الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ربيعة بن أبي عبد الرحمان»
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) |
Wikivahdat (نقاش | مساهمات) ط (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش|2}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}') |
||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
توفّي ربيعة على القول المشهور سنة 136 هـ، في مدينة الأنبار بعد أن أحضره أبو العباس السفّاح إلى هذه المدينة ليتولّى فيها القضاء.<ref> تاريخ خليفة: 336، المعارف: 496، تاريخ بغداد 8: 426.</ref> | توفّي ربيعة على القول المشهور سنة 136 هـ، في مدينة الأنبار بعد أن أحضره أبو العباس السفّاح إلى هذه المدينة ليتولّى فيها القضاء.<ref> تاريخ خليفة: 336، المعارف: 496، تاريخ بغداد 8: 426.</ref> | ||
= | == الهوامش == | ||
{{الهوامش | {{الهوامش}} | ||
[[تصنيف: الرواة]] | [[تصنيف: الرواة]] | ||
[[تصنيف: الرواة المشتركون]] | [[تصنيف: الرواة المشتركون]] | ||
[[تصنيف: تراجم الرجال]] | [[تصنيف: تراجم الرجال]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٨:٢٥، ٥ أبريل ٢٠٢٣
ربيعة بن أبي عبد الرحمان: كان فقيهاً عالماً حافظاً للفقه و الحديث، وعدّه الذهبي في الطبقة الثالثة لحفّاظ الحديث، وقد كان أبو حنيفة يحضر في مجلس ربيعة، مجهوده أن يفهم ما يقول ربيعة، فهو من التابعين المعمّرين، لأنه مكث دهراً طويلاً عابداً، يصلّي الليل والنهار، صاحب عبادة ونسك، ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم، فجالس القاسم فنطق بلبٍّ وعقل. وكان القاسم إذا سُئل عن شيءٍ قال: سلوا هذا لربيعة. ولمّا مات القاسم صار الأمر الى ربيعة. وقد كان مشربه الفقهي العملُ بالرأي ولذلك اشتهر بربيعة الرأي، وقد كان يقول: «رأيت الرأي أهون عليّ من تبعة الحديث». وذكروا أنّه أول من أفتى بالرأي و القياس في المدينة، ومن جملة آرائه الفقهية أنّه يجمع الظهر والعصر بعد زوال الشمس. وقد اختلف العلماء والمحدّثون بشأنه، فقد كان البعض يحذره بسبب استعماله القياس والرأي في استنباط الأحكام. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة.
ربيعة بن أبي عبد الرحمان = ربيعة الرأي (... ــ 136ق)
من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عثمان، أبو عبد الرحمان.[٢]
نسبه: التَيْمي، القُرَشي.[٣]
لقبه: المدني.[٤]
طبقته: الخامسة.[٥]
اسم والده فرّوخ، مولى المُنْكَدِر بن عبداللَّه بن هدَيْر.[٦] وحيث إنّ آل المُنكَدِر أو آل الهدير ينسبون إلى تَيْم بن مُرّة القُرشي، فقد لُقِّب ربيعة بالتَيْمي والقُرشي أيضاً.[٧]
ويبدو أنّ أباه قد أُسر في حرب المسلمين مع الكفّار، فصار مولىً لأُسرة تَيم. فقد أورد الخطيب وغيره: أنّ أُم ربيعة عندما كانت حاملاً به فإنّ أباه خرج في زمان الأمويين مع البعوث لحرب الكفّار في منطقة خراسان، ثم عاد إلى بيته بعد 27 سنة، وفرح بما رأى لابنه من منزلة علمية.[٨] واعتبر الذهبي هذه القصة معجّبة، وأنّها مكذوبة وباطلة.[٩]
عاش ربيعة في عصرٍ تطوّر فيه علم الفقه و الحديث، حيث كان الأمويون يعيشون زمن انحطاط ملكهم، وقد ظهرت آنذاك مدرسة الاعتزال، وبرز الاعتقاد بالقدر، والتعطيل، وخلق القرآن. ووقف التابعون وائمة السلف يدعون الناس الى الابتعاد عن أهل البدع، والتصدّي لتدوين السنن وتأليف الفروع.[١٠]
مكث ربيعة دهراً طويلاً عابداً، يصلّي الليل والنهار، صاحب عبادة ونسك، ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم، فجالس القاسم فنطق بلبٍّ وعقل. وكان القاسم إذا سُئل عن شيءٍ قال: سلوا هذا لربيعة. ولمّا مات القاسم صار الأمر الى ربيعة.[١١]
ولعلّ اشتهاره بربيعة الرأي تُفصح عن مذهبه الفقهي، وقد كان يقول: «رأيت الرأي أهون عليّ من تبعة الحديث».[١٢] وقال لابن شهاب يوماً: إنّ حالي ليست تشبه حالك، قال له: وكيف؟ قال: أنا أقول برأيٍ، من شاء أخذه، ومن شاء تركه، وأنت تحدّث عن النبي صلى الله عليه وآله فيُحفظ.[١٣]
