الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو الصلت الهروي»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب''''أبو الصلت الهروي:''' كان محبّاً لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، راوياً لفضائلهم ومناقبهم،...')
 
ط (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش|2}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}')
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة مستخدم واحد آخر غير معروضة)
سطر ٣٤: سطر ٣٤:
وبعد وفاة [[الإمام الرضا]] عليه السلام حُبس أبو الصلت بأمر المأمون، وأخذ يدعو اللَّه في الخلاص من السجن، وأُطلق سراحه بكرامةٍ من الإمام الجوادعليه السلام.<ref> بحار الأنوار 49: 303.</ref> وتوفّي سنة 236 هـ ،  في عهد المتوكّل العباسي.<ref> تهذيب الكمال 18: 81، تاريخ بغداد 11: 51، البداية والنهاية 10: 315.</ref>
وبعد وفاة [[الإمام الرضا]] عليه السلام حُبس أبو الصلت بأمر المأمون، وأخذ يدعو اللَّه في الخلاص من السجن، وأُطلق سراحه بكرامةٍ من الإمام الجوادعليه السلام.<ref> بحار الأنوار 49: 303.</ref> وتوفّي سنة 236 هـ ،  في عهد المتوكّل العباسي.<ref> تهذيب الكمال 18: 81، تاريخ بغداد 11: 51، البداية والنهاية 10: 315.</ref>


=المصادر=
== الهوامش ==
{{الهوامش}}


[[تصنيف: الرواة المشتركون]]
[[تصنيف: الرواة المشتركون]]


[[تصنيف: تراجم الرجال]]
[[تصنيف: تراجم الرجال]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٨:٢١، ٥ أبريل ٢٠٢٣

أبو الصلت الهروي: كان محبّاً لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، راوياً لفضائلهم ومناقبهم، ويستفاد ممّا نقله الصدوق أنّه ممّن يعتمد عليه الإمام الرضا عليه السلام وأنّه صاحب سرّه. وكان فقيهاً وأديباً ومشغوفاً بطلب العلم و الحديث، فكان يعاشر العلماء، ويسافر لأجل الحديث. يقول هو عن نفسه: «اختلفتُ إلى‏ سفيان ابن عُيَينة ثلاثين سنة أسأله». وكان أبو الصلت رحل في طلب الحديث إلى‏ البصرة والكوفة والحجاز واليمن، وقدم مرو أيام المأمون يريد التوجّه إلى‏ الغزو، فاُدخل على‏ المأمون، فلمّا سمع كلامه جعله من الخاصّة. وكان أبوالصلت مع الإمام الرضا عليه السلام حين رحل من نيسابور، وكان ممّن ذكر حديث: «لا إله إلّا اللَّه حصني»، وكان متفقّهةُ نيسابور وأصحابُ الحديث يجلسون في مجلس درسه، وفيهم إسحاق بن راهويه. وكان أبو الصلت أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وقد مدحه ووثّقه الرجاليّون من الشيعة، إلّا أنّ أهل السنة اختلفوا فيه، فاعتبره البعض غير موثّق أو كاذباً، منهم: الدارقطني و العقيلي فجعلاه رافضياً كذّاباً خبيثاً، بينما اعتبره البعض الآخر رجلاً صالحاً أو موثّقاً، منهم: أحمد بن سعيد الرازي و ابن معين و الذهبي و ابن حجر وقال: «وأفرط العقيلي، فقال: كذّاب». ولقد أشار أحمد بن سعيد الرازي إلى‏ سبب تضعيفه، حيث قال: «هو ثقة، مأمون على‏ الحديث، إلّا أنّه يحبّ آل محمد!». وقد أورده الشيخ الطوسي في رجاله ضمن أصحاب الإمام الرضا عليه السلام، واعتبره سائر علماء الشيعة من رواة فضائل علي وأهل بيته عليهم السلام.

