ذو الحجة هو الشهر الثاني عشر والأخير من التقويم الهجري وأحد الأشهر الأربعة التي ورد ذكرها في القرآن. فهو شهر مقدس ، و الأشهر الأخرى فهي: رجب (7) ، ذو القعدة (11) ، ذو الحجة (12). [١] يقول الله عز وجل عن تلك الأشهر في محكم كتابه العزيز:" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ ".[٢]

وجه التسمية

وسمي بهذا الاسم منذ أيام الجاهلية، لأن العرب كانت تحج فيه، وتسميته بـ( ذي الحجة) هي التسمية الأخيرة، إذ كانت له أسماء قبلها، فقد كان يسمى (مسبلا) عند ثمود، وكانت يعرف عند العرب العاربة بـ ( نعس) وبـ( برك) لأن الإبل كانت تبرك فيه يوم النحر. وكانت العرب تعظمه، فقد كانت تقعد سوق عكاظ في شهر ذي القعدة، ثم تعقد سوق ( ذي المجاز) في شهر ذي الحجة، كما أنهم كانوا يحرمون فيه القتال، فهو من الأشهر الحرم. وقد أعطاه الإسلام ميزة، إذ جعله غاية زمن الحج، الذي يبدأ من شوال، وينتهي باليوم العاشر من ذي الحجة الذي هو يوم عيد الأضحى، ثم أيام التشريق منه ( الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر) ولها تعلق ببعض أحكام الحج أيضا، فذو الحجة هو شهر الحج في الإسلام، وقد قال الله فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ } [البقرة: 197]. [٣]

أحداث شهر ذي الحجة

الأوّل

الثاني

ذو الحجة، هو الشهر الثاني عشر من الشهور الهجرية القمرية، وبحسب التقاويم حصل في اليوم الثاني منه:

الثالث

الرابع

الخامس

السادس

السابع

الثامن

التاسع

العاشر

الحادي عشر

الثالث عشر

الثاني عشر

الرابع عشر

الخامس عشر

السادس عشر

السابع عشر

الثامن عشر

التاسع عشر

العشرين

الحادي والعشرين

الثاني والعشرين

الثالث والعشرين

الرابع والعشرين

الخامس والعشرين

السادس والعشرين

السابع والعشرين

الثامن والعشرين

التاسع والعشرين

آخر ذي الحجة

أعمال شهر ذي الحجة

وهو شهر شريف وكان صلحاء الصحابة والتابعين يهتمون بالعبادة فيه اهتماما بالغا. والعشر الأوائل من أيامه هي الأيام المعلومات المذكورة في القرآن الكريم ، وهي أيام فاضلة غاية الفضل ، [٦] وقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مامن أيامٍ العمل فيها أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من أيام هذه العشر [٧] . ولهذه العشر أعمال:

الأول

صيام الأيام التسعة الأوّل منها ، فإنه يعدل صيام العمر كله. [٨]


الثاني

أن يصلي بين فريضتي المغرب والعشاء في كل ليلة من لياليها ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب والتوحيد مرة واحدة وهذه الآية : ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [٩] ، ليشارك الحاج في ثوابهم . [١٠]

الثالث

أن يدعو بهذا الدعاء من أول يوم من عشر ذي الحجة إلى عشيّة عرفة في دبر صلاة الصبح وقبل المغرب وقد رواه الشيخ والسيد عن الصادق عليه‌السلام : اللّهُمَّ هذِهِ الأيَّامُ الَّتِي فَضَّلْتَها عَلى الأيامِ وَشَرَّفْتَها وَقَدْ بَلَّغْتَنِيها بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ فَأَنْزِلْ عَلَيْنا مِنْ بَرَكاتِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيْنا فِيها مِنْ نَعَمائِكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَهْدِينا فِيها لِسَبِيلِ الهُدى وَالعَفافِ وَالغِنى وَالعَمَلِ فِيها بِما تُحِبُّ وَتَرْضى ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَيا سامِعَ كُلِّ نَجْوى وَيا شاهِدَ كُلِّ مَلأَ وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنَّا فِيها البَلاءِ وَتَسْتَجِيبَ لَنا فِيها الدُّعاءُ وَتُقَوِّيَنا فِيها وَتُعِينَنا وَتُوَفِّقَنا فِيها لِما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى وَعَلى ما افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَأَهْلِ وَلايَتِكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَهَبَ لَنا فِيها الرِّضا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ، ولا تَحْرِمْنا خَيْرَ ما تُنْزِلُ فِيها مِنَ السَّماء وَطَهِّرْنا مِنَ الذُّنُوبِ يا عَلاّمَ الغُيُوبِ وَأَوْجِبْ لَنا فِيها دارَ الخُلُودِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَتْرُكْ لَنا فِيها ذَنْبا إِلاّ غَفَرْتَهُ وَلا هَمّا إِلاّ فَرَّجْتَهُ وَلا دَيْنا إِلاّ قَضَيْتَهُ وَلا غائِبا إِلاّ أَدَّيْتَهُ وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ إِلاّ سَهَّلْتَها وَيَسَّرْتَها إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ ، اللّهُمَّ يا عالِمَ الخَفِيَّاتِ يا راحِمَ العَبَراتِ يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ يا رَبَّ الأَرْضِينَ وَالسَّماواتِ يا مَنْ لا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الأصْواتُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا فِيها مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ وَالفائِزِينَ بِجَنَّتِكَ وَالنَّاجِينَ 5 بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ. [١١]

