محمد ناصر
محمد بن ناصر بن إدريس داتوستاريو عالم وواعظ عظيم وسياسي مقتدر ومعلم فاضل. ولد في 16 يوليو 1908 في مدينة مونتاجو بجزيرة سومطرة بإندونيسيا.نشأ في بيت من التقوى ، لأن والده كان من كبار علماء المسلمين في إندونيسيا ، لذلك أثر ذلك على نشأته.وهكذا ، جمع بين التعليم الديني والتعليم العام وحصل على درجة البكالوريوس من كلية باندونغ للتربية.وقد تقلّد وظائف متعددة، فعمل في حقل التدريس وفي مجال التربية في عهد الاستعمار الهولندي في مدينة (باندونج) ثم عُيِّن مديراً لإدارة التربية في العاصمة الإندونيسية. وفي عام 1945 م طلب إليه الدكتور محمد حتى نائب رئيس الجمهورية بعد الاستقلال مساعدته في مكافحة الاستعمار ثم كان أحد أعضاء مجلس النواب.
الدكتور محمد ناصر
هو محمد بن ناصر بن إدريس داتوسيتاريو العالم العلاَّمة والداعية الكبير والسياسي القدير والمربي الفاضل.
وُلد يوم 16/7/1908 في بلدة (مانتجاو) بجزيرة سومطره بإندونيسيا .
وتربى في بيت صلاح وتقوى فقد كان والده من كبار علماء المسلمين بإندونيسيا ، فكان لهذا أثره على تنشئته النشأة الصالحة.
لذا فقد جمع بين الدراستين الدينية والحكومية، فنال الإجازة من كلية التربية في (باندونج).
كما نال الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإِسلامية في مدينة (جاكرتا).
وقد تقلّد وظائف متعددة، فعمل في حقل التدريس وفي مجال التربية في عهد الاستعمار الهولندي في مدينة (باندونج)
ثم عُيِّن مديراً لإدارة التربية في العاصمة الإندونيسية.
وفي عام 1945 م طلب إليه الدكتور محمد حتى نائب رئيس الجمهورية بعد الاستقلال مساعدته في مكافحة الاستعمار
ثم كان أحد أعضاء مجلس النواب.
وفي عام 1946 م أنشأ حزب (ماشومي) وهو اختصار لمجلس شورى مسلمي إندونيسيا.
كما شغل منصب وزير الإعلام لمدة أربع سنوات.
جهوده ومواقفه
وفي هذه الفترة كان يوجد مشروع هولندي بأن تتكون إندونيسيا من عدة دول كونفدرالية، وقد رفض الدكتور محمد ناصر هذا المقترح وقدّم مشروع إندونيسيا الموحدة الذي وافق عليه 90% من أعضاء ماشومي، وفي سنة 1950 طُلب منه تشكيل الوزارة فأصبح رئيساً للوزراء، ولكنه اصطدم مع الرئيس سوكارنو، فاستقال من رئاسة الوزارة قبل أن يُكمل السنة. وبقي رئيساً لحزب ماشومي وعضواً في البرلمان إلى سنة 1958 م. إن الدكتور محمد ناصر علم من أعلام الإسلام المعاصرين، ومجاهد من مجاهديه، خاض المعارك الشرسة مع الخصوم في كل صعيد بما فيه حمل السلاح للتصدي للأعداء المستعمرين، وكان من رجال السياسة المحنكين.
تولى المناصب العليا في بلاده إندونيسيا، وبذل قصارى جهده ليأخذ الإسلام مكانه كنظام حكم لإندونيسيا كلها وقاوم من أجل ذلك كل المتصدين للإسلام من دعاة العلمانية والشيوعيين وعملاء الشرق والغرب على حد سواء.
ولقد كانت لكلمته الرائعة في البرلمان الإندونيسي التي كانت بعنوان (اختاروا إحدى السبيلين الإسلام أو اللادينية) أبلغ الأثر في نفوس النواب وجماهير الشعب الإندونيسي المسلم، وقد نشرت في مجلة (المسلمون) وصدرت فيما بعد بكتاب.
