محمود شلتوت
محمود شلتوت: شيخ الجامع الأزهر، ورائد من روّاد التقريب. كان فقهياً مفسّراً، وعالماً كبيراً، من رجال الإصلاح ودعاة الوحدة في مصر.
الاسم | محمود شلتوت |
---|---|
الاسم الکامل | محمود شلتوت |
تاريخ الولادة | 1893م / 1310هـ |
محلّ الولادة | البحيرة/ مصر |
تاريخ الوفاة | 1963م / 1383هـ |
المهنة | شيخ الجامع الأزهر، ورائد من روّاد التقريب |
الأساتذة | الشيخ عبدالمجيد سليم، والسيّد عبدالمجيد بن إبراهيم الحسني اللبّان |
الآثار | فقه القرآن والسنّة، الفتاوى، الإسلام والتكامل الاجتماعي، الإسلام والوجود الدولي، تفسير القرآن الكريم، عنصر الخلود في الإسلام، هذا هو الإسلام، الإسلام عقيدة وشريعة، مقارنة المذاهب، تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام، منهج القرآن في بناء المجتمع، الدعوة المحمّدية، القتال في الإسلام |
المذهب | سنّي |
ولادته
ولد الشيخ محمود شلتوت عام 1310 ه (1893 م) في «منية بني منصور» بمحافظة البحيرة.
دراسته ومناصبه
التحق بمعهد الإسكندرية الديني عام 1906 م، وتخرّج بالجامع الأزهر سنة 1918 م بعد أن درس عند بعض الأساتذة، كالشيخ عبدالمجيد سليم، والسيّد عبدالمجيد بن إبراهيم الحسني اللبّان. وتنقّل في التدريس، إلى أن نقل للقسم العالي بالقاهرة سنة 1927 م بعد أن شارك في ثورة عام 1919 م بقلمه ولسانه.
ونادى بإصلاح الأزهر، فعارضه بعض كبار الشيوخ كالشيخ محمّد الأحمدي الظواهري، وطرد هو ومناصروه سنة 1931 م، فعمل في المحاماة وكتابة البحوث العلمية، وواصل نقده ونشر أفكاره. وأُعيد بعد أربع سنوات إلى الأزهر، فعيّن وكيلاً لكلّية الشريعة، فمفتّشاً بالمعاهد الدينية، فعضواً في هيئة كبار العلماء وفي المجمع العلمي اللغوي سنة 1946 م في لجنة الفتوى، ثمّ مراقباً عامّاً للبحوث والثقافة في الأزهر سنة 1950 م. وكان هو صاحب اقتراح إنشاء مجمع البحوث الإسلامية. وفي سنة 1957 م اختير سكرتيراً عامّاً للمؤتمر الإسلامي، ثمّ عيّن وكيلاً للأزهر عام 1957 م. ولمّا تولّى مشيخة الأزهر عام 1378 ه (1958 م) أعاد النظر في تنظيم المناهج، وأدخل الدراسات القانونية وفقه الإمامية. وكان هو أوّل من أدخل النساء إلى الأزهر لأوّل مرّة في التاريخ.
تكريمه
اشتهر الشيخ وذاع صيته وأصبح محلّ تقدير العالم الإسلامي والعالم المسيحي كذلك، ومنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعتي تشيلي وجاكارتا، ووسام العرش المغربي، وقلادة الكاميرون من رئيسها.
مؤلّفاته
ترك الشيخ عدّة من المؤلّفات، كفقه القرآن والسنّة، والفتاوى، والإسلام والتكامل الاجتماعي، والإسلام والوجود الدولي، وتفسير القرآن الكريم، وعنصر الخلود في الإسلام، وهذا هو الإسلام، والإسلام عقيدة وشريعة، ومقارنة المذاهب، وتنظيم العلاقات الدولية في الإسلام، ومنهج القرآن في بناء المجتمع، والدعوة المحمّدية، والقتال في الإسلام.
وفاته
توفّي الشيخ محمود شلتوت عام 1383 ه (1963 م).
الشيخ شلتوت والتقريب بين المذاهب
كان الشيخ شلتوت خطيباً موهوباً جهوري الصوت، بصيراً بالأحكام الشرعية الملائمة لمقتضيات العصر، واسع الأُفق، حرّاً في تفكيره، من الدعاة إلى فتح باب الاجتهاد وإلى الانفتاح على سائر المذاهب الإسلامية. وقد تبنّى مع نخبة من علماء السنّة والشيعة فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية، والعمل على جمع الكلمة، ونبذ النزاع الطائفي والتشاحن المذهبي. وقد تمخّض عن ذلك إنشاء «جماعة التقريب»، وتأسيس مقرّ لها في القاهرة باسم «دار التقريب»، وإصدار مجلّة «رسالة الإسلام».
