الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عصام العطّار»

لا ملخص تعديل
 
سطر ٤٨: سطر ٤٨:
<br>سبق اسم عصام العطّار وصوله إلى مصر، ونتيجة لعلاقته الجيّدة مع [[حسن الهضيبي]] و[[عبد القادر عودة]] تيسّرت الأُمور، وتعاون مع الأُخوان المسلمين في مصر في اللجنة التوجيهية للأُخوان، وكان مقرّر اللجنة [[عبد العزيز كامل]] الذي الذي وجد للعطّار بيتاً يسكن فيه في نفس البناء الذي كان يسكن فيه عبد العزيز نفسه. وقابل العطّار في مصر العديد من الشخصيات، منهم: [[سيّد قطب]]، و[[البشير الإبراهيمي]] شيخ علماء الجزائر، و[[محمود محمّد شاكر]]، و[[عبد الوهاب عزّام]]، فكانت الحياة في مصر غنية بالنسبة إليه، وكان لها أثر في حياته لما بعد.
<br>سبق اسم عصام العطّار وصوله إلى مصر، ونتيجة لعلاقته الجيّدة مع [[حسن الهضيبي]] و[[عبد القادر عودة]] تيسّرت الأُمور، وتعاون مع الأُخوان المسلمين في مصر في اللجنة التوجيهية للأُخوان، وكان مقرّر اللجنة [[عبد العزيز كامل]] الذي الذي وجد للعطّار بيتاً يسكن فيه في نفس البناء الذي كان يسكن فيه عبد العزيز نفسه. وقابل العطّار في مصر العديد من الشخصيات، منهم: [[سيّد قطب]]، و[[البشير الإبراهيمي]] شيخ علماء الجزائر، و[[محمود محمّد شاكر]]، و[[عبد الوهاب عزّام]]، فكانت الحياة في مصر غنية بالنسبة إليه، وكان لها أثر في حياته لما بعد.
<br>اشتدّ على أبيه المرض في سورية وكان يستحلف الناس الذين يزورونه ألّا يخبروا عصام العطّار في مصر، إلى أن شارف على الوفاة، فأبرق علي الطنطاوي إلى خال عصام العطّار [[محبّ الدين الخطيب]] أن يترفّق في إخباره، فعاد إلى الشام.
<br>اشتدّ على أبيه المرض في سورية وكان يستحلف الناس الذين يزورونه ألّا يخبروا عصام العطّار في مصر، إلى أن شارف على الوفاة، فأبرق علي الطنطاوي إلى خال عصام العطّار [[محبّ الدين الخطيب]] أن يترفّق في إخباره، فعاد إلى الشام.
==زيارته لسوريا==
<br>وفي سنة 1954 م جاء الهضيبي في زيارة إلى سورية، <br>
<br>وفي سنة 1954 م جاء الهضيبي في زيارة إلى سورية، <br>
واختير عصام العطّار ليكون مرافقاً له في هذه الرحلة، كما رافقه أيضاً الشيخ [[محمّد الحامد]] ومصطفى السباعي و[[سعيد رمضان]]. وكان يحضر له مئات الأُلوف وتخرج مئات السيّارات في حضوره.
واختير عصام العطّار ليكون مرافقاً له في هذه الرحلة، كما رافقه أيضاً الشيخ [[محمّد الحامد]] ومصطفى السباعي و[[سعيد رمضان]]. وكان يحضر له مئات الأُلوف وتخرج مئات السيّارات في حضوره.
<br>خلال زيارة حسن الهضيبي أسّس المكتب التنفيذي للأُخوان المسلمين في البلاد<br>العربية، وكان يمثّل سورية فيه بشكلّ طبيعي الدكتور مصطفى السباعي ومعه عصام العطّار.
خلال زيارة حسن الهضيبي أسّس المكتب التنفيذي للأُخوان المسلمين في البلاد<br>العربية، وكان يمثّل سورية فيه بشكلّ طبيعي الدكتور مصطفى السباعي ومعه عصام العطّار.
<br>في عام 1956 م أوفدت الجامعة الأُستاذ مصطفى السباعي إلى [[أوروبّا]] للاطّلاع على مناهج الدراسات الإسلامية، فكانت هذه المرحلة من أخطر المراحل التي حمل فيها عصام العطّار مسؤولية العمل الإسلامي. وفرضت الظروف أن يتكوّن المكتب التنفيذي للأُخوان المسلمين في حلب، وقد اختير عصام العطّار ممثّلًا ومتحدّثاً بإسم الأُخوان المسلمين، فكان عصام العطّار من الناحة الفعلية يحمل مسؤولية المراقب العامّ للأُخوان المسلمين والمكتب التنفيذي في وقت واحد، فكان مصير الجماعة متوقّف على موقفه.
