عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب

من ویکي‌وحدت
الاسم عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب
تاريخ الولادة 3 سنوات قبل الهجرة
كنيته أبو الفضل، أبو العباس [١].
نسبه القرشي، الهاشمي [٢].
لقبه المدني، البحر، حبرالأُمة [٣].
طبقته صحابي [٤].

عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب هو ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات في شُعب بني هاشم [٥]. وحنّكه النبي صلى الله عليه وآله بريقه [٦]. وعنه: «دعا لي رسول الله بالحكمة مرّتين» [٧]. وأمّه: أُم الفضل، لُبابة بنت الحارث بن حَزْن، أُخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله [٨]، وقد عدّها الإمام الباقرعليه السلام مع نساءٍ أُخريات أنّهنّ أخوات في الجنّة [٩]. وأبوه العباس بن عبد المطلب، من كبار رجال العرب في الإسلام والجاهلية، وكان مشهوراً برجاحة العقل والتدبير، وقد تسلّم - بعد أبي طالب - كسوة الكعبة وسقاية الحجاج. وقد أسلم في مكّة. وتمّت بيعة العقبة الثانية لأهل المدينة مع النبي صلى الله عليه وآله بإشرافه [١٠].

ترجمته

وكان عبدالله حاضراً مع أبيه في حجّة الوداع، وتوفِّي أبوه وله من العمر 13 سنة، وذكروا في صفاته: أنّه كان وسيماً جميلاً، مديد القامة مهيباً، كامل العقل، ذكيّ النفس، من رجال الكمال [١١]. وكانت له وَفْرة طويلة يخضب شيبه بالحناء [١٢]. ويذكر أنّ ابن قتيبة قد أورد اسمه واسم أبيه العباس واسم جدّه عبدالمطلب تحت عنوان: «المكاكيف» أي: العميان [١٣].

وذكروا من صفاته أيضاً: أنّه كان يصوم يومي الاثنين والخميس، ويقول: «الأعمال تُرفع فيهما، فأُحبّ أن يُرفع عملي وأنا صائم» [١٤]. وقال أبو نعيم: «كان هذا الموضع -أي مجرى الدموع- من ابن عباس رضي الله تعالى عنه كأ نّه الشرك البالي» [١٥]. وقال المسعودي: «كان قد ذهب بصره؛ لبكائه على علي والحسن والحسين» [١٦]. وعن ابن أبي مليكة: «صحبت ابن عباس من مكّة إلى المدينة، فكان إذا نزل قام شطر الليل» [١٧]. وكان عمر بن الخطاب إذا ذكره قال: «ذلك فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول» [١٨].

ومن خصائصه: سعة علمه، فعن مجاهد قال: «كان ابن عباس يسمَّى البحر؛ لكثرة علمه» [١٩]. وقد حفظ المحكم في زمن النبي صلى الله عليه وآله، ثم عرض القرآن كان على أُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت، وقيل: إنّه قرأ على علي بن أبي طالب رضى الله عنه [٢٠].

وروي عنه: أنّ النبي صلى الله عليه وآله دعا له قائلاً: «اللّهمّ علّمه تأويل القرآن» [٢١]. وقال فيه ابن مسعود: «نِعْم ترجمان القرآن ابن عباس» [٢٢]. كما روي عنه أنّه قال: «ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب عليه السلام». وكان الإمام علي عليه السلام يثني على تفسيره، ويقول: «كأنّما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق» [٢٣].

وكان يستشهد بالشعر الجاهلي في تفسيره، فيقول: «إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر، فإنّ الشعر ديوان العرب» [٢٤]. وكان تفسيره - الذي كتبه بأُسلوب لغوي محض - عند الطبري، وقد جمع الفيروزآبادي (729 - 817 ه) جزءاً واحداً منه، وجعله تحت عنوان: «تنوير المقباس من تفسير ابن عباس» وقد طُبع في حاشية تفسير الدر المنثور، ومن ثم مستقلّاً في كتاب. وروي عن الشافعي: «لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلّا شبيه بمائة حديث» [٢٥]. كان ابن عباس من فقهاءالصحابة، ويتجلّى ذلك من خلال آرائه التي تركها في فقه أهل البيت عليهم السلام، ومن جملة هذه الموارد: رأيه الفقهي حول متعة النساء، متعة الحج، بطلان العول والتعصيب، عدم وقوع طلاق الثلاث بإنشاءٍ واحد، عدم جواز المسح على الخفّ، عدّة النساء، وكذلك رأيه في إيمان أبي طالب. وجمعت آراؤه الفقهية أخيراً وتمّ طبعها في كتاب [٢٦].

وكان يجلس يوماً ولايذكر فيه إلّا الفقه، ويجلس يوماً للتأويل، ويوماً للمغازي، ويوماً للشعر، ويوماً لأيام العرب [٢٧].

وذكر البعض: أنّه لم يكن له دور كبير في السياسة أو الحرب [٢٨]، إلّا أنّ هذا الحكم لايبدو صحيحاً ودقيقاً، حيث سجّل حضوراً واضحاً في مختلف الأدوار:

1- في خلافة عمر (13 - 24 ه): كان ذا رأي سديد، وبُعد نظر، كما كان مستشاراً عاقلاً، ومحقّقاً فقيهاً، ومحدّثاً بصيراً [٢٩].
وقد كان عمر يعتدّ برأي ابن عباس مع حداثة سنّه، فقد روي عنه: «كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكان بعضهم وجد في نفسه، وقال: لِمَ يدخل هذا معنا وإنّ لنا أبناءً مثله؟ فقال عمر: إنّه من أعلمكم» [٣٠]. كما وروي: كان عمر يدعوه في المعضلات، فيقول: «قد جاءت معضلة»، ثم لايجوز قوله، وإنّ حوله لأهل بدر [٣١].
ونقل المسعودي عنه: أنّ عمر أرسل إليه، فقال: يا بن عباس، إنّ عامل حمص هلك، وكان من أهل الخير، وأهل الخير قليل، وقد رجوت أن تكون منهم، وفي نفسي منك شي ء لم أره منك، وأعياني ذلك، فما رأيك في العمل؟ قال: لن أعمل حتّى تخبرني بالذي في نفسك، قال: وماتريد إلى ذلك؟ قال: أُريده، فإن كان شي ء أخاف منه على نفسي خشيت منه عليها الذي خشيت، وإن كنت بريئاً من مثله علمت أنّي لست من أهله، فقبلت عملك هنالك، فإنّي قلّما رأيتك طلبت شيئاً إلّا عاجلته، فقال: يا بن عباس، إنّي خشيت أن يأتي عليّ الذي هو آتٍ وأنت في عملك، فتقول: هلمّ إلينا، ولا هلمّ إليكم دون غيركم، إنّي رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله استعمل الناس وترككم، وقال: والله قد رأيت من ذلك، فلِمَ تراه فعل ذلك؟ قال: والله ما أدري أضنّ بكم عن العمل فأهل ذلك أنتم، أم خشي أن تبايعوا بمنزلتكم منه فيقع العتاب، ولابدّ من عتاب، وقد فرغت لك من ذلك، فما رأيك؟ قال: قلت: أرى أن لم أعمل لك، قال: ولِمَ؟ قلت: إن عملت لك وفي نفسك ما فيها لم أبرح قذىً في عينك، قال: فأشر عليّ، قلت: إنّي أرى أن تستعمل صحيحاً منك صحيحاً لك [٣٢].

