الاجتماع السادس والعشرون للمجمع الفقهي الإسلامي

من ویکي‌وحدت
بیست و ششمین اجلاس مجمع فقه اسلامی.jpg

الاجتماع السادس والعشرون للمجمع الفقهي الإسلامي، عُقد يوم الأحد 14 ارديبهشت 1404 ش، الموافق 4 أبريل 2025 م، بحضور مجموعة من علماء العالم الإسلامي وتحت إشراف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، في الدوحة عاصمة هذا البلد، وبحضور حجة الإسلام والمسلمين حميد شهریاري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وحجة الإسلام والمسلمين أحمد مبلغي، عضو مجلس خبراء القيادة ممثلًا عن دولة إيران. يقوم مجلس المجمع العالمي للفقه الإسلامي بمراجعة الأبحاث المقدمة على مدى خمسة أيام بحضور 230 عالمًا وخبيرًا من أكثر من 60 دولة حول العالم. وقد قدم الدكتور شهریاري في هذا الاجتماع مقالة بعنوان «أثر الأمراض النفسية على الأهلية في الشريعة».

المتحدثون

وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية القطري

في حفل افتتاح هذه الجلسة، التي تستمر حتى يوم الخميس 18 ارديبهشت، رحب غانم بن شاهين، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية القطري، بالعلماء والخبراء المشاركين في هذا الاجتماع، مؤكدًا على أهمية استضافة حكومة قطر لهذا الحدث العلمي العالمي في سياق تعزيز دور الفقه والفكر الإسلامي في معالجة القضايا المعاصرة.

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

في استمرار هذا الاجتماع، تحدث حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عن الدور البارز للعلماء في الاجتهاد من خلال إصدار فتوى وتوضيح موقف الإسلام بشأن القضايا المعاصرة والناشئة. كما أشاد بجهود المجمع العالمي للفقه الإسلامي في توعية الأمة الإسلامية ونشر القيم المعتدلة للإسلام في عالم يشهد تحولات مستمرة.

رئيس المجمع العالمي للفقه الإسلامي

تحدث الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام ورئيس المجمع الفقهي الإسلامي، عن أهمية الموضوعات التي تُناقش في هذه الدورة من الاجتماع، مؤكدًا أن هذه الموضوعات هي مسائل مهمة تحتاج إلى اجتهاد جماعي.

الأمين العام للمجمع العالمي للفقه الإسلامي

أشار قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي، إلى أهمية موضوعات هذه الدورة من الاجتماع، واعتبرها مستمدة من الواقع ولها تأثير كبير على الحياة الفردية والاجتماعية، وأهمها: الذكاء الاصطناعي وأحكامه وضوابطه، قاعدة الاستصحاب وتطبيقاتها في القضايا والأحداث المعاصرة، الألعاب الإلكترونية والأحكام الفقهية المتعلقة بها، تأثير الأمراض النفسية على الأهلية في الشريعة الإسلامية، والقضايا الناشئة في الصناعة المالية الإسلامية. كما أضاف أن هذه الدورة من الاجتماع تُعتبر الأكبر من حيث عدد الأبحاث العلمية التي تصل إلى 187 بحثًا ومن حيث عدد المشاركين.

الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب

التحليل الهيكلي لأضرار الذكاء الاصطناعي

أوضح الدكتور حميد شهریاري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، في كلمته في المجمع العالمي للفقه الإسلامي في قطر، ضرورة التحليل الهيكلي لأضرار الذكاء الاصطناعي، مطالبًا بإدانة التطبيقات العسكرية لهذه التكنولوجيا من قبل الكيان الصهيوني. وقد صنف التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في الأبعاد القانونية والأمنية والفنية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا على ضرورة دراسة التهديدات الفلسفية والمستقبلية لها، بما في ذلك "الذكاء الفائق" والأسلحة الذاتية التحكم.

كما أشار إلى أن ذكر الأضرار، رغم ضرورته، ليس كافيًا، بل يجب أن يتم التعبير عن التهديدات الوجودية والفلسفية بشكل أوسع، وخاصة على المستوى المستقبلي، ويجب أن يتم توثيقها بأدلة واقعية وأمثلة ملموسة. ومن بين هذه التهديدات، يمكن الإشارة إلى السيناريوهات المتعلقة بالذكاء الفائق، وفقدان القدرة على التحكم طويل الأمد في الأنظمة الذكية المستقلة، وتفويض القرارات الحاسمة إلى أنظمة غير مسؤولة وحكومات تفتقر إلى المسؤولية.

الانتباه إلى التطبيقات الحالية للذكاء الاصطناعي

أكد حجة الإسلام والمسلمين شهریاري على ضرورة إظهار المزيد من الحساسية تجاه التطبيقات الحالية لهذه التكنولوجيا. يجب متابعة السلاح الذكي الذي استُخدم في اغتيال الشهيد يحيى سنوار والشهيد إسماعيل هنية بشكل جدي في هذا الاجتماع، ويجب إدانة إجراءات الكيان الصهيوني في هذا المجال. هذا الكيان الغاصب يمتلك أسلحة نووية، وأسلحة ذكية، وأسلحة كيميائية، ويقع على عاتق المجامع الفقهية توضيح حرمة استخدام هذه الأسلحة. إن هذا الكيان الغاصب، من خلال هذه التطبيقات، يعرض الأمن العالمي للخطر الجدي ويمسخ السلام العادل ويدوس على كرامة الإنسان.

الاستفادة من المصادر الدولية الموثوقة

أشار الأمين العام إلى أن الاستفادة من المصادر الدولية الموثوقة لفهم الموضوع وفهم أبعاده أمر ضروري. من بين هذه المصادر، يمكن الإشارة إلى وثيقة IEEE حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (عام 2019)، وتقرير اليونسكو حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (عام 2021) الذي أشار إليه الأستاذ الدكتور ياسر عجيل النشمي في كلمته، وقانون الاتحاد الأوروبي بشأن الذكاء الاصطناعي، حيث توفر هذه المصادر أطرًا دقيقة وقابلة للمقارنة لتقييم الأضرار والمخاطر.

اتخاذ نهج تحليلي ومشكلة محور

في الختام، اعتبر ضرورة اتخاذ نهج تحليلي ومشكلة محور بدلًا من نهج خطابي وتحذيري فقط. وأضاف: إن استخدام تعبيرات مثل "الذكاء الاصطناعي وسيلة للقتل، والخداع، والتضليل" يحمل طابعًا تحذيريًا أكثر من كونه تحليليًا. قد لا تكون هذه اللغة مقنعة للجمهور العلمي أو الدولي، وتحتاج إلى إعادة صياغة في إطار التحليلات المؤسسية والمنهجية. على الرغم من أن الإشارة إلى مفاهيم مثل التمييز الخوارزمي، وفقدان الشفافية، وضعف المسؤولية تستحق التقدير، إلا أنها ليست كافية؛ بل يجب أن تتم دراسة الآليات الفنية وراء هذه الأضرار بدقة، مثل: هيكل الشبكات العصبية، التعلم الآلي، وطبيعة البيانات المستخدمة في التدريب والبيانات الضخمة. يجب أن يتم دراسة كل هذه الأمور بطريقة تحافظ على كرامة الإنسان وتمنع آلية المجتمع البشري[١].

المعرض

مواضيع ذات صلة

روابط خارجية

الهوامش

المصادر