انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الوهابية»

من ویکي‌وحدت
Halimi (نقاش | مساهمات)
أنشأ الصفحة ب' الوهابية هي حركة مذهبية سياسية ظهرت في القرن الثاني عشر على يد محمد بن عبد الوهاب، وبدعم من محمد بن سعود، أمير إحدى القبائل النجدية، حيث تمّ التحالف بينهما لتأسيس حكم تكون فيه الإمامة للأول والإمارة للأخير، وتأسست الوهابية على منهج السلفية إبن تيمية|...'
 
Halimi (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر ١١: سطر ١١:


==ابن تيمية والوهابية==
==ابن تيمية والوهابية==
روی، عقاید ابن تیمیّه تا ق.۱۲ هجری رونق نیافت. اريد ترجمة هذا النص الى العربية دقيقة من دون حذف
هذه التيارات هدأت لبعض الوقت حتى وصلت إلى القرن السابع وزمن ابن تيمية، وُلد أحمد بن عبد الحليم أبو العباس، المعروف بابن تيمية، سنة 655 هـ بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، في مدينة حران، وأكمل دراسته الأولية في تلك المنطقة، ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق بعد الغزو المغولي واستقر هناك. وفي سنة 698 هـ، بدأت تظهر عليه علامات الانحراف تدريجياً، خاصة عندما فسر الآية الكريمة: {الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ} <ref>سورة طه: 5،</ref>. حيث حدد لله تعالى مكاناً في علو السماوات متكئاً على عرش الملك، وذلك أثناء تفسيره في مدينة حماة.
هذه التيارات هدأت لبعض الوقت حتى وصلت إلى القرن السابع وزمن ابن تيمية.
كان ابن تيمية يحمل أفكاراً وعقائد خاصة، وخالف الكثير من تعاليم الإسلام، بل إنه لا يمكن تسميته "سلفياً" بحق، لأننا نرى أن السلف الحقيقيين (أي الصحابة) كانوا يزورون قبر [[محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء)|النبي]] صلى الله عليه وسلم ويتبركون به، بل إن [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبا بكر]] و[[عمر]] أوصيا أن يُدفنا بجوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يدل على تبركهما به. لكن ابن تيمية أنكر هذا العمل تماماً في أفكاره وآرائه، حتى قال: "من خرج من بيته قاصداً زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فصلاته صحيحة ولكنها ناقصة (كالسفر للمعصية)". بينما كان منهج الصحابة والتابعين مستمراً على تعظيم قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وكذلك كانوا يستغيثون ويتوسلون به، كما ورد في الروايات – سواء عند الشيعة أو أهل السنة – ومنها ما رواه الحمويني في فرائد السمطين.


وُلد أحمد بن عبد الحليم أبو العباس، المعروف بابن تيمية، سنة 655 هـ بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، في مدينة حران. أكمل دراسته الأولية في تلك المنطقة، ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق بعد الغزو المغولي واستقر هناك. وفي سنة 698 هـ، بدأت تظهر عليه علامات الانحراف تدريجياً، خاصة عندما فسر الآية الكريمة: {الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ} (سورة طه: 5)، حيث حدد لله تعالى مكاناً في علو السماوات متكئاً على عرش الملك، وذلك أثناء تفسيره في مدينة حماة.
في المقابل، نجد أن ابن تيمية يعدُّ الاستغاثة والتوسل بالمعصومين شركاً وذنباً لا يُغفر، وهذه الأقوال بعضها مخالف للعقل وبعضها الآخر يصطدم صراحةً بالنصوص القرآنية، حتى إنه حُوكم بسببها ولم يستطع تقديم أي جواب مقنع عن معتقداته، مما أدى إلى سجنه. وبعد إطلاق سراحه، عاد إلى نشر أفكاره مرة أخرى، حتى إن ابن بطوطة كتب: كان من فقهاء الحنابلة المشهورين تقي الدين ابن تيمية... وفي يوم من الأيام، نطق بكلمة أثارت اعتراض الفقهاء، فرفع القاضي شكوى إلى الملك الناصر، الذي أمر بنقله إلى القاهرة. وعُقد مجلس للتحقيق، فتحدث شرف الدين الزوايدي المالكي وذكر بعض أقوال ابن تيمية المثيرة للجدل. فسأله القاضي عن هذه الاتهامات، فلم يُجب إلا بقوله: 'لا إله إلا الله'. فأعاد القاضي السؤال، فكرر نفس الجواب، فأمر الناصر بسجنه، حيث بقي سنوات طويلة. ثم بعد إطلاق سراحه، عاد إلى نفس الأفكار، حتى إنه خطب يوم الجمعة في المسجد وقال: 'إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كما أنزل الآن من هذه الدرجة'، ثم نزل من المنبر <ref>ابن بطوطه، محمد، سفرنامه ابن بطوطه، ج۱، ص۷۲</ref><ref>سبحانی، جعفر، بحوث فی الملل و النّحل ج۴، ص۳۵-۶۳.</ref>. وبسبب ذلك، لم تنتشر عقائد ابن تيمية بشكل واسع حتى القرن الثاني عشر الهجري.