وذكرابن عبد ربّه نقلاً عن أبي بكر بن أبي شيبة هذه القصة خلافاً لما رواه المسعودي، وذكر أنّ تعليل الخليفة حول عدم رضاه بإمارة ابن عباس، إنّما هو كان يخشى أن يستحلّ الفيء على التأويل [٣٣]. بيد أنّ الخوف الذي كان للخليفة من نصب ابن عباس كان موجوداً أيضاً في نصب معاوية في إمارة الشام إن لم يكن أعظم منه بمراتب، ومع ذلك فقد نصبه على إمارة الشام [٣٤]. كما أنّ مكاتبات أمير المؤمنين علي عليه السلام مع ابن عباس التي أوردها ابن عبد ربّه [٣٥]. تأييداً لما ذهب إليه، يبدو أنّها مردودة ومجعولة طبقاً لبعض القرائن والشواهد التي ستأتي لاحقاً.
2-في خلافة عثمان (24 - 35 ه): كان فقيهاً متصدّياً للإفتاء، وعالماً مثابراً في طلب العلم والحديث، وقد أنابه عثمان عنه في رياسة بعثة الحجّ سنة 35 ه [٣٦].

3- في خلافة علي بن أبي طالب (35 - 40 ه): كان ناصراً وفيّاً، مستشاراً عارفاً، كاتباً قديراً، خطيباً بليغاً، مدافعاً ومحامياً عن آل علي عليه السلام، مبلِّغاً شجاعاً، كما وكان قائداً، ميدانياً، وتلميذاً متمسّكاً بمدرسة علي عليه السلام [٣٧].

4-في زمان معاوية ويزيد بن معاوية (41 - 63 ه): كان سيفاً مسلّطاً على الجهاز الحاكم، فاضحاً سوءاته من دون خوف، كما كان فقيهاً محدّثاً، وعلّامةً يربّي طلّاب العلم [٣٨].

وكان لابن عباس معرفة بالشعر العربي أيضاً، فقد نقل الطبري بإسناده عن ابن عباس قال: بينما عمر بن الخطاب وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر، فقال بعضهم: فلان أشعر، وقال بعضهم: بل فلان أشعر، قال: فأقبلت، فقال عمر: قد جاءكم أعلم الناس بها، فقال عمر: من شاعر الشعراء يا بن عباس؟ فقلت: زهير بن أبي سلمى ، فقال عمر: هلمّ من شعره ما نستدلّ به على ما ذكرت، فقلت: امتدح قوماً من بني عبدالله بن غطفان، فقال: لو كان يقعد فوق الشمس من كرم قومٌ بأوّلهم أو مجدهم قعدوا [٣٩] قوم أبوهم سنان حين تنسبهم طابوا وطاب من الأولاد ما وَلَدوا [٤٠] مُحَسّدون على ما كان من نِعَمٍ
لاينزع الله منهم مالَه حُسِدوا فقال عمر: أحسنت، وما أعلم أحداً أولى بهذا الشعر من هذا الحي من بني هاشم؛ لفضل رسول الله صلى الله عليه وآله وقرابتهم منه، فقلت: وفِّقت يا أميرالمؤمنين ولم تزل موفَّقاً... [٤١].

ويبدو من بعض الأخبار أنّه كان لابن عباس حضور واسع بين الخلفاء، فقد نقل عكرمة عن ابن عباس: أنّ عمر بن الخطاب قال لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن، إنّك لتعجل في الحكم والفصل للشي ء إذا سئلت عنه، قال: فأبرز علي كفّه، وقال له: «كم هذا؟» فقال عمر: خمسة، فقال: «عجّلت يا أبا حفص»، قال: لم يخف عليّ، فقال علي: «وأنا أسرع فيما لايخفى عليّ» [٤٢]. وعاش ابن عباس عشر سنوات من عمره (26 - 36 ه) في عهد عثمان، وفي هذه الفترة من حياته غزا أفريقيا مع ابن أبي سرح سنة 27 ه، وأنابه الخليفة عثمان عنه في رياسة بعثة الحجّ سنة 35 ه، فروي: أنّ أهل المدينة كلّموا ابن عباس أن يحجّ بهم، فدخل على عثمان فأمره، فحجّ، ثم رجع فوجد عثمان قد قُتل [٤٣]. وبايع الناس أميرالمؤمنين عليه السلام، فبايع هو كذلك وإخوته الثلاثة: الفضل وقُثَم وعبيدالله [٤٤]. وقال ابن سعد: «كان ابن عباس يفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم مات» [٤٥].

وكان عهد خلافة الإمام علي عليه السلام أفضل أيام حياته من الناحية السياسية والاجتماعية، فهو بعد بيعته لعلي عليه السلام كان مدة في المدينة، ثم توجّه نحو البصرة مع الإمام عليه السلام لإطفاء فتنة أصحاب الجمل. ولمّا هزم الإمام علي عليه السلام أصحاب الجمل بعث ابن عباس إلى عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل وقلّة العرجة [٤٦]. وأقام الإمام علي عليه السلام بعد وقعة الجمل بالبصرة خمسين ليلة، ثم سار إلى الكوفة، واستخلف ابن عباس على البصرة [٤٧].

وبقي ابن عباس في البصرة حتّى حدثت معركة صفّين سنة 37 ه، فدعا علي عليه السلام أنصاره - ومن جملتهم ابن عباس - إلى التحرّك نحو صفّين، فكتب إليه: «أمّا بعد، فأشخص إليّ من قبلك من المسلمين والمؤمنين، وذكّرهم بلائي عندهم، وعفوي عنهم، واستبقائي لهم، ورغّبهم في الجهاد، وأعلمهم الذي لهم في ذلك من الفضل». فقام فيهم ابن عباس، وقرأ عليهم كتاب الإمام عليه السلام، وكان الأحنف بن قيس أول من استجاب لقوله [٤٨]، فعيّن ابن عباس أبا الأسود الدؤلي مكانه، وتوجّه مع قادة جيشه نحو صفّين [٤٩]، وكان في معركة صفّين على ميسرة جيش الإمام عليه السلام [٥٠].

ولمّا يئس معاوية من جهة الأشعث، قال لعمرو بن العاص: إنّ رأس الناس بعد علي هو عبدالله بن عباس، فلو ألقيت إليه كتاباً لعلّك ترفقه به، فإنّه إن قال شيئاً لم يخرج علي منه، وقد أكلتنا الحرب، ولا أرانا نصل العراق إلّا بهلاك أهل الشام، قال له عمرو: «إنّ ابن عباس لايُخدع، ولو طمعت فيه طمعت في علي...» [٥١].

وفي حادثة التحكيم لم يترك ابن عباس علياً، وكان له ناصراً ومؤيّداً. فقد خاطب الإمام علي عليه السلام جيشه قائلاً: «إنّ معاوية لم يكن ليضع لهذا الأمر أحداً هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص، وإنّه لايصلح للقرشي إلّا مثله، فعليكم بعبد الله بن عباس فارموه به، فإنّ عمراً لايعقد عقدةً إلّا حلّها عبدالله، ولايحلّ عقدةً إلّا عقدها، ولايبرم أمراً إلّا نقضه، ولاينقض أمراً إلّا أبرمه» [٥٢]. إلّا أنّ أهل العراق خالفوا قول علي عليه السلام، ومع ذلك بقي ابن عباس إلى جانبه عليه السلام، ووجّه علي عليه السلام نحو أبي موسى ليحذّره من خدع عمرو بن العاص. وكان ابن عباس هو الذي كتب كتاب الصلح بين أمير المؤمنين ومعاوية، فلمّا كتب: هذا ما قاضى عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لمعاوية بن أبي سفيان، قال له عمرو بن العاص: إِمح أمير المؤمنين، فإنّا لانعرف! فلو عرفنا أ نّه أمير المؤمنين ما نازعناه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لابن عباس: «اِمحه» فقال ابن عباس: لا أمحوه، فمحاه أمير المؤمنين عليه السلام، وقال: «إنّ هذا اليوم كيوم الحديبية» [٥٣].

