٣٨٢
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤١: | سطر ٤١: | ||
هذا وقد نُسب إليه كتاب «الفقه الأكبر» إلّا أنّ البعض قد شكّك في هذه النسبة، وذكر البعض أنّ هذا الكتاب يحتوي على أكثر قواعد أهل السنّة والجماعة <ref>الجواهر المضيئة 2: 461، 468، أبو حنيفة حياته وعصره: 148 - 149.</ref>. كما وذكروا أنّ له رسالتين أُخريين، هما: «العالم والمتعلّم» و«رسالة إلى عثمان البتّي» وقد عكس فيهما قسماً آخر من آرائه الكلامية <ref>أبو حنيفة حياته وعصره: 148.</ref>. | هذا وقد نُسب إليه كتاب «الفقه الأكبر» إلّا أنّ البعض قد شكّك في هذه النسبة، وذكر البعض أنّ هذا الكتاب يحتوي على أكثر قواعد أهل السنّة والجماعة <ref>الجواهر المضيئة 2: 461، 468، أبو حنيفة حياته وعصره: 148 - 149.</ref>. كما وذكروا أنّ له رسالتين أُخريين، هما: «العالم والمتعلّم» و«رسالة إلى عثمان البتّي» وقد عكس فيهما قسماً آخر من آرائه الكلامية <ref>أبو حنيفة حياته وعصره: 148.</ref>. | ||
ولعلّ من أبرز الأمور المهمة والغريبة حول آرائه الكلامية: | <big>ولعلّ من أبرز الأمور المهمة والغريبة حول آرائه الكلامية:</big> | ||
أولاً: أنّ آراءه في العقائد لم نجدها في كتب صاحبيه أبي يوسف ومحمد، بل نُقلت عنه آراء في العقائد في كتبٍ منسوبةٍ إليه. | <big>أولاً:</big> أنّ آراءه في العقائد لم نجدها في كتب صاحبيه أبي يوسف ومحمد، بل نُقلت عنه آراء في العقائد في كتبٍ منسوبةٍ إليه. | ||
وثانياً: أنّ رأيه في الإمامية لم نجده مدوّناً بقلمه ولا بإملائه، ولا برواية أحدٍ من أصحابه <ref>المصدر السابق: 13.</ref>. | <big>وثانياً:</big> أنّ رأيه في الإمامية لم نجده مدوّناً بقلمه ولا بإملائه، ولا برواية أحدٍ من أصحابه <ref>المصدر السابق: 13.</ref>. | ||
ويذكر أنّ من أبرز خصائص مذهبه الكلامي: أ نّه كان مرجئاً <ref>المقالات والفرق: 6، تاريخ بغداد 13: 374، 419.</ref>. والمرجئة فرقة امتنعوا عن ذكر الأمويين بسوء، وقالوا فيهم: إنّهم يشهدون أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمداً رسول اللَّه، فليسوا إذن كفّاراً ولا مشركين، بل هم مسلمون نرجئ أمرهم إلى اللَّه الذي يعرف سرائر الناس <ref>أبو حنيفة حياته وعصره: 120.</ref>. كما وذكر الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة قوله: «إنّ الإيمان هو معرفة اللَّه بالقلب، وإنّه لايزيد ولاينقص» <ref>تاريخ بغداد 13: 372، 373.</ref>. | ويذكر أنّ من أبرز خصائص مذهبه الكلامي: أ نّه كان مرجئاً <ref>المقالات والفرق: 6، تاريخ بغداد 13: 374، 419.</ref>. والمرجئة فرقة امتنعوا عن ذكر الأمويين بسوء، وقالوا فيهم: إنّهم يشهدون أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمداً رسول اللَّه، فليسوا إذن كفّاراً ولا مشركين، بل هم مسلمون نرجئ أمرهم إلى اللَّه الذي يعرف سرائر الناس <ref>أبو حنيفة حياته وعصره: 120.</ref>. كما وذكر الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة قوله: «إنّ الإيمان هو معرفة اللَّه بالقلب، وإنّه لايزيد ولاينقص» <ref>تاريخ بغداد 13: 372، 373.</ref>. | ||
سطر ٦١: | سطر ٦١: | ||
