الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبدالله بن مسعود»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب''''عبدالله بن مسعود:''' من كبار الصحابة. كان فقيهاً مفتياً عالماً بأحكام الدين. أسلم ق...')
 
ط (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}')
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة مستخدم واحد آخر غير معروضة)
سطر ٣٣: سطر ٣٣:
توفّي - سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، وكان أوصى إلى الزبير بن العوام فصلَّى عليه، وقد قيل إنّ [[عمار بن ياسر بن عامر]] صلَّى عليه، ودُفن بالبقيع ليلًا.
توفّي - سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، وكان أوصى إلى الزبير بن العوام فصلَّى عليه، وقد قيل إنّ [[عمار بن ياسر بن عامر]] صلَّى عليه، ودُفن بالبقيع ليلًا.


=المصادر=
== الهوامش ==
{{الهوامش}}
 
[[تصنيف: طبقات الفقهاء]]
[[تصنيف: طبقات الفقهاء]]
[[تصنيف: أصحاب الفتيا من الصحابة]]
[[تصنيف: أصحاب الفتيا من الصحابة]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٨:٤٦، ٥ أبريل ٢٠٢٣

عبدالله بن مسعود: من كبار الصحابة. كان فقيهاً مفتياً عالماً بأحكام الدين. أسلم قديماً. وهو أوّل من جهر بـ القرآن بمكة. هاجر إلى الحبشة الهجرة الأُولى، وقدم إلى مكة على رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ثمّ هاجر إلى المدينة. آخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين الزبير بن العوام بمكة في المؤاخاة الأُولى، وآخى بينه وبين معاذ بن جبل بالمدينة بعد الهجرة في المؤاخاة الثانية. شهد بدراً وأُحداً و بيعة الرضوان وسائر المشاهد مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وهو الذي أجهز على أبي جهل في وقعة بدر.

عبد اللّه بن مسعود (... ــ 32ق)

وهو ابن غافل الهُذَلي المكي، أبو عبد الرحمن، حليف بني زُهرة. كان أبوه مسعود قد حالف في الجاهلية عبد بن الحارث ابن زهرة. أسلم ابن مسعود قديماً. وهو أوّل من جهر بـ القرآن بمكة فيما قيل. هاجر إلى الحبشة الهجرة الأُولى، وقدم إلى مكة على رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ثمّ هاجر إلى المدينة. آخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين الزبير بن العوام بمكة في المؤاخاة الأُولى، وآخى بينه وبين معاذ بن جبل بالمدينة بعد الهجرة في المؤاخاة الثانية. شهد بدراً وأُحداً و بيعة الرضوان وسائر المشاهد مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وهو الذي أجهز على أبي جهل في وقعة بدر. [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى عن رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). روى عنه: أبو سعيد الخدري، و عمران بن حصين، و أبو هريرة، و جابر بن عبد الله الأنصاري، و زر بن حبيش، وآخرون.

أحاديثه ومنزلته

وهو أحد رواة حديث الغدير من الصحابة، وقد أخرج الحافظ ابن مردويه[٢] بإسناده عنه نزول آية التبليغ في علي (عليه السّلام) يوم الغدير.[٣] ورواه عنه السيوطي في «الدر المنثور».[٤]
وروي أنّ ابن مسعود شهد الصلاة على فاطمة سيدة النساء (عليها السّلام) ودفنها.
بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة ليعلمهم أُمور دينهم وبعث عمار بن ياسر بن عامر أميراً، وكتب إليهم: انّهما من النجباء من أصحاب محمّد (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) من أهل بدر فاقتدوا بهما وأطيعوا واسمعوا قولهما.
روي انّ رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) قال: «من سرّه أن يقرأ القرآن غضّاً كما أُنزل فليقرأ على قراءة ابن أُمّ عبد».
وكان ابن مسعود يُعرف باسم أُمّه أُمّ عبد بنت عبد ودّ.
أخرج الحاكم عن حَبّة العُرني أنّ ناساً أتوْا علياً فأثنوا على عبد اللّه بن مسعود فقال: أقول فيه مثل ما قالوا وأفضل: مَن قرأ القرآن، وأحلّ حلاله وحرّم حرامه، فقيه في الدين، عالم بـ السنة.
وأخرج ابن سعد عن زيد بن وهب أنّ عمر بن الخطاب قال فيه: كُنَيف مُلئَ علماً. [٥]
عن أبي وائل قال: خطبنا ابن مسعود، فقال: كيف تأمروني أقرأ على قراءة زيد بن ثابت بعد ما قرأت من فيّ رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بضعاً وسبعين سورة، وإنّ زيداً مع الغلمان له ذوَابتان؟ ! وكان ابن مسعود من الناقمين على عثمان، وقد امتنع أن يمنح للوليد بن عقبة من بيت مال الكوفة يوم كان عليه، وألقى مفاتيح بيت المال، وكان يتكلَّم بكلام لا يدعه وهو: إنّ أصدق القول كتاب اللَّه وأحسن الهدي هدي محمّد (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وشرّ الأُمور محدثاتها وكل محدَث بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فكتب الوليد في حقه إلى عثمان، فكتب إليه يأمره بإشخاصه، فأخذه عثمان أخذاً شديداً وهجره ومنعه عطاءه، وأَمر به فأُخرج من مسجد رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) إخراجاً عنيفاً. [٦]
وقد شهد ابن مسعود في رهط من أهل العراق عُمّاراً جنازة أبي ذر الغفاري بالربذة وكان عثمان قد نفاه إليها فاستهل عبد اللَّه يبكي ويقول: صدق رسول اللّه: تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك[٧]

