يحيى بن عبدالحميد بن عبدالرحمان بن ميمون
الاسم | يحيى بن عبدالحميد بن عبدالرحمان بن ميمون (بشمين) [١] |
---|---|
تاريخ الولادة | بحدود سنة 150 هجري قمري |
تاريخ الوفاة | 228 هجري قمري |
كنيته | أبو زكريا [٢]. |
نسبه | الحِمّاني، العُكلي، العِجْلي [٣]. |
لقبه | الكوفي، الأعور [٤]. |
طبقته | التاسعة [٥]. |
يحيى بن عبدالحميد بن عبدالرحمان بن ميمون ينتهي نسبه إلى بني حِمَّان، وهي قبيلة من تميم العدنانية، حيث هاجر بنو حمَّان إلى الكوفة وسكنوا فيها. ويُعدّ عبدالحميد - والد يحيى - من المحدّثين المشهورين والموثّقين من هذه القبيلة، كما ويعتبر جدّه الأعلى مَيمون وعمه محمد بن عبدالرحمان من رواة هذه القبيلة [٦].
ترجمته
ليس بأيدينا معلومات كافية عن حياته، سوى أنّه كان كأبيه وعمه قد تصدّى لرواية الحديث وجمعه، وكان من الحفّاظ، وكان أول من تصدّى لكتابة مسنده من محدّثي الكوفة، فجمع فيه أربعة آلاف حديث، يقول ابن معين: «كانوا يحسدونه»، ويقول هو عن ذلك: «لا تسمعوا كلام أهل الكوفة، فإنّهم يحسدوني لأنّي أول من جمع المسند، وقد تقدّمتهم في غير شيء» أي: في أكثر من أمر [٧].
ويمكن القول: إنّه كان من الشيعة من خلال بعض الأمور، منها: كثرة رواياته في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام، وتأليفه كتاب في إثبات إمامته عليه السلام، وعدم ارتياحه للبعض من مناوئيه، وتكفيره لمعاوية وأنّه لم يمت على ملّة الإسلام... إلّا أنّنا مع هذا لا نستطيع إثبات كونه إمامياً؛ لأ نّه لم يرو عن الإمام الصادق والكاظم والرضاعليهم السلام قط مع أنّه كان معاصراً لهم، وكذلك فهو لم يكن يعتقد بجعفر بن محمد عليهما السلام كما تعتقد به الشيعة [٨].
موقف الرجاليّين منه
وثّقه ابن معين ومحمد بن عبداللَّه بن نُمَيْر في روايةٍ وأحمدبن منصور الرمادي وابن شاهين [٩]، قال ابن عدي: «وليحيى الحِمَّاني مسند صالحٌ... ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير فأذكرها، وأرجو أنّه لا بأس به» [١٠].
ويذكر أنّ سفيان بن عيينة كان يولي عنايةً خاصةً باثنين من تلامذته الكوفيّين، وهما: المترجم له يحيى بن عبد الحميد ويحيى بن آدم (أبو زكريا القرشي) [١١]. وصرّح ابن معين بأنّ مذمّته إنّما حصلت لأنّهم حسدوه [١٢].
فيما اتّهمه أحمد وإسماعيل بن موسى نسيب السدّي وعلي بن المديني وابن نُمَيْر - في روايته الأخرى - و عثمان بن سعيد الدارمي و علي بن حسين بن جنيد أنّه كان يسرق الأحاديث ويتلقطها، أو كان به غفلة في الرواية. كما أنّ يعقوب بن سفيان الفارسي والذهبي أيّدا أحمد فضعّفوه [١٣].
وذكرنا آنفاً أنّه أول من كتب مسنداً من بين الكوفيّين، جمع فيه آلاف الأحاديث [١٤]، ومع ذلك فإنّ كتب الصحاح الستّة لأهل السنّة والكتب الأربعة للشيعة لم تنقل عنه روايةً قطّ، إلّا أنّه ورد عدد من رواياته في المصادر الروائية للفريقين [١٥].
وذكر النجاشي و الشيخ الطوسي أنّ له كتاباً، وقال الشيخ في فهرسته تحت عنوان «الحِمّاني»: «له كتاب المناقب». ويبدو أنّ هذا الكتاب هو في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام الذي أشرنا إليه. وعلى أيّة حال فإنّ رجاليّي الشيعة قد سكتوا عن جرحه وتعديله [١٦]، وأنّه لم يرو عن ائمة أهل البيت عليهم السلام [١٧].
من روى عنهم ومن رووا عنه [١٨]
روى عن جماعة، منهم: شَرِيك بن عبداللَّه النَخَعي، قيس بن الربيع، محمد بن الفضيل، وكيع، أبو بكر بن أبي عياش، علي بن مُسْهِر، ابن عيينة، أبوه: عبدالحميد بن عبدالرحمان، إسماعيل بن عيَّاش. وروى عنه جماعة، منهم: أبو يعلى، يعقوب بن سفيان، أحمد بن ميثم، محمد بن أيوب بن يحيى الرازي، موسى بن هارون الحافظ، أبو حاتم الرازي، طَريف بن عُبيداللَّه الموصلي.