الرابع

أن يدعو في كل يوم من أيام العشر بهذه الدعوات الخمس وقد جاء بها جبرائيل إلى عيسى بن مريم هدية من الله تعالى ليدعو بهذا الدعاء في أيام العشر وهذه هي الدعوات الخمس : 1 ـ أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ. 2 ـ أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أَحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً. 3 ـ أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أّحَداً صَمَداً لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ.

4 ـ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ. 5 ـ حَسْبِيَ الله وَكَفىْ سَمعَ الله لِمَنْ دَعا لَيْسَ وَراءَ الله مُنْتَهى أَشْهَدُ للهِ بِما دَعا وَأَنَّهُ بَرِيٌ مِمَّنْ تَبَرَأَ وَأَنَّ للهِ الآخِرَةَ وَالأوّلى. ثم ذكر عيسى عليه‌السلام أجرَاً جزيلاً للدعاء بكل من هذه الدعوات الخمس مائة مرة ولا يبعد أن يكون الداعي بكل من هذه الدعوات في كل يوم عشر مرات ممتثلاً لما ورد في الحديث كما احتمله العلامة المجلسي (رض) والأفضل أن يُدعى بكل منها في كل يوم مائة مرة. [١٢]

الخامس

أن يهلل في كل يوم من العشر بهذا التهليل المروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام بأجره الجزيل ، والأفضل التهليل به في كل يوم عشر مرات : لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ اللَّيالِي وَالدُّهُورِ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ أَمْواجِ البُحُورِ لا إِلهَ إِلاّ الله وَرَحْمَتُهُ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ الشَّوْكِ وَالشَّجَرِ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ الشَّعْرِ وَالوَبَرِ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ الحَجَرِ والمَدَرِ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ لَمْحِ العُيُونِ لا إِلهَ إِلاّ الله فِي اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ. إِذا تَنَفَّسَ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ الرِّياحِ فِي البَرارِي وَالصُّخُورِ لا إِلهَ إِلاّ الله مِنْ اليَوْمِ إِلى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ. [١٣] وهناك أعمال مخصوصة لايم خاصة من هذا الشهر مذكورة في كتب الأدعية مثل مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي و ....

الهوامش

  1. محمد محمد صادق الصدر
  2. وفاة آية الله الشيخ محمد آصف محسني
  3. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 7، ص 83.
  4. السيد عادل العلوي في ذمة الله
  5. ماخوذ من مقال أحداث ذي الحجة من ويكي الشيعة
  6. مركز الإشعاع الإسلامي
  7. الاقبال 2 / 35 باب 3 فصل 4.
  8. انظر الاقبال 2 / 48 باب 3 فصل 7 ، ثواب الاعمال 74 مع اختلاف لفظي.
  9. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 142
  10. الاقبال 2 / 35 فصل 5 من باب 3 عن الصادق عليه‌السلام.
  11. مصباح المتهجّد : 672 وفي آخره : وسلّم عليهم تسليماً.
  12. اقبال الاعمال 2 / 46 فصل 6 من باب 3 وفي آخر ذكر فضل كلّ من الدعوات الخمس.
  13. اقبال الاعمال 2 / 47 فصل 6 من باب 3 وفي آخره فضل قرائة الدعاء.