كما كان لابن عباس دور مهم أثناء حركة المارقين (الخوارج) حيث حادثهم وبيّن لهم ملاكات معرفة الحقّ والباطل بشأن الإمامة، وكان لهذه الخطوة منه أثر كبير في إبطال أمر الخوارج، والتحاق الكثير منهم بجيش الإمام علي عليه السلام [٥٤].

وكذا كان له حضور زمن خلافة الإمام الحسن عليه السلام، قال الشيخ المفيد بعد أن ذكر بيعة الناس للإمام الحسن عليه السلام: «فرتّب العمّال وأمّر الأمراء، وانفد عبدالله بن العباس إلى البصرة ونظر في الأُمور» [٥٥].

وقال أيضاً: «ولمّا بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين عليه السلام وبيعة الناس الحسن عليه السلام، دسّ رجلاً من حِمْير إلى الكوفة، ورجلاً من بلقين إلى البصرة، ليكتبا إليه بالأخبار، ويفسدا على الحسن عليه السلام الأُمور، فعرف ذلك الحسن عليه السلام، فأمر باستخراج الحميري من عند حجّامٍ بالكوفة، فأُخرج فأمر بضرب عنقه، وكتب إلى البصرة فاستخرج القيني من بني سليم وضُربت عنقه، وكتب الحسن عليه السلام إلى معاوية: «أمّا بعد، فإنّك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال، وأرصدت العيون، كأنّك تحبّ اللقاء (وما أوشك ذلك) فتوقّعه إن شاء الله...» [٥٦].

وكذلك فانّ ابن عباس أرسل رسالةً من البصرة - بنفس مضمون رسالة الإمام الحسن عليه السلام - إلى معاوية، وبيّن له دسائسه فيها، فردّ عليه معاوية برسالة، وذكر له فيها وحدة مضمون الرسالتين [٥٧]. والفصل الأخير من حياة ابن عباس الاجتماعية والسياسية هي الفترة التي عاشها بعد شهادة الإمام الحسن عليه السلام حتّى وفاته سنة 68 ه .، والتي كانت زاخرة بالمواقف العديدة التي تنمّ عن مدى بصيرته وعلمه، وشدّة تمسّكه وحبّه لآل النبي صلى الله عليه وآله. ولو أردنا أن نذكر حوارات ابن عباس مع معاوية وعمرو بن العاص ويزيد بن معاوية وعبدالله بن الزبير لضاق بنا المجال، إلّا أنّنا نشير هنا إلى نقاط مهمّة نستخلصها منها:

(أ) إذعان هؤلاء بزعامة وفقاهة ابن عباس، واتّباعه لأمير المؤمنين عليه السلام [٥٨].
(ب) قوله - جواباً لمعاوية- في مقتل عثمان: «خذله من كان أمسَّ رحماً به منّي، ولي في الأقربين والأبعدين أُسوة» [٥٩].
(ج) تصريحه بنفي أن يكون زياد بن أبيه ولد أبي سفيان؛ مستنداً إلى قول النبي صلى الله عليه وآله: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» [٦٠].
(د) قوله مخاطباً معاوية: «وأنتم يا بني أُمية تصابون في بصائركم» [٦١].
(ه) قوله أيضاً لمعاوية: «ولو وضع أصغر ذنوبكم إلينا على مائة حسنة لمحقها، ولو وضع أدنى عُذرنا إليكم على مائة سيئة لحسّنها» [٦٢].
(و) قوله: «إنّ لبني هاشم حقّين»، فقد قال لمعاوية: «ولنا في كتاب الله حقّان: حقّ من الغنيمة، وحقّ في الفي ء. فالغنيمة ما غلبنا عليها، والفيء ما اجتنيناه، ولولا حقّنا في هذا المال لم يأتك منّا زائر يحمله خفّ ولا حافر» [٦٣]. (ز) قوله لمعاوية: «إنّ بنا فُتح الأمر وبنا يُختم، ولك ملك معجَّل ولنا ملك مؤجَّل، فإن يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك، لأنّا أهل العاقبة، والعاقبة للمتّقين»[٦٤].
(ح) وخاطب معاوية لما قال: الخلافة والنبوّة لايجتمعان لأحد، قال: « فأين قوله عزّ وجلّ : «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً» فالكتاب هو النبوة، والحكمة هي السنّة، والملك هو الخلافة، فنحن آل ابراهيم، والملك جارٍ فينا إلى يوم القيامة» [٦٥].
(ط) ولمّا بلغ يزيد بن معاوية أنّ ابن الزبير أرسل إلى ابن عباس يدعوه للمبايعة، فقال له ابن عباس: إنّ ليزيد في رقابنا بيعة لايمكن نقضها. فكتب يزيد لابن عباس كتاباً يذكر له هذا الموقف، وما يتضمّنه من الوفاء ليزيد، وأوعده بتعجيل الصلة وحسن الجزاء، فكتب إليه ابن عباس كتاباً طويلاً، منه: « ... فواعجباً لك تسألني نصرتك وتحدوني على ودّك وقد قتلتَ الحسين ! بفيك الكثكث [٦٦]. !! إنّك اذ منّتك نفسك ذلك لعازب الرأي وأنت المفنَّد المثبور، أنسيتَ قتلك الحسين عليه السلام وفتيان عبد المطلب مصابيح الدجى وأعلام الهدى؟ غادرتهم جنودك مصرَّعين في البطحاء مرمّلين بالدماء... فما زلت به حتّى أشخصته من مكّة إلى الكوفة، فخرج منها خائفاً يترقّب، تزأر له خيلك زئير الأسد؛ عداوةً منك للَّه ولرسوله ولأهل بيته، وأيم الله إن كان لأعزّ أهل البطحاء بالبطحاء حديثاً وقديماً، وأولى أهل الحرمين منزلةً بالحرمين ولو نوى بهما مقاماً، واستحلّ بهما قتالاً، ولكن كره أن يكون هو الذي يستحلّ حرمة الله وحرمة رسوله...» [٦٧].

عبدالله بن عباس وأهل البيت عليهم السلام

لقد كانت علاقة عبدالله بأهل البيت عليهم السلام ممّا لايخفى على أحد، ولاسيّما مع ابن عمه أميرالمؤمنين عليه السلام. ولقد أجاد المحقّق التستري في هذا المجال، وكتب وجمع مالم يتسنّ لغيره [٦٨]. ويُعدّ اهتمامه البالغ بنشر فضائل أهل البيت عليهم السلام من أبرز مصاديق حبّه ومودّته لأهل البيت عليهم السلام، فقد نقل ابن سعد عنه أنّه قال: «أول من أسلم من الناس بعد خديجة: علي» [٦٩].