ويحكى أنّ المنصور قال يوماً لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة! إنّ الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمد، فهيِّئ له من مسائلك تلك الصعاب، فقال: فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليَّ أبو جعفر فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلمّا بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلّمت، وأذن لي أبو جعفر فجلست، ثم التفتَ إلى جعفر فقال: يا أبا عبداللَّه، تعرف هذا؟ قال: «نعم، هذا أبو حنيفة» ثم أتبعها: «قد أتانا» ثم قال: يا أبا حنيفة! هاتِ من مسائلك، سل أبا عبداللَّه، فابتدأت أسأله، قال: فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا. ولمّا سُئل أبو حنيفة: من أفقه من رأيت؟ قال: «ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد» <ref>الكامل في ضعفاء الرجال 2: 555، سير أعلام النبلاء 6: 257 - 258.</ref>. | ويحكى أنّ المنصور قال يوماً لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة! إنّ الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمد، فهيِّئ له من مسائلك تلك الصعاب، فقال: فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليَّ أبو جعفر فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلمّا بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلّمت، وأذن لي أبو جعفر فجلست، ثم التفتَ إلى جعفر فقال: يا أبا عبداللَّه، تعرف هذا؟ قال: «نعم، هذا أبو حنيفة» ثم أتبعها: «قد أتانا» ثم قال: يا أبا حنيفة! هاتِ من مسائلك، سل أبا عبداللَّه، فابتدأت أسأله، قال: فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا. ولمّا سُئل أبو حنيفة: من أفقه من رأيت؟ قال: «ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد» <ref>الكامل في ضعفاء الرجال 2: 555، سير أعلام النبلاء 6: 257 - 258.</ref>. | ||
ويستفاد من هذه الحكاية أمران: | <big>ويستفاد من هذه الحكاية أمران:</big> | ||
الأول: أنّ المذهب الفقهي لأهل المدينة والكوفة - حيث كان إمامهم أبو حنيفة - غير المذهب الفقهي لأهل البيت عليهم السلام . | <big>الأول:</big> أنّ المذهب الفقهي لأهل المدينة والكوفة - حيث كان إمامهم أبو حنيفة - غير المذهب الفقهي لأهل البيت عليهم السلام . | ||
والثاني: أنّ أبا حنيفة كان في بداية الأمر يُحسن الظنّ بالعباسيّين، ولعلّ هذا ما حدا بأبي زهرة إلى القول بأنّ المنصور تعامل مع عبداللَّه بن الحسن وأبنائه بخشونة، وأ نّه أرسلهم في الأغلال والسلاسل من المدينة إلى الهاشمية <ref>الهاشمية: مدينة بناها أبو العباس السفّاح، وقد حُبس فيها عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام وأسرته بأمر المنصور (معجم البلدان 5: 389).</ref>، وحبسهم فيها حتّى مات أكثرهم في الحبس، ولمّا علم أبو حنيفة بذلك أخذ يبتعد عن العباسيّين، وصار من أشدّ معارضيهم؛ لأ نّه كان يحبّ العلويّين، ولاسيّما عبداللَّه وولده <ref>أبو حنيفة حياته وعصره: 36، 37.</ref>. | <big>والثاني:</big> أنّ أبا حنيفة كان في بداية الأمر يُحسن الظنّ بالعباسيّين، ولعلّ هذا ما حدا بأبي زهرة إلى القول بأنّ المنصور تعامل مع عبداللَّه بن الحسن وأبنائه بخشونة، وأ نّه أرسلهم في الأغلال والسلاسل من المدينة إلى الهاشمية <ref>الهاشمية: مدينة بناها أبو العباس السفّاح، وقد حُبس فيها عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام وأسرته بأمر المنصور (معجم البلدان 5: 389).</ref>، وحبسهم فيها حتّى مات أكثرهم في الحبس، ولمّا علم أبو حنيفة بذلك أخذ يبتعد عن العباسيّين، وصار من أشدّ معارضيهم؛ لأ نّه كان يحبّ العلويّين، ولاسيّما عبداللَّه وولده <ref>أبو حنيفة حياته وعصره: 36، 37.</ref>. | ||
