انتقل إلى المحتوى

مسجد الكوفة

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٧:٠١، ٢٢ يوليو ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (قبور المسجد الطاهر)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
مسجد

مسجد كوفة (بالعربية: مَسْجِد ٱلْكُوفَة ٱلْمُعَظَّم/ٱلْأَعْظَم‎) هو أحد المساجد الأربعة المهمة للمسلمين سواء من الشيعة أو السنة. يقع في مدينة كوفة العراق، على بعد 12 كيلومترًا شمال مدينة النجف. يعتقد المسلمون أن هذا المسجد قد بُني أولاً على يد آدم، وهو أقدم مسجد في العالم بعد المسجد الحرام. في العقود الأولى من الهجرة، تم إعادة بناء هذا المسجد على يد سعد بن أبي وقاص، ثم اعتبره علي بن أبي طالب مركزًا مهمًا للخلافة. يحتوي المسجد على قبور بعض العلماء والوجهاء الدينيين. يعتقد الشيعة أنه بعد ظهور الحجة بن الحسن، سيتسع هذا المسجد كثيرًا. يُعتبر هذا المسجد واحدًا من الأماكن التي يمكن للشيعة الصلاة فيها كاملة حتى لو كانوا مسافرين.

مكانة المسجد ومواصفاته

يُعد مسجد كوفة أحد أقدم وأهم المعالم الدينية في مدينة الكوفة. يُعتبر من المساجد الكبيرة في العالم الإسلامي والرابع في الأهمية لدى الشيعة (بعد المسجد الحرام، مسجد النبي والمسجد الأقصى).

يمتد مسجد كوفة على طول 110 مترًا وعرض 101 مترًا، ويبلغ مساحته 11162 متر مربع، ويحيط به جدران بارتفاع 10 متر. تبلغ مساحة الفضاء المفتوح للمسجد 5642 متر مربع، بينما تبلغ مساحة الأروقة 5520 متر مربع. عدد أعمدة المسجد 187 وعدد مآذنه 4 بارتفاع 30 مترًا، وعدد أبواب المسجد 5. تشمل أبواب المسجد: باب الحجة (الباب الرئيسي)، باب الثعبان، باب الرحمة، باب مسلم بن عقيل وباب هاني بن عروة.[١]

منذ تأسيسه، كان مسجد كوفة أحد المراكز الثقافية في المدينة. عندما دخل الإمام علي (عليه السلام) كوفة في عام 36 هـ، ذهب أولاً إلى مسجد كوفة وألقى خطابًا للناس. بعد استقراره في كوفة، كان يُدرس في مسجد كوفة تفسير القرآن وعلوم أخرى. استفاد العديد من الطلاب مثل كميل بن زياد وابن عباس من دروسه[٢].

أبواب المسجد

منذ بناء المسجد، تم إنشاء عدة أبواب له:

  1. باب السدّة. كان الإمام علي (عليه السلام) يدخل المسجد من هذا الباب.
  2. باب كندة. في الجهة الغربية.
  3. باب الأنماط. مقابل باب الفيل.
  4. باب الفيل أو باب الثعبان. في الجهة الشمالية، وهو الباب الوحيد المتبقي من تلك الفترة. بجانب باب الفيل يوجد مئذنة المسجد.
  5. باب الرحمة[٣].

فضائل مسجد كوفة

من وجهة نظر الإمام علي (عليه السلام)

يقول أصبغ بن نباتة: أمير المؤمنين (عليه السلام) قال للناس في كوفة: «لقد منحكم الله شيئًا لم يمنح غيركم، فقد أعطى الله هذا المسجد بركة خاصة. هذا (مسجد كوفة) هو بيت آدم، مكان نوح، منزل إدريس ومصلى إبراهيم خليل، وأخي خضر، ومصلى لي. مسجدكم هو أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله لأهلها.

أرى أنه في يوم القيامة، سيدخل هذا المسجد بلباسين أبيضين، ويشفع لمن صلى فيه، ولن تُرد شفاعته من قبل الله. وسيُثبت الحجر الأسود فيه. سيأتي يوم يصبح فيه هذا المسجد مصلى المهدي (عج)، ابني، ومصلى لكل مؤمن. لا يوجد مؤمن على وجه الأرض إلا سيدخل ويحب هذا المكان. لا تتركوه مهجورًا. صلوا فيه وقربوا أنفسكم إلى الله واطلبوا حوائجكم منه. لو كان الناس يعرفون فضل هذا المسجد، لكانوا يهرعون إليه من جميع أنحاء العالم، حتى لو كان ذلك بالزحف على الثلج[٤]

قصر من الجنة

في بعض الروايات يُشار إلى مسجد كوفة كـ «قصر من الجنة». يقول الإمام علي (عليه السلام): «هناك أربعة قصور من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، مسجد النبي، مسجد بيت المقدس ومسجد كوفة[٥]».