كان ابن تيمية يحمل أفكاراً وعقائد خاصة، وخالف الكثير من تعاليم الإسلام، بل إنه لا يمكن تسميته "سلفياً" بحق، لأننا نرى أن السلف الحقيقيين (أي الصحابة) كانوا يزورون قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبركون به، بل إن أبا بكر وعمر أوصيا أن يُدفنا بجوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يدل على تبركهما به. لكن ابن تيمية أنكر هذا العمل تماماً في أفكاره وآرائه، حتى قال: "من خرج من بيته قاصداً زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فصلاته صحيحة ولكنها ناقصة (كالسفر للمعصية)". بينما كان منهج الصحابة والتابعين مستمراً على تعظيم قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وكذلك كانوا يستغيثون ويتوسلون به، كما ورد في الروايات – سواء عند الشيعة أو أهل السنة – ومنها ما رواه الحمويني في فرائد السمطين.
==مؤسس الوهابية==
 
محمد بن عبد الوهاب هو المؤسس الرسمي للوهابية، وُلد سنة ١١١١ هـ وتوفي سنة ١٢٠٧ هـ. درس في مكة والمدينة، لكن انحرافه ظهر مبكرًا، حتى أن أباه كان ينهاه. ألف أخوه سليمان كتابًا يرد عليه <ref>امین، سید محسن، کشف الارتیاب، ص۳</ref>. تشبهت عقائده بابن تيمية بل زادت عليه. تعرّف في البصرة على "مستر همفر"، الجاسوس البريطاني، الذي شجعه على نشر أفكاره<ref>همفر، دستهای ناپیدا در خاطرات مسترهمفر، ص۳۲</ref>. بدأ دعوته في المدينة، ثم انتقل إلى نجد، حيث تحالف مع محمد بن مسعود (جد آل سعود)، فاستغل القوة العسكرية لنشر مذهبه مقابل دعم السلطة، هكذا، انتشرت الوهابية بقوة السيف، وكفّروا من خالفهم
في المقابل، نجد أن ابن تيمية يعدُّ الاستغاثة والتوسل بالمعصومين شركاً وذنباً لا يُغفر، وهذه الأقوال بعضها مخالف للعقل وبعضها الآخر يصطدم صراحةً بالنصوص القرآنية، حتى إنه حُوكم بسببها ولم يستطع تقديم أي جواب مقنع عن معتقداته، مما أدى إلى سجنه. وبعد إطلاق سراحه، عاد إلى نشر أفكاره مرة أخرى، حتى إن ابن بطوطة كتب:
 
