انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب في العراق»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٧٥٧: سطر ٧٥٧:
أمّا سبل التقريب : فهي طرق إقرار ثقافة التقريب والوحدة بين الأوساط العامّة . . ويتمّ ذلك من خلال :
أمّا سبل التقريب : فهي طرق إقرار ثقافة التقريب والوحدة بين الأوساط العامّة . . ويتمّ ذلك من خلال :


1 ـ نشر ثقافة الوحدة بين أهل الذكر من العلماء والحكّام ، وذلك بعقد المؤتمرات في كلّ عامّ أو عامين ; ليجتمع فيها عقلاء المسلمين وعلماؤهم من جميع الأقطار الإسلامية ; ليتعارفوا أوّلاً ، وليتداولوا في شؤون الإسلام ثانياً ، وأوجب من هذا عقد المؤتمرات والمعاهدات بين قادة الشعوب الإسلامية ; ليكونوا يداً واحدة ، أو كيدين لجسد واحد تدفعان عنه الأخطار المحدقة به من كلّ جانب .
1 ـ نشر [[ثقافة الوحدة]] بين أهل الذكر من العلماء والحكّام ، وذلك بعقد المؤتمرات في كلّ عامّ أو عامين ; ليجتمع فيها عقلاء المسلمين وعلماؤهم من جميع الأقطار الإسلامية ; ليتعارفوا أوّلاً ، وليتداولوا في شؤون الإسلام ثانياً ، وأوجب من هذا عقد المؤتمرات والمعاهدات بين قادة الشعوب الإسلامية ; ليكونوا يداً واحدة ، أو كيدين لجسد واحد تدفعان عنه الأخطار المحدقة به من كلّ جانب .


2 ـ التصدّي لهؤلاء الذين يقفون في سبيل الوحدة بالحكمة والموعظة الحسنة، وهم في كلّ بلد إسلامي وإن كان ظهورهم على أشكال وألوان مختلفة ، غير أنّ لهم طابعاً واحداً مشتركاً، أو فكراً واحداً مميّزاً ، أو أمراً واحداً جامعاً ، ذلك أنّهم في فهمهم للدين يتّبعون أفكار غير المسلمين ، وهي أفكار مفرّقة غير جامعة، لا تريد المسلمين قوّة في الأرض دافعة أو مانعة ، ولا أُمّة واحدة جامعة ، بل يريدونهم أوزاعاً متفرّقين لا حول لهم ولا قوّة . إنّ أوّل طرائق الوحدة يتمثّل في محاور هؤلاء الذين يقفون بآرائهم محاجزين للوحدة ، وأن نحول بينهم وبين أن تكون مقاليد الحكم في أيديهم .
2 ـ التصدّي لهؤلاء الذين يقفون في سبيل الوحدة بالحكمة والموعظة الحسنة، وهم في كلّ بلد إسلامي وإن كان ظهورهم على أشكال وألوان مختلفة ، غير أنّ لهم طابعاً واحداً مشتركاً، أو فكراً واحداً مميّزاً ، أو أمراً واحداً جامعاً ، ذلك أنّهم في فهمهم للدين يتّبعون أفكار غير المسلمين ، وهي أفكار مفرّقة غير جامعة، لا تريد المسلمين قوّة في الأرض دافعة أو مانعة ، ولا أُمّة واحدة جامعة ، بل يريدونهم أوزاعاً متفرّقين لا حول لهم ولا قوّة . إنّ أوّل طرائق الوحدة يتمثّل في محاور هؤلاء الذين يقفون بآرائهم محاجزين للوحدة ، وأن نحول بينهم وبين أن تكون مقاليد الحكم في أيديهم .