وكان عبدالعزيز بن عبداللَّه بن أبي سلمة يجلس الى ربيعة يأخذ عنه، فحكي عنه أنّه قال لربيعة في مرضه الذي مات فيه: يا أبا عثمان، إنّا قد تعلّمنا منك، وربما جاءنا من يستفتينا في الشيء لم نسمع فيه شيئاً، فترى أنّ رأينا له خيرٌ من رأيه لنفسه فنفتيه؟ فقال ربيعة: أجلسوني، فجلس ثم قال: ويحكَ يا عبدالعزيز، لأن تموت جاهلاً خيرٌ لك من أن تقول في شيءٍ بغير علم، لا، لا، لا.[١٤]
وذكروا أنّه أول من أفتى بالرأي و القياس في المدينة.[١٥] إلّا أنّ مطالعة تاريخ الفقه والاجتهاد يبيّن لنا بوضوح أنّ عصر الصحابة كان نقطة عطف في كلا المسلكين: أهل الرأي، و أهل الحديث، وأنّ الصحابة كانوا قد أرسوا أُسس كلا المسلكين.[١٦]
ومن جملة آرائه الفقهية أنّه يجمع الظهر والعصر بعد زوال الشمس.[١٧] وكان يتحدّث كثيراً ويقول: الساكت بين النائم والأخرس، فوقف عليه أعرابي يوماً وطوّل، فقال: ياأعرابي، ما البلاغة عندكم؟ قال: الإيجاز وإصابة المعنى، قال: فما العي؟ قال: ما أنت فيه! فخجل ربيعة.[١٨]
ومع أنّه كان مؤسّس مذهب أصحاب الرأي في المدينة - كما يُنسب إليه - إلّا أنّه كان لايرتاح إلى أهل الكوفة.[١٩] فقد روى تلميذه مالك قال: قال لي ربيعة: يا مالك إنّي خارج الى العراق، ولست محدّثهم حديثاً، ولامفتيهم عن مسألةٍ، قال مالك: فوفى، ماحدّثهم ولا أفتاهم.[٢٠]
وقام الأمويون بتعذيبه لوشاية منافسه وخصمه أبي الزِناد، وإهانته وجلده، وحلقوا نصف لحيته، فحلق هو النصف الآخر منها[٢١]، لكنّ العباسيّين احترموه، فقد أكرمه السفّاح وأمر له بجائزة، فأبى أن يقبلها، فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جاريةً حين أبى أن يقبلها، فأبى أن يقبلها، وكان السفّاح أقدمه ليولّيه القضاء.[٢٢]
وقد اختلف العلماء والمحدّثون بشأنه، فقد كان البعض يحذره بسبب استعماله القياس والرأي في استنباط الأحكام، فيما اعتبره البعض الآخر متمسّكاً بـ السنة و الحديث وأثنى عليه. يقول سفيان الثوري: ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: «لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً مستقيماً حتّى نشأ فيهم أبناء سبايا الأُمم، فقالوا بالرأي، فضلّوا وأضلّوا»، فنظرنا فإذا أوّل من تكلّم بالرأي بالمدينة ربيعة بن أبي عبدالرحمان، وذكر آخر بالكوفة، وبالبصرة البتِّي، فوجدناهم من أبناء سبايا الأُمم.[٢٣] فيما اعتبره عبدالعزيز بن أبي سَلَمة من أحفظ الناس للسنّة، ولم يرتض له أن يلقّب بربيعة الرأي.[٢٤]
وروي عن مالك قوله: «ذهبت حلاوة الفقه مذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمان»[٢٥] وعن مُعاذ بن مُعاذ عن سوّار بن عبداللَّه العنبري قال: ما رأيتُ أحداً أعلم من ربيعة الرأي، قلت: ولا الحسن و ابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين.[٢٦]
وقال مالك: «اعتممت وما في وجهي شعرة، ولقد رأيت في مجلس ربيعة بضعة وثلاثين معتمّاً».[٢٧] واعتبره الخطيب البغدادي فقيهاً عالماً حافظاً للفقه والحديث[٢٨]، وعدّه الذهبي في الطبقة الثالثة لحفّاظ الحديث[٢٩] وقال أحمد بن صالح: حدّثنا عنبسة، عن يونس قال: « شهدتُ أبا حنيفة في مجلس ربيعة، مجهوده أن يفهم ما يقول ربيعة».[٣٠]
موقف الرجاليّين منه
ذكر ابن حجر: أنّ أحمد والعجلي وأبا حاتم والنسائي ويعقوب بن شيبة قد وثّقوه[٣١]، وقال الذهبي: «احتجّ به أصحاب الكتب كلّها».[٣٢] فيما أورده ابن حبان في ذيل الضعفاء.[٣٣] وصرّح النووي باتّفاق العلماء من المحدّثين وغيرهم على توثيقه وجلالته، وعظم مرتبته في العلم والفهم.[٣٤]
وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب ورواة الإمام السجاد والباقر عليهما السلام، وصرّح بأنّه فقيه، وأنّه من أهل السنة.[٣٥] فيما أورده العلامة الحلي وابن داود في ذيل القسم الثاني من كتابيهما، ضمن الرواة غير المعتبرين.[٣٦]
من روى عنهم ومن رووا عنه
روى عن الإمام السجاد عليه السلام.[٣٧]
وروى أيضاً عن جماعة، منهم: أنس، السائب بن يزيد، سعيد بن المسيّب، سليمان بن يسار، القاسم بن محمد بن أبي بكر، ابن أبي ليلى، عطاء بن يسار.