فتاواه وفقاهته

عُدّ من المكثرين من الصحابة فيما روي عنه من الفتيا.
ونقل عنه الشيخ الطوسي في «الخلاف» خمساً وأربعين ومائة فتوى.
وهو من القائلين ببقاء نكاح المتعة على إباحتها[٨] وكان هو وعمر يوجبان الوضوء بمسّ المرأة ولا يريان للجنب أن يتيمّم[٩] روى ابن سعد بإسناده عن زرّ عن عبد اللَّه انّه كان يصوم الاثنين والخميس.
وعن محمد بن سيرين انّ ابن مسعود كان يقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأُوليين بفاتحة الكتاب وسورة في كل ركعة وفي الأُخريين فاتحة الكتاب[١٠]

مواعظه وكلماته

ومن كلمات ابن مسعود قال: إنّكم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، من زرع خيراً يوشِكُ أن يحصُدَ رغبة، ومن زرع شرًّا يوشك أن يحصدَ ندامة، ولكل زارع مِثلُ ما زرع، لا يُسبقُ بطيء بحظَّه، ولا يُدرِكُ حريصٌ ما لم يُقدَّرْ له، فمن أُعطي خيراً فاللَّه أعطاه، ومن وُقي شرًّا، فاللَّه وقاه، المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة.
وقال: جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم، فإن لم تستطيعوا إلَّا أن تكفهرّوا في وجوههم، فافعلوا.
قال ابن كثير: ثمّ قدم أي ابن مسعود إلى المدينة فمرض بها فجاءه عثمان بن عفان عائداً، فيروى أنّه قال له: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربّي، قال: ألا آمر لك بطبيب؟ فقال: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك بعطائك؟ وكان قد تركه سنتين فقال: لا حاجة لي فيه، فقال: يكون لبناتك من بعدك، فقال: أتخشى على بناتي الفقر؟ إنّي أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، وإنّي سمعت رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) يقول: «من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً».[١١]

وفاته

توفّي - سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، وكان أوصى إلى الزبير بن العوام فصلَّى عليه، وقد قيل إنّ عمار بن ياسر بن عامر صلَّى عليه، ودُفن بالبقيع ليلًا.