وأعلن الشيخ شلتوت عن فتواه التاريخية بجواز التعبّد بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية كسائر مذاهب أهل السنّة، كما تبادل كثيراً من الرسائل والمقترحات مع بعض أعلام الشيعة آنذاك، كالشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء النجفي، والسيّد عبدالحسين شرف الدين الموسوي العاملي، والسيّد حسين الطباطبائي البروجردي.
ولنظرة الشيخ شلتوت العميقة في الاجتهاد وأنّه السبيل لتوحيد الأُمّة الإسلامية لا فرق فيها بين أهل السنّة والشيعة طالما أنّ الجميع مسلمون ويلتزمون العقيدة الإيمانية الصحيحة كان يقول: «انتهى زمن العصبية، ولا أنسى أنّي درّست المقارنة بين المذاهب بكلّية الشريعة بالأزهر، فكنت أعرض آراء المذاهب في المسألة الواحدة وأُبرز من بينها مذهب الشيعة، وكثيراً ما كنت أُرجّح مذهبهم خضوعاً لقوّة الدليل. ولا أنسى أيضاً أنّي كنت أُفتي في كثير من المذاهب بمذهب الشيعة، وأخصّ منها بالذكر ما نجد الناس في حاجة ملحّة إليه، وهو فيما يختصّ بالقدر المحرّم من الرضاع. كما أخصّ بالذكر ما تضمّنه قانون الأحوال الشخصية من مسائل، ومنها على سبيل المثال الطلاق الثلاث بلفظ واحد، فإنّه يقع في أكثر المذاهب السنّية ثلاثاً، ولكنّه يقع في الشيعة واحدة رجعية، وقد رأى القانون العمل به».
وكان يقول: «ولقد آمنت بفكرة التقريب كمنهج قويم منذ أوّل يوم في جماعتها وفي وجوه نشاط دارها بأُمور كثيرة، ثمّ تهيّأ لي بعد ذلك- وقد عهد إليّ بمنصب مشيخة الأزهر- أن أصدرت فتوى في جواز التعبّد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأُصول المعروفة المصادر المتّبعة لسبيل المؤمنين، ومنها مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية... وقرّت بهذه الفتوى عيون المؤمنين المخلصين الذين لا هدف لهم إلّاالحقّ والأُلفة ومصلحة الأُمّة، وظلّت تتوارد الأسئلة والمشاورات والمجادلات في شأنها، وأنا مؤمن بصحّتها ثابت على فكرتها في الحين بعد الحين، فيما أبعث به من رسائل للمتوضّحين، أو أردّ به على شبه المعترضين، وفيما أُنشئ من مقال ينشر أو حديث يذاع أو بيان أدعو به إلى الوحدة والتماسك والاتّفاق حول أُصول الإسلام ونسيان الضغائن والأحقاد، حتّى أصبحت- والحمد للَّه- حقيقة مقرّرة تجري بين المسلمين مجرى القضايا المسلّمة بعد أن كان المرجفون في مختلف عهود الضعف الفكري والخلاف الطائفي والنزاع السياسي يثيرون في موضوعها الشكوك والأوهام بالباطل، وها هو ذا الأزهر الشريف ينزل على حكم هذا المبدأ، مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة، فيقرّر دراسة فقه المذاهب الإسلامية، سنّيها وشيعيها، دراسة تعتمد على الدليل والبرهان، وتخلو من التعصّب لفلان وفلان».
ومن حيث منهجه في الفقه فقد تأثّر الشيخ شلتوت بمنهج أُستاذه الشيخ محمّد مصطفى المراغي عندما كتب مذكّرته في شوون الأُسرة وأوضح فيها آراء الفقهاء في شتّى المذاهب الفقهية لكبار الفقهاء في الإسلام دون التقيّد أو التعصّب لمذهب أو لرأي معيّن.
كما تأثر بمذكّرة الشيخ المراغي لإصلاح الأزهر الذي يقول فيها: «يجب أن يدرس الفقه الإسلامي دراسة حرّة خالية من التعصّب لمذهب، وأن تدرس قواعده مرتبطة بأُصولها من الأدلّة، وأن تكون الغاية من هذه الدراسة عدم المساس بالأحكام المنصوص عليها في الكتاب والسنّة المجمع عليها، والنظر فيالأحكام الاجتهادية لجعلها ملائمة للعصور والأمكنة والعرف وأمزجة الأُمم المختلفة كما يفعل السلف من الفقهاء».
