الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحضين بن المنذر»
Abolhoseini (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الحضين بن المنذر:''' أبو ساسان البصري وهو غير أبي سنان الأنصاري حيث خلطوهما أصحاب التراجم، و...') |
(لا فرق)
|
مراجعة ١٩:٥١، ٨ مارس ٢٠٢٢
الحضين بن المنذر: أبو ساسان البصري وهو غير أبي سنان الأنصاري حيث خلطوهما أصحاب التراجم، والمترجم له هنا وهو أبو ساسان البصري فاسمه حُضَيْن بن المنذر، ولم يُعرف أحد غيره بهذا الاسم. وهو أحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة، وهو من رواة الإمام علي عليه السلام، وصاحب رايته، كما وثّقه جماعة من رجاليّي أهل السنة أيضاً، منهم: العجلي والنسائي وابن حبان وابن حجر.
حُضَيْن بن المنذر بن الحارث: أبو ساسان البصري (3 ــ 97ق)
من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو محمد، أبو ساسان.[٢]
نسبه: الرَقاشِي، الربعي.[٣]
لقبه: البصري.[٤]
طبقته: الثانية.[٥]
كان اشتهار حُضَيْن بن المنذر بأبي ساسان سبباً لاشتباه عددٍ من الرجاليّين الشيعة في القرون الأخيرة فيه. فقد اشتبه هؤلاء تبعاً لما وقع فيه الاسترآبادي في منهج المقال[٦]، حيث خلطوا.[٧] بينه وبين أبي سنان الأنصاري الذي ورد في بعض نسخ رجال البرقي بلفظ «أبي ساسان الأنصاري» وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، ومن أنصار وأتباع علي عليه السلام، فعدّوهما واحداً، وغفلوا عن أنّ ذلك هو أبوسنان أو أبو ساسان الأنصاري واسمه غير معروف، وأمّا المترجم له هنا وهو أبو ساسان البصري فاسمه حُضَيْن بن المنذر، ولم يُعرف أحد غيره بهذا الاسم.
وعلاوة على ذلك، فإنّ أبا سنان الأنصاري من جملة من أدرك النبي صلى الله عليه وآله في زمن الإسلام، في حين أنّ أبا ساسان البصري كان طفلاً صغيراً آنذاك، وقد أشار إلى ذلك بعض المعاصرين. كما أنّ أرباب التراجم من أهل السنة لم يتعرّضوا لذكر أبي سنان أو أبي ساسان الأنصاري، فهو لا يُعدّ من الرواة المشتركين.
وأبو ساسان البصري من قبيلة بكر، من قوم ربيعة، ولُقِّب بالرَقاشي لانتسابه إلى رقاشة بنت قيس.[٨] ويبدو أنّه كانت ولادته سنة 3 هـ، وأنّه لم يدرك النبي صلى الله عليه وآله لصغر سنّه، ولذا لم يذكره أحد من الرجاليّين ضمن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله.[٩]
وكان حُضَيْنٌ ممّن اشترك مع قُتَيْبة بن مسلم الأموي في فتح سمرقند سنة 93 هـ، قالوا: إنّ قُتَيبة كان يعدّه باقعة العرب (أي: من أذكيائهم)، وكان يستشيره، إلّا أنّ حضيناً كان ينطوي على بغضٍ لقُتيبة.[١٠]
موقف الرجاليّين منه
عدّه الشيخ الطوسي و العلامة الحلي من رواة الإمام علي عليه السلام، وصاحب رايته[١١]، وقد اعتبره العلّامة من المعتبرين المعتمدين حيث أدرجه في القسم الأول من كتابه. وصرّح المامقاني والسيد محسن الأمين بتوثيقه.[١٢]
كما وثّقه جماعة من رجاليّي أهل السنة أيضاً، منهم: العجلي والنسائي وابن حبان وابن حجر[١٣]، وشهد ابن خراش بصدقه، وقال ابن سعد: «كان قليل الحديث».[١٤] وقال النووي: «اتّفق العلماء على توثيقه».[١٥]
أبو ساسان و أهل البيت عليهم السلام=
حمل أبو ساسان لواء جيش الإمام علي عليه السلام في معركة الجمل، وكان قائداً لربيعة، وأظهر من الشجاعة والبسالة ما أعجب علياً عليه السلام، فقال فيه أبياتاً منها.[١٦]
لمن راية سوداء يخفق ظلّها
إذا قيل قدّمها حُضَين تقدّما
فيوردها في الصفّ حتّى يقيلها
حياض المنايا تقطر الموت والدما
وعن نصرٍ: أنّ حضيناً قال: «أعطاني علي عليه السلام ذلك اليوم راية ربيعة، وقال: باسم اللَّه سِرْ ياحُضَين، واعلم أنّه لاتخفق على رأسك راية مثلها أبداً، هذه راية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله»[١٧]
وذكر ابن قتيبة أنّه كان ممّن خطب بعد رفع المصاحف بصفّين، فقال: «أيّها الناس، إنّما بُني هذا الدين على التسليم، فلاتدفعوه بـ القياس، ولاتهدّموه بـ الشبهة، وأنّا واللَّه لو أنّا لانقبل من الأُمور إلّا ما نعرف، لأصبح الحقّ في الدنيا قليلاً، ولو تركنا وما نهوى لأصبح الباطل في أيدينا كثيراً، وأنّ لنا راعياً قد حمدنا ورده وصدره، وهو المأمون على ما قال وفعل، فإن قال: لا، قلنا: لا، وإن قال: نعم، قلنا: نعم».[١٨]
وبعد حرب صفّين نصبه علي عليه السلام والياً على «اصطخر» في إيران.[١٩] ويبدو أنّ اشتغاله بإمارة اصطخر لم تمكّنه من الاشتراك في معركة النهروان. وكذلك فإنّ عدم ذكره في أصحاب الإمام الحسن عليه السلام يشير إلى أنّه بقي في اصطخر إبّان خلافة الحسن عليه السلام.[٢٠]
من روى عنهم ومن رووا عنه
روى عن الإمام علي عليه السلام.[٢١]
وروى أيضاً عن عثمان، مُجاشع بن مسعود، المهاجر بن قُنْفُذ، أبي موسى.