==أبو حنيفة و أهل البيت عليهم السلام== | ==أبو حنيفة و أهل البيت عليهم السلام== | ||
سطر ٨٢: | سطر ٨٢: | ||
كما يُعدّ أبو حنيفة من الشخصيات النادرة التي كان للعلماء بشأنه آراء متضادّة ومختلفة، وقد اعتبر البعض وجود مثل هذا التناقض دليلاً على نباهته <ref>الجواهر المضيئة 1: 57، 58.</ref>. ويرى بعض نقّاد الحديث؛ كابن أبي داود وابن حبّان والخطيب البغدادي أ نّه قد حصل اتّفاق في ذمّ أبي حنيفة، وهم يعتقدون أنّ الائمة الكبار قد ذمّوه - سوى القليل - وجرحوه <ref>كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 64، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2476، تاريخ بغداد 13: 394.</ref>، فيما يرى آخرون: أنّ من وثّقه وأثنى عليه أكثر ممّن تكلّم فيه، مع اعترافهم بوجود معارضين لأبي حنيفة <ref>الجواهر المضيئة 1: 57.</ref>. | كما يُعدّ أبو حنيفة من الشخصيات النادرة التي كان للعلماء بشأنه آراء متضادّة ومختلفة، وقد اعتبر البعض وجود مثل هذا التناقض دليلاً على نباهته <ref>الجواهر المضيئة 1: 57، 58.</ref>. ويرى بعض نقّاد الحديث؛ كابن أبي داود وابن حبّان والخطيب البغدادي أ نّه قد حصل اتّفاق في ذمّ أبي حنيفة، وهم يعتقدون أنّ الائمة الكبار قد ذمّوه - سوى القليل - وجرحوه <ref>كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 64، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2476، تاريخ بغداد 13: 394.</ref>، فيما يرى آخرون: أنّ من وثّقه وأثنى عليه أكثر ممّن تكلّم فيه، مع اعترافهم بوجود معارضين لأبي حنيفة <ref>الجواهر المضيئة 1: 57.</ref>. | ||
وبناءً على هذا فمن الأجدر أن نعرض عن النقل التفصيلي لهذه الآراء، ونكتفي بما يرد إجمالاً فيه هنا، إلّا | <big>وبناءً على هذا فمن الأجدر أن نعرض عن النقل التفصيلي لهذه الآراء، ونكتفي بما يرد إجمالاً فيه هنا، إلّا أنّنا لابدّ أن نشير هنا إلى نكتتين مهمتين:</big> | ||
الأولى : أنّ أحمد بن محمد بن الصلت (308 ه ) هو أول من كتب كتاباً في مناقب أبي حنيفة، وقد ذكرنا آنفاً | <big>الأولى:</big> أنّ أحمد بن محمد بن الصلت (308 ه ) هو أول من كتب كتاباً في مناقب أبي حنيفة، وقد ذكرنا آنفاً أنّه اتّهم بالكذب ووضع الحديث. | ||
ولعلّ أول الآثار التي كُتبت في ذمّ أبي حنيفة وذكر مثالبه هو ما كتبه ابن حبّان البستي (354 ه ) حيث كتب كتابين: الأول بعنوان: كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه، في عشرة أجزاء، والثاني بعنوان: كتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة، في عشرة أجزاء أيضاً <ref>كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61 (هامش 3).</ref>. | ولعلّ أول الآثار التي كُتبت في ذمّ أبي حنيفة وذكر مثالبه هو ما كتبه ابن حبّان البستي (354 ه ) حيث كتب كتابين: الأول بعنوان: كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه، في عشرة أجزاء، والثاني بعنوان: كتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة، في عشرة أجزاء أيضاً <ref>كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61 (هامش 3).</ref>. | ||
