انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النوّاصب»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''النوّاصب''' هم أولئك الذين يحملون الحقد والعداء تجاه [[علي بن أبي طالب|الإمام علي (عليه السلام)]] وكذلك تجاه بقية [[أئمة الشيعة]]<ref>محمد جواد مشکور، ''فرهنگ فرق إسلامي''، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1372 ش، الطبعة الثانية، ص 451</ref>.
'''النوّاصب''' هم أولئك الذين يحملون الحقد والعداء تجاه [[علي بن أبي طالب|الإمام علي (عليه السلام)]] وكذلك تجاه بقية [[الأئمة|أئمة الشيعة]]<ref>محمد جواد مشکور، ''فرهنگ فرق إسلامي''، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1372 ش، الطبعة الثانية، ص 451</ref>.


==النوّاصب في اللغة==
==النوّاصب في اللغة==

مراجعة ١٦:٤٦، ١٦ نوفمبر ٢٠٢٥

النوّاصب هم أولئك الذين يحملون الحقد والعداء تجاه الإمام علي (عليه السلام) وكذلك تجاه بقية أئمة الشيعة[١].

النوّاصب في اللغة

النوّاصب جمع ناصب ومشتق من جذر نصب. وهذه الكلمة في اللغة تعني إثارة الحرب، العداء، السوء القصد تجاه الآخرين، النزاع، والسلوك الحاقد وإظهار العداوة وغيرها[٢][٣][٤].

النوّاصب في الاصطلاح

الناصب في الاصطلاح يعني العداء الظاهر المصحوب بالحقد والكراهية تجاه الإمام علي (عليه السلام)[٥]، والناصبي هو من يظهر الكراهية والإساءة تجاه الإمام وأبنائه[٦][٧][٨]. كما ورد في بعض المصادر أن من يعادي النبي (صلى الله عليه وآله) يُعتبر ناصبيًا[٩].

تاريخ النشأة

يرجع أصل ظهور النوّاصب وذريعة تكوينهم فعليًا إلى زمن خلافة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وبرز ذلك رسميًا في معركة النهروان. كانت هذه المعركة في الواقع المهد الأساسي والأولي لأهم تجمع للنوّاصب الذي عرف باسم الخوارج. وكان هذا الجمع، الذي يشكل أساس النوّاصب، من أشد الجماعات تطرفًا وعداءً للإمام علي (عليه السلام) وأبنائه[١٠][١١]. ونمت هذه الفرقة بسرعة في عهد بني أمية وخاصة في زمن معاوية. على سبيل المثال، أعلن معاوية لوكلائه أنه سيسحب دعمه ممن يذكر فضيلة حتى بسيطة من فضائل أبا تراب وأهل بيته. وبناءً على ذلك، كان الخطباء الرسميون يلعنون عليًا (عليه السلام) وأهل بيته في المنابر ويبرؤون منهم. وبسبب السياسة الماكرة لمعـاوية وأنصاره، أصبح السب العلني لأهل البيت وزور الأحاديث ضدهم أمرًا معتادًا لسنوات طويلة[١٢][١٣].

نظرة أهل البيت تجاه النوّاصب

في الروايات الشيعية، تُعتبر بعض الفرق مثل الخوارج والواقفين من النواصب والكفار والخارجين عن الدين. ففي رواية عن الإمام الرضا (عليه السلام) بشأن الواقفين، جاء فيها: "هم ليسوا من المؤمنين والمسلمين، بل هم من الذين كذبوا آيات الله"[١٤]. والمقياس في هذا النهج هو إنكار فضائل أهل البيت (عليهم السلام) من قبل تلك الفرق، وتفضيل غير أهل البيت عليهم، وإنكار الأئمة أو بعضهم، والسب واللعن لعلي وعائلته الطاهرة (عليهم السلام)، والعداء لأبناء النبي (صلى الله عليه وآله). وكان هذا المقياس موجودًا في جميع الفرق الباطلة في ذلك الوقت – سواء من الشيعة أو السنة – مثل العثمانية، الفتحية، الكيسانية والناووسية. لذلك، تعتبر كل هذه الفرق نواصب وتُحكم عليهم بالكفر[١٥]. ومن نتائج ذلك نفي الإسلام عنهم، وعدم استفادتهم من الشفاعة، وعدم فائدة أعمالهم في النجاة من النار، وتحريم الزواج منهم (سواء كان الزوج أو الزوجة)[١٦][١٧][١٨].

مصير النوّاصب

انتهى معظم قادة النواصب والفرق المرتبطة بـالخوارج في زمن الأئمة، ولم يبقَ من الخوارج إلا فرقة الإباضية التي يقيم معظم أتباعها في سلطنة عمان، مع فارق أنهم يبتعدون عن تعريف النصب ومنهج الخوارج السابق.

الهوامش

  1. محمد جواد مشکور، فرهنگ فرق إسلامي، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1372 ش، الطبعة الثانية، ص 451
  2. الجوهري، صحاح اللغة، تحقيق أحمد بن عبد الغفور، ج 1، ص 224-225.
  3. ابن منظور، لسان العرب، قم، منشورات أدب الحوزة، سنة 1405 هـ، الطبعة الأولى، ج 1، ص 758-759.
  4. فخر الدين الطريحي، مجمع البحرين، تحقيق سيد أحمد حسيني، منشورات مكتب نشر الثقافة الإسلامية، سنة 1408 هـ، الطبعة الثانية، ج 4، ص 316-317.
  5. إسماعيل حقي بروسوي، تفسير روح البيان، بيروت، منشورات دار الفكر، ج 10، ص 464.
  6. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق علي أبو زيد وآخرين، بيروت، منشورات مؤسسة الرسالة، سنة 1413 هـ، الطبعة التاسعة، ج 7، ص 370.
  7. السيد أبو القاسم الخوئي، التنقيح في شرح العروة الوثقى، تقرير غروي، ج 3، ص 69؛
  8. علامة حلي، نهاية الأحكام، تحقيق مهدي رجائي، قم، منشورات إسماعيليان، سنة 1410 هـ، الطبعة الثانية، ج 1، ص 274.
  9. حسن بن علي سقاف، صحيح شرح العقيدة الطحاوية، الأردن، منشورات دار النووي، ص 653.
  10. الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، تحقيق ونشر مؤسسة معارف الإسلامية، قم، سنة 1413 هـ، الطبعة الأولى، ج 7، ص 432
  11. أحمد نراقي، مستند الشيعة، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت، قم، سنة 1415 هـ، الطبعة الأولى، ج 1، ص 204.
  12. ابن أبي الحدید، شرح نهج البلاغة، تحقيق إبراهيم، منشورات دار إحياء الكتب العربية، سنة 1378 هـ، الطبعة الأولى، ج 4، ص 56
  13. حسن بن علي سقاف، المصدر نفسه، ص 656.
  14. محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 268.
  15. البحراوي، الحدائق الناضرة، ج 5، ص 89.
  16. الشيخ حر العاملي، وسائل الشيعة، ج 1، ص 159، ج 14، ص 426-427 و431؛ ج 18، ص 461-464
  17. الشيخ الطوسي، الاستبصار، تحقيق موسوي خرسان، طهران، منشورات دار الكتب الإسلامية، سنة 1363 ش، الطبعة الرابعة، ج 3، ص 183 و184
  18. الشيخ الصدوق، ثواب الأعمال، قم، منشورات الرضي، سنة 1368 ش، الطبعة الثانية، ص 210 و211