عبد السلام بن صالح بن سُليمان = أبو الصَلْت الهروي (... ــ 236ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو الصَلْت، أبو عبداللَّه.[٢]
نسبه: القرشي.[٣]
لقبه: الهَرَوي، النيشابوري، الخُراساني.[٤]
عُرف بأبي الصَلْت الهَرَوي ، وكانت ولادته في المدينة[٥]، وكان من موالي عبدالرحمان بن سمرة القرشي[٦] ولذا لقِّب بالقرشي. كان مشغوفاً بطلب العلم و الحديث، فكان يعاشر العلماء، ويسافر لأجل الحديث.[٧] يقول هو عن نفسه: «اختلفت إلى‏ سفيان ابن عُيَينة ثلاثين سنة أسأله، وكنت آتيه وأنا صبي، وحججت خمسين حجّة».[٨] ورحل في طلب الحديث إلى‏ البصرة والكوفة والحجاز واليمن.[٩]
قدم مرو أيام المأمون يريد التوجّه إلى‏ الغزو، فاُدخل على‏ المأمون، فلمّا سمع كلامه جعله من الخاصّة وحبسه عنده. وكان يردّ على‏ أهل الأهواء من المرجئة والجهمية، والزنادقة والقدرية، وكلّم بشر المريسي غير مرّة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام، كلّ ذلك كان الظفر له.[١٠]
وكان أبوالصلت مع الإمام الرضا عليه السلام حين رحل من نيسابور، وكان ممّن ذكر حديث: « لا إله إلّا اللَّه حصني . . . » . وكان يحضر مجلسه متفقّهة نيسابور ، وأصحاب الحديث منهم، وفيهم إسحاق بن راهويه.[١١]
وقد أورده الشيخ الطوسي في رجاله ضمن أصحاب الإمام الرضا عليه السلام، لكنّه عدّه من أهل السنة في الكنى‏ من نفس الباب.[١٢] فيما اعتبره سائر علماء الشيعة شيعياً، ومن رواة فضائل علي وأهل بيته عليهم السلام.[١٣]
هذا وقد ذكر التستري: أنّ نسخاً أخرى‏ من رجال الشيخ، ومن جملتها نسخة عند مؤلّف كتاب الوسيط، لم يرد فيها أنّه من أهل السنة.[١٤] ويبدو - كما استظهر الشهيد الثاني - أنّه كان مخالطاً للعامة، وراوٍ لأخبارهم، فلذلك التبس أمره على‏ الشيخ الطوسي، فذكر في كتابه أنّه من أهل السنة... ومثله كثير من الرجال؛ كمحمد بن إسحاق صاحب السيرة، و الأعمش، وخلق كثير.[١٥]
ومن جهة أخرى‏، فإنّ أكثر علماء الرجال و أصحاب التراجم من أهل السنة عدّوه من الشيعة، يقول ابن حبّان: «يجب أن يعتبر حديثه - أي: الإمام الرضا عليه السلام - إذا روى‏ عنه غير أولاده وشيعته، وأبي الصلت خاصّةً».[١٦] وعدّه الدارقطني رافضياً خبيثاً.[١٧] وقال أحمد بن سعيد الرازي عنه : « . . . أنّه يحبّ آل رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان دينه ومذهبه».[١٨]