"كان من فقهاء الحنابلة المشهورين تقي الدين ابن تيمية... وفي يوم من الأيام، نطق بكلمة أثارت اعتراض الفقهاء، فرفع القاضي شكوى إلى الملك الناصر، الذي أمر بنقله إلى القاهرة. وعُقد مجلس للتحقيق، فتحدث شرف الدين الزوايدي المالكي وذكر بعض أقوال ابن تيمية المثيرة للجدل. فسأله القاضي عن هذه الاتهامات، فلم يُجب إلا بقوله: 'لا إله إلا الله'. فأعاد القاضي السؤال، فكرر نفس الجواب، فأمر الناصر بسجنه، حيث بقي سنوات طويلة. ثم بعد إطلاق سراحه، عاد إلى نفس الأفكار، حتى إنه خطب يوم الجمعة في المسجد وقال: 'إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كما أنزل الآن من هذه الدرجة'، ثم نزل من المنبر."
 
وبسبب ذلك، لم تنتشر عقائد ابن تيمية بشكل واسع حتى القرن الثاني عشر الهجري.
 
٢ - مؤسس الوهابية
محمد بن عبد الوهاب هو المؤسس الرسمي للوهابية، وُلد سنة ١١١١ هـ وتوفي سنة ١٢٠٧ هـ. درس في مكة والمدينة، لكن انحرافه ظهر مبكرًا، حتى أن أباه كان ينهاه. ألف أخوه سليمان كتابًا يرد عليه. [١١]
 
تشبهت عقائده بابن تيمية بل زادت عليه. تعرّف في البصرة على "مستر همفر"، الجاسوس البريطاني، الذي شجعه على نشر أفكاره. بدأ دعوته في المدينة، ثم انتقل إلى نجد، حيث تحالف مع محمد بن مسعود (جد آل سعود)، فاستغل القوة العسكرية لنشر مذهبه مقابل دعم السلطة. [١٢–١٥]
 
هكذا، انتشرت الوهابية بقوة السيف، وكفّروا من خالفهم


==النمو والانتشار في المجتمعات الإسلامية==
==النمو والانتشار في المجتمعات الإسلامية==

مراجعة ٢٣:٣٦، ٢٥ أبريل ٢٠٢٥


الوهابية هي حركة مذهبية سياسية ظهرت في القرن الثاني عشر على يد محمد بن عبد الوهاب، وبدعم من محمد بن سعود، أمير إحدى القبائل النجدية، حيث تمّ التحالف بينهما لتأسيس حكم تكون فيه الإمامة للأول والإمارة للأخير، وتأسست الوهابية على منهج السلفية لابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، حيث أسس عقائد جديدة في جزيرة العرب، وهذه الفرقة لها أتباع في السعودية وبعض الدول مثل باكستان والهند، اشتُق اسم هذه الفرقة من اسم والده عبد الوهاب، فالمذهب الوهابي هو الآن المذهب الرسمي في السعودية، وتنفذ الحكومة فتاوى علمائه، إذا أردنا مناقشة تاريخ الوهابية والسلفية بدقة، فيجب أن نعود إلى القرن الثاني الهجري، أيام أحمد بن حنبل، الذي يمكن اعتباره أحد أبرز رؤوس هذه الفرق، كان أول من فكر في إنقاذ الحديث من هجمات الفلسفات والثقافات الغربية والشرقية، لكنه وقع في إفراط شديد أدى إلى إهمال العقل تمامًا والاعتماد فقط على النقل، حتى الأحاديث الموضوعة،

وجه التسمية

أخذت الوهابية اسمها من مؤسسها محمد بن عبد الوهاب. أطلق الوهابيون على أنفسهم اسم "المحمدية"، لكن بقية المسلمين رأوا أن دعوة محمد بن عبد الوهاب مذهبًا جديدًا مخالفًا للتعاليم الإسلامية، فسموها "المذهب الوهابي"[١].