لقد خاض الدكتور محمد ناصر الميدان السياسي فكان المحنك الداهية، واشترك في المعارك فكان القائد الشجاع، وناظر الخصوم بالكلمة المسموعة والمقروءة فكان الفارس المجلّي في ميدان العلم والدعوة.
كما وقف في وجه الحملات المسعورة التي تولى كبرها دعاة النصرانية وأذناب الاستعمار وعملاء الشرق والغرب وأصدر مجلة بعنوان (الدفاع عن الإسلام) وكان ينادي إلى الإسلام كمنطلق للتحرر والسيادة في الوقت الذي كان سوكارنو وأعوانه يدعون إلى القومية الأندونيسية كمنطلق للتحرير.
وقد تحالف سوكارنو مع الشيوعيين الممثلين في الحزب الشيوعي الإندونيسي، للوقوف ضد الدكتور محمد ناصر وحزب ماشومي الإسلامي، واستمر هذا الصراع حتى قام سوكارنو في عام 1961 م بحل حزب ماشومي واعتقل زعماءه وفي مقدمتهم الدكتور محمد ناصر . ولكن مقاومة المسلمين لم تتوقف واستمرت حتى جاء أكتوبر1965 م وتمت الإطاحة بسوكارنو بانقلاب عسكري.
منهاجه الدعوي
وقد أنشأ الدكتور محمد ناصر وإخوانه بعد خروجهم من السجن (المجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية) للاهتمام بتربية الجماهير وتوجيه الشباب وإعداد الدعاة وانتشرت فروعه في جميع أنحاء إندونيسيا ، وانطلق الشباب المسلم يمارس الحياة الإسلامية العملية، ويتغذى بالفكر الإسلامي الصحيح، وينبري لتوجيه الجماهير، وإنشاء المراكز الإسلامية والمساجد، ونشر الكتاب الإسلامي، وتكوين الاتحادات الطلابية الإسلامية والنقابات المهنية للمهندسين والمزارعين والعمال وغيرهم،
وإقامة الصلات مع الحركات الإِسلامية في العالم، لتبادل النصائح والخبرات والتجارب وإشاعة وحدة المفاهيم وتبادل الزيارات.
وفي سنة 1967 م تمّ اختياره نائباً لرئيـس المؤتمر الإسـلامي العالمي بباكستان.
معرفتي به
كانت بداية معرفتي به من خلال ما كنت أقرأ له في مجلة (المسلمون) التي كان يصدرها د. سعيد رمضان ثم زرته في إندونيسيا وزارنا في الكويت .
لقد أحبه كل من عرفه وتعلّق به كل من عمل معه لأدبه الفاضل، وتواضعه الجم وبساطته وحسن معشره. وكان الاهتمام بقضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان هو الشغل الشاغل له بالليل والنهار، وبالسفر والترحال حيث جاب العالم العربي والإسـلامي مدافعاً عن مبادئ الإسلام، معالجاً لمشكـلات المسلمين، مشاركـاً في كل مؤتمر أو ندوة أو عمل فيه مصلحة للإسلام والمسلمين.
وفي أول زيارة لي إلى إندونيسيا في مارس 1965 م لحضور المؤتمر الإِسلامي في باندونج حرصت على مقابلته، ولكن فوجئت بأنه في السجن مع قادة المجاهدين من حزب (ماشومي) الإِسلامي، حيث غدر بهم سوكارنو الذي باع نفسه للشيوعيين، وصـاروا يحكمون البلاد من خلاله، ويحـاربون الإسـلام ودعاته،
ثم زرت إندونيسيا بعد ذلك أربع مرات والتقيت فيها جميعاً بالدكتور محمد ناصر رئيس المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية (ديوان الدعوة الإسلامية) بعموم إندونيسيا ، وقد استفدت الكثير من عمله وخبـرته وتجاربه.