موضع سجود الملائكة

في الروايات، ذُكر أن الملائكة كانت تعبد في هذا المكان المقدس قبل آدم. يقول الإمام علي (عليه السلام): «أول مكان عبادة الله عليه هو كوفة. عندما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم، سجدوا في كوفة. تنزل الملائكة كل ليلة على مسجد كوفة».

يحظى مسجد كوفة بمكانة عظيمة عند الله، فإذا دخل شخص فيه، تُغفر ذنوبه. سأل الإمام رضا (عليه السلام) شخصًا عن مكان إقامته، فأجاب: في كوفة. فقال الإمام عن فضل مسجد كوفة: «إن مسجد كوفة هو بيت نوح. إذا دخل شخص فيه مئة مرة، يكتب الله له مئة مغفرة. إن دعاء نوح كان في هذا المسجد عندما قال: «رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ لِوَالِدَی وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیتِی مُؤْمِناً[٦]».

مصلى الأنبياء

أبو بصير ينقل عن الإمام صادق (عليه السلام) أنه قال عن مسجد كوفة: «أفضل مسجد هو مسجد كوفة؛ حيث صلى فيه ألف نبي وألف وصي...[٧]».

الصلاة في مسجد كوفة كاملة

عندما يسافر شخص إلى مكان ولا ينوي الإقامة لمدة عشرة أيام، تكون صلاته مقصورة، إلا في أربعة أماكن تم استثناؤها. يقول الإمام صادق (عليه السلام): «الصلاة في أربعة أماكن كاملة: المسجد الحرام، مسجد النبي، مسجد كوفة وحرم الإمام حسين (عليه السلام)[٨]».

الصلاة فيه تعادل الحج

الإمام باقر (عليه السلام) قال عن فضل الصلاة في مسجد كوفة: «لو كان الناس يعلمون ما فضل مسجد كوفة، لذهبوا إليه من أماكن بعيدة. إن الصلاة المفروضة فيه تعادل الحج وصلاة النافلة تعادل العمرة[٩]».

أفضل من جميع المساجد

يعتبر الإمام صادق (عليه السلام) الصلاة في مسجد كوفة تعادل ألف صلاة في مسجد آخر. كما يقول الإمام رضا (عليه السلام) في فضل الصلاة في هذا المكان المقدس: «الصلاة الفردية في مسجد كوفة أفضل من سبعين صلاة جماعة في غيره[١٠]».

حرم الإمام علي (عليه السلام)

في كتاب بحار الأنوار، ذُكر بسند عن الإمام صادق (عليه السلام) أن مكة هي حرم الله، المدينة المنورة حرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكوفة حرم الإمام علي (عليه السلام)، وقد جعل الإمام علي (عليه السلام) من كوفة حرماً مثلما جعل إبراهيم (عليه السلام) من مكة ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة حرماً[١١].

مدفن الأنبياء وأوصياء الله

صلى العديد من الأنبياء في كوفة ودفن فيها 370 نبيًا و600 وصي.

مركز حكومة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)

نُقل عن الإمام الباقر (عليه السلام): «عندما يقوم قائمنا ويذهب إلى كوفة، لا يوجد مؤمن إلا ويعيش في تلك المدينة بجوار المهدي أو يأتي إليها». كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «سيأتي يوم يصبح فيه هذا المسجد مصلى ومكانًا للمهدي (عجل الله فرجه الشريف)[١٢]».

إقامة خضر

منزل وسجود نوح.

من هذا المكان يدخل 70,000 شخص إلى الجنة بلا حساب[١٣].

الجلوس في مسجد كوفة بدون تلاوة قرآن أيضًا عبادة[١٤].