3 ـ التعرّف على المذاهب من مصادرها ، ولذلك كان من الخطوات العملية للتقريب بين المذاهب الفقهية والوحدة الإسلامية هو نشر المؤلّفات الأصيلة لرجالات المذاهب وعلمائها ، وتداولها بين كلّ المهتمّين بالتقريب بين أتباع المذاهب ، وتحقيق الوحدة ; لأنّ الأفكار المرسلة والتي تنتشر بين جماهير الأُمّة هي التي تساعد على التمزّق والتفرّق ، وتقف حجر عثرة في طريق الوحدة، ومن ثمّ كان من الضرورة العلمية وأيضاً من الضرورة لوحدة الأُمّة أن تعرف أحكام المذاهب من مصادرها المعتبرة لا من أقوال خصومها .
3 ـ التعرّف على المذاهب من مصادرها ، ولذلك كان من الخطوات العملية للتقريب بين [[المذاهب الفقهية]] والوحدة الإسلامية هو نشر المؤلّفات الأصيلة لرجالات المذاهب وعلمائها ، وتداولها بين كلّ المهتمّين بالتقريب بين أتباع المذاهب ، وتحقيق الوحدة ; لأنّ الأفكار المرسلة والتي تنتشر بين جماهير الأُمّة هي التي تساعد على التمزّق و[[التفرّق]] ، وتقف حجر عثرة في طريق الوحدة، ومن ثمّ كان من الضرورة العلمية وأيضاً من الضرورة لوحدة الأُمّة أن تعرف أحكام المذاهب من مصادرها المعتبرة لا من أقوال خصومها .


4 ـ الإمساك عن المطاعن ، ولهذا ينبغي أن تتوقّف حملة الأقلام عن إثارة المشاعر برمي أتباع بعض المذاهب بالفظائع معوّلين في ذلك على بعض الآراء الشاذّة والروايات المدخولة والأفكار المسمومة ; لأنّ الذين يُهاجَمون ويُنتَقدون سيلجأون إلى الدفاع عن أنفسهم ، فتثور الأحقاد ، وتستمرّ الحفائظ ، وتكون أكبر خدمة للأعداء الذين يتربّصون بالأُمّة الدوائر ، فعلى كلّ علماء الأُمّة أن يوصدوا باب المجادلات المذهبية وما يثير الحفائظ والعصبية ، فهي من أعظم المحرّمات في هذه الظروف التي أحاط بالأُمّة فيها الأعداء من الداخل والخارج .
4 ـ الإمساك عن المطاعن ، ولهذا ينبغي أن تتوقّف حملة الأقلام عن إثارة المشاعر برمي أتباع بعض المذاهب بالفظائع معوّلين في ذلك على بعض الآراء الشاذّة والروايات المدخولة والأفكار المسمومة ; لأنّ الذين يُهاجَمون ويُنتَقدون سيلجأون إلى الدفاع عن أنفسهم ، فتثور الأحقاد ، وتستمرّ الحفائظ ، وتكون أكبر خدمة للأعداء الذين يتربّصون بالأُمّة الدوائر ، فعلى كلّ علماء الأُمّة أن يوصدوا باب [[المجادلات المذهبية]] وما يثير الحفائظ والعصبية ، فهي من أعظم المحرّمات في هذه الظروف التي أحاط بالأُمّة فيها الأعداء من الداخل والخارج .


5 ـ التفريق بين العقيدة التي يجب الإيمان بها وبين المعارف الفكرية التي تختلف فيها الآراء دون أن تمسّ العقيدة ، فبهذا التفريق تجتمع الأُمّة على ما اتّفقت عليه ، ويعذر بعضها بعضاً فيما اختلفت فيه ، ويومئذ يعود المسلمون كما كانوا أُمّة واحدة ، دينها الإسلام ، وكتابها القرآن ، ورسولها محمّد (صلى الله عليه وآله) ، تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتقبل الكلام فيما وراء ذلك على أنّه آراء يدلي كلّ بما يراه منها ، دون أن تسيء إلى وحدة المسلمين ، أو أن تكون عاملاً من عوامل فرقتهم وضعفهم .
5 ـ التفريق بين العقيدة التي يجب الإيمان بها وبين المعارف الفكرية التي تختلف فيها الآراء دون أن تمسّ العقيدة ، فبهذا التفريق تجتمع الأُمّة على ما اتّفقت عليه ، ويعذر بعضها بعضاً فيما اختلفت فيه ، ويومئذ يعود المسلمون كما كانوا أُمّة واحدة ، دينها الإسلام ، وكتابها القرآن ، ورسولها محمّد (صلى الله عليه وآله) ، تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتقبل الكلام فيما وراء ذلك على أنّه آراء يدلي كلّ بما يراه منها ، دون أن تسيء إلى وحدة المسلمين ، أو أن تكون عاملاً من عوامل فرقتهم وضعفهم .
سطر ٧٩٩: سطر ٧٩٩:
4 ـ حسن النيّة وسلامة الطوية ، وذلك بتبنّي المقاصد لتحقيق الأهداف .
4 ـ حسن النيّة وسلامة الطوية ، وذلك بتبنّي المقاصد لتحقيق الأهداف .


