة 1367 هـ، ج 1، ص 65.
  7. ويكي فقه، مدخل البيهسية.
  8. محمد جواد مشکور، معجم الفرق الإسلامية، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1372 ش، الطبعة الثانية، ص 114، مع مراجعة وتنقيحات.
  9. نفس المصدر السابق.