جابر بن يزيد بن الحارث

جابر بن يزيد بن الحارث: أحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة. وكان سفيان الثوري وشعبة يقصدون بيته لطلب الحديث والعلم منه. وكان له كتب، منها: التفسير، كتاب النوادر، كتاب الفضائل، كتاب الجمل، كتاب صفّين، كتاب النهروان، كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، مقتل الحسين عليه السلام. قال الذهبي: «هو من كبار المحدّثين بالكوفة».ويبدو أنّ هناك رأيَيْن لأهل السنّة بشأن جابر، فـ سفيان الثوري وشعبة وزهير ابن معاوية ووكيع وثّقوه، واعتبروه صدوقاً. وقال ابن عدي: «ولجابر حديث صالح»، وحدّث عنه أهل الكوفة وغيرهم، وعامة ما قذفوه أنّه كان يؤمن بالرجعة».

جابر بن يزيد بن الحارث (... ــ 128ق)

من الرواة المشتركين.
كنيته: أبو عبداللَّه، أبو يزيد، أبو محمد.
نسبه: الجُعْفي.
لقبه: الكوفي.
طبقته: الخامسة.
قال الذهبي: «هو من أكبر علماء الشيعة». فقد كان جابر منذ أوائل شبابه مولعاً بعلوم أهل البيت عليهم السلام، يقول: «دخلت على‏ أبي جعفر عليه السلام وأنا شاب، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: ممّن؟ قلت: من جُعفى‏، قال: ما أقدمك إلى‏ هاهنا؟ قلت: طلب العلم، قال: ممّن؟ قلت: منك...».
وكان سفيان الثوري وشعبة يقصدون بيته لطلب الحديث والعلم منه. وكان له كتب، منها: التفسير، كتاب النوادر، كتاب الفضائل، كتاب الجمل، كتاب صفّين، كتاب النهروان، كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، مقتل الحسين عليه السلام.

موقف الرجاليّين منه

قال الذهبي: «هو من كبار المحدّثين بالكوفة». وقال عنه أيضاً: «مشهور عالم». وقيل لشعبة: لماذا طرحت فلاناً وفلاناً، ورويت عن جابر؟ قال: «لأنّه جاء بأحاديث لم يصبر عنها».
ويبدو أنّ هناك رأيَيْن لأهل السنّة بشأن جابر، فسفيان الثوري وشعبة وزهير ابن معاوية ووكيع وثّقوه، واعتبروه صدوقاً. قال ابن عدي: «ولجابر حديث صالح، وقد روى‏ عنه الثوري الكثير، وشعبة أقلّ روايةً عنه من الثوري، وحدّث عنه زهير وشريك وسفيان والحسن بن صالح وابن عُيَيْنة و أهل الكوفة وغيرهم، وقد احتمله الناس ورووا عنه، وعامة ما قذفوه أنّه كان يؤمن بالرجعة».
وقال يحيى‏ بن معين: «لم يدع جابراً ممّن رآه إلّا زائدة». وقال ابن مهدي عن سفيان الثوري: «كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث، ما رأيت أورع منه في الحديث». ويروى‏ عن شعبة قوله: «إنّ جابراً صادقٌ».
في حين أنّ أبا حنيفة والشعبي ويحيى‏ بن معين وابن سعد وابن قُتَيْبة والنسائي والذهبي وابن حجر نسبوا إليه الكذب أو ضعّفوه. وكما يبدو فإنّ تضعيف جابر إنّما يعود إلى‏ تشيّعه وقوله بالرجعة.، وإلّا فإنّ الكثير يعدّونه صادقاً وأميناً في مقام الرواية.
وأمّا عن علماء الشيعة، فقد اعتبره الشيخ المفيد من الفقهاء الكبار، وصاحب تأليفات، وأنّه ليس هناك مجال للجرح أو الطعن فيه. وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما السلام، وذكر في فهرسته: أنّه «صاحب أصل وكتاب تفسير». كما عدّه ابن شهرآشوب من خواصّ أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.
وروى‏ العلامة الحلي في خلاصته عن ابن عقدة: «أنّ الإمام الصادق عليه السلام ترحّم عليه وقال: إنّه كان يصدق علينا...، ثم قال: وقال ابن الغضائري: إنّ جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقةٌ في نفسه». واعتبره المامقاني في أوج الجلالة والعظمة.
وقال المحقّق الخوئي: «الذي ينبغي أن يقال: إنّ الرجل لابدّ من عدّه من الثقات الأجلّاء؛ لشهادة ابن قولويه وعلي بن إبراهيم و الشيخ المفيد في رسالته العددية، وشهادة ابن الغضائري على‏ ما حكاه العلّامة، ولقول الصادق عليه السلام في صحيحة زياد: إنّه كان يصدق علينا. ولايعارض ذلك قول النجاشي: إنّه كان مختلطاً، وقول الشيخ المفيد: كان ينشد أشعاراً تدلّ على‏ الاختلاط، فإنّ فساد العقل - لو سلم ذلك في جابر، ولم يكن تجنّناً كما صرّح به فيما رواه الكليني في الكافي ج 1 / كتاب الحجّة 4، باب 98: أنّ الجنّ يأتون الائمة عليهم السلام... حديث 7 - لاينافي الوثاقة، ولزوم الأخذ برواياته حين اعتداله وسلامته».

جابر وأهل البيت عليهم السلام

اعتبره البعض من أصحاب أسرار الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام. فقد نقل عنه الكشّي قوله: «حدّثني أبو جعفر عليه السلام بسبعين ألف حديث لم أُحدِّث بها أحداً قط، ولا أُحدِّث بها أحداً أبداً...».

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام الباقر والصادق عليهما السلام. وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: الحارث بن مسلم، خَيْثَمة بن أبي خيثمة البصري، سالم بن عبداللَّه بن عمر، طاوس بن كَيْسان، عامر الشعبي، أبو الطفيل عامر الليثي الصحابي، عطاء بن أبي رباح، القاسم بن محمد ابن أبي بكر، مجاهد.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: سفيان الثوري، شُعبة بن الحجّاج، زهير بن معاوية، سُفيان بن عُيَيْنَة، شَرِيك بن عبداللَّه، أبو عَوَانة، إسرائيل بن يونس، المفضّل بن عبداللَّه الكوفي. وقد وردت رواياته في بعض الجوامع الروائية لأهل السنّة ؛ كسنن الترمذي وابن ماجة وأبي داود، وكذلك في كثير من الجوامع الروائية للشيعة.

من رواياته

عنه قال: قال لي أبو جعفر الباقر عليه السلام: «ياجابر، حديثنا صعب مستصعب، أمرد ذكوار، وعر أجرد، لايحتمله واللَّه إلّا نبي مرسل أو ملك مقرَّب أو مؤمن ممتحن...».
ومن مروياته عن أم سلمة أنّها قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إذا أجنب لم يطعم حتّى‏ يتوضّأ وضوءه للصلاة.

وفاته

ذكروا أنّه توفّي سنة 127 أو 128 أو 132 هـ، إلّا أنّ المشهور أنّه توفّي سنة 127 أو 128 هـ، في عصر الإمام الصادق عليه السلام.