أبو الصلت وأهل البيت عليهم السلام

كان أبو الصلت محبّاً لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، راوياً لفضائلهم ومناقبهم، وكان فقيهاً وأديباً.[١٩] ويستفاد ممّا نقله الصدوق أنّه ممّن يعتمد عليه الإمام الرضا عليه السلام، وأنّه صاحب سرّه.[٢٠] وذكروا أيضاً: أنّه كان خادماً للإمام الرضا عليه السلام.[٢١]
يروي أبو الصلت: جئت إلى‏ باب الدار التي حُبس فيها الرضا عليه السلام بسرخس وقد قُيِّد، فاستأذنتُ عليه السجّان، فقال: لا سبيل لك إليه، قلت: ولِمَ؟ قال: لأنّه ربّما صلّى‏ في يومه وليلته ألف ركعة، وإنّما ينفتل من صلاته ساعة في صدر النهار، وقبل الزوال، وعند اصفرار الشمس، فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلّاه ويناجي ربّه... فدخلت عليه وهو قاعد في مصلّاه متفكّراً. قال أبو الصلت: فقلت له: يابن رسول اللَّه، ما شي‏ء يحكيه عنكم الناس؟ قال: «وما هو؟» قلت: يقولون: إنّكم تدّعون أنّ الناس لكم عبيد! فقال: «اللّهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت شاهد بأنّي لم أقل ذلك قطّ، ولا سمعت أحداً من آبائي عليهم السلام قاله قطّ، وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأُمة، وإنّ هذه منها»، ثم أقبل عليّ، فقال لي: «يا عبد السلام، إذا كان الناس كلّهم عبيدنا على‏ ما حكوه عنّا فممّن نبيعهم؟» قلت: يابن رسول اللَّه، صدقت، ثم قال: «يا عبد السلام، أمنكر أنت لمّا أوجب اللَّه تعالى‏ لنا من الولاية كما ينكره غيرك؟» قلت: معاذ اللَّه، بل أنا مقرّ بولايتكم....[٢٢]

موقف الرجاليّين منه

لم يتعرّض ابن حجر لذكر طبقته في الرواية[٢٣]، ولمّا كان معاصراً لأحمد يمكن القول: إنّه من رواة الطبقة التاسعة أو العاشرة. وقد مدحه ووثّقه الرجاليّون من الشيعة[٢٤]، إلّا أنّ أهل السنة اختلفوا فيه، فاعتبره البعض غير موثّق أو كاذباً، منهم: الدارقطني والنسائي والعقيلي وابن حبّان والجوزجاني.[٢٥] فيما اعتبره البعض الآخر رجلاً صالحاً أو موثّقاً، منهم: أحمد بن سعيد الرازي وابن معين والذهبي وابن حجر وقال: «وأفرط العقيلي، فقال: كذّاب».[٢٦]
وقد أشار أحمد بن سعيد الرازي إلى‏ سبب تضعيفه، حيث قال: «هو ثقة، مأمون على‏ الحديث، إلّا أنّه يحبّ آل محمد!».[٢٧]

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام علي بن موسى‏ الرضا عليه السلام.[٢٨]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: إسماعيل بن عيّاش، جَرير بن عبد الحميد، جعفر ابن سُليمان، ابن عُيَينة، شَريك بن عبداللَّه النَخعي، حمّاد بن زيد، أبو معاوية الضرير، مالك بن أنس، مُعتمر بن سُليمان.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إبراهيم بن إسحاق السرّاج، أحمد بن سيّار المَرْوزي، الحسن بن عيسى‏ بن حُمران البسطامي، عبداللَّه بن أحمد، ابنه: محمد بن السلام، محمد ابن إسماعيل الأحمسي. وقد وردت رواياته في مصادر أهل السنة و الشيعة.

من رواياته

روى‏ أبو الصلت عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب».[٢٩] وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه».[٣٠]
ويذكر أنّ البعض قد اعتبر هذا الحديث من مجعولات أبي الصلت، وعدّه مردوداً! يقول ابن حبّان في كتاب المجروحين: «هذا شي‏ء لا أصل له».[٣١] وهذا منه عجيب؛ لأنّ هذا الحديث لايختصّ بنقله أبو الصلت، بل نُقل بطرق مختلفة في المصادر الروائية.[٣٢] يقول عباس بن محمد الدوري: سمعت ابن معين يوثّق أبا الصلت عبدالسلام بن صالح، فقلت - أو قيل له - : إنّه حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»؟ فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟! أليس قد حدّث به محمد بن جعفر القيدي عن أبي معاوية؟.[٣٣]
وروى‏ أبو الصَلْت عن الرضا عليه السلام أنّه قال: «رحم اللَّه عبداً أحيى‏ أمرنا» فقلت له: وكيف يُحيي أمركم؟ قال‏عليه السلام: «يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا».[٣٤]

