٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٥: | سطر ٢٥: | ||
وفي عام 1346هـ- 1927م عيّن أستاذاً مساعدا للفلسفة الإسلامية بكلّية الآداب بجامعة فؤاد الأوّل (القاهرة حالياً)، واختير أستاذاً للفلسفة دون بجامعة القاهرة سنة 1935م، ونال رتبة الباكوية سنة 1937م، ثمّ أصبح أستاذ كرسي في الفلسفة. | وفي عام 1346هـ- 1927م عيّن أستاذاً مساعدا للفلسفة الإسلامية بكلّية الآداب بجامعة فؤاد الأوّل (القاهرة حالياً)، واختير أستاذاً للفلسفة دون بجامعة القاهرة سنة 1935م، ونال رتبة الباكوية سنة 1937م، ثمّ أصبح أستاذ كرسي في الفلسفة. | ||
وتولّى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرّات، وكان أوّل أزهري يتولّاها، وظلّ متمسّكاً بارتدائه الزي الأزهري حتّى وفاته. وكانت الأولى في عام 1938م حتّى 1942م، وأثناء عمله وزيراً عُيّنَ عضواً بالمجمع اللغوي سنة 1940م. وفي سنة 1941م نال رتبة الباشوية، وتنازل عنها عندما تولّى مشيخة الأزهر، وظلّ وزيراً للأوقاف حتّى تمّ تعيينه شيخاً للأزهر عام 1945م، وتمّ اختياره أميراً للحجّ في أكتوبر سنة 1946م، ولبث في رحلته 40 يوماً، ثمّ عاد ليتفرّغ لاستئناف وجوه الإصلاح في الأزهر. | وتولّى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرّات، وكان أوّل أزهري يتولّاها، وظلّ متمسّكاً بارتدائه الزي الأزهري حتّى وفاته. وكانت الأولى في عام 1938م حتّى 1942م، وأثناء عمله وزيراً عُيّنَ عضواً بالمجمع اللغوي سنة 1940م. وفي سنة 1941م نال رتبة الباشوية، وتنازل عنها عندما تولّى مشيخة الأزهر، وظلّ وزيراً للأوقاف حتّى تمّ تعيينه شيخاً للأزهر عام 1945م، وتمّ اختياره أميراً للحجّ في أكتوبر سنة 1946م، ولبث في رحلته 40 يوماً، ثمّ عاد ليتفرّغ لاستئناف وجوه الإصلاح في الأزهر. | ||
فترة ولايته | |||
=فترة ولايته للأزهر= | |||
تولّى الشيخ مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر لمدّة تقارب عام وشهرين من محرّم 1365هـ ديسمبر 1945 حتّى وفاته في 24 ربيع الأوّل 1366هـ- 15 فبراير 1947م. وقاوم كبار العلماء بالأزهر تعيينه؛ لأنّه كان من المعهود دائماً أن يكون شيخ الأزهر من جماعة كبار العلماء، ولا يُعيّنُ بهيئة كبار العلماء إلّا من تولّى وظائف معيّنة في القضاء الشرعي، أو درّسَ بالأزهر مدّة معيّنة، ولم يكن الشيخ كذلك، فلم يعترف كبار العلماء بتدريسه بالجامعة المصرية، فقامت الحكومة بإصدار قانونٍ جديدٍ ينصّ على أن يكون التدريس بالجامعة المصرية مساوياً للتدريس في الكلّيات الأزهرية، في الترشيح لمشيخة الأزهر، فوافق معظم علماء الأزهر إلّا قليلاً منهم. وعمل على إدخال بعض الإصلاحات إليه، فأدخل اللغات الأجنبية، وأرسل البعثات إلى الخارج. | |||
=أفكاره ورؤاه= | |||
للشيخ مصطفى عبد الرازق رؤى وأفكار فيما يختصّ ببعض المناحي، نستعرضها فيما يلي: | |||
كان مصطفى عبد الرازق | |||