5 ـ الاهتمام بإبراز النقاط المشتركة بين المذاهب ، والحديث دائماً عن نقاط التلاقي ، وبخاصّة مع العامّة ، وتوجيههم إلى أهمية الوحدة الإسلامية كما أرادها القرآن الكريم : ( ''' هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ''' ) ( سورة الحجّ : 78 ) ، وإشاعة ثقافة التقريب ، وتضافر الجهود لذلك ، وترك الجدل والمناظرات الفكرية والعقدية والفقهية للمختصّين في المستويات العليا .
5 ـ الاهتمام بإبراز [[النقاط المشتركة بين المذاهب]] ، والحديث دائماً عن نقاط التلاقي ، وبخاصّة مع العامّة ، وتوجيههم إلى أهمية الوحدة الإسلامية كما أرادها القرآن الكريم : ( ''' هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ''' ) ( سورة الحجّ : 78 ) ، وإشاعة ثقافة التقريب ، وتضافر الجهود لذلك ، وترك الجدل والمناظرات الفكرية والعقدية والفقهية للمختصّين في المستويات العليا .


6 ـ التأكيد على أنّ الاختلاف بين المذاهب الإسلامية هو اختلاف خطأ وصواب ، وليس اختلاف كفر وإيمان .
6 ـ التأكيد على أنّ الاختلاف بين المذاهب الإسلامية هو اختلاف خطأ وصواب ، وليس اختلاف كفر وإيمان .


7 ـ عدم تضخيم مسائل الخلاف وتحويلها إلى منازعات تشاحنية وخصومات تنافرية ، تنسي مقوّمات الوحدة وعوامل الوفاق ، مع أنّ نقاط التلاقي والاتّفاق أكثر بكثير من نقاط الخصام والتفرّق .
7 ـ عدم تضخيم مسائل الخلاف وتحويلها إلى منازعات تشاحنية وخصومات تنافرية ، تنسي مقوّمات الوحدة وعوامل [[الوفاق]] ، مع أنّ نقاط التلاقي والاتّفاق أكثر بكثير من نقاط الخصام والتفرّق .


8 ـ عدم الانشغال بمناظرات جانبية وجدالات داخلية ، فالأهمّ هو الدعوة إلى الإسلام بعرض جوهره النقي وصفائه الروحي ، وبيان رسالته الواضحة ، وإبراز جمال الدين وشموله لكلّ مجالات الحياة ، وأنّه يُصلح الإنسان والزمان والمكان .
8 ـ عدم الانشغال بمناظرات جانبية وجدالات داخلية ، فالأهمّ هو الدعوة إلى الإسلام بعرض جوهره النقي وصفائه الروحي ، وبيان رسالته الواضحة ، وإبراز جمال الدين وشموله لكلّ مجالات الحياة ، وأنّه يُصلح الإنسان والزمان والمكان .
سطر ٨١٣: سطر ٨١٣:
فالمجتهد مهما بلغ لا يستطيع الجزم بأنّ اجتهاده هو الحقّ المطلق ، وأنّ اجتهاد غيره هو الخطأ المتيقّن ; فذلك لا يعلمه إلاّ الله ورسوله ، ولا سبيل إلى ذلك العلم بعد انقطاع الوحي .
فالمجتهد مهما بلغ لا يستطيع الجزم بأنّ اجتهاده هو الحقّ المطلق ، وأنّ اجتهاد غيره هو الخطأ المتيقّن ; فذلك لا يعلمه إلاّ الله ورسوله ، ولا سبيل إلى ذلك العلم بعد انقطاع الوحي .