وروى عنه جماعة، منهم: الحسن البصري، داود بن أبي هند، عبداللَّه بن فَيْروز، عبد العزيز بن مَعْمَر اليَشْكري، نصر بن سيّار، يحيى بن حُضَيْن (ابنه). وقد وردت رواياته في الجوامع الروائية ؛ كصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن ابن ماجة و تاريخ الطبري وكتاب وقعة صفّين.[٢٢]
من رواياته
وذكر الطبري أنّه نقل خطبةً عن عليٍّ عليه السلام قبل وقعة صفّين، ونقل أيضاً أنّ الوليد بن عقبة صلّى الصبح في الكوفة بأربع ركعات وهو سكران، وبعد عزله من إمارة الكوفة ضُرب أربعين سوطاً في المدينة بحكم الإمام علي عليه السلام، ضربه عبداللَّه بن جعفر أو الحسن عليه السلام.[٢٣]
وفاته
يبدو من تاريخ خليفة أنّه أدرك خلافة سليمان بن عبدالملك سنة 96 هـ، وقال ابن منجويه: توفّي حُضَيْن سنة 97 هـ.[٢٤]
المصادر
- ↑ تهذيب تاريخ دمشق 4: 377، الإكمال 2: 481.
- ↑ تهذيب التهذيب 2: 340، الجرح والتعديل 3: 311.
- ↑ تهذيب تاريخ دمشق 4: 377، كتاب التاريخ الكبير 3: 128.
- ↑ تهذيب الكمال 6: 555.
- ↑ تقريب التهذيب 1: 185.
- ↑ منهج المقال: 118.
- ↑ معجم رجال الحديث 7: 135، جامع الرواة 1: 260 و 2: 387.
- ↑ قاموس الرجال 3: 568.
- ↑ أعيان الشيعة 6: 194.
- ↑ تهذيب تاريخ دمشق 4: 378، 379، أعيان الشيعة 6: 198.
- ↑ رجال الطوسي: 39، خلاصة الأقوال: 133.
- ↑ تنقيح المقال 1: 350، أعيان الشيعة 6: 196.
- ↑ تهذيب الكمال 6: 555، تهذيب التهذيب 2: 340.
- ↑ تهذيب التهذيب 2: 340، تهذيب الكمال 6: 555، تقريب التهذيب 1: 185.
- ↑ تهذيب الأسماء واللغات 2: 236.
- ↑ تهذيب تاريخ دمشق 4: 378.
- ↑ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 5: 240.
- ↑ تاريخ الخلفاء (الإمامة والسياسة) 1: 120.
- ↑ تهذيب تاريخ دمشق 4: 378، و«اصطخر» هي أقدم مدن فارس وأشهرها، وبها كان مسكن ملك فارس حتّى تحوّل أردشير إلى جور...، وبين اصطخر وشيراز اثنا عشر فرسخاً...، وبها كانت قبل الإسلام خزائن الملوك. (معجم البلدان 1: 211).
- ↑ أنظر: رجال الطوسي: 39، خلاصة الأقوال: 133.
- ↑ تهذيب الكمال 6: 555 - 556، كتاب التاريخ الكبير 3: 128.
- ↑ تهذيب الكمال 6: 560، تاريخ الطبري 5: 33، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 5: 239.
- ↑ تاريخ الطبري 5: 33، تهذيب تاريخ دمشق 4: 377.
- ↑ تاريخ خليفة: 243، كتاب الثقات 4: 191، تهذيب الكمال 6: 560، تهذيب التهذيب 2: 341.