الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حفص بن سليمان»

من ویکي‌وحدت
ط (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش|2}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}')
 
سطر ٣١: سطر ٣١:
وذكر [[ابن النديم]] وآخرون: أنّه توفّي قبل سنة الطاعون (سنة 131 هـ)، إلّا أنّ ابن الجزري وغيره ذكروا أنّه توفّي سنة 180 هـ.<ref> تاريخ الإسلام 11: 88، معجم الأدباء 10: 216، تهذيب الكمال 7: 15، فهرست ابن النديم: 31.</ref>
وذكر [[ابن النديم]] وآخرون: أنّه توفّي قبل سنة الطاعون (سنة 131 هـ)، إلّا أنّ ابن الجزري وغيره ذكروا أنّه توفّي سنة 180 هـ.<ref> تاريخ الإسلام 11: 88، معجم الأدباء 10: 216، تهذيب الكمال 7: 15، فهرست ابن النديم: 31.</ref>


=المصادر=
== الهوامش ==
{{الهوامش|2}}
{{الهوامش}}


[[تصنيف: الرواة]]
[[تصنيف: الرواة]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٨:٢١، ٥ أبريل ٢٠٢٣

حفص بن سليمان: أحد القرّاء وأحد الرواة المشتركين. توفّي أبوه وهو طفل، فتزوّجت أُمّه بأحد القرّاء المعروفين، وهو عاصم بن أبي النَجُود، فتربّى‏ حفص في ظلّ أُستاذ ماهر في القراءة، وظلّ ملازماً له متعلّماً منه حتّى‏ وفاته في سنة 126 هـ، وقد تعرّف خلال هذه المدّة على‏ قراءة عاصم، وقرأ عليه مراراً، حتّى‏ صار من أبرز العارفين بها. وبعد ذلك شمّر عن ساعده لتعليم هذه القراءة - وهي قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام - فهاجر إلى‏ بغداد ومكّة لتعليمها. ويكاد يتّفق جميع أصحاب التراجم على‏ إتقان وضبط وصحّة قراءة حفص عن عاصم، يقول الخطيب: «وكان ينزل معه - أي مع عاصم - في دار واحدة، فقرأ عليه القرآن مراراً، وكان المتقدّمون يعدّونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش. وقد اعتبره أبو هشام الرفاعي أعلم الناس بقراءة عاصم، ومع ذلك قد عُدّ حفص متروك الرواية، بل واعتبر أكثر أصحاب الرجال روايته للحديث غير متقنة، وأنّه ليس موثّقاً، بل اتّهمه البعض بالكذب وجعل الحديث. إلّا أحمد - وفقاً لروايةٍ - فقد اعتبره صالحاً بلا إشكال، وقال وكيع: «حفص ثقة». والذهبي: «في نفسه صادق». وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق عليه السلام، وأضاف: «وأسند عنه». وقال المامقاني: «ظاهر عبارة الشيخ أنّ حفصاً إمامي، إلّا أنّ حاله مجهول».

