الطائفية
الطائفية ({L : (Secterianism L}نظام سياسي - اجتماعي متخلّف يرتكز على معاملة الفرد كجزء من فئة دينية تنوب عنه في مواقفه السياسية ولتشكّل مع غيرها من الطوائف الجسم السياسي للدولة أو الكيان السياسي، وهو لا شكّ كيان ضعيف ؛ لأنّه مكوّن من مجتمع تحكمه الانقسامات العمودية التي تشقّ وحدته وتماسكه.
ويستتبع ذلك أنّ تتحكّم الطائفية بحياة الفرد الشخصية، وتحكمه وفق قوانينها وشرائعها الدينية.
ومن الواضح أنّ مثل هذا النظام يحرم الفرد من حقّه في المساواة ومن تعامله مع الدولة والمجتمع على أساس ديمقراطي، بل يحرم المجتمع من اعتماد العقلانية في التفكير والعلاقات الاجتماعية كوسيلة من وسائل تنظيم المجتمع وتحقيق تقدّمه ورفاهيته، فالنظام الطائفي يقوم على التمييز بين الأشخاص ومنح الامتيازات لفئة منهم دون أُخرىٰ حسب ترتيب الأولوية الطائفية، وبالتالي يثير التعصّب والحقد والتناحر والتناقض اللاموضوعي.
ولم يخوض المسلمون في التناحر الطائفي إلّابعد أن جمّدوا تعاطيهم مع التعاليم الدينية الحاثّة على التسامح وقيم الصلح والأُخوّة الإسلامية، فإنّ الخروج عن مقتضىٰ التعاليم الإسلامية يجعلهم أكثر استنجاداً بالنمط الثقافي والاجتماعي التاريخي القائم على العصبية والتغلّب والعنف واللاتسامح، فوراء كلّ شرخ طائفي يوجد شعور يقلّ أو يزيد من العنصرية أو العشائرية أو غيرها من الدعوات التي اعتبرها الإسلام دعاوىٰ جاهلية.
فعوامل الطائفية قد تكون سياسية، وقد تكون راجعة إلى نمطية التفكير في الزمان والمكان والنموذج المعرفي، وقد تكون أسباب عصبية عشائرية، ثقافية أو اقتصادية، أو جميع ما تقدّم.
وواجب التقريب قاضٍ بتحليل كلّ هذه العوامل ؛ لفهمها، ومن ثمّ تفهّمها، وبعد ذلك البحث في مشاريع حلول لها، إمّا تخفيفاً من وطأتها، أو تخلّصاً ممّا لا يضرّ بأُصول مذهب قام عنده الدليل على حجّيته.