يحيى بن سعيد بن فروخ
الاسم | يحيى بن سعيد بن فروُّخ [١] |
---|---|
تاريخ الولادة | 120 هجري قمري |
تاريخ الوفاة | 198 هجري قمري |
كنيته | أبو سعيد [٢] و [٣]. |
نسبه | التميمي [٤]. |
لقبه | القطّان، البصري، الأحول [٥]. |
طبقته | التاسعة [٦]. |
يحيى بن سعيد بن فروخ هو مولى بني تميم من أهل البصرة [٧]، وذكروا أنّ القطّان نسبة إلى بيع القطن حيث اشتهر بها [٨]. وقال ابن حبّان: «كان من سادات أهل زمانه حفظاً وورعاً، وعقلاً وفهماً، وفضلاً وعلماً وديناً [٩]، وهو الذي مهّد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن الثقات وترك الضعفاء» [١٠].
ترجمته
وروي: أنّه كان يختم القرآن كلّ يومٍ وليلةٍ [١١]، وقد بالغ ابن مَعين قليلاً فقال: أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كلّ ليلة، ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة [١٢]. كما وروي: أنّه لم يكن يمزح، ولايضحك إلّا تبسّماً [١٣]. وقال بُنْدار: «اختلفتُ إلى يحيى بن سعيد عشرين سنة، فما أظنّ أنّه عصى اللَّه تعالى قطّ» [١٤].
وذكروا: أنّ نفقة يحيى القطّان كانت من غلّته، إن دخل من غلّته حنطة أكل حنطةً، وإن دخل شعير أكل شعيراً، وإن دخل تمر أكل تمراً [١٥].
واعتبره ابن قُتَيْبة وابن رستة في عداد الشيعة [١٦]، إلّا أنّ هناك ما يدلّ على أنّه كان من أهل السنّة، مثل: سكوت رجاليّي أهل السنّة عن مذهبه، وكان يفتي بقول أبي حنيفة، ويقول بقدم القرآن [١٧]. مع تصريح النجاشي بأ نّه من أهل السنّة [١٨].
كان يحيى من التلامذة البارزين لشُعبة وسُفيان. وروي عنه أنّه قال: «اختلفت إلى شُعبة عشرين سنة» [١٩]. وعن إسحاق بن إبراهيم بن أبي حبيب الشهيد: «كنت أرى يحيى القطّان يصلّي العصر، ثم يستند فيقف بين يديه علي بن المديني وأحمد وابن مَعين والشاذكوني وعمر بن علي، يسألونه عن الحديث وهم قيام؛ هيبةً له» [٢٠]. كما وكان يختلف محمد بن يسار إلى يحيى عشرين سنة، وقال: «لو عاش يحيى بعد تلك المدّة لكنت أسمع منه شيئاً كثيراً» [٢١].
وأخصّ أصحاب يحيى بن سعيد هو علي بن المديني، وكان يحيى بن سعيد رأساً في معرفة العلل، فأخذ ذلك عنه ابن المديني، وأخذ عن ابن المديني أبوعبداللَّه البخاري، قال عُتبة: «وأخذ عن البخاري الترمذي علله الكبرى» [٢٢].
وأمّا نهجه في نقد الرجال فقال الذهبي: «كان يحيى بن سعيد متعنّتاً في نقد الرجال، فإذا رأيته قد وثّق شيخاً فاعتمد عليه، أمّا إذا ليّن أحداً فتأنّ في أمره حتّى ترى قول غيره فيه» [٢٣]. وقال الذهبي أيضاً: «قال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد، قال: أملى عليَّ جعفر بن محمد الحديث الطويل - يعني في الحجّ - ثم قال: وفي نفسي منه شيء، مجالد أحبّ إليَّ منه! قلت: هذه من زلقات يحيى القطّان، بل أجمع ائمة هذا الشأن على أنّ جعفراً أوثق من مجالد، ولم يلتفتوا إلى قول يحيى. وقال إسحاق بن حكيم: قال القطّان: جعفر ما كان كذوباً» [٢٤].
موقف الرجاليّين منه
كان يحيى مشهوراً بين الحفّاظ والرجاليّين في عصره، واتّفق جميع أرباب الرجال من أهل السنّة على توثيقه [٢٥]، أمّا الشيعة فقد صرّح النجاشي ومن تبعه من المتأخّرين على وثاقته. وعليه فيمكن القول: إنّ جميع الرجاليّين من الفريقين - سوى الشيخ الطوسي - لهم رأي واحد فيه.