حَفْص بن سُلَيْمان الكوفي (90 ــ 180ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عُمر/ أبو عَمْرو.[٢]
نسبه: الأسدي، الغاضِري.[٣]
لقبه: الكوفي، البزّاز، القارئ، المُقرئ.[٤]
طبقته: الثامنة.[٥]
ولد حفص بن سليمان (ويدعى‏ أيضاً حفص بن أبي داود) سنة 90 ه.[٦]، ولُقِّب بالغاضري والأسدي لانتسابه إلى‏ غاضرة بن [[مالك بن أنس|مالك]] بن ثعلبة بن دودان بن أسد.[٧]
توفّي أبوه وهو طفل، فتزوّجت أُمّه بأحد القرّاء المعروفين، وهو عاصم بن أبي النَجُود، فتربّى‏ حفص في ظلّ أُستاذ ماهر في القراءة، وظلّ ملازماً له متعلّماً منه حتّى‏ وفاته في سنة 126 هـ، وقد تعرّف خلال هذه المدّة على‏ قراءة عاصم، وقرأ عليه مراراً، حتّى‏ صار من أبرز العارفين بها. وبعد ذلك شمّر عن ساعده لتعليم هذه القراءة - وهي قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام - فهاجر إلى‏ بغداد ومكّة لتعليمها.[٨]
ويكاد يتّفق جميع أصحاب التراجم على‏ إتقان وضبط وصحّة قراءة حفص عن عاصم، يقول الخطيب: «وكان ينزل معه - أي مع عاصم - في دار واحدة، فقرأ عليه القرآن مراراً، وكان المتقدّمون يعدّونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش (التلميذ الآخر لعاصم)...، وروي عن محمد بن سعد العوفي عن أبيه قال - وهو يصف حفصاً -: لو رأيته - أي حفص - لقرّت عينك به علماً وفهماً».[٩]
وقد اعتبره أبو هشام الرفاعي أعلم الناس بقراءة عاصم[١٠]، وعن ابن معين قال: « إنّ حفصاً وأبابكر من أعلم الناس بقراءة عاصم، وإنّ حفصاً كان أقرأ من أبي بكر».[١١] وقال: «الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم: رواية حفص عنه»[١٢]
وقد روى‏ عنه القراءة جماعة، منهم: حسين بن محمد المروزي، حمزة بن القاسم الأحول، خلف الحدّاد، أبو شُعَيْب القوّاس، هبيرة التمّار، عبيد بن الصباح.
وقد ذكروا أنّ لقراءة حفص خصائص عدّة، أهمّها مايلي:
(1) أنّ قراءته تصل عن طريق عاصم وأبي عبدالرحمان السلمي إلى‏ علي عليه السلام.[١٣]
(2) أنّها القراءة الرائجة والمعروفة لدى المسلمين منذ البداية من صدر الإسلام وإلى‏ زماننا هذا، وتُعرف بقراءة حفص عن عاصم.
(3) أنّ قراءة حفص تطابق قراءة عاصم في جميع التفاصيل والجزئيات.[١٤] ورغم أنّ البعض قد ذكر أنّ حفصاً اختلف عن عاصم في قراءة كلمة «ضعف» عند قوله تعالى: «اللَّهُ الذَّي خَلَقَكُم من ضَعْفٍ ثم جَعَل من بعد ضَعْفٍ قوّةً ثم جَعَل من بَعد قوّةٍ ضَعْفاً وشَيْبة» الروم: 54، حيث قرأها حفص في المواضع الثلاثة بضمّ الضاد، وعاصم بفتحها، إلّا آخر أنكر ذلك وقال: لايختلفان في ذلك.[١٥]