وروى عنه جماعة كثيرة، منهم: إسماعيل بن جعفر المدني، حمّاد بن سَلَمة، الثوري، سفيان بن عُيَيْنَة، عبدالرحمان بن عمرو الأوزاعي، الليث، مالك، نافع بن عبدالرحمان، أبو بكر بن عياش. وقد وردت بعض رواياته في الجوامع الروائية لأهل السنّة[٣٨]، ولم تنقل في الجوامع الروائية للشيعة عنه سوى رواية واحدة.[٣٩]
من رواياته
عن ربيعة، عن أنس قال: «توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوم توفّي وقد أتى عليه ستون سنة، وما في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء».[٤٠]
وروى الكليني بسنده عن ربيعة، قال: «رأيت في يد علي بن الحسين عليهما السلام فصّ عقيق، فقلت: ما هذا الفصّ؟ قال: عقيق رومي، وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: من تختّم بالعقيق قضيت حوائجه».[٤١]
وفاته
توفّي ربيعة على القول المشهور سنة 136 هـ، في مدينة الأنبار بعد أن أحضره أبو العباس السفّاح إلى هذه المدينة ليتولّى فيها القضاء.[٤٢]
الهوامش
- ↑ ميزان الاعتدال 2: 44، طبقات الفقهاء: 50، قاموس الرجال 4: 350.
- ↑ كتاب التاريخ الكبير 3: 286، صفة الصفوة 2: 148، كتاب الثقات 4: 232.
- ↑ رجال صحيح البخاري 1: 248، سير أعلام النبلاء 6: 89.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 223، أعيان الشيعة 6: 462.
- ↑ تقريب التهذيب 1: 247.
- ↑ الجرح والتعديل 3: 475، تهذيب الأسماء واللغات 1: 189.
- ↑ تاريخ بغداد 8: 421، ولاحظ اللباب في تهذيب الأنساب 1: 233.
- ↑ تاريخ بغداد 8: 421، تهذيب الكمال 9: 126.
- ↑ تاريخ الإسلام 8: 419، سير أعلام النبلاء 6: 93.
- ↑ تذكرة الحفّاظ 1: 157.
- ↑ مختصر تاريخ دمشق 8: 286 - 287، صفة الصفوة 2: 150.
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 90.
- ↑ المصدر السابق.
- ↑ مختصر تاريخ دمشق 8: 285.
- ↑ المصدر السابق: 290.
- ↑ أنظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 28، فجر الإسلام: 240.
- ↑ مختصر تاريخ دمشق 8: 284.
- ↑ تاريخ الإسلام 8: 423.
- ↑ مختصر تاريخ دمشق 8: 290.
- ↑ تاريخ الإسلام 8: 421، تهذيب الكمال 9: 129.
- ↑ مختصر تاريخ دمشق 8: 290، وانظر: تهذيب التهذيب 3: 224. وعبداللَّه بن ذكوان المعروف بأبي الزِناد هو من رواة الطبقة الخامسة، توفّي سنة 130 هـ، وكان مقرّباً عند الأمويّين، وله كتاب وديوان، وكان كاتباً لخالد بن عبدالملك في المدينة، ولعلّ من أسباب عدائه لأبي ربيعة الحسد (تهذيب الكمال 14: 480 - 482).
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 92 - 93، تهذيب الكمال 9: 129.
- ↑ مختصر تاريخ دمشق 8: 290.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 224، مختصر تاريخ دمشق 8: 290.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 224، مختصر تاريخ دمشق 8: 291.
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 92، تهذيب الكمال 9: 129.
- ↑ مختصر تاريخ دمشق 8: 285، سير أعلام النبلاء 6: 96.
- ↑ تاريخ بغداد: 421.
- ↑ تذكرة الحفّاظ 1: 157.
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 95- 96.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 223، وانظر: ميزان الاعتدال 2: 44.
- ↑ ميزان الاعتدال 2: 44.
- ↑ المصدر السابق.
- ↑ تهذيب الأسماء واللغات 1: 189.
- ↑ رجال الطوسي: 89 ،121.
- ↑ خلاصة الأقوال: 346، رجال ابن داود: 245.
- ↑ الكافي 6: 470، سير أعلام النبلاء 6: 89، تهذيب الكمال 9: 124، 125، تهذيب التهذيب 3: 223.
- ↑ الكامل في التاريخ 2: 57، تذكرة الحفّاظ 1: 158.
- ↑ الكافي 6: 470، رجال الكشّي: رقم (249).
- ↑ تذكرة الحفّاظ 1: 158.
- ↑ الكافي 6: 470.
- ↑ تاريخ خليفة: 336، المعارف: 496، تاريخ بغداد 8: 426.