10 ـ تجنّب التعصّب المذموم ومحاربته ، فإنّه يعمي ويصمّ القلوب والعقول والبصائر ، ومنهج القرآن النهي عن التعصّب المقيت ، ويدعو إلى التسامح الديني ، ومن باب أولى التسامح المذهبي ، ويدعو إلى التآخي البشري ، فكيف بالتآخي الإيماني ؟ !
10 ـ تجنّب التعصّب المذموم ومحاربته ، فإنّه يعمي ويصمّ القلوب والعقول والبصائر ، ومنهج القرآن النهي عن التعصّب المقيت ، ويدعو إلى [[التسامح الديني]] ، ومن باب أولى [[التسامح المذهبي]] ، ويدعو إلى التآخي البشري ، فكيف بالتآخي الإيماني ؟ !


11 ـ الابتعاد عن مواجهة المسلم للمسلم بأشدّ الكلمات ، وأغلظ العبارات ، وأقسى الأساليب وتجنّب التجريح والتنقيص ، وإحصاء الأخطاء والعثرات لدرجة قد تصل إلى الإهانة ، فمثل هذا يولِّد مزيداً من الأحقاد والكراهية والبغضاء ، وما أروع منهج القرآن : ( '''وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ''' ) ( سورة آل عمران : 159 ) !
11 ـ الابتعاد عن مواجهة المسلم للمسلم بأشدّ الكلمات ، وأغلظ العبارات ، وأقسى الأساليب وتجنّب التجريح والتنقيص ، وإحصاء الأخطاء والعثرات لدرجة قد تصل إلى الإهانة ، فمثل هذا يولِّد مزيداً من الأحقاد والكراهية والبغضاء ، وما أروع منهج القرآن : ( '''وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ''' ) ( سورة آل عمران : 159 ) !
سطر ٨٣١: سطر ٨٣١:
17 ـ التجرّد عن الأحكام المسبقة المبنية على الظنّ لدى أطراف التقريب ، فالعمل لا بدّ أن يكون قائماً على اليقين ، وليس على الوهم والظنّ والشكّ .
17 ـ التجرّد عن الأحكام المسبقة المبنية على الظنّ لدى أطراف التقريب ، فالعمل لا بدّ أن يكون قائماً على اليقين ، وليس على الوهم والظنّ والشكّ .


فقد كان أهل السنّة يتصوّرون الشيعة من الغلاة والرافضة ، مع أنّ الشيعة تكفِّر الغلاة وتعدّهم من النجاسات . وعند العامّة من أهل السنّة حكم مسبق أنّ الشيعة يعبدون الأحجار ، وذلك بسجودهم على أقراص خاصّة ، والحقّ أنّ السجود على جنس الأرض هو فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما وصف ذلك الصحابة . وعند بعض العامّة من الشيعة أنّ أهل السنّة يبغضون آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)  ، ولا يُظهرون مناقبهم وأخلاقهم ، وواقع الحال أنّ محبّة آل البيت لا ينكرها مسلم ، بدليل تسمية أبنائهم ، تبرّكاً بأسماء آل البيت ، ويكاد لا يخلو بيت من اسم أحد أفراده باسم أحد آل البيت ، ، كعلي وفاطمة والحسن والحسين ورقية وزينب ، وما من قصيدة تمدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ ذكرت مناقب آل بيته الكرام .
فقد كان أهل السنّة يتصوّرون الشيعة من [[الغلاة]] والرافضة ، مع أنّ الشيعة تكفِّر الغلاة وتعدّهم من النجاسات . وعند العامّة من أهل السنّة حكم مسبق أنّ الشيعة يعبدون الأحجار ، وذلك بسجودهم على أقراص خاصّة ، والحقّ أنّ السجود على جنس الأرض هو فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما وصف ذلك الصحابة . وعند بعض العامّة من الشيعة أنّ أهل السنّة يبغضون آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)  ، ولا يُظهرون مناقبهم وأخلاقهم ، وواقع الحال أنّ محبّة آل البيت لا ينكرها مسلم ، بدليل تسمية أبنائهم ، تبرّكاً بأسماء [[آل البيت]] ، ويكاد لا يخلو بيت من اسم أحد أفراده باسم أحد آل البيت ، ، كعلي وفاطمة والحسن والحسين ورقية وزينب ، وما من قصيدة تمدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ ذكرت مناقب آل بيته الكرام .


