الفرق بين المراجعتين لصفحة: «جعفر بن أبي طالب»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
ط (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش|2}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}')
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة مستخدم واحد آخر غير معروضة)
سطر ٣٦: سطر ٣٦:
قُتل جعفر في جمادى الأُولى‏ سنة 8 هـ  في معركة «مؤتة» ضدّ جيش الروم، وكان عمره 41 عاماً، فحزن النبي صلى الله عليه وآله حزناً شديداً، ودعا أهله وأخبرهم بشهادته، ثم قال لابنته فاطمة: «على‏ مثله فليبك الباكون». وقال أيضاً: «لاتغفلوا آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاماً، فإنّهم شغلوا بأمر صاحبهم».<ref> عمدة الطالب: 35، الطبقات الكبرى 4: 37، كتاب التاريخ الكبير 2: 185، تاريخ الإسلام 2: 488.</ref>
قُتل جعفر في جمادى الأُولى‏ سنة 8 هـ  في معركة «مؤتة» ضدّ جيش الروم، وكان عمره 41 عاماً، فحزن النبي صلى الله عليه وآله حزناً شديداً، ودعا أهله وأخبرهم بشهادته، ثم قال لابنته فاطمة: «على‏ مثله فليبك الباكون». وقال أيضاً: «لاتغفلوا آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاماً، فإنّهم شغلوا بأمر صاحبهم».<ref> عمدة الطالب: 35، الطبقات الكبرى 4: 37، كتاب التاريخ الكبير 2: 185، تاريخ الإسلام 2: 488.</ref>


=المصادر=
== الهوامش ==
{{الهوامش|2}}
{{الهوامش}}
 
[[تصنيف: الرواة]]
[[تصنيف: الرواة المشتركون]]
[[تصنيف: الرواة المشتركون]]


[[تصنيف: تراجم الرجال]]
[[تصنيف: تراجم الرجال]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٨:٢١، ٥ أبريل ٢٠٢٣

جعفر بن أبي طالب: المعروف بجعفر الطيّار وهو من كبار الصحابة وقائد المهاجرين إلی الحبشة. كان يشبه النبي صلى الله عليه وآله في خَلقه وخُلقه، حتّى‏ خاطبه صلى الله عليه وآله قائلاً: «أشبهتَ خَلقي وخُلقي»، وكان الرجل يرى‏ جعفراً فيقول: السلام عليك يا رسول اللَّه، يظنّه إيّاه. واتّفق المحدّثون وكبار العلماء من الشيعة و أهل السنة على‏ جلالة ووثاقة هذا الصحابي الكبير، روى ابن الأثير: أنّ عمر بن الخطاب(رض) كان إذا رأى‏ عبدالله بن جعفر، قال: السلام عليك يابن ذي الجناحين.

جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب (... ــ 8ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عبداللَّه، أبو المساكين.[٢]
نسبه: الهاشمي، القرشي.[٣]
لقبه: الطيّار، ذو الجناحين، ذو الهجرتين، الجواد.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
ولد جعفر قبل البعثة النبوية بعشرين عاماً تقريباً[٦]، أبوه عبد مناف - الذي اشتهر بأبي طالب - كان من أوائل الصحابة الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله، ودافعوا عنه.[٧]
أُمه فاطمة بنت أسد بن هاشم التي كانت من السابقات إلى‏ الإسلام، وكانت أول هاشمية تتزوّج من هاشمي، وهو ابن عمّها أبو طالب.[٨] ولمّا توفّيت كفّنها النبي صلى الله عليه وآله بقميصه، ثم حفر لحدها واضطجع فيه، وجزاها خيراً، فقيل للنبي صلى الله عليه وآله: ما رأيناك صنعت بأحدٍ ما صنعت بهذه! قال: «إنّه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها».[٩]
وفي عمدة الطالب: كان لجعفر ثمانية بنين كلّهم من أسماء بنت عميس الخثعمية، ومن بينهم: محمد الأكبر، الذي قُتل مع عمّه أمير المؤمنين علي عليه السلام بصفّين، وأمّا عون ومحمد الأصغر فقُتلا مع ابن عمّهما الإمام الحسين عليه السلام يوم الطفّ.[١٠]
كان يشبه النبي صلى الله عليه وآله في خَلقه وخُلقه، حتّى‏ خاطبه صلى الله عليه وآله قائلاً: «أشبهتَ خَلقي وخُلقي».[١١] وكان الرجل يرى‏ جعفراً فيقول: السلام عليك يا رسول اللَّه، يظنّه إيّاه.[١٢]
كان يحبّ المساكين، ويجلس إليهم ويحدّثونه، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يسمّيه أبا المساكين، كما كان يهتمّ بجيرانه، فروي: أنّه كان يقول لأبيه أبي طالب: يا أبه، إنّي لأستحي أن أُطعم طعاماً وجيراني لايقدرون على‏ مثله.[١٣]
روى‏ الصدوق عن الباقر عليه السلام قال: «أوحى‏ اللَّه عزّوجلّ إلى‏ رسوله صلى الله عليه وآله: إنّي شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال، فدعاه النبي صلى الله عليه وآله فأخبره، فقال: لولا أنّ اللَّه أخبرك ما أخبرتك: ما شربت خمراً قطّ لأنّي علمت أن لو شربتها زال عقلي، وما كذبت قطّ لأنّ الكذب ينقص المروءة، وما زنيت قطّ لأنّي خفت أنّي إذا عملت عُمل بي، وما عبدت صنماً لأنّي علمت أنّه لايضرّ ولاينفع. قال: فضرب النبي صلى الله عليه وآله يده على‏ عاتقه، فقال: حقّ للَّه عزّوجلّ أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنّة».[١٤]
وروي عن الحسن بن زيد: أنّ علياً عليه السلام أول ذَكَرٍ أسلم، ثم أسلم زيد بن حارثة حِبّ النبي‏صلى الله عليه وآله، ثم جعفر بن أبي طالب[١٥] وحدّث صلصال بن الدَلَهْمَس قال: «... علونا. (أنا وأبو طالب وابنه جعفر) جبلاً من جبالها، فأشرفنا منه على‏ أكمةٍ دون ذلك التلّ، فرأيت النبي‏صلى الله عليه وآله وعلياً قائماً عن يمينه، ورأيتهما يركعان ويسجدان، ثم انتصبا قائمين، فقال أبو طالب لجعفر: أي بنيّ، صل جناح ابن عّمك، فمضى‏ جعفر مسرعاً حتّى‏ وقف بجنب عليٍّ. فلّما آمنتُ ودخلت في الإسلام سألت النبي صلى الله عليه وآله عن تيك الصلاة، فقال: نعم يا صلصال، هي أوّل جماعةٍ كانت في الإسلام».[١٦]
ولمّا شدّت قريش من قبضتها في أذى‏ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأصحابه الذين آمنوا به بمكّة قبل الهجرة، أمرهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يخرجوا إلى‏ الحبشة[١٧]، وأمر صلى الله عليه وآله جعفر ابن أبي طالب أن يخرج معهم، وكان فيها 75 رجلاً و12 امرأة.[١٨] وبعد أن أقام جعفر مع جماعته في الحبشة ما يقرب من 15 عاماً عاد إلى‏ المدينة المنوّرة، ودخلها في السنة السابعة للهجرة، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قد عاد من خيبر.[١٩]، فقبّله النبي صلى الله عليه وآله بين عينيه، وقال: «لا أدري، بأيّهما أنا أشدّ فرحاً! بقدوم جعفر أو فتح خيبر».[٢٠]
بقي جعفر ملازماً للنبي صلى الله عليه وآله في سفره وحضره حتّى اختاره صلى الله عليه وآله في السنة الثامنة ليكون أميراً في سرية مؤتة. قال الطبرسي: ثم كانت غزوة مؤتة في جمادى‏، في سنة ثمانٍ، بعث جيشاً عظيماً، وأمّر على الجيش زيد بن حارثة، ثم قال: «فإن أُصيب زيد فجعفر، فإن أُصيب فعبداللَّه بن رواحة، فإن أُصيب فليرتض المسلمون واحداً فليجعلوه عليهم». وفي رواية أبان بن عثمان، عن الصادق عليه السلام: أنّه استعمل عليهم جعفراً، فإن قُتل فزيد، فإن قُتل فابن رواحة.[٢١]

موقف الرجاليّين منه


اتّفق المحدّثون وكبار العلماء من الشيعة و أهل السنة على‏ جلالة ووثاقة هذا الصحابي الكبير، روى ابن الأثير: أنّ عمر بن الخطاب كان إذا رأى‏ عبدالله بن جعفر، قال: السلام عليك يابن ذي الجناحين.[٢٢] ونقل الزمخشري عن أبي هريرة قوله: «ما لبس النعال، ولا ركب الرحال بعد رسول اللَّه أفضل من جعفر».[٢٣]
وقد ذكره المدني والأمين ضمن شخصيات وطبقات الشيعة.[٢٤]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ جعفر عن النبي صلى الله عليه وآله.[٢٥]
وروى‏ عنه: ابن مسعود، عمرو بن العاص، أم سلمة، عبداللَّه بن جعفر. (ابنه). ولم ينقل عنه في المصادر الروائية للشيعة، وقال الذهبي: «روى‏ شيئاً يسيراً».[٢٦]