وروى الشيخ الصدوق و الحاكم النيشابوري وغيرهما عن عكرمة عنه أنّه قال: «لعلي أربع خصال ليست لأحدٍ: هو أول عربي وأعجمي صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذي كان لواؤه معه في كلّ زحف، والذي معه يوم المهراس [٧٠]، وهو الذي غسّله وأدخله قبره» [٧١].

وروى فرات الكوفي وغيره في تفسير قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» عنه قال: «ما في القرآن آية «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلّا وعلي أميرها وشريفها ومقدّمها، لقد عاتب الله أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وما ذكر علياً إلّا بخير» [٧٢].

ونقل الشيخ الطوسي عن ابن عباس أنّه قال: «علي عليه السلام علّمني، وكان علمه من رسول الله صلى الله عليه وآله، ورسول الله صلى الله عليه وآله علّمه الله من فوق عرشه، فعلم النبي صلى الله عليه وآله من الله، وعلم علي من النبي صلى الله عليه وآله، وعلمي من علم علي، وعلم أصحاب محمد كلّهم في علم علي كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر» [٧٣]. كما نقل عنه ابن الأثير قوله: «علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة -أي الغدير الصغير- في المتعنجر» أي: أكثر موضع في البحر ماءً [٧٤]. وعنه أيضاً قوله: «ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب» [٧٥].

وهناك أخبار كثيرة تشهد على حبّه الشديد لعلي عليه السلام ولأبنائه، قال المسعودي: «وكان قد ذهب بصره لبكائه على علي والحسن والحسين»[٧٦]. وروى السيد ابن طاوس عن النقّاش: أنّه ذهب بصر ابن عباس من كثرة بكائه على علي بن أبي طالب[٧٧].

وأورد الشيخ الصدوق ضمن رواية طويلة جواباً لابن عباس على سؤال أحد الشاميّين في قتل أميرالمؤمنين لمن حاربه، وهم من أهل لا إله إلّا الله، حيث قال ابن عباس: «إنّ علي بن أبي طالب كان مثله في هذه الأُمة كمثل موسى والعالم» أي: الخضر [٧٨].

ويروي اليعقوبي موقفاً آخر له فقال: «وتوفّي الحسن بن علي وابن عباس عند معاوية، فدخل عليه لمّاأتاه نعي الحسن، فقال له: يا بن عباس، إنّ حسناً مات، قال: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، على عِظَم الخطب وجليل المصاب، أما والله يا معاوية لئن كان الحسن مات، فما يُنسئ موته في أجلك، ولايسدّ جسمه حفرتك، ولقد مضى إلى خير وبقيت على شرّ، قال: لا أحسبه قد خلّف إلّا صبيةً صغاراً، قال: كلّنا كان صغيراً فكبر، قال: بخ بخ يا بن عباس، أصبحت سيّد قومك، قال: أمّا ماأبقى الله أبا عبدالله الحسين ابن رسول الله، فلا» [٧٩]. وأضاف ابن قتيبة: «ثم شهق ابن عباس وبكى ، وبكى من حضر في المجلس، وبكى معاوية، فما رأيت يوماً أكثر باكياً من ذلك اليوم!» [٨٠].

كما يروي ابن شهرآشوب عن مُدرك بن أبي زياد، قال: قلت لابن عباس وقد أمسك للحسن والحسين بالركاب وسوّى عليهما: أنت أسنّ منهما تمسّك لهما بالركاب؟! فقال: «يا لكع، وماتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله، أوليس ممّاأنعم الله به عليّ أن أمسك لهما وأُسوّي عليهما؟» [٨١].

وعنه قال: «رأيت الحسين قبل أن يتوجّه إلى العراق على باب الكعبة، وكفّ جبرئيل في كفّه، وجبرئيل ينادي: هلمّوا إلى بيعة الله». وعُنِّف ابن عباس على تركه الحسين، فقال: «إنّ اصحاب الحسين عليه السلام لم ينقصوا رجلاً، ولم يزيدوا رجلاً، نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم» [٨٢].

وروى الكشّي والشيخ المفيد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «وكان أبي يحبّه حبّاً شديداً، وكانت أُمه تلبسه ثيابه وهو غلام، فينطلق إليه في غلمان بني عبد المطلب» قال: «فأتاه بعدما أصاب بصره، فقال: من أنت؟ قال: أنا محمد بن علي بن الحسين، فقال: حسبك، من لم يعرفك فلا عرفك» [٨٣].

لكن هناك روايات وآثار تدلّ على أنّ العلاقة بين ابن عباس وأهل البيت عليهم السلام، لم تكن على ما يرام، نورد أهمها: ذكر الطبري والكشّي وابن عبد ربّه والسيد الرضي وغيرهم بمضامين متقاربة أنّ ابن عباس في أيام ولايته على البصرة اختلس أموال بيت المال، أو شطراً كبيراً منها، بدون إذن أو اطّلاع أمير المؤمنين عليه السلام، وذهب بها إلى الحجاز، فكتب أمير المؤمنين عليه السلام رسائل يعاتبه ويذمّه على ذلك، فأجابه ابن عباس برسائل فيها جرأة على أمير المؤمنين عليه السلام، وذكر الكشّي: أنّ علياًعليه السلام صعد المنبر حين بلغه ذلك فبكى، فقال: «هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا، فكيف يؤمن من كان دونه؟! اللّهم إنّي قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني إليك غير حاجز ولا ملول» [٨٤]. ثم هدّده الإمام وأمره بإرجاع المال إلى بيت المال. وفي آخر رسالة لابن عباس فإنّه عرّض بالإمام علي عليه السلام بقتل المسلمين، إذ قال: لأن ألقى الله بجميع ما في الأرض من ذهبها أحبّ إليّ من أن ألقى الله بدم رجل مسلم! [٨٥]

ونقل ابن عبد ربّه أنّه قال: «والله لئن لم تدعني من أساطيرك، لأحملنّه إلى معاوية يقاتلك به!! [٨٦]. وورد في موضع آخر: أنّه لمّا خرج ابن عباس إلى المدينة من البصرة، تبعه أبوالأسود في قومه ليردّه، فاعتصم عبدالله بأخواله من بني هلال فمنعوه، وكادت تكون بينهم حرب، فقال بنو هلال: ننشدكم الله ألّا تسفكوا بيننا دماء تبقى معها العداوة إلى آخر الأبد، وأمير المؤمنين أولى بابن عمه... فكتب أبو الأسود إلى علي عليه السلام فأخبره بما جرى، فولّاه البصرة [٨٧].

2-أورد الكشّي في عدد من الروايات: أنّ الإمام علي عليه السلام دعا الله تعالى أن يُعمي ابني العباس، أي عبدالله وعبيد الله. وروى عن الإمام الباقرعليه السلام: أنّ الإمام علي بن الحسين عليه السلام ردّ وكذّب ما ادّعاه ابن عباس من معرفته بأسباب نزول جميع الآيات. وفي رواية: أنّ محمد ابن الحنفيّة بيّن الحكمة في وجود النقط السود على جناح الجرادة، فقال ابن عباس: فما بال هؤلاء القوم يفتخرون علينا يقولون: إنّهم أعلم منّا، فقال محمد: ماولدهم إلّا من ولدني. قال: فسمع ذلك الحسن بن علي عليهما السلام فبعث إليهما وهما في المسجد الحرام، فقال لهما: «أما إنّه قد بلغني ما قلتما إذ وجدتما جرادة، فأمّا أنت يا بن عباس ففي من نزلت هذه الآية «لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ» [٨٨].، في أبي أو في أبيك؟»... ثم قال: «أما والله، لولا ما نعلم لأعلمتك عاقبة أمرك ما هو، وستعلمه، ثم إنّك بقولك هذا مستنقص في بدنك...» [٨٩].