في عام 1956 م أوفدت الجامعة الأُستاذ مصطفى السباعي إلى [[أوروبّا]] للاطّلاع على مناهج الدراسات الإسلامية، فكانت هذه المرحلة من أخطر المراحل التي حمل فيها عصام العطّار مسؤولية العمل الإسلامي. وفرضت الظروف أن يتكوّن المكتب التنفيذي للأُخوان المسلمين في حلب، وقد اختير عصام العطّار ممثّلًا ومتحدّثاً بإسم الأُخوان المسلمين، فكان عصام العطّار من الناحة الفعلية يحمل مسؤولية المراقب العامّ للأُخوان المسلمين والمكتب التنفيذي في وقت واحد، فكان مصير الجماعة متوقّف على موقفه.
<br>زار عصام العطّار في أحد المرّات [[شكري القوتلي]]- وكان رئيساً للجمهورية السورية- ووضّح له أُمور المقاومة الشعبية السورية ومقاصدها، ولكن لم يكن بيده من شي‏ء، فأصدر العطّار بياناً إلى الأُخوان يشير إلى هذه المعاني، واجتمع عصام العطّار مع [[صلاح البذرة]] قائد المقاومة الشعبية بحضور [[فخري البارودي]]، وحذّره من أيّ خطوة تقوم بها الشيوعية في سورية.
زار عصام العطّار في أحد المرّات [[شكري القوتلي]]- وكان رئيساً للجمهورية السورية- ووضّح له أُمور المقاومة الشعبية السورية ومقاصدها، ولكن لم يكن بيده من شي‏ء، فأصدر العطّار بياناً إلى الأُخوان يشير إلى هذه المعاني، واجتمع عصام العطّار مع [[صلاح البذرة]] قائد المقاومة الشعبية بحضور [[فخري البارودي]]، وحذّره من أيّ خطوة تقوم بها الشيوعية في سورية.
<br>كان عصام العطّار مع الوحدة بين سوريا ومصر على أساس ديمقراطي برلماني؛ لأنّ أوضاع القطرين متباينة في كثير من النقاط، فتبدأ الوحدة على الصعيد العسكري والخارجي وتعطى فترة حتّى تهيّئ الأسباب لما هو أكثر. اشترط عبد الناصر أن تحلّ الأحزاب في سورية نفسها، فحلّت، وكان السباعي قد عاد من سفره، ولم يكن حلّ الجماعة موضع خلاف، فأعلن السباعي حلّ الجماعة. <br>
 
==وحدة مصر و سوريا==
كان عصام العطّار مع الوحدة بين سوريا ومصر على أساس ديمقراطي برلماني؛ لأنّ أوضاع القطرين متباينة في كثير من النقاط، فتبدأ الوحدة على الصعيد العسكري والخارجي وتعطى فترة حتّى تهيّئ الأسباب لما هو أكثر. اشترط عبد الناصر أن تحلّ الأحزاب في سورية نفسها، فحلّت، وكان السباعي قد عاد من سفره، ولم يكن حلّ الجماعة موضع خلاف، فأعلن السباعي حلّ الجماعة. <br>
وكان الأُخوان في سورية قد دعموا مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها، ولمّا حصلت الوحدة كان الأُخوان في وقاية ممّا كان مخطّطاً لهم. حلّت الأحزاب السياسية كما هو معروف، وحلّت جماعة الأُخوان حلّاً حقيقياً، وانتهت كحركة منظّمة، وذهبت معظم قيادات الأُخوان إلى الاتّحاد القومي الذي أقامه [[جمال عبد الناصر]]، وذلك لدوافع مختلفة. وفي وقت كان الناس يقدّسون ويمجّدون عبد الناصر أعلن عصام العطّار في خطب يوم الجمعة في مسجد الجامعة أنّ طريقه طريق الوحدة، وهو مخالف لطريق عبد الناصر والاتّحاد القومي في الدكتاتورية وانتقاص حقوق‏<br>الإنسان، ومع الزمان كانت خطب مسجد الجامعة هي الخيط غير الرسمي الذي كان يربط الأُخوان مع بعضهم. وكان هذا الدور صدمة للسلطات، ولولا التأييد الشعبي والتاريخ والدور الذي كان يلعبه عصام العطّار لم يكن ليسمح له بذلك.
وكان الأُخوان في سورية قد دعموا مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها، ولمّا حصلت الوحدة كان الأُخوان في وقاية ممّا كان مخطّطاً لهم. حلّت الأحزاب السياسية كما هو معروف، وحلّت جماعة الأُخوان حلّاً حقيقياً، وانتهت كحركة منظّمة، وذهبت معظم قيادات الأُخوان إلى الاتّحاد القومي الذي أقامه [[جمال عبد الناصر]]، وذلك لدوافع مختلفة. وفي وقت كان الناس يقدّسون ويمجّدون عبد الناصر أعلن عصام العطّار في خطب يوم الجمعة في مسجد الجامعة أنّ طريقه طريق الوحدة، وهو مخالف لطريق عبد الناصر والاتّحاد القومي في الدكتاتورية وانتقاص حقوق‏<br>الإنسان، ومع الزمان كانت خطب مسجد الجامعة هي الخيط غير الرسمي الذي كان يربط الأُخوان مع بعضهم. وكان هذا الدور صدمة للسلطات، ولولا التأييد الشعبي والتاريخ والدور الذي كان يلعبه عصام العطّار لم يكن ليسمح له بذلك.
