بديع الزمان سعيد النورسي
الاسم | بديع الزمان سعيد النورسي |
---|---|
الاسم الکامل | بديع الزمان سعيد النورسي |
تاريخ الولادة | 1876م/1294ه |
محل الولادة | نورس/ ترکیا |
تاريخ الوفاة | 1380ه/1960م |
المهنة | من أكبر رجالات العلم والتقريب والإصلاح في العصر الحديث. |
الأساتید | |
الآثار | الكلمات، المكتوبات، صيقل الإسلام، رائد الشباب، اللمعات، الشعاعات، وغيرها. والتي عُرفت كلّها باسم «رسائل النور». |
المذهب | سنی |
من أكبر رجالات العلم والتقريب والإصلاح في العصر الحديث.
ولد سنة 1876 م في قرية (نورس) قرب بحيرة (وان) التركية، ودرس مختلف العلوم الإسلامية والأكاديمية حتّى برع فيها، فلقّب ببديع الزمان، وكان آية في الذكاء والنبوغ، دعاه الكثير من العلماء المرموقين لمناظرته، فأسكتهم جميعاً! وكان يكتب على باب داره:
هنا جواب كلّ سؤال!
طلب من السلطان عبدالحميد الثاني إنشاء جامعة إسلامية شرقي الأناضول على غرار جامعة الأزهر، تجمع بين دراسة العلوم الإسلامية والعلوم الأكاديمية الحديثة، وسمّاها بمدرسة الزهراء، غير أنّ نشوب الحرب العالمية الأُولى حال دون ذلك.
وفي أثناء الحرب أصبح قائداً لفرقة الأنصار المتطوّعين في الجبهة القوفازية ضدّ الروس، وألّف في ساحات الجهاد والوغى كتابه «إشارات الإعجاز في مظانّ الإيجاز»! ووقع أسيراً بيد الروس بعد أن جُرح، وسيق إلى معتقلات الأسر في سيبيريا، وظلّ فيها سنتين وبضع شهور، ثمّ تمكّن من الفرار إلى ألمانيا فالنمسا فإسطنبول التي دخلها سنة 1918 م، وهناك عيّن رئيساً للوعّاظ في شرق الأناضول، وعضواً في دار الحكمة الإسلامية. ووقف ضدّ الغزاة البريطانيّين بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأُولى وهاجمهم بسلاحه ولسانه، ومن ثمّ أصبح عدوّاً لدوداً لحركة العلمانيّين في تركيا، وناضل متعرّضاً للنفي والسجن والتعذيب حتّى الرمق الأخير.
لم يتزوّج خاصّة أنّه- كما يقول- كان يعيش حياة مضطربة غير مستقرّة.
وقد ناظره رئيس المحفل الماسوني اليهودي قرصو، وبعد المقابلة خرج قائلًا: «لقد كاد هذا الرجل العجيب أن يزجّني في الإسلام بحديثه»!
خطب في إحدى محاكماته في تركيا خطبة من 10 صفحات تناقلتها جميع الصحف
ووسائل الإعلام، قال فيها: «إنّني أقول لكم وأنا أقف أمام البرزخ الذي تسمّونه السجن في انتظار القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة، لا لتسمعوا أنتم وحدكم، بل ليتناقله العالم كلّه:
لقد آن للسرائر أن تنكشف، ويبدو من أعماق القلب أنّني متهيّئ بشوق إلى قدومي للآخرة، وأنا حاضر للذهاب مع هؤلاء الذين علّقت مشانقهم... لقد كانت الحكومة تخاصم العقل أيّام الاستبداد، والآن فإنّها تعادي الحياة. وإذا كانت الحكومة هكذا فليعش الجنون وليعش الموت، وللظالمين فلتعش جهنّم! لقد سألتموني: هل أنت داخل في جمعية الاتّحاد المحمّدي؟ وأنا أقول لكم- مع الفخر-: إنّني من أصغر أفرادها، ولكن هل لكم أن تخبروني من هم الذين يوجدون خارج هذه الجمعية غير المجانين والسفهاء؟! وكانت جريمتي الأُخرى أنّني تصدّيت لدعاة الماسونية والإلحاد من أصحاب الصحف وقلت لهم: إنّ على الأديب أن يكون أديباً في دعوته. خصوصاً إذا كان سمع الأُمّة ولسانها، وإنّني أقول الآن:
كما أنّه لا يناسب الشيخ الوقور أن يلبس لباس الراقصين، فكذلك لا يناسب إستانبول أن تلبس أخلاق أوروبّا».
توفّي في مدينة أورفا بتركيا سنة 1960 م تاركاً وراءه عدّة مؤلّفات مفيدة، منها:
الكلمات، المكتوبات، صيقل الإسلام، رائد الشباب، اللمعات، الشعاعات، وغيرها. والتي عُرفت كلّها باسم «رسائل النور».
من أقواله الوحدوية: «إنّ المسلمين كافّة كالعشيرة الواحدة، ترتبط فيها طوائف المسلمين برباط الأُخوّة الإسلامية، كما يرتبط أفراد العشيرة الواحدة، ويمدّ بعضهم بعضاً معنوياً ومادّياً، وكأنّ الطوائف الإسلامية تنتظم جميعها كحلقات سلسلة نورانية».
ويقول كذلك: «إنّ أوجب الفرائض في هذا الوقت هو الوحدة الإسلامية، وهدف هذه الوحدة وقصدها تحريك الرابطة النورانية التي تربط المعابد الإسلامية المنتشرة والمتشعّبة، وإيقاظ المرتبطين بها بهذا التحريك، ودفعهم إلى طريق الرقي بأمر وجداني».
وهناك جماعة تسمّى ب «جماعة النور»، وهم مجموعة من ملايين الشبّان المسلمين الذين التفّوا حول العلّامة بديع الزمان سعيد النورسي وحول دعوته، وساندوه إلى
وفاته عام 1960 م، واستمرّوا بعد وفاته في نشاطاتهم ودعوتهم للإسلام والتمسّك به.
وكانت جماعة النور أو طلّاب النور تدعو إلى تفهّم القرآن، والتخلّق بأخلاق الإسلام، وتحثّ على الجهاد في سبيل اللَّه، وتطبيق شريعته، وإقامة وحدة مع البلدان الإسلامية.
وأعضاؤها لا ينفرون من الدنيا ونعيمها، ولا ينزوون بعيداً عن الحياة، ولكنّهم يحبّون العمل النافع والحركة المثمرة، ويجاهدون لإعلاء كلمة اللَّه، ويحرصون على تربية أفرادهم تربية روحية وعقلية.
وقد حظرت الحكومة التركية العلمانية نشاطات هذه الجماعة، فأعقبها ظهور حزب الرفاه الإسلامي.
ولكاتب السطور كتاب يدور حول حياة هذا الرجل الكبير وحول دوره الوحدوي، سيتمّ نشره- إن شاء اللَّه تعالى- عمّا قريب بطبع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
المراجع
(انظر ترجمته في: عظماء الإسلام: 298- 299، الإسلام والتحدّيات المعاصرة: 482- 511، رجالات التقريب: 279- 297، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 3: 169- 183، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 125- 126 و 195- 196).