كما سعدنا بزيارته عام 1968 م للكويت، وشرفني بمنزلي وحضر الندوة الأسبوعية.
اهتماماته
كان دولة الدكتور ناصر مهتماً غاية الاهتمام بقضية فلسطين، فقد قام برحلات مع بعض الدعاة العرب لمقابلة المسؤولين من قادة الدول لاستنهاض هممهم للدفاع عن فلسطين وذلك في أعقاب نكبة 1967 م. كما كان يولي أمر الدعوة الإسلامية في إندونيسيا جل اهتمامه ويواصل العمل في الليل والنهار ويجول في مختلف المناطق وفق خطط مبرمجة ومناهج مدروسة ودعاة من إخوانه وتلامذته يعرفون واجبهم ويدركون مسؤوليتهم ويبذلون قصارى جهدهم. كان التبشير النصراني على أشدّه وبخاصة بعد سقوط سوكارنو في أكتوبر سنة 1965 م، فقد ضاعفوا جهودهم وأخذوا يقيمون الكنائس وينشرون ويوزّعون الإنجيل وينشئون المدارس التنصيرية وكانوا يطمعون في تنصير إندونيسيا كلها حتى عام 2000 للميلاد.
ورغم التسهيلات التي يجدها النصارى من أعوانهم في الداخل، والأموال الضخمة التي ينفقونها، والإمكانات المتوفرة لديهم، فإن جهود الدكتو محمد ناصر وإخوانه وتلامذته كانت تقف عقبة أمام نشاط هؤلاء المبشرين، وتحبط الكثير من مخططاتهم ومؤامراتهم الخبيثة، لأن الإِخلاص في العمل، والنية الصادقة، والأخذ بالأسباب وفق مقتضيات الشرع، كانت المفتاح لأعمال الخير التي أخذت تتسع دائرتها في جميع أنحاء إندونيسيا .
وأقبل الشعب الإندونيسي على الدعاة المسلمين ليعلّموه حقيقة الدين ويعرّفوه دوره في الحياة ورسالته في نشر دعوة الإِسلام والالتزام بتعاليمه، فانتشرت الصحوة الإِسلامية في أوساط الطلاب الجامعيين والثانويين، وسائر طبقات المثقفين،
وقامت المؤسسات الطلابية والشبابية بدورها في حمل رسالة الإسلام ونشر دعوته بين الناس والذود عن حياضه والتصدي لأعدائه.
وكان للدكتور محمد ناصر الدور الكبير في توجيه هذه المؤسسات الشبابية للعمل بحكمة وبصيرة ووعي وإدراك لتنهض بمسؤوليتها على ضوء الكتاب والسنّة وما أجمع عليه سلف الأمة الذين أخذوا الإِسلام كنظام وتشريع وعقيدة وتوحيد وعلم وعمل وجهاد ودعوة وجيش وفكرة وعبادة صادقة لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي له ملك السموات والأرض.
أقواله
ومن أقوال الدكتور محمد ناصر: «إن الإسلام ليس فقط ديناً يقتصر فيه عمل المسلم على العبادة بالمعنى الضيّق، بل إن الإسلام هو طريق الحياة للفرد والمجتمع والدولة. و الإسلام يقف ضد استبداد الإنسان بأخيه الإنسان، لذلك يتعيّن على المسلمين أن يجاهدوا من أجل الحصول على الاستقلال. و الإِسلام يؤمّن الأسس السليمة للدولة الحرة. إن المسلمين يتعيّن عليهم أن يديروا بلادهم بعد تحريرها على أساس القيم الإسلامية. إن هذا الهدف لن يتحقق قط إذا لم يكن لدى المسلمين الشجاعة للجهاد من أجل الحرية. لذلك يتعيّن على المسلمين أن يعزّزوا جهادهم لنيل الاستقلال طبقاً للمُثل التي يدعو إليها الإسلام، وبتبنِّي أسلوب يقوم من خلاله بإعداد الكوادر من الشباب المسلم المتعلم» انتهى. وفي مقابلة لمجلة الوعي الإسلامي الكويتية أجراها محررها الأستاذ محمد ياسر القضماني مع الدكتور محمد ناصر في منزله بإندونيسيا في 9 شعبان 1409هـ فبراير 198 م قال: «...أنا لا أخاف من المستقبل وليس هناك خطر، بل المستقبل للمسلمين بشرط الاستقامة، وبذل أقصى الجهد لتحقيقها في أنفسنا وفي مجتمعاتنا لنرى الغد المشرق.