3-ونقل الكشّي بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام: أنّ أباه الإمام الباقرعليه السلام ذمّ ابن عباس على تفسيره الخاطئ للقرآن، وفتاواه غير الصحيحة، ووصفها بسخافة العقل [٩٠].

4-وذكروا: أنّ علياًعليه السلام حرق ناساً ارتدّوا عن الإسلام، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لم أكن لأحرقهم بالنار، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «لاتعذّبوا بعذاب الله» وكنت قاتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «من بدّل دينه فاقتلوه» فبلغ ذلك علياً فقال: ويح ابن أُم الفضل! إنّه لغوّاص على الهنات [٩١].

وفي الردّ على هذه الروايات:
1-هناك ملاحظات حول موقف الإمام علي عليه السلام ورسائله إلى ابن عباس، منها:
(أ)نقلت روايات خلاف تلك الروايات التي نقلت أولاً في ذمّ ابن عباس. إذ قال الطبري: حدّثني أبو زيد قال: زعم أبو عبيدة - ولم أسمعه منه - أنّ ابن عباس لم يبرح من البصرة حتّى قُتل علي عليه السلام، فشخص إلى الحسن فشهد الصلح بينه وبين معاوية، ثم رجع إلى البصرة وثَقَلُه بها، فحمله ومالاً من بيت المال قليلاً، وقال: هي أرزاقي [٩٢].
ونقل السيد علي خان المدني عن بعض المؤرّخين أنّ ابن عباس بعد شهادة الإمام علي عليه السلام أخذ مبلغاً من المال، من بيت المال، فروى: أنّ ابن الزبير خطب بمكة على المنبر وابن عباس جالس، ومن ضمن كلامه قال: إنّ هاهنا رجلاً قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره... وقد احتمل بيت مال البصرة بالأمس وترك المسلمين بها يرتضخون النوى ، وكيف ألومه في ذلك؟... فأجابه ابن عباس: يا بن الزبير، ما العمى ؟ فإنّ الله تعالى يقول: «فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ»... وأمّا حمل المال فإنّه كان مالاً جبيناه، فأعطينا كلّ ذي حقّ حقّه، وبقيت بقية هي دون حقّنا في كتاب الله، فأخذناها بحقّنا [٩٣]. وأورد ابن أبي الحديد الحوار الذي دار بين ابن عباس وابن الزبير من دون أن ينقل أصل الحادثة [٩٤]. وأمّا ابن أعثم الكوفي فقد ذكر هذه الحادثة بالشكل التالي: بعث علي إلى عبدالله بن عباس وهو عامله على البصرة، يأمره أن يخرج إلى الموسم فيقيم الحجّ للناس، قال: فدعا عبدالله بن عباس بأبي الأسود الدؤلي فاستخلفه على صلاة البصرة، ودعا بزياد بن أبيه فجعله على الخراج، وتجهّز عبدالله وخرح إلى الموسم. قال: وجرت بين أبي الأسود وزياد بن أبيه منافرة، فهجاه أبو الأسود... قال: ثم بلغ أبا الأسود بعد ذلك أنّ زياداً يشتمه ويقول فيه القبيح... قال: وقدم عبدالله بن العباس من الحجّ فأقبل إليه زياد بن أبيه فشكا إليه أبا الأسود الدؤلي، وذكر أنّه قد هجاه، فأرسل إليه ابن عباس فدعاه، فقال: أما والله لو كنت من البهائم لكنت جملاً، ولوكنت للجمل راعياً لما بلغت به المرعى، ولا أحسنت القيام عليه في الماء، مالك وللأحرار تهجوهم، وتقول فيهم القبيح، وتذكر أعراضهم بما لايجب؟ أُخرج عني، فعل الله بك وفعل... قال: فخرج أبو الأسود من عند ابن عباس مغضباً، ثم كتب إلى علي بن أبي طالب...، ثم ذكر المكاتبات بين أمير المؤمنين عليه السلام وابن عباس، إلى أن قال: ثم اعتزل ابن عباس عمل البصرة وقعد في منزله، فكتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام بكتاب يعذله فيه على غضبه، ويكذب من سعى به إليه، وأعاده إلى عمله [٩٥].

وأمّا اليعقوبي فنقل القصة كما يلي: وكتب أبو الأسود الدؤلي، وكان خليفة عبدالله ابن عباس بالبصرة إلى علي يُعلمه أنّ عبدالله أخذ من بيت المال عشرة آلاف درهم، فكتب إليه يأمره بردّها، فامتنع، فكتب يقسم له بالله لتردّنّها، فما ردّها ابن عباس أو ردّ أكثرها، فكتب إليه علي: «أمّا بعد، فإنّ المرء يسرّه درك ما لم يكن ليفوته، ويسوؤه فوت مالم يكن ليدركه، فما أتاك من الدنيا فلاتكثر به فرحاً، وما فاتك منها فلاتكثر عليه جزعاً، واجعل همّك لما بعد الموت، والسلام» [٩٦].

كما أورد سبط ابن الجوزي أيضاً - نقلاً عن السدّي -: أنّ الشيطان نزغ بين ابن عباس وبين علي عليه السلام مدةً عاد إلى موالاته. ونقل أيضاً عن أبي أراكة أنّه قال: «ثم ندم ابن عباس واعتذر إلى علي عليه السلام، وقبل أمير المؤمنين عليه السلام عذره» [٩٧].

كما وروى السيد المرتضى في الأمالي عن أبي عبيدة قال: دخل عمرو بن عبيد على سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس بالبصرة، فقال له سليمان: أخبرني عن صاحبك - يعني الحسن - ... إلى أن قال: فقوله في عبدالله بن عباس: «يُفتينا في القملة والقميلة، وطار بأموالنا في ليلة» فقال له: وكيف يقول هذا وابن عباس - رحمة الله عليهما - لم يفارق علياً حتّى قُتل، وشهد صلح الحسن؟ وأيّ مال يجتمع في بيت مال بالبصرة مع حاجة علي عليه السلام إلى الأموال وهو يفرّغ بيت مال الكوفة في كلّ خميس ويرشّه؟ [٩٨]