هذا فضلاً عن أنّه أحد رواة روايات تفسير القمّي، ويرى المحقّق الخوئي أنّ التوثيق العام للقمّي بشأن هؤلاء الرواة معتبر ومقبول [٢٦]. وقد وردت رواياته في المصادر المعتبرة لأهل السنّة والشيعة [٢٧].
من روى عنهم ومن رووا عنه [٢٨]
روى عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام. وروى أيضاً عن جماعة، منهم: شُعبة، الثوري، أبو حيان التيمي، يحيى بن سعيد الأنصاري، حماد بن سلمة، حميد الطويل، سفيان بن عيينة، ابن جريج، عطاء بن السائب، عكرِمة بن عمّار اليمامي، مالك بن أنس، هشام بن عروة، فطر بن خَليفة. وروى عنه جماعة، منهم: أحمد، أحمد بن سنان القطّان، إسحاق بن راهويه، سفيان بن وكيع بن الجراح، علي بن المديني، سليمان بن داود المنقري، محمد بن بشّار، ابنه: محمد، حفيده: أحمد بن محمد، نصر بن علي الجَهْضَمي، يحيى بن مَعين.
من رواياته
روى المحدّث القمي والشيخ الصدوق بإسنادهما إلى يحيى بن سعيد القطّان قال: سمعت أبا عبداللَّه الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى:«مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَيَبْغِيَانِ» قال: علي وفاطمة بحران عميقان لايبغي أحدهما على صاحبه «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ» قال: الحسن والحسين عليهما السلام [٢٩]. وروى أبونعيم عنه: أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: «لولا أن أشقّ على أُمّتي لأمرتهم بالسواك»[٣٠].
وفاته
نقل علي بن عبداللَّه: أنّ يحيى لمّا سمع آياتٍ من سورة الدخان تغيّر، ولمّا بلغ القارئ:«إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ» صعق يحيى وغشي عليه، وارتفع صدره من الأرض، فتقوّس، ورفع صدره، وكان باب قريباً منه فانقلب فأصاب الباب، فغار صدره وسال الدم... فما زالت به تلك القرحة حتّى مات [٣١]. وكانت وفاته في 12 صفر سنة 198 ه، ودفن في البصرة زمان خلافة المأمون، وصلّى عليه إسماعيل بن جعفر ابن سليمان العباسي [٣٢].
المراجع
- ↑ تهذيب الكمال 31: 329، تذكرة الحفّاظ 1: 298، كتاب التاريخ الكبير 8: 276، رجال صحيح مسلم 2: 338.
- ↑ الأنساب 4: 519، جامع الرواة 2: 329، المراجعات: 179.
- ↑ ذكرت جميع المصادر الرجالية لأهل السنّة، وكذلك في رجال الطوسي أنّ يحيى بن سعيد بن فرّوخ القطّان البصري كنيته المعروفة هي «أبو سعيد»، إلّا النجاشي في رجاله 443: رقم 1196 حيث ذكر أنّ كنيته هي «أبو زكريا» وقال: «عامّي ثقة، روى عن أبي عبد اللَّه عليه السلام نسخة»، وذكر بأنّ محمد بن بشّار روى هذه النسخة. والحال أنّ «أبو زكريا» هي كنية شخص مجهول وضعيف اسمه يحيى بن سعيد العطّار الدمشقي والحمصي، والذي ليس بأيدينا من رواته ومشايخه في الرواية أيّ أثر. فكيف يمكن لمحمد ابن بشّار البصري (167 - 252 ه ) الذي لم يغادر البصرة، وكان يختلف إلى يحيى بن سعيد القطّان عشرين عاماً، وهو من رواته المعروفين في الجوامع الروائية الشيعة والسنّة، كيف يمكن له أن يروي عن يحيى بن سعيد الشامي المجهول وكذلك كيف يمكن أن يكون راوياً لنسخة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الذي كان يسكن المدينة؟ ووقع المحقّق الخوئي أيضاً تحت عنوان «يحيى بن سعيد» بمثل هذا الخلط، فلم يفرّق بين يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري التابعي الذي له رواية عن الإمام الصادق عليه السلام وسعيد بن المسيّب في المصادر الروائية للشيعة وأهل السنّة والمتوفّى سنة 143 ه ، وبين يحيى بن سعيد القطّان البصري الذي ولد بعد ثلاثين سنة من وفاة سعيد بن المسيّب! هذا فضلاً عن أنّ سليمان بن داود الشاذكوني المنقري البصري، المتوفّى سنة 236 ه في البصرة، كيف يمكن له أن يروي عن يحيى بن سعيد بن قيس من أهل المدينة والمتوفّى سنة 143 ه ، وقد صرّح ابن حجر بأ نّه كان في مجلس يحيى بن سعيد القطّان البصري؟!وعلى أيّة حال، فإنّ خلط النجاشي أدّى إلى أنّ العلّامة الحلّي والجزائري والقهبائي اعتبروا هذا الاسم المذكور في رجال النجاشي والطوسي لشخصيتين مختلفتين، ظنّوه شخصيةً واحدةً، واعتبروه من الرواة الثقات. ومن ناحية أخرى فإنّ الكاظمي والحائري والمامقاني وآية اللَّه الخوئي اعتبروه متعدّداً، إلّا أنّ الكاظمي قال: المشترك بين ثقة وغيره، ويعرف أنّه القطّان العامي الثقة برواية محمد بن بشّار عنه، وحيث لا تمييز فالوقف أولى. هذا، وقد فطن المحقّق التستري إلى هذا الخلط الحاصل عند النجاشي ومرّ عليه إجمالاً.أنظر: رجال النجاشي: رقم (1196)، رجال الطوسي: 333، تهذيب الكمال 24: 511 و31: 329، 343، ميزان الاعتدال 4: 379 - 380، خلاصة الأقوال: 417، تهذيب التهذيب 11: 190، مختصر تاريخ دمشق 27: 266، حاوي الأقوال 3: 233، هداية المحدّثين: 265، جامع الرواة 2: 329، مجمع الرجال 6: 258، تنقيح المقال 3: 316 - 317، لسان الميزان 3: 85، 86، قاموس الرجال 9: 412، معجم رجال الحديث 21: 58، 59.
- ↑ تهذيب التهذيب 11: 190، ميزان الاعتدال 4: 379.
- ↑ تاريخ بغداد 14: 135، سير أعلام النبلاء 9: 175.
- ↑ تقريب التهذيب 2: 348.
- ↑ تاريخ بغداد 14: 135.
- ↑ الأنساب 4: 519.
- ↑ الثقات 7: 611، تهذيب التهذيب 11: 193.
- ↑ الأنساب 4: 519، الجرح والتعديل 1: 235 (المقدّمة)، تهذيب التهذيب 11: 193.
- ↑ تهذيب التهذيب 11: 193، الأنساب 4: 519.
- ↑ الأنساب 4: 519.
- ↑ الجرح والتعديل 1: 250.
- ↑ تهذيب التهذيب 11: 192.
- ↑ تاريخ الإسلام 13: 468.
- ↑ المعارف: 624، الأعلاق النفيسة: 197.
- ↑ أنظر: المعارف: 624، حلية الأولياء 8: 381، قاموس الرجال 11: 56، الأعلاق النفيسة: 197، الاستيعاب 3: 1117، الجواهر المضيئة 3: 587، أعيان الشيعة 10: 295، المراجعات: 179.
- ↑ رجال النجاشي: رقم (1196).
- ↑ الجرح والتعديل 1: 247، 249، تاريخ أسماء الثقات: 472.
- ↑ الجرح والتعديل 1: 249 (المقدّمة)، تهذيب التهذيب 11: 190، 192، كتاب الثقات 7: 611، لسان الميزان 3: 86.
- ↑ تهذيب الكمال 24: 514.
- ↑ تاريخ الإسلام 13: 470، 471.
- ↑ سير أعلام النبلاء 9: 183.
- ↑ المصدر السابق 6: 256.
- ↑ تاريخ أسماء الثقات : 472 ، تهذيب الأسماء واللغات 2 : 154 ، تهذيب الكمال 31 : 340 ، ميزان الاعتدال 4 : 380 .
- ↑ رجال الطوسي: 333، رجال النجاشي: 443 رقم (1196)، خلاصة الأقوال: 417، معجم رجال الحديث 21: 59، جامع الرواة 2: 329، مجمع الرجال 6: 258.
- ↑ صحيح مسلم 1: 50 ح15، تفسير القمي 2: 344، تهذيب التهذيب 11: 190.
- ↑ تهذيب الكمال 31: 330.
- ↑ تفسير القمّي 2: 344، كتاب الخصال: 65.
- ↑ حلية الأولياء 8: 386.
- ↑ حلية الأولياء 8: 382.
- ↑ كتاب الثقات 7: 611، الطبقات الكبرى 7: 293، تاريخ خليفة: 384، التاريخ الصغير 2: 258.