سطر ٩٠: | سطر ٩٠: | ||
وبعد فترة ليست طويلة كُتب كتابان بخصوصه: أحدهما مستقلّ بعنوان: أخبار أبي حنيفة وأصحابه ، لأبي عبد اللَّه الصيمري ( 436 ه ) والثاني ضمن تاريخ بغداد (13/323 - 423) في مدح وذمّ أبي حنيفة. وقد صار الكتاب الثاني محطّ نقد لاذع لأنصار أبي حنيفة، فكتبوا وألّفوا في ذلك المؤلّفات والكتب، ومن جملتها: الردّ على أبي بكر الخطيب البغدادي، لأبي مظفّر الحنفي (578 - 424 ه ) وتأنيب الخطيب، لمحمد زاهد بن حسن الكوثري (1296 - 1371 ه ). وقد شنّ الكوثري في هذا الكتاب، وكذلك في تقدمة نصب الراية هجوماً على شخصيات إضافة إلى الخطيب البغدادي، مثل: العقيلي وابن عدي وابن حبّان البستي وأبي حاتم الرازي من أرباب الرجال <ref>نصب الراية 1: 57 - 60 (المقدمة)، تأنيب الخطيب: 11 - 20.</ref>. | وبعد فترة ليست طويلة كُتب كتابان بخصوصه: أحدهما مستقلّ بعنوان: أخبار أبي حنيفة وأصحابه ، لأبي عبد اللَّه الصيمري ( 436 ه ) والثاني ضمن تاريخ بغداد (13/323 - 423) في مدح وذمّ أبي حنيفة. وقد صار الكتاب الثاني محطّ نقد لاذع لأنصار أبي حنيفة، فكتبوا وألّفوا في ذلك المؤلّفات والكتب، ومن جملتها: الردّ على أبي بكر الخطيب البغدادي، لأبي مظفّر الحنفي (578 - 424 ه ) وتأنيب الخطيب، لمحمد زاهد بن حسن الكوثري (1296 - 1371 ه ). وقد شنّ الكوثري في هذا الكتاب، وكذلك في تقدمة نصب الراية هجوماً على شخصيات إضافة إلى الخطيب البغدادي، مثل: العقيلي وابن عدي وابن حبّان البستي وأبي حاتم الرازي من أرباب الرجال <ref>نصب الراية 1: 57 - 60 (المقدمة)، تأنيب الخطيب: 11 - 20.</ref>. | ||
والثانية: أنّ إرجاع هذا النقد بشأن أبي حنيفة - كما صنع الكوثري - إلى النزاع الذي كان يدعو للتعصّب بين أهل الحديث والرأي في القرن الثاني، والجدال المذهبي في القرن الرابع، والهجوم على أهم الشخصيات المعروفة في مجال الحديث والرجال إنّما يعني التضحية بالآخرين، بل إهانة لهم لحفظ شخص واحد <ref>أنظر: أبو حنيفة حياته وعصره: 10، نصب الراية 1: 57 - 60، تأنيب الخطيب: 11 - 12.</ref>. | <big>والثانية:</big> أنّ إرجاع هذا النقد بشأن أبي حنيفة - كما صنع الكوثري - إلى النزاع الذي كان يدعو للتعصّب بين أهل الحديث والرأي في القرن الثاني، والجدال المذهبي في القرن الرابع، والهجوم على أهم الشخصيات المعروفة في مجال الحديث والرجال إنّما يعني التضحية بالآخرين، بل إهانة لهم لحفظ شخص واحد <ref>أنظر: أبو حنيفة حياته وعصره: 10، نصب الراية 1: 57 - 60، تأنيب الخطيب: 11 - 12.</ref>. | ||
=موقف الرجاليّين منه= | =موقف الرجاليّين منه= | ||
سطر ١٠١: | سطر ١٠١: | ||
كما روى عن جماعة، منهم: عبداللَّه بن الحسن بن الحسن، عطاء بن أبي رَباح، أبو إسحاق السَبِيعي، مُحارِب بن دِثَار، حمّاد بن أبي سُليمان، الهَيْثم بن حبيب بن الصَوَّاف، سِماك بن حَرْب، عَلْقمة بن مَرْثَد، عَطيَّة العَوْفي، عبدالعزيز بن رفيع، الأوزاعي، الشعبي، عاصم بن أبي النجود، الأعمش <ref>تاريخ بغداد 13: 324، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61 (الهامش 3)، رجال الطوسي: 325، أبو حنيفة حياته وعصره: 66.</ref>. | كما روى عن جماعة، منهم: عبداللَّه بن الحسن بن الحسن، عطاء بن أبي رَباح، أبو إسحاق السَبِيعي، مُحارِب بن دِثَار، حمّاد بن أبي سُليمان، الهَيْثم بن حبيب بن الصَوَّاف، سِماك بن حَرْب، عَلْقمة بن مَرْثَد، عَطيَّة العَوْفي، عبدالعزيز بن رفيع، الأوزاعي، الشعبي، عاصم بن أبي النجود، الأعمش <ref>تاريخ بغداد 13: 324، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61 (الهامش 3)، رجال الطوسي: 325، أبو حنيفة حياته وعصره: 66.</ref>. | ||
