عمار بن ياسر: من كبار الصحابة وكان أحد السابقين الاوّلين والأعيان البدريين، وأُمّه سميّة مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات، وكان أبواه أوّل شهيدين في الإسلام. نزلت في حقه: «إِلَّا مَنْ أُكْرِه َ وَقَلْبُه ُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمانِ»، وتضافر الثناء عليه من رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) مشفوعاً بالنهي المؤكد عن بغضه ومعاداته وسبّه وانتقاصه.

عمار بن ياسر (57قبل الهجرة ــ 37ق)

وهو عمار بن ياسر ابن عامر بن مالك العنسيّ المكَّيّ، أبو اليقظان، مولى بني مخزوم. كان أحد السابقين الاوّلين والأعيان البدريين، وأُمّه سميّة مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات، وكان أبواه أوّل شهيدين في الإسلام. [١]
وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار وبأبيه وأُمّه إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة، فيمرّ بهم رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) فيقول: صبراً آل ياسر، موعدكم الجنّة.

نزول الآية علی شأنه

واتفقوا على أنّه نزلت فيه: «إِلَّا مَنْ أُكْرِه َ وَقَلْبُه ُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمانِ»[٢] وتضافر الثناء عليه من رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) مشفوعاً بالنهي المؤكد عن بغضه ومعاداته وسبّه وانتقاصه.

أحاديث النبي عنه

روي عن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أنّه قال: ثلاثة تشتاق إليهم الجنّة: علي وسلمان وعمار.
وعنه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) -: من عادى عماراً عاداه اللَّه، ومن أبغض عماراً أبغضه اللَّه.
وعنه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) -: إنّ عماراً مُلئَ إيماناً إلى مُشاشه.
وعنه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) -: إذا اختلف الناس كان ابن سُميّة مع الحق.

إمارته علی الكوفة من ناحية عمر

وقد بعثه عمر إلى الكوفة أميراً، وبعث ابن مسعود معلماً ووزيراً، وكتب إليهم: إنّهما من النجباء من أصحاب محمّد (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) من أهل بدر، فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما.
ولم يؤثر عن عمّار إلَّا الرضا بما يرضي اللَّه ورسوله، والغضب لهما والهتاف بالحق والتجهّم أمام الباطل.
وقد كان ينكر على عثمان أُموراً وأحداثاً، وقد نال غلمان عثمان من عمار ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه وكسروا ضلعاً من أضلاعه.

ملازمته مع الإمام علي

وكان مع أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) في وقعتي الجمل وصفين، وكان يهتف في صفين: واللَّه لو قاتلونا حتى يبلغوا بنا سعفات هَجَر، لعرفت أنّنا على الحق، وأنّهم على الباطل.
ولما قُتل في صفين، قال معاوية: إنّما قتله عليّ وأصحابه الذين ألقوه بين رماحنا ( سيوفنا ) ! !.
وقد ردّ عليه الإمام علی (عليه السّلام): بأنّ رسول اللّه إذاً قتل حمزة حين أخرجه.
قال القرطبي المالكي: و تواترت الآثار عن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أنّه قال: «تقتل عماراً الفئة الباغية» وهذا من إخباره بالغيب وإعلام بنبوّته (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) -، وهو من أصح الأحاديث.
روي عن عمار أنّه قال: كنت تِرباً لرسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) لسنّه.

من روی عنهم ومن رووا عنه

له في مسند بقيّ اثنان وستون حديثاً.
روى عنه: عبدالله بن عباس، و أبو موسی الأشعري، و أبو أمامة الباهلي، و جابر بن عبد الله الأنصاري، و محمد بن الحنفية، وغيرهم.

فتاواه وفقاهته

عُدّ من المقلَّين في الفتيا من الصحابة. نقل عنه في «الخلاف» ست فتاوى.

وفاته

عاش ثلاثاً أو أربعاً وتسعين سنة، وقُتل في صفين سنة سبع وثلاثين، وصلَّى عليه أمير المؤمنين (عليه السّلام) ولم يغسّله.

المصادر

  1. وقعة صفين 340، الطبقات الكبرى لابن سعد 3- 246، التأريخ الكبير 7- 25، المعارف 147، أنساب الاشراف 2- 314، تاريخ الطبري 4- 26، الجرح و التعديل 6- 389، اختيار معرفة الرجال رقم الحديث 13 و 14، مشاهير علماء الامصار 74 برقم 266، المستدرك للحاكم 3- 383، حلية الاولياء 1- 139، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 75 برقم 62، رجال الطوسي 32، الخلاف للطوسي 1- 112، تاريخ بغداد 1- 150، الإستيعاب ذيل الاصابة 2- 469، المنتظم 5- 119، أُسد الغابة 4- 43، الكامل في التأريخ 3- 308، تهذيب الاسماء و اللغات 2- 37، تهذيب الكمال 21- 215، العبر للذهبي 1- 27، سير أعلام النبلاء 1- 406، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 37 ه (569، الوافي بالوفيات 22- 376، مرآة الجنان 1- 100، البداية و النهاية 6- 220، الجواهر المضيئة 2- 416، الاصابة 2- 505، تقريب التهذيب 2- 48، تهذيب التهذيب 7- 408، شذرات الذهب 1- 45، تنقيح المقال 2- 320، أعيان الشيعة 8- 372، الغدير 9- 15، معجم رجال الحديث 12- 265 برقم 8650.
  2. النحل: 106.