إنّنا مطالبون بالتعارف والتعاون ; لتحقيق المصالح المشتركة لشعوب الأُمّة الإسلامية ، ونشر القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة بين شعوب الأرض قاطبة .
إنّنا مطالبون بالتعارف والتعاون ; لتحقيق المصالح المشتركة لشعوب الأُمّة الإسلامية ، ونشر القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة بين شعوب الأرض قاطبة .
سطر ٨٥٣: سطر ٨٥٣:
ج ـ الاتّفاق على المرجع المبدئي والثابت للتحكيم بين الآراء المتحاورة ، وهو الكتاب والسنّة النبويّة الصحيحة ، كما هو مرجع كلّ المذاهب ، والمسلمون متّفقون نظرياً على المرجعية الواحدة ، لكنّهم مع التأثّر بالمغريات المادّية والوجاهة الدنيوية والدوافع الخارجية لا يلتزمون أحياناً بما تدعو إليه تلك المرجعية ، ومرجع التقريب على كلّ الأحوال هو الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الصحيحة التي ثبتت حجّيتها لدى المسلمين على اختلاف مذاهبهم .
ج ـ الاتّفاق على المرجع المبدئي والثابت للتحكيم بين الآراء المتحاورة ، وهو الكتاب والسنّة النبويّة الصحيحة ، كما هو مرجع كلّ المذاهب ، والمسلمون متّفقون نظرياً على المرجعية الواحدة ، لكنّهم مع التأثّر بالمغريات المادّية والوجاهة الدنيوية والدوافع الخارجية لا يلتزمون أحياناً بما تدعو إليه تلك المرجعية ، ومرجع التقريب على كلّ الأحوال هو الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الصحيحة التي ثبتت حجّيتها لدى المسلمين على اختلاف مذاهبهم .


د ـ الاهتمام بإبراز النقاط المشتركة بين المذاهب ; لأنّها الأهمّ والأكثر من نقاط الخلاف ، ولكونها العامل الجامع المشترك بين متعدّد المذاهب ، ويتحقّق هذا الأمر الأساس من خلال ميادين التأليف والنشر ، والبحث العلمي ، والاستعانة بكلّ وسائل الاتّصال المقروءة والمسموعة والمرئية .
د ـ الاهتمام بإبراز النقاط المشتركة بين المذاهب ; لأنّها الأهمّ والأكثر من نقاط [[الخلاف]] ، ولكونها العامل الجامع المشترك بين متعدّد المذاهب ، ويتحقّق هذا الأمر الأساس من خلال ميادين التأليف والنشر ، والبحث العلمي ، والاستعانة بكلّ وسائل الاتّصال المقروءة والمسموعة والمرئية .