==الدين والفلسفة== | |||
اعتبر أنّ الفلسفة الإسلامية ليست تلك التي نجدها عند ابن سينا والفارابي، ولكنّها تكمن في منجز العرب المسلمين في علم الكلام ومصادر فلسفة التشريع الإسلامي. | |||
وإنّ الدين والفلسفة يبتغيان سعادة البشر، غير أنّ الدين يقوم على التصديق والإيمان، ومصدره القلب، في حين أنّ الفلسفة تقوم على النظر والفكر، ومصدرها العقل؛ لذلك فهما متّفقان في الغاية مختلفان في الوسيلة، ولا يجوز أن نخلط بينهما، ولا أن نفسّر الدين بالفلسفة، وإنّما يبغي أن ننظر إلى كليهما باستقلالية عن الآخر. | |||
==الوهّابية== | |||
هاجم الشيخ المذهب الوهّابي وأصحاب النزعة الوهّابية المتشدّدة الذين يهدمون القباب الفنّية ويكفّرون الناس قائلاً: "إنّهم لا يتّبعون دين الإسلام، وإنّما يتّبعون دين أهل نجد". وقال: «ولقد نبرأ بدين هيئة كبار العلماء الذي يدفع بالكفر كلّ نزوع إلى العلم والفهم والذوق، فلمّا جاءنا دين أهل نجد يهدم على من فيها قباباً قد تكون آثاراً فنّية وتاريخية، يعرف خطرها أهل الفنّ والتاريخ»، كما قال في النهاية: "إنّ الدين بريء من مثل هذه الدعاوى، وإنّما يشوّه الدين أولئك الذين يريدون كيداً وتضليلاً وقيداً للعقول والقلوب ثقيلاً". | |||
==الفنّ== | |||
كان مصطفى عبد الرازق يحبّ الفن ويحترمه، ويقول عنه: "إنّه يفيد الإنسان في البحث عن قيم الحياة؛ لأنّه إحساس نابض في الوجود من قيم جمالية يعمل الفنّان على إبرازها، وإنّ الذين يتوهّمون أنّ الدين يعارض الفنّ يدلّون على أنّهم يسيئون فهم طبيعة الدين وطبيعة الفنّ، وإنّ المسلمين الأوائل أدركوا علّة تحريم بعض الفنون كالأمر مثلاً بعد الرسم أو النحت خشية أن يرتدّ الناس إلى عبادة الأصنام، فلمّا زالت العلّة وزال الخوف من عبادة الأصنام زال التحريم"، وكان يرى أنّ الفنّ يزرع السمو في نفوس البشر. | |||
==العنصرية== | |||
عاش حياته رافضا للتعصب من كل شكل ولون، داعيا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمل يحدو الجميع | عاش حياته رافضا للتعصب من كل شكل ولون، داعيا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمل يحدو الجميع | ||
كان يستهجن الدعاوى الأوروبية التي تدعى أن الجنس الأوروبى أرقى من بقية الأجناس، ورد على تلك الفكرة مرارا متحصنا بالأبحاث العلمية الحديثة؛ ذلك لأنه إن كانت الغلبة الآن للأوروبيين فقد كانت قديما للعرب ومن قبله للمصريين والعراقيين والفارسيين بما يعني أن التفوق أمر نسبي زمني لا علاقة له بالجنس وسموه. | كان يستهجن الدعاوى الأوروبية التي تدعى أن الجنس الأوروبى أرقى من بقية الأجناس، ورد على تلك الفكرة مرارا متحصنا بالأبحاث العلمية الحديثة؛ ذلك لأنه إن كانت الغلبة الآن للأوروبيين فقد كانت قديما للعرب ومن قبله للمصريين والعراقيين والفارسيين بما يعني أن التفوق أمر نسبي زمني لا علاقة له بالجنس وسموه. |
تعديل