وفاته

وبعد وفاة الإمام الرضا عليه السلام حُبس أبو الصلت بأمر المأمون، وأخذ يدعو اللَّه في الخلاص من السجن، وأُطلق سراحه بكرامةٍ من الإمام الجوادعليه السلام.[٣٥] وتوفّي سنة 236 هـ ، في عهد المتوكّل العباسي.[٣٦]

الهوامش

  1. تاريخ بغداد 11: 46، مستدركات أعيان الشيعة 3: 131.
  2. الجرح والتعديل 6: 48، رجال الطوسي: 383.
  3. تهذيب الكمال 18: 73.
  4. سير أعلام النبلاء 11: 446، الكامل في ضعفاء الرجال 5: 1968، رجال الطوسي: 396.
  5. رجال الكشّي: رقم (1149).
  6. تهذيب التهذيب 6: 285.
  7. المصدر السابق.
  8. سير أعلام النبلاء 11: 448.
  9. تاريخ بغداد 11: 47، تهذيب الكمال 18: 73.
  10. تهذيب الكمال 18: 75.
  11. سفينة البحار 5: 138.
  12. رجال الطوسي: 383، 396.
  13. أنظر: سفينة البحار 5: 136.
  14. قاموس الرجال 6: 160.
  15. حاشية خلاصة الأقوال للشهيد الثاني: 150، وانظر: تنقيح المقال 2: 151.
  16. كتاب الثقات 8: 456.
  17. تهذيب التهذيب 6: 286.
  18. رجال الكشّي: رقم (1149)، التحرير الطاوسي: 447.
  19. تهذيب الكمال 18: 73.
  20. تنقيح المقال 2: 151.
  21. تهذيب التهذيب 6: 285.
  22. عيون أخبار الرضا 2: 183.
  23. تقريب التهذيب 1: 506.
  24. رجال النجاشي: 245، خلاصة الأقوال: 209، رجال ابن داود: 129، مجمع الرجال 4: 87.
  25. كتاب الضعفاء الكبير 3: 70، ميزان الاعتدال 2: 616، تهذيب التهذيب 6: 286.
  26. تهذيب التهذيب 6 : 286 ، تقريب التهذيب 1 : 506 ، التحرير الطاوسي : 447 ، ميزان الاعتدال 2 : 616.
  27. رجال الكشّي: رقم (1149)، التحرير الطاوسي: 447.
  28. تهذيب الكمال 18: 73 - 75، أمالي المفيد 275، كتاب التوحيد: 117، 195، كتاب الخصال: 53، 178، 179، 267، معجم رجال الحديث 10: 20، جامع الرواة 1: 456.
  29. تاريخ بغداد 11: 49، مستدرك الحاكم 3: 126، الجامع الصغير: رقم (2705)، فيض القدير 3: 46.
  30. المستدرك على الصحيحين 3: 126.
  31. كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 152.
  32. أنظر على سبيل المثال: مستدرك الحاكم 3: 126 - 127، المناقب 2: 42، فيض القدير 3: 46. وقال الفتني: «أورده من حديث علي وابن عباس وجابر. قلت: قد تعقّب العلائي على ابن الجوزي في حكمه بوضعه، فإنّه ينتهي بطرقه إلى درجة الحسن، فلايكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً. وقال ابن حجر: صحّحه الحاكم» (تذكرة الموضوعات: 95).
  33. تاريخ بغداد 11: 50.
  34. عيون أخبار الرضاعليه السلام 1: 307.
  35. بحار الأنوار 49: 303.
  36. تهذيب الكمال 18: 81، تاريخ بغداد 11: 51، البداية والنهاية 10: 315.