تأثّر الشيخ شلتوت بهذا المنهج المقارن ورأى ضرورة إصلاح الفقه وتجديده ليوافق ظروف الزمان والمكان. ولإيمانه بذلك لم يغفل الشيخ شلتوت قضية فقهية من قضايا عصره دون أن يصدر رأيه فيها، فكان مصدر الفتوى في كثير من شؤون الفقه ومسائله، يزاحم أساتذته الكبار مزاحمة ناهضة مشرئبة إلى الاجتهاد حتّى زاملهم مزاملة الكفء للكفء، وصار ينتظر رأيه الفقهي فيما يختلف فيه المتجادلون، فإذا تصدّر للحكم فالرأي المؤيّد بالدليل والإفتاء المستند إلى الترجيح الصحيح.
ولقد ألّف الشيخ شلتوت كتاباً في مقارنة المذاهب الفقهية بالاشتراك مع الأُستاذ محمّد علي السايس، ونهج فيه المنهج المقارن، يأتي فيه بالقضية الفقهية من وجهة نظر كلّ مذهب، ثمّ يرجّح المذهب الذي يناسب ظروف العصر مؤيّداً بالأدلّة والبراهين. ولذلك فهو كان من أوائل الذين اهتمّوا بتجديد الفقه بحيث يلائم العصر والبيئة حتّى ينتفع الناس به، ثائراً على التعصّب والجمود، وكان من آثار هذا المنهج أنّه أفتى بجوز التعبّد بالمذاهب الإسلامية الصحيحة السنّية والشيعية.
هذا، ومن أهمّ جوانب منهج الشيخ شلتوت الإصلاحي سعيه الدائب لتحقيق الوحدة الإسلامية والتقريب والتوفيق بين المسلمين جميعاً على اختلاف مذاهبهم وديارهم.
ومن أجل ذلك عمل على تقريب الوفاق بين المسلمين في الفكر أو الجنسية أو المذاهب أو الطائفة، وإبعاد أسباب الخلافات والتنازع بينهم.
وكان يؤمن بأنّ الاتّفاق الفكري بين المسلمين هو الأصل، ويحتاج إلى توجيه وإرشاد إلى سبيل الاتّحاد، ولذلك كان دائماً يبيّن الأسباب المؤدّية إلى الوحدة والمنافع التي تترتّب عليها من العزّة والقوّة والمنعة للمسلمين، وكان يدعو إلى محاربة العصبية المذهبية لإزالة العوائق والموانع أمام تحقيق الوحدة الإسلامية على حدّ تعبير الشيخ نصر فريد واصل.
وانطلاقاً من هذا الفكر شارك الشيخ شلتوت من أوّل يوم في جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية من نشأتها، وكان من أوائل الرجال الذين نادوا بالتقريب بين المذاهب الإسلامية كلّها التي لا تخالف أصلًا من أُصول الإسلام، وخاصّة التقريب بين أهل السنّة والشيعة؛ لأنّ المسلمين جميعاً ربّهم واحد، ودينهم واحد، وكتابهم واحد، وقبلتهم وأُصول عقيدتهم وعبادتهم واحدة.
ويقول الشيخ في دعوته من أجل التوفيق بين المسلمين: «إنّ دعوة التقريب هي دعوة التوحيد، والوحدة هي دعوة الإسلام والسلام، وإنّ أُسلوبها الذي تنهجه لهو الأُسلوب الحكيم الذي أمر اللَّه به رسوله الكريم في قوله تعالى: «ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (سورة النحل: 125). وإنّ المتّقي للَّهفي مقام ابتغاء العلم هو ذلك الذي لا تأخذه عصبية، ولا تسيطر عليه مذهبية، ولا ينظر يميناً أو شمالًا دون قصده».
وكان الشيخ شلتوت يرى ومن معه أنّ فكرة التقريب بين المذاهب تقوم على أساس التعارف العلمي وتضييق شقّة الخلاف، وليس معناها التوحيد بين المذاهب. وإنّما التقريب المقصود هو: أن لا يصل الخلاف في الفروع إلى حدّ العداوة؛ فالتقريب اتّجاه جادّ داخل الإسلام مجرّد من اللون الطائفي أو الإقليمي للتخلّص من العداوة المتبادلة بين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة والعمل على صيانة وحدة الأُمّة الإسلامية. والتقريب مرتبط ارتباطاً تامّاً بوحدة الأُمّة المسلمة، ويسعى لإنقاذ الوحدة الإسلامية من عوامل الهدم والمكائد التي يدبّرها للإسلام أعداؤه، وليس التقريب انتصاراً وغلبة لمذهب على آخر، وليس إدماجاً لمذهب في آخر، وليس تقريباً بين الأديان المختلفة، وإنّما يقوم على التسليم بحقوق وواجبات عامّة للمسلمين في كلّ مكان بغض النظر عن مذهبه وجنسيته ولونه، وكذلك اعتقاد أُخوّة المسلم للمسلم؛ لأنّها أُخوّة في اللَّه، فليس بين المسلمين خلاف في الأساليب والأُصول العامّة، وإنّما الخلاف في الفروع فحسب، ومن أجل هذه الأفكار البنّاءة أُنشئت جماعة التقريب بين المذاهب في القاهرة سنة 1948 م.
