إبراهيم أسلم أبو رافع

من ویکي‌وحدت

إبراهيم أسلم أبو رافع: وهو أحد الرواة المشتركين بین الشيعة و أهل السنة، ولزم أبو رافع أميرالمؤمنين عليه السلام، وشهد معه حروبه، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة، وذكروا: أنّ له ابناً أو ابنين كانا كاتبَيْن للإمام علي في الكوفة. وأما في وثاقته فقد وصفه العلامة الحلي بأنّه ثقة کما سنذکر، وأورده ابن حبان في كتابه «الثقات»، وقد أخرج له أصحاب الصحاح الستة.

إبراهيم، أسلم أبو رافع (... ــ ب36هـ)

وهو الراوي المشترک بين الفريقين. [١]
كنيته: أبو رافع. [٢]
لقبه: بُرَيه، القبطي. [٣]
طبقته: صحابي. [٤]
عُرف «أبو رافع» بكنيته أكثر من غيرها، واختلف أصحاب التراجم في اسمه، إلّا أنّ المشهور أنّه: أسلم وإبراهيم. [٥]
كان مولىً للعباس بن عبدالمطلب، وقد وهبه العباس للنبي صلى الله عليه وآله. يقول أبو رافع: « كنت غلاماً للعباس بن عبدالمطلب، وكان الإسلام قد دَخَلنا، فأسلم العباس وأسلمتْ أُمّ الفضل وأسلمتُ، وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم، وكان يكتم إسلامه».[٦]
وذكروا: أنّه لمّا بشّر أبو رافع النبي صلى الله عليه وآله بإسلام العباس أعتقه، وزوّجه مولاته سلمى. [٧]
وكان أبو رافع قد أسلم في مكّة مع إسلام أُم الفضل، لكنّه كتم إسلامه. وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله غزوة أُحد والخندق، وشهد بعد ذلك فتح مصر أيضاً. [٨]
وكان أبو رافع يفتخر بأ نّه مولىً وعتيق للنبي صلى الله عليه وآله. فقد روى‏ الحاكم بسنده عن أبي رافع: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بعث رجلاً من بني مخزوم على‏ الصدقة، فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها، فقال: لا، حتّى‏ آتي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فانطلق إلى‏ النبي صلى الله عليه وآله فسأله، فقال: «إنّ الصدقة لا تحلّ لنا، وإنّ مواليَ القوم من أنفسهم».[٩]
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال بشأنه: «أميني على‏ نفسي وأهلي».[١٠]
ولأبي رافع كتاب السنن والأحكام والقضايا، وكان قد دوّن أحكاماً فقهية أخذها من الإمام علي عليه السلام، وبوّبها في أبواب ؛ كالصلاة والصيام والحجّ والزكاة والقضايا. [١١] قال الذهبي: «كان ذا علمٍ وفضل».[١٢]

أبو رافع وأهل البيت عليهم السلام

لزم أبو رافع أميرالمؤمنين عليه السلام، وشهد معه حروبه، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة[١٣]، وذكروا: أنّ له ابناً أو ابنين كانا كاتبَيْن للإمام علي في الكوفة. [١٤]
وعندما سار طلحة و الزبير الى‏ البصرة، قال أبو رافع: هذا قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «سيقاتل علياً قوم يكون حقّاً في اللَّه جهادهم» فباع أرضه بخيبر وداره ثم خرج مع علي عليه السلام، وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة. [١٥] ولم يزل معه عليه السلام حتّى استشهد علي عليه السلام، فرجع أبو رافع الى‏ المدينة مع الحسن عليه السلام، وأقطعه نصف دار أميرالمؤمنين، وأرضاً تُسمّى‏ السنخ. [١٦]

موقف الرجاليّين منه

وصفه العلامة الحلي بأنّه ثقة[١٧]، وكذا وثّقه كلٌّ من المجلسي وبحر العلوم. [١٨] وأورده ابن حبّان في كتابه «الثقات».[١٩]

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ أبو رافع عن النبي صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام، وعن عبداللَّه بن مسعود. [٢٠]
وروى‏ عنه جماعة كثيرة، منهم: الحسن وعبيداللَّه ورافع (أبناؤه)، الحسن وصالح وعبيداللَّه (أبناء علي‏بن أبي رافع)، الفضل بن شريد، عبيداللَّه بن أبي رافع، أبو سعيد المَقْبُري، سليمان بن يسار، عطاء بن يسار، عمرو بن سرمد، أبو غطفان بن طريف، سعيد بن أبي سعيد مولى‏ أبي حزم، الحُصيني، شُرَحْبيل بن سعد.