تاريخ الوهابية

إذا أردنا مناقشة تاريخ الوهابية والسلفية بدقة، فيجب أن نعود إلى القرن الثاني الهجري، أيام أحمد بن حنبل، الذي يمكن اعتباره أحد أبرز رؤوس هذه الفرق، كان أول من فكر في إنقاذ الحديث من هجمات الفلسفات والثقافات الغربية والشرقية، لكنه وقع في إفراط شديد أدى إلى إهمال العقل تمامًا والاعتماد فقط على النقل، حتى الأحاديث الموضوعة، يذكر الدكتور جواد مشکور في هذا الصدد: "بالغ أحمد بن حنبل في الاعتماد على الحديث لدرجة أن كبار علماء الإسلام مثل الطبري وابن النديم عدوه من أهل الحديث، لا من المجتهدين [٢].وكان يرفض التأويلات والتفسيرات ويعتمد فقط على الظاهر، حتى أن شخصًا سأله عن أحاديث تُشير إلى أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ويُرى ويضع قدمه في النار وغير ذلك، فأجاب: "نؤمن بهذه الأحاديث جميعًا ونصدقها دون أي تأويل[٣].

ابن تيمية والوهابية

هذه التيارات هدأت لبعض الوقت حتى وصلت إلى القرن السابع وزمن ابن تيمية، وُلد أحمد بن عبد الحليم أبو العباس، المعروف بابن تيمية، سنة 655 هـ بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، في مدينة حران، وأكمل دراسته الأولية في تلك المنطقة، ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق بعد الغزو المغولي واستقر هناك. وفي سنة 698 هـ، بدأت تظهر عليه علامات الانحراف تدريجياً، خاصة عندما فسر الآية الكريمة: {الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ} [٤]. حيث حدد لله تعالى مكاناً في علو السماوات متكئاً على عرش الملك، وذلك أثناء تفسيره في مدينة حماة. كان ابن تيمية يحمل أفكاراً وعقائد خاصة، وخالف الكثير من تعاليم الإسلام، بل إنه لا يمكن تسميته "سلفياً" بحق، لأننا نرى أن السلف الحقيقيين (أي الصحابة) كانوا يزورون قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبركون به، بل إن أبا بكر وعمر أوصيا أن يُدفنا بجوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يدل على تبركهما به. لكن ابن تيمية أنكر هذا العمل تماماً في أفكاره وآرائه، حتى قال: "من خرج من بيته قاصداً زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فصلاته صحيحة ولكنها ناقصة (كالسفر للمعصية)". بينما كان منهج الصحابة والتابعين مستمراً على تعظيم قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وكذلك كانوا يستغيثون ويتوسلون به، كما ورد في الروايات – سواء عند الشيعة أو أهل السنة – ومنها ما رواه الحمويني في فرائد السمطين.

في المقابل، نجد أن ابن تيمية يعدُّ الاستغاثة والتوسل بالمعصومين شركاً وذنباً لا يُغفر، وهذه الأقوال بعضها مخالف للعقل وبعضها الآخر يصطدم صراحةً بالنصوص القرآنية، حتى إنه حُوكم بسببها ولم يستطع تقديم أي جواب مقنع عن معتقداته، مما أدى إلى سجنه. وبعد إطلاق سراحه، عاد إلى نشر أفكاره مرة أخرى، حتى إن ابن بطوطة كتب: كان من فقهاء الحنابلة المشهورين تقي الدين ابن تيمية... وفي يوم من الأيام، نطق بكلمة أثارت اعتراض الفقهاء، فرفع القاضي شكوى إلى الملك الناصر، الذي أمر بنقله إلى القاهرة. وعُقد مجلس للتحقيق، فتحدث شرف الدين الزوايدي المالكي وذكر بعض أقوال ابن تيمية المثيرة للجدل. فسأله القاضي عن هذه الاتهامات، فلم يُجب إلا بقوله: 'لا إله إلا الله'. فأعاد القاضي السؤال، فكرر نفس الجواب، فأمر الناصر بسجنه، حيث بقي سنوات طويلة. ثم بعد إطلاق سراحه، عاد إلى نفس الأفكار، حتى إنه خطب يوم الجمعة في المسجد وقال: 'إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كما أنزل الآن من هذه الدرجة'، ثم نزل من المنبر [٥][٦]. وبسبب ذلك، لم تنتشر عقائد ابن تيمية بشكل واسع حتى القرن الثاني عشر الهجري.

