انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الأخوة في الإسلام»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
الأُخوّة في الإسلام  
'''الأُخوّة في الإسلام''': تعني الأخوّة في حدّ ذاتها أُلفة القلوب وانسجام المشاعر والعواطف واتّحاد المسيرة، ومبدأ الأُخوّة الإسلامية من المبادئ الممتازة لدين الإسلام، فهو يوحّد بين الذين آمنوا أيّاً كانوا وأينما كانوا،كلّ من آمن بعقيدة الإسلام والتزم حدودها ورضى بها منهجاً عملياً لحياته ومنهجاً قويماً لعبادة خالقه، فقد أصبح عضواً من أعضاء المجتمع الإسلامي وفرداً من أفراده، ليس له امتياز عن غيره إلّا بعمله وتقواه وعلمه. وقد غلبت الأُخوّة الدينية في الإسلام كلّ صلة سواها من صلة النسب والعرق. والإخاء في الإسلام هو اللبنة الأُولى التي غرسها وأقامها سيّد المرسلين (صلّى الله عليه وآله) في بنائه للمجتمع الإسلامي الأوّل في المدينة المنوّرة عند الهجرة. وتستوجب هذه الأُخوّة الإسلامية أن يرعى المسلم أخاه، فيمدّ إليه يد المساعدة، ويشدّ عضده، ويخفّف عنه وطأة النكبات، ويشاركه في السرّاء والضرّاء، وتستوجب كذلك رعاية الضعفاء واليتامى والصغار. وعليه يُعدّ مبدأ الأُخوّة الإسلامية أساساً من أُسس إقامة دولة الإسلام وقاعدة من قواعده المتينة في بناء الأُمّة الواحدة.


=الأخوّة لغةً واصطلاحاً=
=الأخوّة لغةً واصطلاحاً=


الأخوّة مصدر (أَخَا)؛ وهي: صِلَةُ التضامُن والمَودَّة، يُقال: بينهما علاقة أُخُوَّة؛ أي رابطةٌ بين الأخ وأخيه، وهي أيضاً علاقة تضامن وصداقة مبنيَّة على المَودَّة والتَّعاون بين أعضاء جماعة.  
الأخوّة مصدر (أَخَا)، وهي: صِلَةُ التضامُن والمَودَّة، يُقال: بينهما علاقة أُخُوَّة، أي: رابطةٌ بين الأخ وأخيه، وهي أيضاً علاقة تضامن وصداقة مبنيَّة على المَودَّة والتعاون بين أعضاء جماعة.  


أمّا في الاصطلاح، فتُعرَّف بأنّها: علاقةٌ قويّةٌ مُتبادلةٌ قائمةٌ على تقوى الله -سبحانه-، والإيمان به، وهي تُؤدّي بأطرافها إلى المَحبّة في الله -تعالى-، بالإضافة إلى الحُبّ، والإخلاص، والوفاء، والثقة، والصدق، بعيداً عن السَّعي إلى تحقيق أيّ غرضٍ أو هدفٍ دُنيويٍّ.
أمّا في الاصطلاح فتُعرَّف بأنّها: علاقةٌ قويّةٌ مُتبادلةٌ قائمةٌ على تقوى الله سبحانه، والإيمان به، وهي تُؤدّي بأطرافها إلى المَحبّة في الله تعالى، بالإضافة إلى الحُبّ، والإخلاص، والوفاء، والثقة، والصدق، بعيداً عن السَّعي إلى تحقيق أيّ غرضٍ أو هدفٍ دُنيويٍّ.


فرابطة الأخوّة الإسلاميّة رابطةٌ لا مثيل لها، ذات أثرٍ عميقٍ، بخِلاف غيرها من الروابط والعلاقات، وقد جعل الله -سبحانه- رابطة الأخوّة الإسلاميّة بين كلّ أفراد الأمّة؛ فتفوّقتْ على كلّ الرّوابط الأخرى، وصهرتْ العصبيّات الأخرى في بَوْتَقتِها، كما صرّح بذلك أيضاً النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ)، وبذلك فإنّ الأخوّة الإسلاميّة تُعدّ من أبرز مظاهر القوة والعزّة والمَنَعة للمسلمين.  
فرابطة الأخوّة الإسلاميّة رابطةٌ لا مثيل لها، ذات أثرٍ عميقٍ، بخِلاف غيرها من الروابط والعلاقات. وقد جعل الله سبحانه رابطة الأخوّة الإسلاميّة بين كلّ أفراد الأمّة؛ فتفوّقتْ على كلّ الرّوابط الأخرى، وصهرتْ العصبيّات الأخرى في بَوْتَقتِها، كما صرّح بذلك أيضاً النبيّ (عليه الصلاة والسلام) بقوله: "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ"، وبذلك فإنّ الأخوّة الإسلاميّة تُعدّ من أبرز مظاهر القوّة والعزّة والمَنَعة للمسلمين.  