<br>افترق موقف الأُخوان عن موقف جميع الأطراف، فقد أراد العطّار الاستمساك بأصل الوحدة مع التعديل في أساسها، ورفض توقيع وثيقة الانفصال، ورفض معه الأُخوان، <br>
<br>افترق موقف الأُخوان عن موقف جميع الأطراف، فقد أراد العطّار الاستمساك بأصل الوحدة مع التعديل في أساسها، ورفض توقيع وثيقة الانفصال، ورفض معه الأُخوان، <br>
سطر ٥٩: سطر ٦٢:
<br>فأجمع الإسلاميّون على ترشيح العطّار بقائمة مصغّرة من ثلاث أشخاص، ولم ينجح من قائمة الحزب الوطني إلّاصبري العسلي، وتألّفت أوّل حكومة، وانتخب [[ناظم القدسي]] رئيساً للجمهورية، وكلّف [[معروف الدواليبي]] بتأليف الوزارة، وطلب من العطّار المشاركة في الوزارة، ولكنّه رفض. وبعد عدّة أشهر قام انقلاب، واعتقلوا رئيس الدولة ورئيس الوزارة، ودعوا 13 شخصاً منهم عصام العطّار من أجل أن يشاركوا في استلام الحكم في سورية، فرفض عصام العطّار ذلك، ودعاهم إلى إعادة رئيس الجمهورية إلى مكانه، <br>
<br>فأجمع الإسلاميّون على ترشيح العطّار بقائمة مصغّرة من ثلاث أشخاص، ولم ينجح من قائمة الحزب الوطني إلّاصبري العسلي، وتألّفت أوّل حكومة، وانتخب [[ناظم القدسي]] رئيساً للجمهورية، وكلّف [[معروف الدواليبي]] بتأليف الوزارة، وطلب من العطّار المشاركة في الوزارة، ولكنّه رفض. وبعد عدّة أشهر قام انقلاب، واعتقلوا رئيس الدولة ورئيس الوزارة، ودعوا 13 شخصاً منهم عصام العطّار من أجل أن يشاركوا في استلام الحكم في سورية، فرفض عصام العطّار ذلك، ودعاهم إلى إعادة رئيس الجمهورية إلى مكانه، <br>
فأفرجوا عنه ورجع رئيساً للجمهورية، وأجبروه على تكليف [[بشير العظمة]] بتأليف الوزارة، فدعا عصام العطّار إلى القصر الجمهوري وعرض عليه المشاركة في الوزارة، ولكنّه رفض؛ لأنّ بشير العظمة [[الشيوعية|شيوعي]] ولا يصلح لتأليف الوزارة، وطلب حكومة ائتلافية يشارك فيها الجميع أو حكومة حيادية يطمئن إليها الجميع، فاتّصل رئيس الجمهورية بعصام العطّار وعرض عليه أن يسمّي أربعة وزراء، فرفض، فاضطرّت حكومة بشير العظمة للاستقالة.
فأفرجوا عنه ورجع رئيساً للجمهورية، وأجبروه على تكليف [[بشير العظمة]] بتأليف الوزارة، فدعا عصام العطّار إلى القصر الجمهوري وعرض عليه المشاركة في الوزارة، ولكنّه رفض؛ لأنّ بشير العظمة [[الشيوعية|شيوعي]] ولا يصلح لتأليف الوزارة، وطلب حكومة ائتلافية يشارك فيها الجميع أو حكومة حيادية يطمئن إليها الجميع، فاتّصل رئيس الجمهورية بعصام العطّار وعرض عليه أن يسمّي أربعة وزراء، فرفض، فاضطرّت حكومة بشير العظمة للاستقالة.
=الآثار والمؤلّفات=
=الآثار والمؤلّفات=
<br>من مؤلّفات العطّار: في قضية فلسطين... آراء ومواقف، رحيل (شعر)، يجب أن يبدأ في أنفسنا التحوّل، رسالة إلى الأُخوّة المؤمنين، أزمة روحية، ثورة الحقّ (شعر)، منطلقات وأهداف، من بقايا الأيّام، كلمات، التلميذ الناشئ والشيخ الحكيم.
<br>من مؤلّفات العطّار: في قضية فلسطين... آراء ومواقف، رحيل (شعر)، يجب أن يبدأ في أنفسنا التحوّل، رسالة إلى الأُخوّة المؤمنين، أزمة روحية، ثورة الحقّ (شعر)، منطلقات وأهداف، من بقايا الأيّام، كلمات، التلميذ الناشئ والشيخ الحكيم.
٤٬٩٤١

تعديل