المقامات في مسجد كوفة

داخل صحن المسجد وأروقة مسجد كوفة، توجد مقامات متعددة منسوبة إلى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ترتبط بحضور الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام) في هذا المسجد وتاريخه، وكل من هذه المقامات والمحراب لها آداب خاصة تم ذكرها في كتب الأدعية المختلفة، مثل مفاتيح الجنان، بعد عمليات التجديد الأخيرة لمسجد كوفة، تم إعادة بناء معظم المقامات الموجودة في الصحن والأروقة على شكل محراب صغيرة من الرخام الأبيض.

بيت الطشت

في صحن المسجد، شمال دكة القضاء، يقع مكان وقوع إحدى معجزات أمير المؤمنين (عليه السلام). (قصة هذه معجزة هي أن: فتاة ذهبت للاستحمام في نهر، فدخلت زالوة إلى جسدها وبدأت تمتص الدم، مما أدى إلى تورم بطنها، وأصبح إخوانها يشتبهون بها وقرروا قتلها، فذهبوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) لمعرفة الحكم. أمر الإمام بأن يُنصب خيمة بجانب دكة القضاء، وتم وضع الفتاة داخل الخيمة، ثم أمر قابلة كوفة بفحصها، فقالت القابلة بعد الفحص: هذه الفتاة حامل، ولإثبات براءة الفتاة، أمر الإمام بإحضار طشت مليء بالوحل، وجلسوا الفتاة عليه، فخرج الزالو من بطن الفتاة بسبب استنشاقه رائحة الوحل، وبهذه المعجزة، أثبت أمير المؤمنين (عليه السلام) براءة تلك الفتاة[١٥].

كان هذا المكان سابقًا عبارة عن سرداب أدنى من مستوى المسجد، حيث كان يوجد على جانبيه درجتان[١٦].

دكة القضاء

تقع في الجهة الشمالية الشرقية من صحن مسجد كوفة، وهي المكان الذي كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقضي فيه.

دكة المعراج

هذا المقام في صحن المسجد وقريب من مقام سفينة نوح، وهو مكان صلاة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في ليلة المعراج، بجانب هذا المقام، يوجد عمود حجري قديم يُعتبر مؤشرًا شمسيًا كان يُستخدم في الماضي لتحديد وقت الظهر وأوقات الصلاة.

محراب ومكان ضرب الإمام علي

هذا المحراب هو مكان صلاة أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد كوفة ومكان ضربه على يد ابن ملجم المرادي في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان سنة 40 هـ. كان منزل الإمام علي (عليه السلام) قريبًا من مسجد كوفة، وكان يذهب كل يوم للصلاة في هذا المسجد. قام عبد الرحمن بن ملجم المرادي مع شبيب بن بجره الأشجعي، الذين كانوا من أنصاره، بتحريضهم من قبل قطام بنت علقمة، وبناءً عليه، كمينوا في سحر ليلة التاسع عشر من شهر رمضان سنة 40 هـ في مسجد كوفة منتظرين دخول أمير المؤمنين (عليه السلام).

كما أرسلت قطام شخصًا يُدعى وردان بن مجالد، الذي كان من أفراد قبيلتها، لمساعدتهم. عندما سجد أمير المؤمنين (عليه السلام)، نزل ابن ملجم المرادي بسيفه المسموم، وفي هذه اللحظة، سقط الإمام علي (عليه السلام) في المحراب وقال: «بسم الله و بالله و علی ملّة رسول الله فزت و ربّ الکعبه؛ أقسم بالله الذي أنقذني».

بينما كان الدم يتدفق من رأسه ووجهه الشريف، قال: «هذا ما وعدنا الله ورسوله؛ هذا هو الوعد الذي أعطاني إياه الله ورسوله»، وعندما لم يستطع الإمام إقامة صلاة الجماعة، قال للإمام حسن (عليه السلام) أن يستمر في الصلاة، وصلى هو جالسًا.

استشهد الإمام علي (عليه السلام) بعد يومين من الضربة في الواحد والعشرين من شهر رمضان.

حتى في اللحظات الأخيرة من حياته، كان الإمام يفكر في صلاح وسعادة الناس، ووصى أبناءه وأقاربه وجميع المسلمين قائلًا: عليكم بالتقوى وبتنظيم أعمالكم وأن تكونوا دائمًا في فكر إصلاح بين المسلمين. احترموا الصلاة، فهي عمود دينكم. لا تنسوا الأيتام وراعوا حقوق الجيران. اجعلوا القرآن برنامج عملكم[١٧].