هذا وأنّ البعض قد عدّوه من التابعين - كما ذكرنا - وصرّحوا أنّ أبا حنيفة لقي بعض الصحابة، منهم: عبداللَّه بن أبي أوفى ، أبو الطُفَيْل عامر بن واثِلَة، عبداللَّه بن الحارث بن جزء، أنس بن مالك. كما | هذا وأنّ البعض قد عدّوه من التابعين - كما ذكرنا - وصرّحوا أنّ أبا حنيفة لقي بعض الصحابة، منهم: عبداللَّه بن أبي أوفى ، أبو الطُفَيْل عامر بن واثِلَة، عبداللَّه بن الحارث بن جزء، أنس بن مالك. كما أنّه روى عن بعضهم، إلّا أنّ آخرين قد تردّدوا في ذلك، بل ونفوه <ref>أنظر: أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 18،19، وفيات الأعيان 5: 406، لسان الميزان 1: 271، 272، طبقات الفقهاء: 87، 88.</ref>. | ||
وذكر بعض أصحاب السير أنّ رواة أبي حنيفة كثيرون بلغ عددهم أربعة آلاف <ref>الجواهر المضيئة 1: 5، 55.</ref>، ومنهم: هُشَيْم بن بَشير، عبَّاد بن العوّام، عبداللَّه بن المُبارك، وكيع، يزيد بن هارون، علي ابن عاصم، أبو يوسف القاضي، محمد بن حسن الشيباني، يحيى بن نصر بن حاجب، هَوْذَة بن خليفة، أبو عبدالرحمان المُقري، عبدالرزّاق بن همَّام <ref>أنظر: المصدر السابق.</ref>. | وذكر بعض أصحاب السير أنّ رواة أبي حنيفة كثيرون بلغ عددهم أربعة آلاف <ref>الجواهر المضيئة 1: 5، 55.</ref>، ومنهم: هُشَيْم بن بَشير، عبَّاد بن العوّام، عبداللَّه بن المُبارك، وكيع، يزيد بن هارون، علي ابن عاصم، أبو يوسف القاضي، محمد بن حسن الشيباني، يحيى بن نصر بن حاجب، هَوْذَة بن خليفة، أبو عبدالرحمان المُقري، عبدالرزّاق بن همَّام <ref>أنظر: المصدر السابق.</ref>. | ||
سطر ١٠٧: | سطر ١٠٧: | ||
ويشير الملّا علي القاري أيضاً في رسالته «مناقب الإمام الأعظم» بعبارة «وروي» إلى وجود ما يقرب من سبعين ألف حديث في تصانيف وكتب أبي حنيفة <ref>تاريخ بغداد 13: 324.</ref>، إلّا أنّ البعض كعبداللَّه بن المبارك والحُمَيْدي وابن حِبَّان وابن عدي وابن الجوزي قالوا عنه: «مسكين في الحديث» واتّهموه أيضاً وقالوا: له فقط (130) حديثاً، أخطأ في (120) حديثاً منها... فيما قال ابن عدي: إنّ عدد رواياته أرجح من 300، ولم يصحّ له في جميع مايرويه إلّا بضعة عشر حديثاً... <ref>كتاب التاريخ الصغير 2: 41، الجرح والتعديل 8: 450، كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 275 و3: 61 - 63، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2479، المنتظم 8: 135.</ref>. | ويشير الملّا علي القاري أيضاً في رسالته «مناقب الإمام الأعظم» بعبارة «وروي» إلى وجود ما يقرب من سبعين ألف حديث في تصانيف وكتب أبي حنيفة <ref>تاريخ بغداد 13: 324.</ref>، إلّا أنّ البعض كعبداللَّه بن المبارك والحُمَيْدي وابن حِبَّان وابن عدي وابن الجوزي قالوا عنه: «مسكين في الحديث» واتّهموه أيضاً وقالوا: له فقط (130) حديثاً، أخطأ في (120) حديثاً منها... فيما قال ابن عدي: إنّ عدد رواياته أرجح من 300، ولم يصحّ له في جميع مايرويه إلّا بضعة عشر حديثاً... <ref>كتاب التاريخ الصغير 2: 41، الجرح والتعديل 8: 450، كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 275 و3: 61 - 63، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2479، المنتظم 8: 135.</ref>. | ||
