ثابت بن أسلم

من ویکي‌وحدت

ثابت بن أسلم: أحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة، وقد مدحه ووثّقه الكثير من العلماء، لأنه كان عابداً، يقوم في الليل، ويحيي السحر بالعبادة، وكان محبّاً للصلاة، حتّى‏ أنّه دعا اللَّه قائلاً: «إن كنتَ أعطيتَ أحداً الصلاة في قبره، فاعطني الصلاة في قبري». وقال شعبة: «كان ثابت يقرأ القرآن في كلّ يوم وليلة، و يصوم الدهر». وكان في صلاة الليل يكرّر قوله تعالى‏: «أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلاً» ثم يبكي.

ثابت بن أسلم (... ــ 123 أو 127ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو محمد.[٢]
نسبه: البناني، القُرشي.[٣]
لقبه: البصري.[٤]
طبقته: الرابعة.[٥]
إنّ ثابت بن أسلم هذا غير «ثابت البناني» الذي يُكنّى‏ أبا فضالة، وكان من الصحابة، واستشهد مع الإمام علي عليه السلام في صفّين. ويبدو أنّ إطلاق «البناني» على‏ هذا الصحابي ليس صحيحاً، وقد انفرد به الشيخ الطوسي.[٦]
كان ثابت عابداً، يقوم في الليل، ويحيي السحر بالعبادة، وكان محبّاً للصلاة، حتّى‏ أنّه دعا اللَّه قائلاً: «إن كنتَ أعطيتَ أحداً الصلاة في قبره، فاعطني الصلاة في قبري».[٧] وقال شعبة: «كان ثابت يقرأ القرآن في كلّ يوم وليلة، ويصوم الدهر».[٨]
وكان في صلاة الليل يكرّر قوله تعالى‏: «أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلاً» ثم يبكي.[٩] ونقل عنه أبو نُعَيم أنّه قال: «ختمت القرآن عند كلّ اسطوانة في مسجد الجامع، وبكيت عندها».[١٠] وقال جعفر بن سليمان: «بكى‏ ثابت حتّى‏ كادت عينه تذهب، فجاءوا برجلٍ يعالجها، فقال: أعالجها على‏ أن تطيعني، قال: وأيّ شي‏ء؟ قال: على‏ أن لاتبكي، قال: فما خيرهما إن لم تبكيا؟ وأبى‏ أن يتعالج».[١١]

موقف الرجاليّين منه

فقد مدحه ووثّقه الكثير من علماء أهل السنة؛ كأحمد وأحمد العِجلي والنسائي وأبوحاتم الرازي وابن عدي والذهبي وابن حجر.[١٢]
وروى‏ أبو نُعَيم عن أنس بن مالك: «إنّ للخير مفاتيح، وإنّ ثابتاً مفاتيح من مفاتيح الخير».[١٣] وقال عنه الذهبي: «الإمام القدوة، شيخ الإسلام».[١٤] بينما اقتصر الشيخ الطوسي على‏ عدّه من أصحاب الإمام السجاد عليه السلام، بدون إشارة إلى‏ وثاقته ومذهبه.[١٥]

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ ثابت عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام.[١٦]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: عبدالله بن عمر، عبد الله بن الزبير]]، أنس بن مالك، أبو بَرَزَة الأسلمي، عمر بن أبي سلمة المخزومي.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: قَتادَة، عطاء بن أبي رباح، ابن جدعان.
وقد وردت روايات ثابت في صحيح البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة، وأبي داود[١٧]، وبعض الجوامع الروائية للشيعة.

من رواياته

عن ثابت البناني قال: «كنت حاجّاً وجماعة من عبّاد البصرة، مثل: أيّوب والسجستاني وصالح المري و...، ففزع إلينا أهل مكة والحجّاج يسألوننا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة وطفنا بها، ثم سألنا اللَّه خاضعين متضرّعين بها، فمُنعنا الإجابة، فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتىً قد أقبل وقد أكربته أحزانه، وأقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطاً...، ثم أتى‏ الكعبة فخرّ ساجداً، فسمعته يقول: «سيدي بحبّك لي إلّا سقيتهم الغيث» قال: فما استتمّ كلامه حتّى‏ أتاهم الغيث كأفواه القرب...، فقلت: يا أهل الكوفة! من هذا الفتى‏؟ قالوا: هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب».[١٨]

وفاته

توفّي ثابت سنة 123 أو 127 هـ في العراق، في زمان ولاية خالد بن عبداللَّه.[١٩]

المصادر

  1. لسان الميزان 7: 187.
  2. تقريب التهذيب 1: 115، تهذيب التهذيب 2: 3.
  3. لسان الميزان 7: 187، الطبقات الكبرى‏ 7: 232.
  4. تهذيب الكمال 4: 342.
  5. تقريب التهذيب 1: 115.
  6. تنقيح المقال 1: 188، وانظر: رجال الطوسي: 36.
  7. الطبقات الكبرى 7: 233.
  8. تهذيب التهذيب 2: 4.
  9. الطبقات الكبرى‏ 7: 233، والآية: 37 من سورة الكهف المباركة.
  10. حلية الأولياء 2: 321.
  11. المصدر السابق.
  12. تهذيب الكمال 4: 346 347، ميزان الاعتدال 1: 362، لسان الميزان 7: 187.
  13. حلية الأولياء 2: 318.
  14. سير أعلام النبلاء 5: 220.
  15. رجال الطوسي: 85.
  16. سير أعلام النبلاء 5: 220، تهذيب التهذيب 2: 3، رجال الطوسي: 85، تهذيب الكمال 4: 343 - 344.
  17. تهذيب الكمال 4: 349، وانظر: موسوعة رجال الكتب التسعة 1: 213.
  18. الاحتجاج 2: 149 - 150.
  19. تقريب التهذيب 1: 115، المعارف: 476.