(ب) أنّ تاريخ حياة ابن عباس الفكرية والسياسية منذ زمان الخليفة الثاني حتّى وفاته - والتي أشرنا إليها آنفاً - تجعلنا نتردّد في صحّة مانقله الطبري.
(ج) أنّ سند هذه الروايات مخدوش وغير تام كما يرى ذلك عدد من المحقّقين، ولذا صرّح علماء الشيعة وغيرهم بأنّه لاشكّ ولاريب في إخلاص ووفاء ابن عباس لأميرالمؤمنين عليه السلام، وأنّ منزلته أسمى ممّا ورد في هذه الروايات [٩٩]. (د) يبيّن ابن أبي الحديد اختلاف الرأي في من كتب له أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الشأن، بعد أن شرح وفصّل رسالة الإمام علي عليه السلام لابن عباس وأشار إلى رواتها، وبيّن قول من قال: إنّ المكتوب له ابن عباس، ثم قال: «وقال آخرون وهم الأقلّون: هذا لم يكن، ولا فارق عبدالله بن عباس علياًعليه السلام ولا باينه ولاخالفه، ولم يزل أميراً على البصرة إلى أن قُتل علي عليه السلام. قالوا: وكيف يكون ذلك ولم يخدعه معاوية ويجرّه إلى جهته، فقد علمتم كيف اختدع كثيراً من عمّال أمير المؤمنين عليه السلام، واستمالهم إليه بالأموال، فمالوا وتركوا أمير المؤمنين عليه السلام، فما باله وقد علم النَّبْوة التي حدثت بينهما، لم يستمل ابن عباس ولا اجتذبه إلى نفسه؟ وكلّ من قرأ السير وعرف التواريخ يعرف مشاقّة ابن عباس لمعاوية بعد وفاة علي عليه السلام، وما كان يلقاه به من قوارع الكلام وشديد الخصام، وما كان يثني به على أمير المؤمنين عليه السلام، ويذكر خصائصه وفضائله، ويصدع به من مناقبه ومآثره، فلو كان بينهما غبار أو كدر لما كان الأمر كذلك، بل كانت الحال تكون بالضدّ؛ لما اشتهر من أمرهما، وهذا عندي هو الأمثل والأصوب» [١٠٠].

2-أنّ الروايات التي نقلها الكشّي في ذمّ ابن عباس فيها موارد للتأمّل، منها:
(أ) أنّ سند هذه الروايات ضعيف، وليس تامّاً[١٠١].
(ب) أنّ قصة عمى ابن عباس، والتي تدلّ على أنّه فقد بصره أثر بكائه الطويل على الإمام علي عليه السلام والحسنين عليهما السلام، لاتتناسب مع ما نقله ابن مسعود. وقد أشارإلى بكائه أبو نعيم حيث روى عن أبي رجاء أنّه قال: «كان هذا الموضع من ابن عباس رضي الله تعالى عنه - مجرى الدموع - كأنّه الشرك البالي» [١٠٢]. بل إنّ أعداء ابن عباس - ومنهم معاوية - لم يعتبروا عماه بسبب عارضٍ حصل له، وإنّما اعتبروه من خصائص أُسرته، حيث عمي أبوه العباس وجدّه عبد المطلب. فقد نقل ابن قتيبة: أنّ معاوية قال لابن عباس: أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم... [١٠٣]. كما روي سبب آخر عن عماه، فقد روي عن ابن عباس أنّه رأى رجلاً مع النبي صلى الله عليه وآله فلم يعرفه، فسأل النبي صلى الله عليه وآله عنه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «أرأيته؟» قال: نعم، قال: «ذلك جبرئيل، أما إنّك ستفقد بصرك»، فعُمي بعد ذلك في آخر عمره [١٠٤].

3-إنّ قصة دعاء الإمام علي عليه السلام على ولد العباس بالشتات [١٠٥]، ومن جملتهم ثُمامة ومتمّم، إنّما هي كقصة عمى ابن عباس على إثر دعاء الإمام علي عليه السلام، فكلاهما من الروايات المكذوبة والموضوعة، ويدلّ على ذلك ضعف سند هذه الرواية، وكذلك فإنّه لم يُعرف في أبناء العباس اسم ثُمامة ومتمّم [١٠٦].

4-إنّ ما عرف من علم ابن عباس بالقرآن، وكذلك معرفته ومودّته للإمام علي عليه السلام وأهل البيت، يحكي عدم صحّة أو ضعف سند الروايات الأخرى التي نقلها الكشّي في ذمّ ابن عباس.
5-وأمّا ما روي من معارضة ابن عباس للإمام علي عليه السلام بسبب إحراقه المرتدّين، فيقول الشيخ المفيد: «وهذا من أظرف شي ء سمع وأعجبه! وذلك أنّ ابن عباس أحد تلامذته، والآخذين العلم عنه، وهو الذي يقول: كان أميرالمؤمنين عليه السلام يجلس بيننا كأحدنا ويداعبنا ويباسطنا، ويقول: والله ما ملأت طرفي منه قطّ هيبةً له. فكيف يجوز من مثل من وصفناه التقدّم على أميرالمؤمنين في الفُتيا، وإظهار الخلاف عليه في الدين، لاسيمّا في الحال التي هو مظهر له فيه الاتّباع والتعظيم والتبجيل؟! وكيف ندم على إحراقهم وقد أحرق في آخر زمانه عليه السلام الأحد عشر الذين ادّعوا فيه الربوبية؟ أفتراه ندم على ندمه الأول؟ كلا، ولكنّ الناصبة تتعلّق بالهباء المنثور» [١٠٧] وكيف يتردّد هذا الإمام الهمام في حين أنّه يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن، فقلت: يا رسول الل بعثتني وأنا شاب أقضي بينهم، ولا أدري ماالقضاء، فضرب صدري بيده، ثم قال: «اللّهم اهد قلبه، وثبِّت لسانه» فوالذي فلق الحبّة ماشككت في قضاءٍ بين اثنين [١٠٨]. كما وروي عن النبي صلى الله عليه وآله: «أقضى أُمتي عليّ». وكذلك فإنّ ابن عباس نقل عن عمر بن الخطاب أنّه قال: «علي أقضانا». وروي عن ابن عباس أنّه قال: «إذا حدّثنا ثقةٌ عن علي بفُتيا، لانعدوها» [١٠٩]. وقال أيضاً: «ما علمي وعلم أصحاب محمدصلى الله عليه وآله في علم علي رضي الله عنه إلّا كقطرة في سبعة أبحر» [١١٠].

موقف الرجاليّين منه

يتّضح من خلال ما ذكرنا المنزلة السامية لهذا الصحابي، وعليه فإنّ الكلام عن جرحه وتعديله هو تطويل بلا طائل، مع أنّ البعض من رجاليي الشيعة كالمامقاني قد خرج عن دائرة الاعتدال ولم ينصفه. كان عبدالله من صحابة النبي صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام والحسين عليه السلام [١١١]. وقال الشيخ الطوسي في عدّ أصحاب الإمام الحسين عليه السلام: «وعبدالله وعبيد الله معروفان»[١١٢]. وقال التستري في توضيح كلام الشيخ: «والظاهر أنّه أراد عبدالله بن عباس -هذا- وأخاه عبيدالله، فمن كان أعرف منهما؟ بل من كان أكثر معروفاً منهما؟» [١١٣]. واختاره المحقّق الخوئي أيضاً [١١٤].