مؤسس الوهابية

محمد بن عبد الوهاب هو المؤسس الرسمي للوهابية، وُلد سنة ١١١١ هـ وتوفي سنة ١٢٠٧ هـ. درس في مكة والمدينة، لكن انحرافه ظهر مبكرًا، حتى أن أباه كان ينهاه. ألف أخوه سليمان كتابًا يرد عليه [٧]. تشبهت عقائده بابن تيمية بل زادت عليه. تعرّف في البصرة على "مستر همفر"، الجاسوس البريطاني، الذي شجعه على نشر أفكاره[٨]. بدأ دعوته في المدينة، ثم انتقل إلى نجد، حيث تحالف مع محمد بن مسعود (جد آل سعود)، فاستغل القوة العسكرية لنشر مذهبه مقابل دعم السلطة، هكذا، انتشرت الوهابية بقوة السيف، وكفّروا من خالفهم

النمو والانتشار في المجتمعات الإسلامية

على عكس المذاهب الإسلامية الأخرى، لم ينمو المذهب الوهابي بسبب إقبال الناس واهتمامهم، بل كان السبب في نموه وانتشاره هو القوة السيفية وارتباطه بالسياسة، أدت النظرة الشمولية للوهابية وطبيعتها العنيفة والتكفيرية إلى ترسيخ القوة والعنف في جوهرها، مما مهّد الطريق لاستخدام السلطة السياسية ضد المعارضين الذين كانوا جميعًا من المسلمين.

علم الكلام والوهابية

بينما يُعد علم الكلام أحد أقدم العلوم الإسلامية، يعارض الوهابيون بشدة هذا العلم ويدينونه، يعود سبب عداء الوهابيين لعلم الكلام إلى منهجياتهم المعرفية والأبستمولوجية، فالعامل الرئيسي الذي دفعهم لمعارضة علم الكلام هو اعتمادهم على النقل في المنهجية، والحديث في مجال المعرفة. ومع ذلك، وبالرغم من اعتقاد الوهابية بحرمة الخوض في علم الكلام، فقد دخلوا هم أنفسهم في هذا المجال. تظهر آراء محمد بن عبد الوهاب في كتبه مثل "كشف الشبهات" و"رسالة التوحيد" واستنتاجاته بأسلوب كلامي واضح. كما أن الشروح التي كُتبت على مؤلفاته، والتفسيرات والتقسيمات التي قدمت حول أسس العقيدة الوهابية، والفكر الجديد والبدعي الذي شكّله الوهابيون، كلها تحمل طابعًا كلاميًا، يقول القرضاوي عنهم: "هذه الجماعة تنكر علم الكلام ومجادلاته، بينما يطرحون بأقوالهم علم كلام جديدًا"[٩].

  1. محمد حامد الفقی، اثر الدعوة الوهابیة، ص۴و۵
  2. شکور، محمدجواد، ثقافة الفرق الاسلامیة، ص۱۶۹
  3. الرضوانی، علی اصغر، متسلف (وهابیت)، ص۱۹
  4. سورة طه: 5،
  5. ابن بطوطه، محمد، سفرنامه ابن بطوطه، ج۱، ص۷۲
  6. سبحانی، جعفر، بحوث فی الملل و النّحل ج۴، ص۳۵-۶۳.
  7. امین، سید محسن، کشف الارتیاب، ص۳
  8. همفر، دستهای ناپیدا در خاطرات مسترهمفر، ص۳۲
  9. یوسف القرضاوی، الصحوة الاسلامیة بین الاختلاف المشروع والتفرق المذموم، ص۷۷