أنس ابن مالك
أنس بن مالك: وهو خادم رسول اللّه (ص) وصاحبه، وقد غزا معه غير مرّة. ومسنده ألفان ومائتان وثمانون، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثاً. وهو ممن كتم شهادته بـ حديث الغدير في علي (عليه السّلام)، فدعا عليه فابتلی بالبرص.
أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي (10 ــ 93ق)
ابن النضر بن ضمضم الأنصاري الخزرجي، أبو حمزة، خادم رسول اللّه ص وصاحبه، وقد غزا معه غير مرّة. [١]
من روی عنهم ومن رووا عنه
روى عن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وأبي ذر، وفاطمة الزهراء « عليها السّلام »، وعبد اللَّه بن مسعود، وأبي بكر، و سلمان الفارسي، وعمر بن الخطاب، وأمه أم سُليم بنت مِلحان، وآخرين.
روى عنه: ثابت البُناني، و الحسن البصري، وسالم بن أبي الجَعد، والأعمش، و محمد بن سيرين، وخلق كثير.
ومسنده ألفان ومائتان وثمانون، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثاً.
موضعه في حديث الغدير
وهو ممن كتم شهادته بـ حديث الغدير في علي - عليه السّلام، فدعا - عليه السّلام - عليه فابتلي بالبرص. [٢]
جاء في سير الاعلام: قال يحيى بن سعيد الأنصاري عن أُمّه: أنّها رأت أنساً متخلقاً بخلوق، وكان به برص، وعن أبي جعفر [ الباقر ] - عليه السّلام -: كان أنس ابن مالك أبرص وبه وضح شديد.
وقال ابن قتيبة في معارفه: كان بوجهه برص. وذكر قوم: أنّ علياً رضي اللَّه عنه سأله عن قول رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم): اللَّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال: كبرت سنّي ونسيت. فقال عليّ: إن كنت كاذباً فضربك اللَّه ببيضاء لا تواريها العمامة. [٣] فكان أنس يقول: لا أكتم حديثاً سُئلت عنه في عليّ بعد يوم الرحبة.
وكان أنس في مجلس ابن زياد في قصر الامارة بعد قتل الحسين (عليه السّلام) حين أذن للناس إذناً عاماً وأمر بإحضار رأس الحسين (عليه السّلام)، وجعل يضرب ثناياه بالقضيب، فبكى أنس، وقال: كان أشبههم بـ رسول اللّه.
وكان الحجاج الثقفي قد ختم في عنق أنس: هذا عتيق الحجاج! حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه.
قال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال: لا أعرف ممّا كان عليه رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وأصحابه إلَّا هذه الصلاة، وقد صنعتم فيها ما صنعتم.
وفي رواية: وهذه الصلاة قد ضيعت.
قال ابن كثير: يعني ما كان يفعله خلفاء بني أُميّة من تأخير الصلاة إلى آخر وقتها الموسّع.
رواياته في کتاب الخلاف
ولَانس في «الخلاف» أربعة وعشرون فتوى منها: الفرض في الطهارة الصغرى المسح على الرجلين، وروي عن جماعة من الصحابة وأنس القول بالمسح.
وفاته
توفّي بقصره بالطف (على فرسخين من البصرة) في سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة إحدى أو اثنتين وتسعين، وقيل: سنة تسعين. وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة.
الهوامش
- ↑ الموطأ 29 برقم 55، الطبقات الكبرى لابن سعد 7- 20، المحبر 31 و 344، التأريخ الكبير 2- 27، صحيح البخاري 1- 173، صحيح مسلم 5- 126، سنن ابن ماجة 1- 329، المعارف 174، سنن أبي داود 1- 177، سنن الترمذي 2- 153، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 54 برقم 25، الجرح و التعديل 2- 286، اختيار معرفة الرجال 45، الثقات لابن حبان 3- 4، مشاهير علماء الامصار 65 برقم 215، المستدرك للحاكم 3- 573، السنن الكبرى للبيهقي 2- 105، الخلاف للطوسي 1- 122، رجال الطوسي 3، الإستيعاب 1- 44، طبقات الفقهاء للشيرازي 51، المنتظم 6- 303، أُسد الغابة 1- 127، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 127، الرجال لابن داود 53، تهذيب الكمال 3- 353، سير أعلام النبلاء 3- 395، تذكرة الحفّاظ 1- 44، العبر للذهبي 1- 80، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 393 ه (257، الوافي بالوفيات 9- 411، مرآة الجنان 1- 182، البداية و النهاية 9- 94، غاية النهاية 1- 172 برقم 803، النجوم الزاهرة 1- 224، الاصابة 1- 84، تهذيب التهذيب 1- 376، تقريب التهذيب 1- 84، كنز العمال 13- 286، شذرات الذهب 1- 100، جامع الرواة 1- 109، ذخائر المواريث 1- 51 برقم 436، تنقيح المقال 1- 154 برقم 1072، أعيان الشيعة 3- 502، معجم رجال الحديث 3- 239 برقم 1558.
- ↑ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: سمعت علياً بالرحبة ينشد الناس: من سمع رسول اللّه ص يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم والِ من والاه، و عادِ من عاداه» فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللّه يقول .. تاريخ بغداد للخطيب: ح 14- 236 ترجمة يحيى بن محمد الاخباري. و أخرج الحاكم حديث الغدير عن زيد بن أرقم، و قال: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه، و وافقه الذهبي. المستدرك: 3- 533. و أخرج البيهقي في مجمع الزوائد: 9- 106 عن أحمد، و الطبراني في الكبير و وثق رجاله .. عن زيد بن أرقم، قال: نشد عليٌّ الناس، فقال: أنشد اللّه رجلًا سمع النبي ص يقول: من كنت مولاه .. فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا بذلك، و كنتُ فيمن كتم، فذهب بصري. و في رواية عنده: و كان عليٌّ دعا على من كتم. الغدير: 1- 169. استنشدهم- عليه السّلام- بحديث الغدير بالرحبة في الكوفة في أيام خلافته.
- ↑ قال العلّامة الاميني في غديره: 1- 192: هذا نص ابن قتيبة في الكتاب، و هو الذي اعتمد عليه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 4- 388 .. لكن اليد الامينة .. دسّت في الكتاب ما ليس منه، فزادت بعد هذه القصة ما لفظه: قال أبو محمد: ليس لهذا أصل. ذهولًا عن أنّ سياق الكتاب يُعرب عن هذه الجناية، و يأبى هذه الزيادة، إذ المؤلف يذكر فيه مصاديق كل موضوع ما هو المسلّم عنده، و لا يوجد من أوّل الكتاب إلى آخره حكمٌ في موضوع بنفي شيء من مصاديقه إلّا هذه.