الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفطرة أرضية الفعل أم سماوية؟»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ١٤: سطر ١٤:
فالإنسان المتعامل مع الخلق في هذا العالم والموجودات الجسمانية المحسوسة، فإنَّ کلَّ إهتمامه وشغله ينصب على الأمور المادية المحسوسة، ممَّا يجعله في غفلة دائمة عن باطن الأمور وما فيها من مظاهر الملکوت: >يعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ<.  فيجب على الإنسان أنْ يكون صاحب النظرة الملکوتية والتوجه من خلال هذه الظواهر إلى حقائق الأمور و بواطنها، فإنَّه ينظر إلى الظاهر على أنَّه انعکاسٌ وتجلٍّ للباطن، وإنَّ الظاهر فرع الملکوت ومتطفل عليه. فهو يرى الظاهر کالقشرة الخارجية والباطن هو لبُّ الأشياء و أساسها، ولذلک فلا يضحي بالأصل والمحتوى من أجل الفرع والقشور، قال [[علي]] (عليه السلام): >إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا، وَاشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا الموت. إِذَا آشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا، فَأمَّاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ يُمِيتَهُمْ<.  
فالإنسان المتعامل مع الخلق في هذا العالم والموجودات الجسمانية المحسوسة، فإنَّ کلَّ إهتمامه وشغله ينصب على الأمور المادية المحسوسة، ممَّا يجعله في غفلة دائمة عن باطن الأمور وما فيها من مظاهر الملکوت: >يعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ<.  فيجب على الإنسان أنْ يكون صاحب النظرة الملکوتية والتوجه من خلال هذه الظواهر إلى حقائق الأمور و بواطنها، فإنَّه ينظر إلى الظاهر على أنَّه انعکاسٌ وتجلٍّ للباطن، وإنَّ الظاهر فرع الملکوت ومتطفل عليه. فهو يرى الظاهر کالقشرة الخارجية والباطن هو لبُّ الأشياء و أساسها، ولذلک فلا يضحي بالأصل والمحتوى من أجل الفرع والقشور، قال [[علي]] (عليه السلام): >إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا، وَاشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا الموت. إِذَا آشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا، فَأمَّاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ يُمِيتَهُمْ<.  
فالحريَّة الحقيقيَّة تکمن في سيطرة العقل وتحکُّمه في عالم النفس وتلقّي قوى الغضب والشهوة أوامرها منه، وانصياعها لکل ما يصدر عنه. وإلاَّ لصار العقل أيضاً أسيرا في هذه القوى وقبضتها؛ قال علي (عليه السلام): >وَکَمْ مِنْ عَقْلٍ أسِيرٍ تَحْتَ هَوىً أمِيرٍ<.  وعندما يتحرَّر الإنسان في داخله من قبضة الميول والأهواء، ويعتقد بأصالة روحه ونفسه، فإنه سوف يکون سعيداً في ميدان الحياة الإجتماعية والسياسية والثقافية. والأنبياء (عليهم السلام) بُعثوا لأجل عمارت الدنيا، ولکنهم نظروا إلى الدنيا بعين الآخرة، وإنَّهم جاؤوا ليعلّموا النَّاس كيف يعيشوا في الدنيا لينالوا بها سعادة الآخرة.
فالحريَّة الحقيقيَّة تکمن في سيطرة العقل وتحکُّمه في عالم النفس وتلقّي قوى الغضب والشهوة أوامرها منه، وانصياعها لکل ما يصدر عنه. وإلاَّ لصار العقل أيضاً أسيرا في هذه القوى وقبضتها؛ قال علي (عليه السلام): >وَکَمْ مِنْ عَقْلٍ أسِيرٍ تَحْتَ هَوىً أمِيرٍ<.  وعندما يتحرَّر الإنسان في داخله من قبضة الميول والأهواء، ويعتقد بأصالة روحه ونفسه، فإنه سوف يکون سعيداً في ميدان الحياة الإجتماعية والسياسية والثقافية. والأنبياء (عليهم السلام) بُعثوا لأجل عمارت الدنيا، ولکنهم نظروا إلى الدنيا بعين الآخرة، وإنَّهم جاؤوا ليعلّموا النَّاس كيف يعيشوا في الدنيا لينالوا بها سعادة الآخرة.
[[تصنيف: المصطلحات الدينية]]
[[تصنيف: الفطرة الإنسانية]]
[[تصنيف: الإنسان]]
٤٬٩٤١

تعديل