هذا المحراب يقع داخل أروقة المسجد، وقد أُضيفت عليه نافذة فضية جميلة بشكل محراب مع كتابات كوفية وزخارف نباتية.

مقام آدم

مقام آدم، يقع في جنوب صحن المسجد، بالقرب من دكة المعراج، ويعتبر بحسب بعض الأقوال، مكان توبة آدم (عليه السلام).

مقام إبراهيم

مقام إبراهيم، يقع في الرواق الشمالي للمسجد، بالقرب من المدخل الرئيسي له باب الفيل.

مقام الإمام جعفر الصادق

مقام الإمام جعفر الصادق، يقع في الجنوب الشرقي من المسجد، بالقرب من مرقد مسلم بن عقيل، وكان له محراب مشابه لمقام نوح (عليه السلام) ومقام الإمام زین العابدین (عليه السلام). للأسف، في عمليات التجديد الأخيرة للمسجد، تم تدميره، ومكانه مُحدد فقط بوضع ورقة على الأعمدة الحجرية الموجودة في أروقة المسجد.

مقام الإمام زین العابدین

مقام الإمام زین العابدین، يقع في الجنوب الغربي من المسجد، بالقرب من مقام نوح (عليه السلام)، ومثل مقام نوح، كان له محراب، لكن للأسف، في عمليات التجديد الأخيرة للمسجد، تم تدميره، ومكانه مُحدد فقط بوضع ورقة على الجدار الجنوبي للرواق المتصل بأروقة المسجد.

مقام جبرئیل

مقام جبرئیل يقع أيضًا في الجنوب من صحن المسجد، في الجهة الغربية من مقام آدم (عليه السلام)، ويرتبط بحادثة المعراج للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلاة ذلك النبي في مسجد كوفة.

مقام خضر

مقام خضر يقع في الرواق الشمالي من المسجد، بالقرب من مقام إبراهيم (عليه السلام).

مقام نوح

مقام نوح يقع في الجنوب الغربي من المسجد، وكان له شكل محراب، لكن للأسف، في عمليات التجديد الأخيرة للمسجد، تم تدميره، ومكانه مُحدد فقط بوضع ورقة على الجدار الجنوبي للرواق المتصل بأروقة المسجد.

مقام سفينة نوح

في وسط صحن المسجد، يوجد مكان يُعرف بـ سفينة نوح. وفقًا لبعض الأقوال، تعتبر هذه النقطة مكان استقرار سفينة نوح (عليه السلام) بعد الطوفان العظيم، لكن وفقًا لروايات أخرى، كان هذا هو مكان بناء سفينة نوح (عليه السلام). كان هذا المكان سابقًا عبارة عن سرداب، وكان هناك درج يؤدي إليه. كانت هذه السرداب على شكل صحن صغير ثماني الأضلاع، وكان لكل ضلع إيوان، ومن خلال إيوانين شمالي وجنوبي، كان هناك مدخل إلى حجرتين أخريين. كان سطح مقام سفينة نوح (عليه السلام) يمثل المستوى الحقيقي لمسجد كوفة قبل رفع مستواه في زمن سيد مهدي بحر العلوم.

في فترة حكم نظام البعث في العراق، تم إغلاق درجات دخول مقام سفينة نوح، وتم منع الدخول إليه، لكن بعد سقوط هذا النظام، للأسف، في عمليات التجديد الأخيرة للمسجد، تم تدمير هذا المعلم التاريخي ذو القيمة العالية تمامًا، واستُبدل بمسبح ذو اثني عشر ضلعًا مع سياج حجري منخفض حوله[١٨].

قبور المسجد الطاهر

شرق مسجد كوفة، بجانب دار الإمارة ومتصل بجدار المسجد[١٩]، يقع قبر مسلم بن عقيل (سلام الله عليه) الذي له قبة ذهبية.

كان أول من بنى فوق قبره مختار بن أبي عبيدة الثقفي. في زمن آل بويه، قام عضد الدولة بتوسيع القبر في عام 368 هـ. وفي عام 767 هـ، قام السلطان أويس الجلائري، وكذلك حكام الصفويين في عام 1055 هـ، وحكام القاجار في عام 1232 هـ بإجراء إصلاحات في ذلك العتبة.