ولمّا كان الشيخ شلتوت يتطلّع إلى تحقيق الوحدة الإسلامية، كما تطلّع ويتطلّع إليها غيره؛ لأنّه أدرك الخسارة الفادحة التي لحقت بالمسلمين من جرّاء الفرقة والتنازع والاقتتال الذي أدّى إلى ضعفهم وتكالب الأُمم الغربية المستعمرة عليهم، وقد مزّقتهم العصبيات والفروقات المذهبية والخلافات الطائفية، قيّد اجتهاده في جماعة التقريب بين طائفتي أهل السنّة والشيعة، وظلّ مع زملائه في الفكرة يقوم بواجبه نحو التوفيق والتقريب.
ولإيمانه بالفكرة اقترح في إحدى جلسات الدار أن يُعتبر السنّة والشيعة المشتركون في الجماعة مذاهب إسلامية لا طوائف أو فرق. وهو الذي كتب المقدّمة العلمية المعروفة لتفسير «مجمع البيان» للأزهر. كان يكتب تفسيره للقرآن الكريم في مجلّة دار التقريب، وهي «رسالة الإسلام»، وكان في هذا الوقت وكيلاً للأزهر، وفي أثناء تولّيه شيخاً للأزهر الشريف أصدر فتواه الشهيرة بشأن المذاهب الإسلامية، وهي جواز اتّباع مذهب الإمامية الجعفرية أو الزيدية كما تقدّم.
وهو يقول مصوّراً جمال الوحدة بين المسلمين وكمالها: «كنت أودّ لو أستطيع أن أتحدّث عن الاجتماعات في دار التقريب حيث يجلس المصري إلى الإيراني أو اللبناني أو العراقي أو الباكستاني أو غير هؤلاء من مختلف الشعوب الإسلامية، وحيث يجلس الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بجانب الإمامي والزيدي حول مائدة واحدة تدوّي أصوات، فيها آداب وعلم، وفيها تصوّف وفقه، وفيها مع كلّ ذلك روح الأُخوّة وذوق المودّة والمحبّة وزمالة التعليم والعرفان».
ثمّ هو يبيّن الأسباب التي دعت إلى الفرقة والعصبية، ويرشد إلى كيفية الخروج منها والعمل على إزالتها، ليتوحّد الصفّ الإسلامي، فيقول: «لقد كان أكثر الكاتبين عن الفِرق الإسلامية متأثّراً بروح التعصّب الممقوت، فكانت كتاباتهم ممّا تورّث نيران العداوة والبغضاء بين أبناء الملّة الواحدة، وكان كلّ كاتب لا ينظر إلى من خلفه إلّا من زاوية واحدة، وهي تسخيف رأيه وتسفيه عقيدته بأُسلوب لا يليق بالمسلم، وشرّه أكثر من نفعه! إنّ اللَّه سبحانه طلب من الأُمّة الإسلامية أن توحّد كلمتها، فلا تكون شيعاً وأحزاباً يضرب بعضهم رقاب بعض. وقد استغلّ المستعمرون أسباب الفرقة بين المسلمين أسوأ استغلال، ورغم أنّ المصلحين من المسلمين تنبّهوا إلى الأضرار التي تحيق بدينهم وبلادهم من جرّاء هذه الفرقة، فنادوا بوجوب وحدة الصفّ الإسلامي والتخلّي عن أسباب النفرة بين أبناء الملّة الواحدة والعقيدة الواحدة. وليست الدعوة إلى تقريب المذاهب الإسلامية دعوة إلى لقاء أو غلبة مذهب على حساب مذهب آخر، ولكنّها دعوة على تنقية المذاهب من الشوائب التي أثارتها العصبيات والنفرات الطائفية وأذكتها العقلية الشعوبية. ولقد فهم المسلمون الأوّلون حقيقة هذا الدين الحنيف واختلفوا في فهم نصّ من كتاب اللَّه أو سنّة رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله)، ولكنّهم مع هذا الخلاف كانوا يداً واحدة على مَن عاداهم، ثمّ خلف من بعدهم خلف جعلوا دينهم تبعاً لأهوائهم، فتفرّقت الأُمّة إلى شيع وأحزاب ومذاهب وعصبيات، واستباح بعضهم دماء بعض، وطمع فيهم الأعداء ومن لا يستطيع أن يدفع عن نفسه أذى، وذهبت ريحهم، وضعفت كلمتهم، ولقي الإسلام على يد هؤلاء وأُولئك ما لقي من نكبات ومصائب، ولولا قوّة تعاليمه وصفاء جوهره ومنبعه وسلامته وطهارة عقيدته واستقامتها مع الفطرة الإنسانية لحرمت الإنسانية من مزاياه وفضائله».