من روى عنهم ومن رووا عنه [١١٥]

روى عن النبي صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام. وروى أيضاً عن جماعة، منهم: عمر، عثمان، أُبيّ بن كعب، أُسامة بن زيد، بُريدة بن الحُصَيب، خالد بن الوليد، سعد بن عُبادة، أبوه: العباس بن عبد المطلب، عبد الرحمان ابن عوف، عمّار بن ياسر، أخوه: الفضل بن العباس، أبو ذر، أبو سعيد الخدري، أُم سلمة، ميمونة، عائشة. وروى عنه جماعة كثيرة، منهم: علي بن الحسين عليه السلام، إبراهيم بن عبدالله بن مَعْبد بن عباس، أبو أمامة أسعد بن سَهل بن حُنَيف، إسماعيل السدّي، أنس، الحسن البصري، سعيد بن جُبير، سعيد بن المسيّب، طاوس بن كيسان، محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر، فاطمة بنت الحسين عليه السلام، مولاه عكرمة. ويعتبر سعيد بن جُبير وعكرمة من رواته الكبار، مع أنّ البعض من أصحاب الرجال والحديث عدّوا عكرمة من الخوارج [١١٦]. إلّا أنّ المحقّق التستري ذكر أنّ عكرمة كان يرى رأي الخوارج في تكفير أهل السنّة فقط، لاتكفيرهم لأمير المؤمنين عليه السلام، بل قد يبدو أنّه كان من محبّي أهل البيت عليهم السلام [١١٧]. ويتّضح ذلك من خلال الروايات الكثيرة التي نقلها عكرمة، فقد نقلها عن جماعة من أمثال: أبان بن تغلب، أبي اسحاق السبيعي، أبي طفيل، سعد بن طريف، سمّاك بن حرب، همّام [١١٨]. هذا، وقد تتلمذ عكرمة عند ابن عباس وخدمه 33 سنة، من سنة 35 إلى 68 ه. ويحوي مسند ابن عباس ألف وستمائة وستون حديثاً، وله من ذلك في الصحيحين خمسة وسبعون، وتفرّد البخاري له بمائة وعشرين حديثاً، وتفرّد مسلم بتسعة أحاديث[١١٩].

من رواياته

نقلت المصادر الروائية عنه روايات كثيرة، والملفت أنّ كثيراً من هذه الروايات كانت في فضائل أهل البيت عليهم السلام، وكذلك الخطبة الشقشقية، حديث الغدير، واقعة يوم الخميس [١٢٠]. روى أحمد بإسناده عن عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يابن عباس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلونا دون هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذٍ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدأوا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أُفّ وتُفٍّ، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وآله، «لأبعثنّ رجلاً لايخزيه الله أبداً، يحبّ الله ورسوله» قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: «أين علي؟» قالوا: هو في الرحل يطحن، قال: وما كان أحدكم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لايكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاه إيّاه، فجاء بصفية بنت حي. قال: ثم بعث فلاناً بسورة التوبة، فبعث علياً خلفه فأخذها منه، قال: «لايذهب بها إلّا رجل منّي وأنا منه» قال: وقال لبني عمه: «أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟» قال: وعلي معه جالس، فأبوا، فقال علي: «أناأواليك في الدنيا والآخرة» قال: «أنت وليّي في الدنيا والآخرة» قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: «أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟» فأبوا، قال: فقال علي: «أنا أواليك في الدنيا والآخرة» فقال: «أنت وليّي في الدنيا والآخرة»، قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة. قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، فقال: «إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» [١٢١]. قال: وشرى عليٌّ نفسه، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وآله، فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنّه نبي الله، قال: فقال: يانبي الله، قال: فقال له علي: إنّ نبي الله صلى الله عليه وآله قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يُرمى بالحجارة كما كان يُرمى نبي الله، وهو يتضوّر، قد لفّ رأسه في الثوب لايخرجه حتّى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنّك للئيم! كان صاحبك نرميه فلايتضوّر وأنت تتضوّر، وقد استنكرنا ذلك. قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي الله: «لا» فبكى علي، فقال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّك لست بنبي، إنّه لاينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي». قال: وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «أنت وليّي في كلّ مؤمن بعدي»، وقال: «سدّوا أبواب المسجد غير باب علي» فقال: فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره، قال: وقال: «من كنت مولاه فإنّ مولاه علي» [١٢٢].

وفاته

روى الكشّي عنه قوله الذي كان يردّده: «اللّهم إنّي أحيى على ما حيى عليه علي ابن أبي طالب، وأموت على مامات عليه علي بن أبي طالب» [١٢٣]. ولمّا مات وليه محمد ابن الحنفية، وكبّر عليه أربعاً، وأدخله القبر من رجليه، وضرب عليه البناء ثلاثاً. وورد في كثير من الروايات، بل ادّعى الذهبي تواتر هذا الخبر، أنّه جاء طائر لم يُر على خلقته، فدخل نعشه، ثم لم يُرَ خارجاً منه، فلمّا دُفن، تُليت هذه الآية على شفير القبر، لايدرى من تلاها: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً» [١٢٤]، وقال محمد ابن الحنفية: هلك ربّاني هذه الأُمة [١٢٥].

وروى عطاء بن أبي رباح قال: دخلت على عبدالله وهو عليل في الطائف، فقال: يا عطاء، خذ بيدي واحملني إلى صحن الدار، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: «اللّهم إنّي أتقرّب إليك بمحمد وآله، اللّهم إنّي أتقرّب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب» فصبرنا عليه ساعة، ثم أقمناه فإذا هو ميّت، رحمة الله عليه [١٢٦].

يقول السيد علي خان المدني: «زرت قبر عبدالله بن العباس مراراً بالطائف، وهو معظَّم بتلك الديار، وعليه قبّة عظيمة، يقصده الناس للزيارة من الأطراف، وينذرون له النذور، ويعتقدون فيه اعتقاداً عظيماً، وهو أهل لذلك، رحمه الله تعالى » [١٢٧].