من بين الذين أعادوا بناء هذا المزار يجب أن نذكر الشيخ محمد حسن النجفي المعروف بصاحب جواهر، الذي في عام 1263 هـ، بتمويل من السلطان لکهنو من الهند، قام بإصلاح شامل له. قام بتثبيت ضريح من الفضة وقبة من الذهب فوق قبر مسلم[٢٠]. في السنوات الأخيرة، بفضل جهود آية الله الحكيم وبعض المحسنين، تم بناء جديد يتضمن حرمًا وأروقة، وتمت زخرفة قبتها بالذهب بواسطة الحاج رشاد مرزه.

على قبر مسلم بن عقيل الطاهر، توجد حديث من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: "أحب عقیل... إن ابنه سيُقتل في حب ابنك".

بضع أمتار بعيدًا عن ذلك، في القبلة، متصل بالمسجد، يقع مقام ومزار مختار بن أبي عبيدة الثقفي، الذي تمكن من الانتقام لدماء شهداء كربلاء، واحتل كوفة لفترة. يقع مقام مختار في حرم مسلم بن عقيل، وكلا المبنيين لهما تاريخ بناء مشترك. تم تثبيت ضريح على قبر هذا الرجل العظيم، ويفتح نافذة في الزاوية الشرقية إلى جدار مسجد كوفة (الجهة الجنوبية) تحتوي على قطعة حجرية من القرن الثاني الهجري مكتوبة بخط كوفي، تقول: «هذا قبر مختار بن أبي عبيدة الثقفي الآخذ بثارات الحسين».

في مقابل مرقد مسلم الطاهر، في الزاوية الشمالية الغربية من المسجد، يقع مرقد هاني بن عروة، الذي يملك قبة خضراء فوقه، ولهما صحن وتاريخ بناء مشترك[٢١].

مسجد كوفة في زمن الإمام المهدي

وفقًا لرواية من الإمام الصادق (عليه السلام)، فإن مركز حكومة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في كوفة، ومركز قضاءه ودائرته في مسجد كوفة[٢٢].

التعليم والتربية في مسجد كوفة

منذ تأسيسه، كان مسجد كوفة أحد المراكز الثقافية في المدينة. عندما دخل الإمام علي (عليه السلام) كوفة في عام 36 هـ، ذهب أولاً إلى مسجد كوفة وألقى خطابًا للناس. بعد استقراره في كوفة، كان يُدرس في مسجد كوفة تفسير القرآن وعلوم أخرى. استفاد العديد من الطلاب مثل كميل بن زياد وابن عباس من دروسه[٢٣].

الهوامش

  1. موقع المسجد الكبير كوفة
  2. دائرة المعارف الإسلامية، ج10، ص359
  3. حقائق قراءة من مسجد كوفة - وكالة برنا
    1. www.borna.news › قرآن ومعارف
  4. معارف ومعاريف، ج8، ص610؛ بحار الأنوار، ج100، ص389
  5. وسائل الشيعة، ج5، ص282؛ تاريخ الكوفة، براقي، ص58
  6. وسائل الشيعة، ج5، ص282
  7. الكافي، ج3، ص492؛ من لا يحضره الفقيه، ج1، ص231
  8. الكافي، ج4، ص586؛ محمد بن جعفر المشهدي الحائري، فضل المسجد الكوفة ومسجدها، ص37
  9. الكافي، ج4، ص28
  10. بحار الأنوار، ج100، ص397؛ وسائل الشيعة، ج5، ص239
  11. تاريخ كوفة. سيد حسين براقي نجفي، ص39
  12. روضة الواعظين، ج2، ص337؛ إثبات الهدات، ج3، ص452
  13. بحار الأنوار، ج100، ص395
  14. بحار الأنوار، ج100، ص405
  15. طبري صغير، محمد بن جرير، نوادر المعجزات، ص107
  16. طريحي، محمد سعيد، العتبات المقدسة في الكوفة، ص95
  17. أول من بنى مسجد كوفة + صورة - مشرق نيوز www.mashreghnews.ir › news › أول...
  18. مواقع الزيارة في العراق، محمد مهدي فقيه بحر العلوم، مقال "مسجد كوفة"، ج1
  19. ابن بطوطه، رحلة ابن بطوطه، 1/270؛ الطبري، تاريخ الطبري، 4/216
  20. دائرة المعارف الشيعية، 1/110ـ111
  21. الخصال، ج2، ص76
  22. بحار الأنوار، ج53، ص11
  23. حقائق قراءة من مسجد كوفة - وكالة برنا www.borna.news › قرآن ومعارف