وعلى كلّ حال فإنّ قليلاً من رواياته وردت في سنن الترمذي والنسائي <ref>تهذيب التهذيب 10: 401.</ref>، وكذلك في المصادر الروائية الشيعية، ومن هذه الروايات ما رواه بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله | وعلى كلّ حال فإنّ قليلاً من رواياته وردت في سنن الترمذي والنسائي <ref>تهذيب التهذيب 10: 401.</ref>، وكذلك في المصادر الروائية الشيعية، ومن هذه الروايات ما رواه بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «... الدالّ على الخير كفاعله» <ref>أنظر: كتاب الخصال 1: 416، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2478.</ref>. | ||
إنّ منزلته الروائية في أغلب كتب التراجم والرجال كانت محطّ النقد والنقاش، وقد انتقده - بنحوٍ ما - عدد كبير من الشخصيات الإسلامية، ومن جملتهم: الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أيوب السختياني، جَرير بن حازم، حمَّاد بن سَلَمة، حمّاد بن زيد، مالك بن أنس، أبو عبداللَّه المقري، ابن أبي ليلى ، حفص بن غياث، شريك بن عبداللَّه، وكيع بن الجرَّاح، عبداللَّه بن شُبْرُمَة، أبو بكر بن عيّاش، أحمد، البخاري، النسائي، الدار قطني، ابن سعد، ابن حبّان، أبو حاتم، ابن عدي، الخطيب البغدادي، الغزالي، ابن الجوزي <ref>أنظر: طبقات ابن سعد 6: 368، كتاب التاريخ الكبير 8: 81، التاريخ الصغير 2: 41، تاريخ الطبري (ذيل المذيل) 11: 654، الضعفاء والمتروكون: 233، الجرح والتعديل 8: 449 - 450، الكافي 1: 46، كتاب الضعفاء والمجروحين 3 : 61 - 73 ( الهامش 3 ) ، أخبار أبي حنيفة وأصحابه : 21 ، 22 ، الكامل في ضعفاء الرجال 7 : 2472 - 2479 ، حلية الأولياء 6 : 258 - 259 ، تاريخ بغداد 13 : 369 فما بعدها ، المنتظم 8 : 131 ، 134 ، تنقيح المقال 3 : 272 ، ميزان الاعتدال 4 : 265 ، معجم رجال الحديث 20 : 179 .</ref>. | إنّ منزلته الروائية في أغلب كتب التراجم والرجال كانت محطّ النقد والنقاش، وقد انتقده - بنحوٍ ما - عدد كبير من الشخصيات الإسلامية، ومن جملتهم: الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أيوب السختياني، جَرير بن حازم، حمَّاد بن سَلَمة، حمّاد بن زيد، مالك بن أنس، أبو عبداللَّه المقري، ابن أبي ليلى ، حفص بن غياث، شريك بن عبداللَّه، وكيع بن الجرَّاح، عبداللَّه بن شُبْرُمَة، أبو بكر بن عيّاش، أحمد، البخاري، النسائي، الدار قطني، ابن سعد، ابن حبّان، أبو حاتم، ابن عدي، الخطيب البغدادي، الغزالي، ابن الجوزي <ref>أنظر: طبقات ابن سعد 6: 368، كتاب التاريخ الكبير 8: 81، التاريخ الصغير 2: 41، تاريخ الطبري (ذيل المذيل) 11: 654، الضعفاء والمتروكون: 233، الجرح والتعديل 8: 449 - 450، الكافي 1: 46، كتاب الضعفاء والمجروحين 3 : 61 - 73 ( الهامش 3 ) ، أخبار أبي حنيفة وأصحابه : 21 ، 22 ، الكامل في ضعفاء الرجال 7 : 2472 - 2479 ، حلية الأولياء 6 : 258 - 259 ، تاريخ بغداد 13 : 369 فما بعدها ، المنتظم 8 : 131 ، 134 ، تنقيح المقال 3 : 272 ، ميزان الاعتدال 4 : 265 ، معجم رجال الحديث 20 : 179 .</ref>. |
تعديل