هـ ـ إذا تغلّب الاختلاف على الأفكار والآراء فلا يجوز أن ينعكس كلّياً أو جزئياً على مواقف المسلمين من القضايا العالمية الكبرى ، فالاختلافات الفكرية والفقهية تبيّن بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّها كنز اشتهر به الفقه الإسلامي ، ولها تاريخ طويل ، كما أنّها من سنن الله تعالى في خلقه ، نتج وينتج عنها تفاعل الحركة العلمية وتنوّع قواعد التشريع ، كما نجم عنها النموّ والغنى العلمي والفقهي الذي يباهي به التراث الإسلامي على المستوى الدولي ، لذلك لا عيب ولا خطر في الاختلافات الفقهية والفكرية ، وإنّما الخطر في استثمارها في فصم عُرى الإسلام ومخالفة ما جاء به التشريع السماوي ، والأخطر من ذلك على الأُمّة والوحدة الإسلامية هو الاختلاف في مصادر الإسلام الأساس ; لأنّ هذا النوع من الاختلاف ليس إلاّ الهوان والخسران ، كما يعني وبلا جدل الضعف والتمزّق وهيمنة الأعداء . لذلك فمن أهمّ أُسس التقريب وخطواته العملية الإسراع بتوحيد هويّة الأُمّة الإسلامية ، بتأكيد وحدة مصادرها ومرجعياتها ، والحفاظ على أمنها السياسي والاجتماعي والثقافي والعملي والاقتصادي ; حتّى لا يقوى الاختلاف ويزداد التمزّق ، فيسقط حقّ المسلم في حياة العزّة والمجد الذي هو نعمة من نعم الله على عباده المسلمين .
هـ ـ إذا تغلّب الاختلاف على الأفكار والآراء فلا يجوز أن ينعكس كلّياً أو جزئياً على مواقف المسلمين من القضايا العالمية الكبرى ، فالاختلافات الفكرية والفقهية تبيّن بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّها كنز اشتهر به الفقه الإسلامي ، ولها تاريخ طويل ، كما أنّها من سنن الله تعالى في خلقه ، نتج وينتج عنها تفاعل الحركة العلمية وتنوّع قواعد التشريع ، كما نجم عنها النموّ والغنى العلمي والفقهي الذي يباهي به التراث الإسلامي على المستوى الدولي ، لذلك لا عيب ولا خطر في الاختلافات الفقهية والفكرية ، وإنّما الخطر في استثمارها في فصم عُرى الإسلام ومخالفة ما جاء به التشريع السماوي ، والأخطر من ذلك على الأُمّة والوحدة الإسلامية هو الاختلاف في مصادر الإسلام الأساس ; لأنّ هذا النوع من الاختلاف ليس إلاّ الهوان والخسران ، كما يعني وبلا جدل الضعف والتمزّق وهيمنة الأعداء . لذلك فمن أهمّ أُسس التقريب وخطواته العملية الإسراع بتوحيد هويّة الأُمّة الإسلامية ، بتأكيد وحدة مصادرها ومرجعياتها ، والحفاظ على أمنها السياسي والاجتماعي والثقافي والعملي والاقتصادي ; حتّى لا يقوى الاختلاف ويزداد التمزّق ، فيسقط حقّ المسلم في حياة العزّة والمجد الذي هو نعمة من نعم الله على عباده المسلمين .
سطر ٨٦١: سطر ٨٦١:
وباعتبار التقريب عملية متواصلة فلا بدّ من استمرارية الحوار المتأنّي والمتعمّق في مسائل التقريب وقضاياه .
وباعتبار التقريب عملية متواصلة فلا بدّ من استمرارية الحوار المتأنّي والمتعمّق في مسائل التقريب وقضاياه .


ويمكن أن تشمل الخطط التنفيذية إقامة ندوات تخصّصية ، وإحياء حلقات دروس الفقه المقارن ، وتنظيم اجتماعات رجالات الفكر وعلماء الشريعة وفقهاء الإسلام والمؤرّخين وذوي الاهتمام من فقهاء مختلف أنحاء العالم الإسلامي .
ويمكن أن تشمل الخطط التنفيذية إقامة ندوات تخصّصية ، وإحياء حلقات دروس [[الفقه المقارن]] ، وتنظيم اجتماعات رجالات الفكر وعلماء الشريعة وفقهاء الإسلام والمؤرّخين وذوي الاهتمام من فقهاء مختلف أنحاء العالم الإسلامي .