موقف الرجاليّين منه

عُدّ حفص متروك الرواية، بل واعتبر أكثر أصحاب الرجال روايته للحديث غير متقنة، وأنّه ليس موثّقاً، بل اتّهمه البعض بالكذب و جعل الحديث. إلّا أحمد - وفقاً لروايةٍ - فقد اعتبره صالحاً بلا إشكال، وقال وكيع: «حفص ثقة». والذهبي: «في نفسه صادق».[١٦]
وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق عليه السلام، وأضاف: «وأسند عنه».[١٧] وقال المامقاني: «ظاهر عبارة الشيخ أنّ حفصاً إمامي، إلّا أنّ حاله مجهول».[١٨]
وقال المحقّق الخوئي: «لم تثبت وثاقة بعض هؤلاء الرواة».[١٩] أي رواة القراءات. ولو لاحظنا الآراء الآنفة، ولاسيّما مانقله يوسف بن خراش الشيعي - وهو من مشايخ ابن عقدة، ومن حفّاظ الحديث - بأنّه كذّاب وجاعل للحديث.[٢٠] نطرح هذا السؤال: كيف يمكن الاعتماد على‏ قراءته مع كلّ ماذُكر؟!
وأجاب الخوئي فقال: «الحقّ: أنّ الذي تقتضيه القاعدة الأولية، هو عدم جواز القراءة في الصلاة بكلّ قراءة لم تثبت القراءة بها من النبي صلى الله عليه وآله أو من أحد أوصيائه...، وأمّا بالنظر إلى‏ ماثبت قطعيّاً من تقرير المعصومين: شيعتهم على‏ القراءة بأيّة واحدةٍ من القراءات المعروفة في زمانهم، فلا شكّ في كفاية كلّ واحدةٍ منها، فقد كانت هذه القراءات معروفة في زمانهم، ولم يرد عنهم أنّهم ردعوا عن بعضها، ولو ثبت الردع لوصل إلينا بـ التواتر، ولا أقلّ من نقله بـ الآحاد، بل ورد عنهم: إمضاء هذه القراءات بقولهم: «إقرأ كما يقرأ الناس» و«اقرأوا كما عُلِّمتم»... ».[٢١]
وممّا يجدر ذكره أنّه لاتوجد لحفص رواية في الجوامع الروائية لـ الشيعة، ومع أنّ أهل السنة تركوا رواياته، فإنّه قد نُقل بعض رواياته في بعض جوامعهم ؛ كسنن الترمذي وسنن ابن ماجة. وقد أشار الذهبي إلى‏ بعض رواياته أيضاً، ومن جملتها: أنّ حفصاً نقل بسنده عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من حجّ وزارني بعد موتي، كان كمن زارني في حياتي».[٢٢]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن جماعة كثيرة، منهم: إسماعيل السُدّي، أيوب السَخْتياني، ثابت البُناني، حمّاد بن أبي سليمان، حُمَيْد الخَصّاف، عاصم بن أبي النَجُود.[٢٣]
وروى‏ عنه جماعة كثيرة أيضاً، منهم: أحمد بن عَبْدَة الضَبيّ، آدم بن أبي أياس، إسماعيل بن إبراهيم التَرْجُماني، جعفر بن حُميد الكوفي، حفص بن غياث، صالح ابن محمد القوّاس، عمرو بن عثمان الرَقيّ، أبو عمر هبَيْرة بن محمد التمّار المقرئ.

وفاته

وذكر ابن النديم وآخرون: أنّه توفّي قبل سنة الطاعون (سنة 131 هـ)، إلّا أنّ ابن الجزري وغيره ذكروا أنّه توفّي سنة 180 هـ.[٢٤]

الهوامش

  1. غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 254، كتاب الضعفاء الكبير 1: 270، الضعفاء والمتروكين: 82.
  2. ميزان الاعتدال 1: 558، كتاب التاريخ الكبير 2: 363، جامع الرواة 1: 262.
  3. كتاب الضعفاء والمجروحين 1: 255، تهذيب التهذيب 2: 345، معجم رجال الحديث 7: 148.
  4. تهذيب الكمال 7: 10، موضّح أوهام الجمع والتفريق 2: 17، الجرح والتعديل 3: 173.
  5. تقريب التهذيب 1: 186.
  6. المصدر السابق.
  7. اللُباب في تهذيب الأنساب 2: 372.
  8. أنظر: غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 254، النشر في القراءات العشر 1: 156.
  9. تاريخ بغداد 8: 186 - 187، وراجع: تهذيب الكمال 7: 12.
  10. غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 254.
  11. تهذيب التهذيب 2: 245.
  12. النشر في القراءات العشر 1: 156، معجم الأدباء 10: 216.
  13. تهذيب التهذيب 2: 346، تاريخ الإسلام 11: 86.
  14. تاريخ بغداد 8: 186.
  15. راجع: غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 254.
  16. تاريخ بغداد 8: 186، ميزان الاعتدال 1: 558.
  17. رجال الطوسي: 176، وراجع: مقباس الهداية 2: 228.
  18. تنقيح المقال 1: 353.
  19. البيان في تفسير القرآن: 149.
  20. تاريخ بغداد 8: 188، وراجع في ترجمة ابن خراش: سير أعلام النبلاء 13: 508.
  21. البيان في تفسير القرآن: 166.
  22. ميزان الاعتدال 1: 558، تهذيب الكمال 7: 10، الكامل في ضعفاء الرجال 2: 790.
  23. تهذيب الكمال 7: 11، تهذيب التهذيب 2: 345.
  24. تاريخ الإسلام 11: 88، معجم الأدباء 10: 216، تهذيب الكمال 7: 15، فهرست ابن النديم: 31.