جعفر وأهل البيت ‏عليهم السلام

قال النبي صلى الله عليه وآله: «خير الناس: حمزة وجعفر وعلي». وقال أيضاً: «خُلق الناس من أشجار شتّى‏، وخُلقت أنا وجعفر من طينةٍ واحدةٍ».[٢٧]
وقد افتخر علي بن أبي طالب عليه السلام بأخيه جعفر، فقد ذكر نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفّين: أنّه لمّا بلغ علياً بيعة عمرو بن العاص لمعاوية قال شعراً، ومنه:
لو أنّ عندي يابن حربٍ جعفرا
أو حمزة القَرْم الهُمام الأزهرا
رأت قريشٌ نجمَ ليلٍ ظُهُرا.[٢٨]
وعن الصادق‏عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله لجعفر: يا جعفر، ألا أمنحك، ألا أعطيك، ألا أحبوك؟ فقال له جعفر: بلى‏ يا رسول اللَّه، قال: فظنّ الناس أنّه يعطيه ذهباً أو فضةً، فتشرّف الناس لذلك، فقال له: إنّي أعطيك شيئاً إن أنت صنعته في كلّ يومٍ كان خيراً لك في الدنيا وما فيها، وإن صنعته بين يومين غُفرلك ما بينهما، أو كلّ جمعة أو كلّ شهر أوكلّ سنة غُفرلك ما بينهما» ثم ذكرصلى الله عليه وآله صلاةً خاصّةً، سُمِّيت فيما بعد بصلاة جعفر[٢٩]

وفاته

قُتل جعفر في جمادى الأُولى‏ سنة 8 هـ في معركة «مؤتة» ضدّ جيش الروم، وكان عمره 41 عاماً، فحزن النبي صلى الله عليه وآله حزناً شديداً، ودعا أهله وأخبرهم بشهادته، ثم قال لابنته فاطمة: «على‏ مثله فليبك الباكون». وقال أيضاً: «لاتغفلوا آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاماً، فإنّهم شغلوا بأمر صاحبهم».[٣٠]

الهوامش

  1. الإصابة 1: 237، الطبقات الكبرى 4: 37، أُسد الغابة 1: 287.
  2. سير أعلام النبلاء 1: 206، حلية الأولياء 1: 117.
  3. أُسد الغابة 1: 287، تهذيب الكمال 5: 50.
  4. تهذيب الأسماء واللغات 1: 148، تهذيب التهذيب 2: 83، تقريب التهذيب 2: 131.
  5. تقريب التهذيب 2: 131.
  6. مقاتل الطالبيين: 14، قاموس الرجال 2: 604.
  7. الدرجات الرفيعة: 41، مختصر تاريخ دمشق 6: 67.
  8. مقاتل الطالبيّين: 6 - 8.
  9. الاستيعاب 4: 1891، مجمع الزوائد 9: 256، أُسد الغابة 5: 517.
  10. عمدة الطالب: 36.
  11. مجمع الزوائد 19: 271.
  12. ربيع الأبرار 3: 503.
  13. المصدر السابق 1: 366، الدرجات الرفيعة: 69.
  14. أمالي الصدوق: 70 مجلس (17).
  15. الدرجات الرفيعة: 69، مختصر تاريخ دمشق 6: 66.
  16. مختصر تاريخ دمشق 6: 66 - 67، قاموس الرجال 2: 601.
  17. تفسير القمي 1: 176.
  18. أعيان الشيعة 4: 120.
  19. الطبقات الكبرى 4: 34 - 35.
  20. مجمع الزوائد 9: 272.
  21. أعلام الورى‏: 133، وانظر: أعيان الشيعة 4: 124.
  22. أُسد الغابة 1: 289.
  23. ربيع الأبرار 3: 503.
  24. الدرجات الرفيعة: 41، أعيان الشيعة 4: 118.
  25. تهذيب الكمال 5: 50، سير أعلام النبلاء 1: 206.
  26. سير أعلام النبلاء 1: 206.
  27. مقاتل الطالبيّين: 17، مجمع الزوائد 9: 272.
  28. وقعة صفّين: 44.
  29. الكافي 3: 465، مستدرك الحاكم 1: 319.
  30. عمدة الطالب: 35، الطبقات الكبرى 4: 37، كتاب التاريخ الكبير 2: 185، تاريخ الإسلام 2: 488.