من رواياته
يختصّ قسم مهم من رواياته التي بين أيدينا بفضائل ومناقب أهل البيت عليهم السلام، ويُعدّ من رواة حديث الغدير، والخطبة الشقشقية، ونقل عنه أنّ قبر الحسين عليه السلام كان قد حُرِث بأمر موسى بن عيسى والي الكوفة [١٩].
وروى الحسكاني بسنده عن يحيى عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: «إنّ أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة اللَّه علي بن أبي طالب» [٢٠].
وروى الشيخ الصدوق عنه: أنّ فاطمة عادت النبي صلى الله عليه وآله في مرضه وضعفه، فذكر لها أُموراً، ومن جملتها: «إنّ لعليٍّ ثمان خصال: إيمانه باللَّه وبرسوله، وعلمه وحكمته، وزوجته، وسبطاه: حسن وحسين، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب اللَّه». ثم قال لها صلى الله عليه وآله: «يا فاطمة! إنّا أهل بيتٍ أُعطينا سبع خصال، لم يعطها أحد من الأولين قبلنا، ولايدركها أحد من الآخرين بعدنا: نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة عم أبيك، ومنّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة وهو جعفر، ومنّا سبطا هذه الأُمة وهما ابناك» [٢١].
وفاته
توفّي يحيى في خلافة الواثق بن المعتصم، سنة 228 ه ، بالعسكر (سامراء) [٢٢].
المراجع
- ↑ تاريخ بغداد 14: 167، تنقيح المقال 3: 318، سير أعلام النبلاء 10: 526، تهذيب التهذيب 11: 213، لسان الميزان 7: 434، قاموس الرجال 11: 61، مستدركات علم رجال الحديث 8: 214.
- ↑ الأنساب 2: 257، الجرح والتعديل 9: 168، الضعفاء الصغير: 124، الطبقات الكبرى 6: 411.
- ↑ جامع الرواة 2: 330، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2693، تاريخ الإسلام 16: 452.
- ↑ ميزان الاعتدال 4: 392، تذكرة الحفّاظ 2: 423، تهذيب الكمال 31: 419.
- ↑ تقريب التهذيب 2: 352.
- ↑ المؤتلف والمختلف 2: 734 - 735، الأنساب 2: 257، 258، اللباب 1: 386، معجم قبائل العرب 1: 295، سير أعلام النبلاء 10: 526، 540، تاريخ بغداد 14: 167، الإكمال لابن ماكولا 2: 553.
- ↑ تاريخ بغداد 14: 168 - 170، الجرح والتعديل 9: 170، الأنساب 2: 258، 259، الكامل في ضعفاء الرجال 7: 1963.
- ↑ رجال النجاشي: 446 رقم (1206)، المعرفة والتاريخ 3: 192، سير أعلام النبلاء 10: 530، ميزان الاعتدال 4: 392، رجال الكشّي: رقم (588)، معجم رجال الحديث 21: 64.
- ↑ سير أعلام النبلاء 10: 534، 535، تهذيب الكمال 31: 427.
- ↑ الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2694.
- ↑ تاريخ بغداد 14: 168.
- ↑ الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2694.
- ↑ الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2694، تهذيب الكمال 31: 427، ميزان الاعتدال 4: 392، تقريب التهذيب 2: 352، تاريخ بغداد 14: 169 - 173، كتاب التاريخ الكبير 8: 291.
- ↑ يستفاد من كلام ابن عدي أنّ مسنده كان موجوداً حتّى القرن الرابع الهجري (الكامل في ضعفاء الرجال 7: 2694).
- ↑ سير أعلام النبلاء 10: 537 - 539، المعرفة والتاريخ 1: 498 و3: 192، 402، شواهد التنزيل: ح73، 82، 102، 140، 211، معاني الأخبار: 360، أمالي الطوسي: 228، 321، كتاب الخصال 1: 104 و2: 412، بحار الأنوار 38: 134.
- ↑ رجال النجاشي: 446 رقم (1026 و1027)، رجال الكشّي: رقم (588)، رجال الطوسي: 517، الفهرست للطوسي: 261، 282، معجم رجال الحديث 21: 64، جامع الرواة 2: 330
- ↑ رجال الطوسي: 517.
- ↑ تهذيب الكمال 31: 420 - 421، أمالي الطوسي: 321، البداية والنهاية 7: 337، 355.
- ↑ أنظر: كتاب الخصال 1: 104 و2: 412، بشارة المصطفى: 224، المعرفة والتاريخ 3: 192، أمالي الطوسي228، 321، معاني الأخبار: 360، الغدير 1: 43، 87.
- ↑ شواهد التنزيل: ح140، وانظر: مستدرك الحاكم 3: 4.
- ↑ كتاب الخصال 2: 412.
- ↑ المعارف: 526، تاريخ بغداد 14: 176، شذرات الذهب 2: 67، النجوم الزاهرة 2: 254، التاريخ الصغير 2: 328.