انتقل إلى المحتوى

الصفرية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٤:٣١، ٥ أكتوبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'الصُفريّة، تُلفظ بضم الصاد، وسُمّيت بهذا الاسم لأنها من فرقة «الخوارج الحَرورية» ومنسوبة إلى عبد الله بن صفار، أو لأن رئيسهم كان زياد بن أصفر، فسُمّيت الصُفريّة نسبةً إليه. == التاريخ == الخوارج يُعتبرون رمزًا للتفكير المتطرف بين المسلمين، ولهم فرق متعددة...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

الصُفريّة، تُلفظ بضم الصاد، وسُمّيت بهذا الاسم لأنها من فرقة «الخوارج الحَرورية» ومنسوبة إلى عبد الله بن صفار، أو لأن رئيسهم كان زياد بن أصفر، فسُمّيت الصُفريّة نسبةً إليه.

التاريخ

الخوارج يُعتبرون رمزًا للتفكير المتطرف بين المسلمين، ولهم فرق متعددة. فرقة الصُفريّة إلى جانب فرق النجدية، الأزارقة، والأباضية، هي واحدة من أربع فرق رئيسية للخوارج، بحيث تنبثق جميع الفرق الخوارجية التي تختلف عن الثلاثة الأخرى من فرقة الصُفريّة[١]. في المصادر المتعلقة بالفرق الإسلامية، يرى العديد من المؤلفين أن هذه الفرقة من الخوارج تتبع شخصًا يدعى زياد بن أصفر[٢][٣]. لكن بعضهم يرى أن رئيس هذه الفرقة هو عبد الله بن صفار أو عبيد بن أصفر[٤][٥]. على أي حال، بسبب انتساب هذه الفرقة إلى أحد هذين الشخصين، سُمّيت بالصُفريّة[٦].

اختلاف العقائد في الصُفريّة

كانت هذه الفرقة، مثل غيرها من الخوارج، تصدر بسهولة حكم الكفر والشرك على خصومها والمذنبين، وتنقسم في هذا الشأن إلى ثلاث مجموعات[٧][٨][٩][١٠]:

1. يعتقد بعض الصُفريّة أن المذنبين (بأي ذنب) يصبحون مشركين.

2. يعتقد البعض أن الذنوب التي لها اسم خاص وحد معين لا تؤدي إلى الكفر أو الشرك، مثل الزنا والسرقة والقتل، لكنها تخرج من الإيمان، أما إذا كان الذنب ليس له حد معين، فإن ارتكابه يؤدي إلى الكفر، مثل ترك الصلاة والصيام.

3. يعتقد البعض أنه إذا أُحضر المذنب إلى القاضي ووقع عليه الحد، يمكن الحكم عليه بالكفر.

من عقائد هذه الفرقة أيضًا أنهم لم يعتبروا الخوارج الذين لم يثوروا كفارًا، ولم يجيزوا التقية عمليًا، رغم أنهم أجازوها لفظيًا. كانوا يجيزون قتل خصومهم لأن الخوارج كانوا يحكمون عليهم بالكفر، لكنهم لم يجيزوا قتل الأطفال والنساء من الخصوم. مع ذلك، ورد أن الصُفريّة كانوا يجيزون قتل وأسر النساء[١١]. وبحسب عبد القاهر البغدادي، فإن الصُفريّة مثل الأزارقة في القول، يرون المذنبين مشركين، لكنهم يختلفون في قتل الأطفال والنساء من خصومهم[١٢]. كان زياد بن أصفر يعتبر طاعة الشيطان كفرًا حقيقيًا، لكنه لم يعتبر الكفر بالنعم كفرًا حقيقيًا. يجب ملاحظة أن الخوارج عمومًا كانوا يعتبرون الإيمان مرتبطًا بقبول عقائدهم، وعلى هذا الأساس كانوا يعتبرون من ليس منهم كافرًا.

حكم الصُفريّة

لم يكن للصُفريّة حكم شامل، بل كانت حكومتهم محلية، وكانوا أحيانًا يثورون ضد الحكومة المركزية، كما ورد عن أبو بلال مرداس. بالإضافة إلى ذلك، كان مهلب بن أبي صفره من قادة الصُفريّة الذين ثاروا في زمن حجاج بن يوسف[١٣]. في سنة 76 هـ، ثار شخص يدعى صالح بن مسرح من هذه الفرقة، لكن حجاج هزمه وقتله. استطاعت هذه الفرقة من الخوارج أن تؤسس حكومة في شمال أفريقيا قرب القيروان من خلال الدعوة والهجرة. كان رئيس هذه المجموعة شخصًا يدعى عكاشة صفري، وكان أتباعه من سكان تلك المنطقة من البربر. أرسل هشام بن عبد الملك حنظلة بن صفوان، الذي كان حاكم مصر آنذاك، لمحاربة عكاشة، وبعد المعركة وهزيمته لجيش عكاشة وقتله العديد من أنصاره، أسَر عكاشة وقتله. كما كان أبو قرّة صفري وعبد الملك بن سکرديد من رؤساء الصُفريّة الذين ثاروا في زمن منصور دوانيقي في سنة 153 هـ في أفريقيا[١٤][١٥]. كما يُعرف ضحاك بن قيس شيباني كأحد قادة هذه الفرقة، وقد قام بثورة قمعتها السلطات، وبعده استمرت الصُفريّة مع الخيبرية وشيبان بن عبد العزيز يشكري في مسارها المضطرب. في مدينة سجلماسة، كان هناك أفراد من قبيلة بني مدرار يؤمنون بعقيدة الصُفريّة وحكموا هناك حتى تمكن أبو عبد الله الشيعي من هزيمتهم، مما مهد الطريق لإنشاء دولة الفاطميين[١٦][١٧][١٨].

الهوامش

  1. أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، ج 1، ص 101.
  2. نفس المرجع.
  3. محمد بن عبد الكريم الشيرازي، الملل والنحل، ج 1، ص 159.
  4. نفس المرجع.
  5. محمد بن أحمد الملطّي، التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، ص 178.
  6. صفدي خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، ج 15، ص 5.
  7. محمد بن عبد الكريم الشيرازي، الملل والنحل، ج 1، ص 160.
  8. عبد القاهر بن طاهر البغدادي، الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية، ص 70.
  9. شهفور بن طاهر الأسفراييني، التبصير في الدين، ص 53.
  10. محمد جواد مشكور، معجم الفرق الإسلامية، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، 1372 هـ ش، الطبعة الثانية، ص 301، مع تعديلات وتنقيحات.
  11. أحمد بن عبد الوهاب النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 24، ص 64.
  12. محمد جواد مشكور، نفس المرجع، ص 302، مع تعديلات وتنقيحات.
  13. شهفور بن طاهر الأسفراييني، التبصير في الدين، ص 53.
  14. أحمد بن عبد الوهاب النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 24، ص 80.
  15. شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، العبر في خبر من غبر، ج 1، ص 121.
  16. أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، ج 1، ص 128.
  17. أحمد بن محمد ابن خلّكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ج 2، ص 192.
  18. نفس المرجع، ج 3، ص 118-119.