هذا، وقد قام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بإقامة مؤتمر عالمي حول أفكار الشيخ شلتوت ومنهجه الوحدوي، وهو في الواقع مؤتمر تكريمي لشخصية هذا الرجل العبقري، كما قام بإصدار كتاب عن حياته وأفكاره بتحقيق واستدراك كاتب السطور.
رؤاه وأفكاره
كان الشيخ شلتوت يعتقد أنّ الاجتهاد من أهمّ الأُسس التي يقوم عليها أيّ إصلاح أو تجديد، وأنّ أيّ إصلاح أو تجديد لا يقوم على الاجتهاد مصيره إلى الجمود ثمّ الفناء.
والاجتهاد الذي يعتقده أشبه بسلسلة متّصلة حلقاتها، تسلّم أوّلها إلى أُخراها، وتؤخذ أُخراها من أُولاها، فهو اجتهاد مبني على أساس الماضي.
وقد التزم الشيخ شلتوت بهذا الاجتهاد وعدم الجمود في البحث، فهو يؤمن بأنّ كلّ تفكير لا يقوم على أساس من الاجتهاد مقضي عليه بالجمود بما ينتهي إليه من موت لا مفرّ منه.
ولذلك نجد الشيخ شلتوت يصرّح في مواضع كثيرة بأنّ الاجتهاد مصدر من أهمّ مصادر التشريع الإسلامي، وهو نعمة من اللَّه أعزّ بها المسلمين عن أن يخضعوا لغيرهم في تشريع أحكامهم فيما يجدّ لهم من أُمور لم يرد في الشرع عنها حكم، فيقول عن الاجتهاد: «وقد رفع الإسلام بهذا الوضع جماعة المسلمين عن أن يخضعوا في أحكامهم وتصرّفاتهم لغير اللَّه، ومنحهم حقّ التفكير والنظر والترجيح واختيار الأصلح في دائرة ما رسمه من الأُصول التشريعية، فلم يترك العقل وراء الأهواء والرغبات، ولم يقيّده في كلّ شيء بمنصوص قد لا يتّفق مع ما يجدّ من شؤون الحياة، كما لم يلزم أهل أيّعصر باجتهاد أهل عصر سابق دفعتهم اعتبارات خاصّة إلى اختيار ما اختاروا».
وكان دائماً ينادي باتّباع أحكام اللَّه تعالى دون الخضوع فيها لرأي معيّن أو مذهب خاصّ، فيقول: «واجب علينا ألّاندين بالولاء والانقياد لغير أحكام اللَّه ورسوله، ولا نتابع قولًا لمتقدّم أو متأخّر لا يستند إلى دليل من الكتاب والسنّة، وبذلك تكون فتاوانا وآراؤنا مستمدّة من ينابيع الإسلام ومصادره الأصلية، ولا نبالي فيها خلاف من يخالفنا».
فكان الشيخ شلتوت بحقّ ينهج في منهجه الاجتهادي منهجاً عظيماً يعتبر امتداداً حقيقياً للحركة التي أبداها أُستاذاه جمال الدين الأفغاني و محمّد عبده في الثورة على التقليد والجمود والمناداة بالاجتهاد والتجديد.
ولإيمانه بضرورة الاجتهاد والإصلاح والتجديد وقف موقفاً صلباً في وجه الذين ينادون بغلق باب الاجتهاد بقوله: «يجب أن نجتهد، وأن نؤمن بأنّ حاجة اليوم من الفقه واللغة وعقائد الدين غيرها بالأمس، وأن نؤمن بأنّ فضل اللَّه في كلّ ذلك لم يكن وقفاً على الأوّلين. وغير صحيح ما يقال: إنّ السابقين حلّلوا المصادر وقعّدوا القواعد وطبّقوها على كلّ ما يمكن أن يجيء به الزمن ويحدث للناس من أقضية وحاجات».