=مشروعيّة الأخوّة في الإسلام=
=مشروعيّة الأخوّة في الإسلام=


يُنظرُ إلى الأخوّة الإسلامية على أنّها تشريعٌ ربّاني، ومبدأ إسلاميٌ، انطلاقاً من دلالة قوله -تعالى: (فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)، أي: أصبحتم بسبب نعمة الإسلام إخواناً في الدّين، وفي ضوء هذا الفهم؛ فإنّ الأخوة الإسلامية ليست تقليداً أعمى، ولا عادة موروثة، ولا تكتّلاً مرتبطٌ بوقت أو ظرف طارئ، بل هي عقدٌ لازم، ورباط دائم بين أهل الإيمان، لا ينفسخُ ولا يسقطُ بالتّخلّي، يؤكّد هذا قول الله -عزّ وجلّ-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).  
يُنظرُ إلى الأخوّة الإسلامية على أنّها تشريعٌ ربّاني، ومبدأ إسلاميٌ، انطلاقاً من دلالة قوله تعالى:(فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، أي: أصبحتم بسبب نعمة الإسلام إخواناً في الدين.  


ويرى أهل العلم أنّ رابطة الدّين أقوى من رابطة النَّسَب؛ لذا حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- عند إقامة الدّولة في المدينة المنورة بعد الهجرة على الأخوّة الإسلامية كرابط إيمانيٍ وثيق، يجتمع المسلمون تحت ظلاله الوارفة من شتّى أصولهم واختلاف منابتهم، وقد ظهر ذلك جليّاً بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وظلّت التّوجيهات الشرعية تُرسّخ هذا الفهم في مواقف كثيرة، ومناسبات عديدة؛ ففي حجّة الوداع أكّد -عليه الصلاة والسلام- على الأخوة الإسلامية ومقتضياتها، ثمّ إنّ الحقوق الكثيرة التي أوجبها الإسلام على أتباعه، مثل: النّصرة، والتعاون، والمحبّة، لا تأتي بلا إخوّة صادقة؛ فما لا يتمّ الواجب إلا به؛ فهو واجب.  
وفي ضوء هذا الفهم فإنّ الأخوّة الإسلامية ليست تقليداً أعمى، ولا عادة موروثة، ولا تكتّلاً مرتبطٌ بوقت أو ظرف طارئ، بل هي عقدٌ لازم، ورباط دائم بين أهل الإيمان، لا ينفسخُ ولا يسقطُ بالتّخلّي.. يؤكّد هذا قول الله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).
 
ويرى أهل العلم أنّ رابطة الدّين أقوى من رابطة النسَب؛ لذا حرص النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عند إقامة الدولة في المدينة المنوّرة بعد الهجرة على الأخوّة الإسلامية كرابط إيمانيٍ وثيق، يجتمع المسلمون تحت ظلاله الوارفة من شتّى أصولهم واختلاف منابتهم. وقد ظهر ذلك جليّاً بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وظلّت التّوجيهات الشرعية تُرسّخ هذا الفهم في مواقف كثيرة، ومناسبات عديدة؛ ففي حجّة الوداع أكّد (عليه الصلاة والسلام) على الأخوّة الإسلامية ومقتضياتها.
 
ثمّ إنّ الحقوق الكثيرة التي أوجبها الإسلام على أتباعه، مثل: النّصرة، والتعاون، والمحبّة، لا تأتي بلا إخوّة صادقة؛ فما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجب.  


=حقوق الأُخوّة في الإسلام=
=حقوق الأُخوّة في الإسلام=
٢٬٧٩٦

تعديل