ولتطبيق هذه الوسيلة يجب أن تعدّ خطط عمل تطبيقية تُعنى بها الجهات المعنية داخل كلّ تجمّع إسلامي ، سواء منها ما كان على مستوى البلد الواحد ، أو ما هو على مستوى الجاليات والأقلّيات القاطنة خارج بلدان العالم الإسلامي ، بحيث تشمل تلك الخطط والبرامج والأنشطة التعاونية برامج ثقافية التقريب ، يصحبها حملات توعية إعلامية ، وحوارات فكرية فقهية تناقش فيها وبعمق وموضوعية مسائل التقريب وقضايا توحيد الرأي ، شاملة لمجمل قضايا الاختلافات الفقهية والفكرية ، ويتمّ تنفيذها وفق خطّة زمنية محكمة ، بحيث يبدأ تداوله على المستوى الدولي الإسلامي في إطار أنشطة المنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، ومن ثمّ يتمّ انتقالها وتداولها على المستوى الإقليمي ، تليها أنشطة في المجال نفسه ، تنفّذ على المستوى المحلّي ، تخطيطاً وتنفيذاً ، ومتابعةً وتقويماً ، على أن يسبق ذلك إنشاء هيئة أو مجلس أو جمعية في البلدان الإسلامية وفي مراكز تجمّعات المسلمين ، بحيث تتحدّد مهامّها ومسؤولياتها حول قضايا التقريب ، على أن تكون تابعة للمنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة هيكلياً وتنظيمياً ، وتحت مسؤولياتها وإشرافها ، على غرار الأمانة العامّة لاتّحاد جامعات العالم الإسلامي ، على أن تُعنى بإعداد لوائحها وتحدّد مهامّها ومسؤولياتها وبرامج عملها وخططها بنفسها وبعد تكوينها ، ولها أن تستمدّ خبرتها ونشاطها وأوّليات برامجها وأنشطتها من خلال مقترحات رجالات الفكر والفقه الإسلامي وكتّابه وعلمائه ، بالتعاون والتنسيق مع الدول الأعضاء والهيئات المماثلة القائمة حالياً على الساحة الإسلامية .
ولتطبيق هذه الوسيلة يجب أن تعدّ خطط عمل تطبيقية تُعنى بها الجهات المعنية داخل كلّ تجمّع إسلامي ، سواء منها ما كان على مستوى البلد الواحد ، أو ما هو على مستوى الجاليات والأقلّيات القاطنة خارج بلدان العالم الإسلامي ، بحيث تشمل تلك الخطط والبرامج والأنشطة التعاونية برامج ثقافية التقريب ، يصحبها حملات توعية إعلامية ، وحوارات فكرية فقهية تناقش فيها وبعمق وموضوعية مسائل التقريب وقضايا توحيد الرأي ، شاملة لمجمل قضايا الاختلافات الفقهية والفكرية ، ويتمّ تنفيذها وفق خطّة زمنية محكمة ، بحيث يبدأ تداوله على المستوى الدولي الإسلامي في إطار أنشطة المنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، ومن ثمّ يتمّ انتقالها وتداولها على المستوى الإقليمي ، تليها أنشطة في المجال نفسه ، تنفّذ على المستوى المحلّي ، تخطيطاً وتنفيذاً ، ومتابعةً وتقويماً ، على أن يسبق ذلك إنشاء هيئة أو مجلس أو جمعية في البلدان الإسلامية وفي مراكز تجمّعات المسلمين ، بحيث تتحدّد مهامّها ومسؤولياتها حول قضايا التقريب ، على أن تكون تابعة للمنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة هيكلياً وتنظيمياً ، وتحت مسؤولياتها وإشرافها ، على غرار الأمانة العامّة لاتّحاد جامعات العالم الإسلامي ، على أن تُعنى بإعداد لوائحها وتحدّد مهامّها ومسؤولياتها وبرامج عملها وخططها بنفسها وبعد تكوينها ، ولها أن تستمدّ خبرتها ونشاطها وأوّليات برامجها وأنشطتها من خلال مقترحات رجالات الفكر والفقه الإسلامي وكتّابه وعلمائه ، بالتعاون والتنسيق مع الدول الأعضاء والهيئات المماثلة القائمة حالياً على الساحة الإسلامية .
سطر ٨٦٩: سطر ٨٦٩:
1 ـ إعداد برامج العمل التقريبي وأنشطته ، واقتراح خطط التنفيذ على مختلف الصعد والمناطق والموضوعات .
1 ـ إعداد برامج العمل التقريبي وأنشطته ، واقتراح خطط التنفيذ على مختلف الصعد والمناطق والموضوعات .


2 ـ دراسة جهود التقريب ، والعمل على تعميمها على مختلف الدول الأعضاء والهيئات المعنية .
2 ـ دراسة جهود التقريب ، والعمل على تعميمها على مختلف الدول الأعضاء والهيئات المعنية.