ومن هنا يقول الشيخ نصر فريد واصل: «ولكلّ ما سبق حظي الشيخ شلتوت بمكانة علمية فريدة في عصره، فكان إماماً ممتازاً في شخصيته، ممتازاً في خلقه، ممتازاً في فطرته الطبيعية، فاحتلّ مكانة سامية في فقه الشريعة الإسلامية أتاحت له أن يكون المرجع الأكبر في عصره لطلّاب المعرفة في كلّ ما يتعلّق بمشكلات العصر الحديث وموقف الإسلام منها».
وكان الشيخ محمود شتلوت رائداً من روّاد النهضة الإسلامية، وواعياً بأنّنا إذا لم نقدّم الإسلام نموذجاً حضارياً لنهضة الأُمّة الإسلامية فإنّ النموذج التغريبي اللاديني الذي يبشّر به الاستعمار والمتغرّبون من أبناء الشرق جاهز لملء الفراغ الذي يصنعه الجمود والتقليد.. لذلك كان جهاده- وعلى امتداد ما يقرب من نصف قرن- كبيراً من أجل تجديد دين الإسلام لتجدّد به دنيا المسلمين.. وكثيراً ما تحدّث عن الإسلام باعتباره «دين الفكر، ودين العقل، ودين العلم»... وعن رسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله) الذي لم يقدّم حجّة على رسالته إلّاما كان طريقها العقل والنظر والتفكير، والذي لم يشأ له ربّه أن يحقّق للقوم ما كانوا يطلبون من خوارق حسّية تخضع لها أعناقهم، وتحدّث عن القرآن الكريم «الذي ارتفع بالعقل، وسجّل أنّ إهماله في الدنيا سيكون سبباً في عذاب الآخرة، فقال حكاية لما يجري على ألسنة الذين ضلّوا ولم يستعملوا عقولهم في معرفة الحقّ والعمل به: «لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ» (سورة الملك: 10)، وكان من مقتضيات أنّ الإسلام دين العقل ودين العلم أنّه حذّر من اتّباع الظنّ، وجعل البرهان والحجّة أساس الإيمان «قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ» (سورة الأنعام: 148).
ومن هنا كثرت آيات القرآن الواردة في ذمّ التقليد والجمود على ما كان عليه سلفهم، وجرى الخلف وراء السلف دون نظر واستدلال، وكأنّهم يرون أنّ السبق الزمني يخلع على خطّة السابقين وآرائهم في المعتقدات وأفهامهم في النصوص قداسة الحقّ وسلطان البرهان، فالتزموها وتقيّدوا بها وسلبوا أنفسهم خاصّة الإنسان، خاصّة البحث والنظر: «وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا» (سورة لقمان: 21).
«فالجمود عند الموروث والاكتفاء به مصادم لما تقضي به طبيعة الكون وطبيعة كلّ حي من النمو والتوليد... والتناسل الفكري كالتناسل النباتي والحيواني والإنساني، كلاهما شأن لا بدّ منه في الحياة، ولو وقف التناسل الفكري لارتطم الإنسان في حياته بكثرة ما تلد الطبيعيات التي هو منها، وعندئذٍ يعجز عن تدبير الحياة النامية، فيتحقّق فشله في القيام بمهمّة الخلافة الأرضية التي اختير لها ووكّلت إليه منذ القدم... وكذلك فالجمود على آراء المتقدّمين لمجرّد أنّهم متقدّمون فيه سلب لمزية الإنسان في التمييز بين الحقّ والباطل والملائم وغير الملائم... فيقاد بالزمام، وزمامه صور الآباء والأجداد، فهي دائماً تجذبه القهقرى، ولا تجد من نفسه عوناً على التقدّم، فيقع في ضيق من الحياة المتجدّدة حوله: «وَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا» (سورة الأعراف: 28)... ويظلّ كذلك حتّى تنزل به غاشية من صولة الطبيعة النامية، فتذهب به إلى حيث ذهب الغافلون... فالجمود جناية على الفطرة البشرية، وسلب لمزية العقل التي امتاز بها الإنسان، وإهدار لحجّة اللَّه على عباده، وتمسّك بما لا وزن له عند اللَّه».
ولهذا دعا الشيخ شلتوت إلى ما أسماه «التجديد الانقلابي»- أي: الجذري والعميق- في العقلية الأزهرية خاصّة، والعقلية الإسلامية عامّة، وذلك حتّى تكون عصور الازدهار الحضاري هي المرجعية الفكرية لهذه العقلية، وليس عصور التراجع الحضاري، وحتّى تتزامل هذه الفكرة التجديدية مع فقه الواقع المعيش في التأسيس لفكر إسلامي أصيل وجديد في ذات الوقت.