من رواياته

روى ابن جرير الطبري عن أبي رافع قال: لمّا قَتَلَ علي بن أبي طالب أصحاب الألوية، أبصر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله جماعةً من مشركين قريش، فقال لعلي: «احمل عليهم»، فحمل عليهم ففرّق جمعهم، وقتل عمرو بن عبداللَّه الجُمَحي. قال: ثم أبصر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله جماعةً من مشركي قريش، فقال لعلي: «احمل عليهم»، فحمل عليهم ففرّق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي، فقال جبريل: «يا رسول اللَّه، إنّهـذه لَلمواساة!»، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «إنّه منّي وأنا منه»، فقال جبريل: «وأنا منكما»، قال: فسمعوا صَوتاً:
لا سيفَ إلّا ذو الفقار
ولا فتى‏ إلّا علي. [٢١]
وروى‏ النجاشي عن أبي رافع أنّه قال: دخلتُ على‏ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وهو نائم أو يُوحى‏ إليه، وإذا حيّة في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعتُ بينه وبين الحيّة، حتّى‏ إن كان منها سوء يكون إليَّ دونه، فاستيقظ وهو يتلوهـذه الآية «إنّما وليّكم اللَّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» ثم قال: «الحمد للَّه الذي أكمل لعليّ مُنيته، وهنيئاً لعليّ بتفضيل اللَّه إيّاه»، ثم التفت فرآني إلى‏ جانبه، فقال: «ما أضجعكهـاهـنا ياأبا رافع؟» فأخبرته خبر الحيّة، فقال: «قم إليها فاقتلها» فقتلتها، ثم أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بيدي فقال: «يا أبا رافع، كيف أنت وقوم يقاتلون علياً، وهو على‏ الحقّ وهم على‏ الباطل؟ يكون حقّاً في اللَّه جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شي‏ء»، فقلت: ادعُ لي إن أدركتهم أن يعينني اللَّه ويقوِّيني على‏ قتالهم، فقال: «اللّهم إن أدركهم فقوِّه وأعنه».[٢٢]
وقد أخرج له أصحاب الصحاح الستة. [٢٣]

وفاته

اختلف في تاريخ وفاته، فقد ذكرت مصادر أهل السنة أنّ وفاته كانت بين خلافة عثمان ونهاية خلافة علي عليه السلام. وأمّا من أصحاب التراجم الشيعة فقد ذكر النجاشي أنّ وفاته كانت بعد شهادة الإمام علي عليه السلام[٢٤]، وهذا يؤيّد القول بوفاة أبي رافع في سنة أربعين. [٢٥]
وقال ابن حبان - بعد أن ذكر اشتراكه في حرب الجمل وحرب صفين -: «مات في خلافة علي بن أبي طالب».[٢٦] وقال ابن حجر: «مات في أول خلافة علي عليه السلام على‏ الصحيح».[٢٧] وقال الحاكم في مستدركه: «مات بعد قتل عثمان سنة 35هـ ».[٢٨]

الهوامش

  1. أُسد الغابة 5: 191، تهذيب التهذيب 12: 100.
  2. الطبقات الكبرى‏ 4: 73.
  3. الإصابة 7: 65، تقريب التهذيب 2: 421، أُسد الغابة 1: 41، أعيان الشيعة 2: 104.
  4. تقريب التهذيب 2: 421، رجال الطوسي: 5.
  5. الاستيعاب 1: 83.
  6. أُسد الغابة 5: 191.
  7. المصدر السابق 1: 41.
  8. أُسد الغابة 1: 41، وانظر: تهذيب الأسماء واللغات 2: 230.
  9. مستدرك الحاكم 3: 304، وانظر: مسند أحمد 6: 8.
  10. رجال النجاشي: رقم (1).
  11. أعيان الشيعة 2: 104، رجال النجاشي: رقم (1).
  12. سير أعلام النبلاء 2: 16.
  13. المصادر السابقة.
  14. رجال النجاشي: رقم (1)، الاستيعاب 1: 85، أُسد الغابة 1: 41.
  15. رجال النجاشي: رقم (1).
  16. المصدر السابق.
  17. خلاصة الأقوال: 3.
  18. الوجيزة: 143، رجال السيد بحر العلوم 1: 203.
  19. كتاب الثقات 3: 16.
  20. تهذيب التهذيب 12: 100 - 101، تهذيب الكمال 33: 301 - 302، رجال النجاشي: رقم (1)، رجال الطوسي: 5.
  21. تاريخ الطبري 2: 514.
  22. رجال النجاشي: رقم (1(.
  23. موسوعة رجال الكتب التسعة 4: 394، تهذيب الكمال 33: 302.
  24. رجال النجاشي: رقم (1(
  25. سير أعلام النبلاء2: 16، أُسد الغابة 1: 41.
  26. كتاب الثقات 3: 16.
  27. تقريب التهذيب 2: 421.
  28. المستدرك على الصحيحين 3: 597.