المراجع

  1. كتاب التاريخ الكبير 5: 3.
  2. سير أعلام النبلاء 3: 332.
  3. تهذيب الكمال 15: 155، سير أعلام النبلاء 3: 331.
  4. تقريب التهذيب 1: 425.
  5. سير أعلام النبلاء 3: 332، تقريب التهذيب 1: 425.
  6. التفسير والمفسّرون 1: 65.
  7. سير أعلام النبلاء 3: 339، تهذيب الكمال 15: 155، تذكرة الحفّاظ 1: 40.
  8. سير أعلام النبلاء 3: 332، 336.
  9. أنظر: كتاب الخصال 2: 363.
  10. أنظر ترجمة العباس بن عبد المطلب في هذا الكتاب.
  11. سير أعلام النبلاء 3: 333.
  12. مروج الذهب 3: 101.
  13. المعارف: 589.
  14. سير أعلام النبلاء 3: 352.
  15. حلية الأولياء 1: 329.
  16. مروج الذهب 3: 101.
  17. سير أعلام النبلاء 3: 342.
  18. المصدر السابق: 344 - 345.
  19. المصدر نفسه: 350.
  20. غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 426.
  21. تذكرة الحفّاظ 1: 40.
  22. التفسير والمفسّرون 1: 66.
  23. المصدر السابق: 90، 67.
  24. تفسير القرطبي 1: 24.
  25. التفسير والمفسّرون 1: 82.
  26. موسوعة فقه عبداللَّه بن عباس. وانظر: الكافي 7: 79، حديث 3 باب في إبطال العول، تهذيب الأحكام 9: 262، حلية الأولياء 7: 119، زاد المعاد 2: 483، سير أعلام النبلاء 3: 348، قاموس الرجال 6: 480 - 482، بداية المجتهد 3: 1043.
  27. التفسير والمفسّرون 1: 66، وانظر: تاريخ الإسلام 5: 157، سير أعلام النبلاء 3: 350.
  28. معجم المفسّرين 1: 310.
  29. أنظر: سير أعلام النبلاء 3: 345، التفسير والمفسّرون 1: 66.
  30. التفسير والمفسّرون 1: 66.
  31. سير أعلام النبلاء 3: 345، 347.
  32. مروج الذهب 2: 321 - 322.
  33. العقد الفريد 4: 354 - 359.
  34. أنظر: قاموس الرجال 6: 441.
  35. أنظر: العقد الفريد 4: 354 - 359.
  36. أنظر: معجم المفسرين 1: 310.
  37. أنظر: رجال الكشّي: رقم (106)، (108)، قاموس الرجال 6: 426، 445.
  38. أنظر: قاموس الرجال 6: 427 - 433، 447.
  39. في ديوانه:
  40. في ديوانه: «حين أنسبهم».
  41. تاريخ الطبري 4: 222، وانظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 12: 52، الكامل في التاريخ 3 : 62 - 64.
  42. مناقب ابن شهرآشوب 2: 39.
  43. سير أعلام النبلاء 3: 336، 349، تاريخ اليعقوبي 2: 165، معجم المفسّرين 1: 310.
  44. الطبقات الكبرى‏ 2: 366.
  45. المصدر السابق.
  46. رجال الكشّي: رقم (108)، نثر الدرر 4: 20 - 21، مروج الذهب 2: 368.
  47. سير أعلام النبلاء 3: 353.
  48. وقعة صفين: 116، وراجع ترجمة الأحنف بن قيس في هذا الكتاب.
  49. المصدر السابق: 116 - 117، الدرجات الرفيعة: 110.
  50. تاريخ خليفة: 146، وقعة صفّين: 205.
  51. وقعة صفّين: 410 - 413، الدرجات الرفيعة: 110.
  52. وقعة صفّين: 500.
  53. الدرجات الرفيعة: 117، وانظر: وقعة صفّين: 508.
  54. أنظر: حلية الأولياء 1: 318 - 320 وقال: فرجع منهم عشرون ألفاً، وبقي أربعة آلاف فُقتلوا. وقال ابن عبد ربّه: «فاتّبعه منهم ألفان وبقي أربعة آلاف» (العقد الفريد 2: 389).
  55. إرشاد المفيد 2: 8.
  56. المصدر السابق: 9.
  57. أنظر: مقاتل الطالبيّين: 53، 54، كشف الغمة 1: 538.
  58. أنظر: الدرجات الرفيعة: 139، 140.
  59. كتاب الخصال: 213.
  60. الدرجات الرفيعة: 137، كتاب الخصال: 213.
  61. المعارف: 589.
  62. العقد الفريد 4: 8.
  63. المصدر السابق: 10.
  64. المصدر نفسه: 11.
  65. الدرجات الرفيعة: 136 - 138.
  66. الكثكث: فتات الحجارة والتراب.
  67. المصدر السابق.
  68. أنظر: قاموس الرجال 6: 418 - 493.
  69. الطبقات الكبرى‏ 3: 21.
  70. المهراس: ماء بجبل أُحد. (معجم البلدان 5: 232).
  71. كتاب الخصال: 210، المستدرك على الصحيحين 3: 111، الاستيعاب 3: 1090، إرشاد المفيد 1: 79.
  72. تفسير فرات الكوفي: 50، وانظر: المغني لعبد الجبار 20: 63 ق 2، تذكرة الخواصّ: 141.
  73. أمالي الطوسي 1: 11.
  74. النهاية في غريب الحديث 1: 212، أمالي الطوسي 1: 11.
  75. التفسير والمفسّرون 1: 89.
  76. مروج الذهب 3: 101.
  77. أنظر: سفينة البحار 6: 121.
  78. علل الشرائع: 64.
  79. تاريخ اليعقوبي 2: 225.
  80. الإمامة والسياسة: 175.
  81. مناقب آل أبي طالب 3: 451.
  82. مناقب آل أبي طالب 4: 60. وعن لقاء ابن عباس مع الإمام الحسين ‏عليه السلام أنظر: موسوعة كلمات الإمام الحسين‏ عليه السلام: 303، 306 - 309، 318 - 321، 325.
  83. رجال الكشّي: رقم (107)، الاختصاص للمفيد: 71.
  84. رجال الكشّي: رقم (109).
  85. المصدر السابق: رقم (110).
  86. العقد الفريد 4: 359.
  87. أنظر: تاريخ الطبري 5: 141 - 143، الأغاني 12: 297 - 301، نهج البلاغة: الرسالة رقم (41)، بحار الأنوار 33: 499.
  88. الحج: 13.
  89. رجال الكشّي: رقم (103)، (105).
  90. الكافي 1: 191 - 193.
  91. مختصر تاريخ دمشق 12: 305.
  92. تاريخ الطبري 5: 143، وانظر: شرح ابن أبي الحديد 16: 169، 171.
  93. الدرجات الرفيعة: 134 - 135.
  94. أنظر: شرح نهج البلاغة 20: 129.
  95. الفتوح 2: 238 - 240.
  96. تاريخ اليعقوبي 2: 205.
  97. تذكرة الخواص: 139، 141.
  98. أمالي السيد المرتضى‏ 1: 177.
  99. أنظر: التحرير الطاوسي: 213، 312، رجال ابن داود: 121، 880، خلاصة الأقوال: 190، 130، الدرجات الرفيعة: 101، قاموس الرجال 6: 475، معجم رجال الحديث 11: 256.
  100. شرح نهج البلاغة 16: 171.
  101. الدرجات الرفيعة: 102، جامع الرواة 1: 494، معجم رجال الحديث 11: 254.
  102. مروج الذهب 3: 101، حلية الأولياء 1: 329 و2: 307.
  103. المعارف: 589.
  104. الاستيعاب 3: 938.
  105. مناقب ابن شهرآشوب 2: 316 وفيه: أنّ علياً دعا على‏ ولد العباس بالشتات، فلم يروا بني أُم أبعد قبوراً منهم، فعبد اللَّه بالمشرق، ومبعد بالمغرب، وقثم بمنفعة الرواح، وثُمامة بالأرجوان، ومتمّم بالخازر.
  106. لاحظ: قاموس الرجال 6: 474.
  107. أنظر: الدرجات الرفيعة: 117، 118.
  108. الطبقات الكبرى‏ 2: 337 - 340، حلية الأولياء 4: 381، أخبار القضاة 1: 84، 87.
  109. أخبار القضاة 1: 88 - 91، الطبقات الكبرى‏ 2: 338، 339.
  110. الغدير 3: 99.
  111. رجال الطوسي: 42، 70، 103، معجم رجال الحديث 11: 245.
  112. رجال الطوسي: 103.
  113. قاموس الرجال 6: 489.
  114. معجم رجال الحديث 11: 245.
  115. تهذيب الكمال 15: 155، 166.
  116. الكافي 3: 123، سفينة البحار 6: 334.
  117. قاموس الرجال 7: 237 - 238.
  118. أنظر: كتاب الخصال: 146، 203، 206، 210، 595، شواهد التنزيل 1: 147، الكافي 3: 123، مناقب ابن شهرآشوب 1: 354 و2: 39 و3: 65، 73، 112، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13: 224، معاني الأخبار: 361.
  119. سير أعلام النبلاء 3: 359.
  120. الطبقات الكبرى‏ 2: 243، 244، معاني الأخبار: 360، 361، علل الشرائع: 150، أمالي الطوسي 1: 382، نثرالدر 1: 269، إرشاد المفيد 1: 287 - 290.
  121. الأحزاب: 33.
  122. مسند أحمد 1: 330.
  123. رجال الكشّي: رقم (106).
  124. الفجر: 27 - 28.
  125. سير أعلام النبلاء 2: 357، 358، مختصر تاريخ دمشق 12: 329، رجال الكشّي: رقم (106)، المستدرك على الصحيحين 3: 543، 544.
  126. كفاية الأثر: 20، 22.
  127. الدرجات الرفيعة: 141.