وممّا قاله عن هذا «التجديد الانقلابي» لمؤتمر الملحقين الثقافيّين- وهو وكيل للأزهر- في 8 صفر 1378 ه/ 24 أغسطس 1958 م: «إنّ هذا الذي نريده للأزهر هو في واقعه انقلاب، ولكنّه انقلاب محبّب للنفوس الغيورة على ماضيها المتطلّعة إلى مستقبلها... انقلاب يصل بالعقلية الأزهرية إلى الفكر الأصيل يوم كان خالصاً في موقفه من القرآن، وفي تعبيره عن تعاليم القرآن، وهو في الوقت نفسه يربط العقلية الأزهرية أو الفكرة الإسلامية السليمة بالحياة الواقعية التي يعيش فيه العالم اليوم، والتي تتجاذبها تيّارات فكرية متعارضة، يجب أن يقف العقل الأزهري أمامها؛ ليقي الجماعة الإسلامية غزوها، وليحفظها من الانحلال والذوبان في غيره». الانقلابي باعتباره «سبيل أُمّتنا إلى الزعامة» والإمامة في هذه الحياة... ولقد كتب عن هذا المقصد فقال: «إنّ سبيل أُمّتنا إلى الزعامة هو مقاومة الفكر الوافد إلينا عن طريق الاستشراق والإلحاد، هذا الفكر الذي من شأنه أن يزعزع القيم الإسلامية في النفوس، وأن يمزّق وحدة المسلمين والعرب عن طريق الغزو العقلي الذي يملك على الناس قلوبهم، ويصرفهم عن أنفسهم إلى ما يريد.
ولا يظنّ ظانّ أنّنا بهذا نسدّ على أنفسنا مجال الانتفاع بما قد يكون من نتائج البحث الأجنبي الدقيق في مظاهر الحياة العامّة ووسائلها، فنحن نفسح أمام أنفسنا مجال ذلك، والإسلام يدفعنا إليه.
إنّ محمّد بن عبداللَّه (صلّى الله عليه وآله) لم يتّجه إلى مكافحة الغزو السياسي والاقتصادي في بيئته إلّا بعد أن تمّت له مكافحة الغزو العقليفيها عن طريق محو الشرك والوثنية وعن طريق الإيمان باللَّه وحده.
وحينما تمّت له مكافحة هذا الغزو القلبي اتّجه بالإيمان نفسه إلى مكافحة الغزو السياسي؛ حفظاً لشخصية الجماعة، وحفظاً لمبادئها في النفوس، واتّجه كذلك إلى مكافحة الغزو الاقتصادي عن طريق منع الاستغلال والاحتكار والطغيان المالي، وبذلك كملت لشخصيته عناصر الاستقلال المطلق الكامل، واستقلال السياسة، واستقلال الاقتصاد، وما كان ذلك كله إلّابفهم القرآن، والاتّصال بالحياة الواقعية... وهذه هي قمّة المجد وطريق السؤدد».
ولقد جاء المشروع الفكري للشيخ شلتوت تجسيداً للاجتهاد على جبهة هذا التجديد... هذه الجبهة التي امتدّت لتشمل مختلف قضايا الدين والدنيا... الأمر الذي يجعل الإحاطة بمعالم مواقع هذه الجبهة رهناً بإشارات إلى معالم إبداعه التجديدي في هذه القضايا التي شملت على حدّ تعبير الدكتور محمّد عمارة ضمن ما شملت: 1- العقائد الإسلامية. 2- عالم الغيب. 3- السنّة النبوية. 4- البدعة والإبداع. 5- الدين والدولة. 6- الشورى والاستبداد. 7- الأموال والثروات. 8- المعاملات المالية المستحدثة.
9- الموقف من الشيوعية والفلسفة المادّية. 10- نظرية التطوّر والنشوء والارتقاء. 11- تكفير من لم يحكم بما أنزل اللَّه. 12- الإنصاف الإسلامي للمرأة. 13- الزواج السرّي. 14- زواج المتعة. 15- النسل بين التجديد والتنظيم. 16- الموقف الإسلامي من الفنون الجميلة. 17- التقريب بين المذاهب الإسلامية.
وأمّا منهجه في التفسير فالشيخ شلتوت إمام عالم فسّر القرآن الكريم، فجلى هدايات القرآن في جوانب الحياة المختلفة، وأظهر كثيراً من نواحي الإعجاز البياني والتشريعي والعقدي والأخلاقي، وذلك في تبصّر ووعي وإدراك لثقافة العصر وقضاياه المتجدّدة. وهو في تفسيره يؤكّد حقيقة هذا الدين، وهو أنّه الدين الذي رضيه اللَّه للبشرية ديناً خاتماً أرسل به خاتم أنبيائه ورسله محمّداً، وأنّه الدين العامّ الخالد إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، إذا استقامت البشرية على منهجه يحقّق لها التقدّم والرقي والسعادة والأمن والاستقرار، فهو الدين الذي يصلح به كلّ زمان ومكان؛ لأنّه يلبّي حاجة العقل والقلب والجسد والروح.