ولمَّا سأله المحرر مَنْ مِنَ العلماء أو الرجال الذين تأثر بهم قال: الحاج المجاهد الشيخ محمد أمين الحسيني، والإمام الشهيد حسن البنا، والإمام حسن الهضيبي. هذا من خارج إندونيسيا ، أما من داخلها فهم: الشيخ أغوس سالم والشيخ أحمد سركتي » انتهى.
ولا يتسع المجال ولا تكفي الصفحات للحديث عن هذا العالم الجهبذ والمجاهد الصابر والداعية الحكيم الذي طبّقت شهرته الآفاق وعرفه القاصي والداني من رجال الفكر والدعوة والسياسة والجهاد.
بحوثه ومؤلفاته
كانت له دراساته الدعوية وبحوثه الفكرية التي نشر بعضها باللغة العربية مثل (فقه الدعوة)، (اختاروا إحدى السبيلين)، (الصوم)، (المرأة المسلمة وحقوقها)، (الحضارة الإسلامية)، (البناء وسط الأنقاض)، (التركيب الطبقي للمجتمع)، (الثورة الإندونيسية)، (قضية فلسطين)، (هل يمكن فصل الدين عن السياسة؟)، (إسهام الإِسلام في السلم العالمي)، (العلم والسلطة والمال أمانة)، (ابذروا البذور)، (الإسلام والنصرانية في إندونيسيا)، (طوبى للغرباء)، (اليد التي لم يتقبلها أحد)، (الإيمان مصدر القوة الظاهرة والباطنة)، (الخوف والاستعمار)، (حينما لا يستجاب الدعاء)، (الدين والأخلاق)، (الدعوة والإنماء)، (خطبة عيد الفطر)، (مع الإِسلام نحو إندونيسيا المستقبلة)، (تحت ظلال الرسالة)، (زينوا الدنيا بأعمالكم وأضيئوا العصر بإيمانكم)، (أحيوا روح المثالية والتضحية مرة أخرى)، (الإسلام وحرية الفكر)، (الإسلام كأساس للدولة)، (الإسلام كإيديولوجية)، (القلق الروحي في ديار الغرب)، (المسجد والقرآن والانضباط)، (الثقافة الإسلامية) وغيرها. كما كانت له محاضراته وبحوثه ومقالاته وهي أكثر من أن تحصر، فضلاً عن اضطلاعه بمسؤولية المجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية الذي استطاع أن يجمع كل المسلمين على المنهج الواضح الأصيل وأن يرسم خطط العمل الدعوي المبني على الدراسات الميدانية التي من خلالها تُصاغ البرامج ويربى الدعاة على الأسلوب الأمثل لنشر الإسلام وتفنيد دعاوى خصومه وإزالة الشبهات والعقبات التي يثيرها أعداء الإِسلام. هذا بالإضافة إلى عضويته في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي والمجلس الأعلى العالمي للمساجد بمكة المكرمة ومؤتمر العالم الإسلامي بباكستان.
وفاته
وقد انتقل إلى رحمة الله يوم 15 شعبان 1413هـ 5 فبراير 1993 م في مدينة جاكرتا. رحم الله القائد المجاهد والعالم العامل والداعية الموفق الدكتور محمد ناصر وعوض الله المسلمين من ينهض بدوره ويؤدي مهمته من إخوانه وتلامذته في إندونيسيا المسلمة. والله الموفق لكل خير.
برگرفته از : اخوان ویکی(الموسوعهالتاریخیه)