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 3- 150، المعارف 144، الجرح و التعديل 5- 149، اختيار معرفة الرجال 38 برقم 78، مشاهير علماء الامصار 29 برقم 21، الثقات لابن حبّان 3 209- 208، المستدرك للحاكم 3- 312، حلية الاولياء 1- 144، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 42 برقم 4، رجال الطوسي 23 برقم 8، الخلاف للطوسي 96، و 110 و 112 و ..، الشافي للسيد المرتضى 4- 212، تاريخ بغداد 1- 147، الإستيعاب 2- 308، طبقات الفقهاء للشيرازي 43، أسد الغابة 3- 256، الكامل في التأريخ 3- 136، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 288، رجال ابن داود 123 برقم 906، تهذيب الكمال 16- 121، العبر للذهبي 1- 24، سير أعلام النبلاء 1- 461، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 32 ه) 379، الوافي بالوفيات 17- 604، مرآة الجنان 1- 87، الجواهر المضيئة 2- 415، غاية النهاية 1- 458 برقم 1914، النجوم الزاهرة 1- 89، الاصابة 2- 360، تهذيب التهذيب 6- 27، طبقات الحفّاظ 14، كنز العمال 13- 460، شذرات الذهب 1- 38، مجمع الرجال 4- 51، جامع الرواة 1- 507، تنقيح المقال 2- 215 برقم 7072، الغدير 8- 99 و 117، معجم رجال الحديث 10- 322 برقم 7160.
  2. و هو أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني المتوفّى 410 هـ. قال فيه الذهبي في «تذكرة الحفاظ «: 3- 1050: الحافظ الثبت العلامة، و عمل المستخرج على صحيح البخاري و كان قيماً بمعرفة هذا الشأن بصيراً بالرجال طويل الباع مليح التصانيف.
  3. و آية التبليغ هي قوله تعالى: (يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكٰافِرِينَ) (المائدة- 67). فعن ابن مسعود: بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك إنّ علياً مولى المؤمنين. و أخرج ابن مردويه أيضاً عن أبي سعيد الخدري. و ابن عباس نزول هذه الآية في الامام علي- عليه السّلام-. قال: فأخذ أي النبي ص بعضد عليّ ثم خرج إلى الناس فقال: أيها الناس أ لستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: اللّهمّ من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، و عاد من عاداه.
  4. الدر المنثور، ج 2 ص 298. انظر «الغدير»: 1، 216- 53.
  5. وفي رواية الحاكم: كيف ملئ علماً؟ و «كُنَيْف»: تصغير كنف، و هو الوعاء، و هو تصغير تعظيم كقول الحُباب بن المنذر: انا جُذيْلها المُحكّك، و عُذيْقها المُرَجَّب.
  6. انظر «أنساب الاشراف» للبلاذري: 5- 36. وقد نقلناه من «الغدير «: 9- 3. و ذكر ابن عبد ربّه الاندلسي في رواية عن عبد اللّه بن سنان، قال: خرج علينا ابن مسعود و نحن في المسجد، و كان على بيت مال الكوفة و أمير الكوفة عقبة بن أبي مُعيط فقال: يا أهل الكوفة فقدت من بيت مالكم الليلة مائة ألف لم يأتني بها كتاب من أمير المؤمنين و لم يكتب لي بها براءة. قال: فكتب الوليد بن عقبة إلى عثمان في ذلك، فنزعه عن بيت المال. ثم قال ابن عبد ربه: و كان الوليد بن عقبة أخا عثمان لأُمّه و كان عامله على الكوفة، فصلّى بهم الصبح ثلاث ركعات و هو سكران، ثم التفت إليهم فقال: إن شئتم زدتكم. العقد الفريد: 4، 307- 306 طبع دار الكتاب العربي.
  7. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 4- 234 في ترجمة أبي ذر. و روى في ص 233 بإسناده عن مالك الأَشتر أنّه مع النفر الذين كانوا معه شهدوا موته، و أن أبا ذرّ حدّثهم بقول رسول اللّه ص: ليموتن منكم رجل بفلاة من الارض تشهده عصابة من المؤمنين. كما ذكر السيد المرتضى شهود ابن مسعود لجنازة أبي ذر.
  8. انظر شرح الموطأ للزرقاني: 3- 154.
  9. قال أبو بكر الجصاص الحنفي (ت 370) ما ملخّصه: أمّا قوله تعالى: (أَوْ لٰامَسْتُمُ النِّسٰاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مٰاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً)* فإنّ السلف قد تنازعوا في معنى الملامسة، قال عليٌّ و ابن عباس و أبو موسى و الحسن .. هي كناية عن الجماع و كانوا لا يوجبون الوضوء لمن مسّ امرأته، و قال عمر و عبد اللّه بن مسعود: المراد اللمس باليد و كانا يوجبان الوضوء بمسّ المرأة و لا يريان للجنب أن يتيمّم. ثمّ أثبتَ عدم نقض الوضوء بمسّ المرأة بالسنة النبوية. ثم قال: و وجه آخر يدل على أنّ المراد منه الجماع و هو أنّ اللمس و إن كان حقيقة للمسّ باليد فانّه لما كان مضافاً إلى النساء وجب أن يكون المراد منه الوطء كما أنّ الوطء حقيقته المشي بالاقدام فإذا أُضيف إلى النساء لم يعقل منه غير الجماع. كذلك هذا و نظيره قوله تعالى: وَ إِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ. يعني من قبل أن تجامعوهن. و أيضاً فإنّ النبيّ ص أمر الجنب بالتيمم في أخبار مستفيضة، و متى ورد عن النبي ص حكم ينتظمه لفظ الآية وجب أن يكون فعله إنّما صدر عن الكتاب كما أنّه قطع السارق و كان في الكتاب لفظ يقتضيه كان قطعه معقولًا بالآية و كسائر الشرائع التي فعلها النبي ص ممّا ينطوي عليه ظاهر الكتاب. «أحكام القرآن «: 2- 369 طبع دار الكتاب العربي بيروت.
  10. مجمع الزوائد للهيثمي: 2- 117.
  11. البداية و النهاية: 7- 170، ذكر من توفّي من الاعيان سنة (32 هـ).