وقد أدرك الشيخ شلتوت بوعيه الثاقب أنّ المسلم لا يمكن أن يعيش بعيداً عن حقائق العصر ومتغيّرات الحياة ومتطلّباتها، فربط التفسير بالواقع، وحارب الجمود والتقليد، وقضى على ركود العقل واستغلال الدين لمصلحة فئة من الناس، ودعا إلى الائتلاف والوحدة، على حدّ تعبير الأُستاذ عبّاس محمود العقّاد.
وقد أصبح الناس في القرن العشرين في حاجة إلى تفسير يلائم حال الناس وثقافتهم، وقام الشيخ شلتوت بواجبه نحو كتاب اللَّه وخدمته، وكتب بحوثه وألقى محاضرات في تفسير القرآن بطريقة فريدة ونموذج رائع وأُسلوب جديد يلائم ذوق العصر وثقافته، عمد فيه إلى بيان وجوه الهداية والإعجاز في القرآن الكريم عقيدةً وتشريعاً وأخلاقاً.
ووضّح الشيخ شلتوت منهجه، فقال أثناء تفسيره لسورة البقرة: «وقد سلكنا بهذا الصنيع سبيلاً غير التي ألّفها الناس في التفسير لنضع بين يدي القارئ الموضوعات التي عرضت لها السورة فيما قبل هذه الآية والموضوعات التي عرضت لها فيما بعدها في سلك واحد يجمع بين حبّات كلّ جانب، ويعطي للناظر إليه صورة كاملة لجميع ما احتوت عليه تلك السورة الكريمة، وتعينه على الرجوع بكلّ مسألة فيها إلى نوعها وغرضها التي ترتبط فيها مع زميلاتها، ولعلّ القرّاء يلمسون من هذا الصنيع ذلك المعنى الذي يوحي به اهتمام السورة في الجانب الأوّل من جانبيها بتتبّع أنباء بني إسرائيل وتقصّيها على النحو العجيب، والمؤذن بأنّ القرآن الكريم صادر من العليم الحكيم، كما يوحي باهتمام السورة في جانبها الآخر بعظمة هذا الدين وكونه منهجاً واضحاً وصراطاً مستقيماً يهدي للتي هي أقوم، ويرسم للناس طريق السعادة في الدنيا والآخرة، ويهيّئ للأُمّة حياة هانئة مستقرّة ونظاماً قوياً يعيشون في ظلّه آمنين مطمئنين».
ولقد انتهج الشيخ شلتوت منهج التفسير الموضوعي، وهو تفسير القرآن الكريم بجميع الآيات من السور المختلفة التي تحدّثت عن موضوع واحد ودراستها دراسة موضوعية مرتبطاً بعضها ببعض مستخرجاً منها العبر والأحكام والعظات.
وقد تميّز تفسيره للعشرة أجزاء الأُولى من القرآن الكريم:
أوّلًا: بتنظيم وترتيب المعلومات والتبويب والفهرسة للموضوعات، فكان يذكر إجمالًا في مستهلّ كلّ سورة: الموضوعات الرئيسية والمحاور التي تدور عليها، ثمّ يبيّن مقاصد السورة، ثمّ يبيّن طريقته في بيان الموضوعات وأُسلوبه في البحث.
ثانياً: بخلوّه من الإسرائيليات والموضوعات والمرويات الضعيفة.
ثالثاً: تجنّب في تفسيره أمرين يجب- وذلك على حدّ تعبير الشيخ نصر فريد واصل- تنزيه التفسير عنهما: التفسير على وفق آراء المذاهب والفرق، التفسير على مقتضى النظريات العلمية.
رابعاً: بإبراز خصائص النظم القرآني.
خامساً: بتوضيح وبيان أوجه الهداية والموعظة في القرآن الكريم.
المصدر
(انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 7: 173، الأزهر في ألف عام 1: 339- 347 و 3: 174- 175، 443- 444، معجم المفسّرين 2: 663، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 1: 447- 468، موسوعة ألف شخصية مصرية: 312 و 525، عظماء الإسلام: 414- 415، كفاح علماء الإسلام: 199- 202، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 826- 828، من أعلام الإحياء الإسلامي: 161- 230، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 1038- 1041، نثر الجواهر والدرر 2: 1555، الإمام البروجردي... آية الإخلاص: 107- 108، رجالات التقريب: 41- 85 و 377- 400، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 463 و 2: 152- 154، 194).