3 ـ التواصل مع المعنيّين بالتقريب أفراداً وجماعات حول كلّ الأُمور والمسائل التي تعنّ للمسلمين في ميادين التقريب ومجالاته ، والعمل على إعلام الدول والهيئات المعنية بها للتعاون والتشاور في ذلك .
3 ـ التواصل مع المعنيّين بالتقريب أفراداً وجماعات حول كلّ الأُمور والمسائل التي تعنّ للمسلمين في ميادين التقريب ومجالاته ، والعمل على إعلام الدول والهيئات المعنية بها للتعاون والتشاور في ذلك .
سطر ٨٧٥: سطر ٨٧٥:
4 ـ القيام بمهامّ الإعلام والتعريف والمتابعة الدائمة للجهود الدولية والإقليمية والمحلّية المبذولة في مجالات التقريب .
4 ـ القيام بمهامّ الإعلام والتعريف والمتابعة الدائمة للجهود الدولية والإقليمية والمحلّية المبذولة في مجالات التقريب .


5 ـ اقتراح موضوعات البحوث الإسلامية ذات البعد الهادف الموصل إلى وحدة العالم الإسلامي علماً وعملاً ، وفق أهداف التقريب ، وبما يخدم ويحقّق مقاصد الدين الإسلامي في ترسيخ وحدته وتأصيل مبادئه ، ووحدة بنيته ، مع مراعاة الشمولية والتوسّع والتحديث فيما يصلح أمر المسلمين كافّة في حياتهم الدينية والدنيوية ، وبما يمكّنهم من مسايرة الركب الحضاري العلمي والتقدّم التكنولوجي ، ويعيدهم إلى مكانتهم التي أرادها الله لأُمّته ، بحيث تتحقّق لها صفة الأُمّة الواحدة التي ينطبق عليها وصف الرسول (صلى الله عليه وآله) : « مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى » .
5 ـ اقتراح موضوعات البحوث الإسلامية ذات البعد الهادف الموصل إلى وحدة العالم الإسلامي علماً وعملاً ، وفق أهداف التقريب ، وبما يخدم ويحقّق مقاصد الدين الإسلامي في ترسيخ وحدته وتأصيل مبادئه ، ووحدة بنيته ، مع مراعاة الشمولية والتوسّع والتحديث فيما يصلح أمر المسلمين كافّة في حياتهم الدينية والدنيوية ، وبما يمكّنهم من مسايرة الركب الحضاري العلمي والتقدّم التكنولوجي ، ويعيدهم إلى مكانتهم التي أرادها الله لأُمّته ، بحيث تتحقّق لها صفة الأُمّة الواحدة التي ينطبق عليها وصف الرسول (صلى الله عليه وآله) : « مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى ».


هذا ، وتوجد إجراءات عملية في إطار تنفيذ استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية ، تبرز أهمّيتها من خلال اتّخاذ إجراءات متكاملة متماسكة على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية ، ويأتي في مقدّمتها ما يلي :
هذا ، وتوجد إجراءات عملية في إطار تنفيذ [[استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية]] ، تبرز أهمّيتها من خلال اتّخاذ إجراءات متكاملة متماسكة على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية ، ويأتي في مقدّمتها ما يلي :


1 ـ وضع سياسة وطنية تستهدف التقريب بين المذاهب الإسلامية ، تتضمّن خططاً عملية من شأنها أن تساعد المعنيّين على إبراز حقيقة الاختلافات الفقهية من منظور إسلامي باعتباره ظاهرة فكرية نابعة من منطلقات غير منافية للتشريع الإسلامي ، لها جذور إسلامية صحيحة مبرّرة ، وبالذات منها ما كان في المسائل والقضايا الاجتهادية المستنبطة من الأدلّة الظنّية .
1 ـ وضع سياسة وطنية تستهدف التقريب بين المذاهب الإسلامية ، تتضمّن خططاً عملية من شأنها أن تساعد المعنيّين على إبراز حقيقة الاختلافات الفقهية من منظور إسلامي باعتباره ظاهرة فكرية نابعة من منطلقات غير منافية للتشريع الإسلامي ، لها جذور إسلامية صحيحة مبرّرة ، وبالذات منها ما كان في المسائل والقضايا الاجتهادية المستنبطة من الأدلّة الظنّية .
٢٬٧٩٦

تعديل