هادي الخسروشاهي

من ویکي‌وحدت
هادي الخسروشاهي
الاسم هادي الخسروشاهي‏
الاسم الکامل السيّد هادي بن مرتضى بن أحمد بن محمّد بن علي الخسروشاهي
تاريخ الولادة 1938م / 1357هـ
محل الولادة تبریز / إیران
تاريخ الوفاة 2019م / 1440هـ
المهنة مفكّر إسلامي، وداعية تقريب مرموق
الأساتید السيّد البروجردي، والإمام روح اللَّه الخميني، والسيّد محمّد حسين الطباطبائي، والسيّد الشريعتمداري
الآثار تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في مصر، العودة إلى القرآن، وحدة العالم العربي- الإسلامي بين النظرية والواقع، جمال الدين الحسيني داعية التقريب والتجديد الإسلامي، دراسات إسلامية، الثورة الإسلامية والإمبريالية العالمية، حقيقة علاقة عبد الناصر بالثورة الإسلامية، مسيرة التقدّم البشري بين المسيحية والإسلام، قصّة الحزب الشيوعي الإيراني، آراء في الدين والسياسة، مع الصحافة العربية والمصرية، نثارات الكواكب، عقيدتنا، حديث الغدير، حياة ونضال السيّد نوّاب صفوي، عبد اللَّه بن سبأ بين الواقع والخيال، الحركات الإسلامية المعاصرة، أسناد الثورة الإسلامية الإيرانية
المذهب شیعي

السيّد هادي بن مرتضى بن أحمد بن محمّد بن علي الخسروشاهي: مفكّر إسلامي، وداعية تقريب مرموق.

الولادة

ولد سنة 1317 ه. ش (1938 م) بمدينة تبريز لأُسرة معروفة بالعلم والفقاهة والتديّن،

الدراسة

درس السيد في تبريز وتتلمذ على يد والده الذي يعدّ من كبار العلماء آنذاك، ثمّ التحق بالحوزة العلمية في مدينة قم وعمره لا يتجاوز السادسة عشرة، وتخرّج في حقل العلوم الإسلامية هناك على يد العلماء والأساتذة الكبار، منهم: السيّد البروجردي، والإمام روح اللَّه الخميني، والسيّد محمّد حسين الطباطبائي، والسيّد الشريعتمداري، وغيرهم، ثمّ حضر دروس بعض المراجع في النجف الأشرف لمدّة شهور. وبعد ذلك قام بالتدريس في الحوزة العلمية لسنوات عدّة.

الحصول على الإجازات

وقد حصل على بعض الإجازات في رواية الحديث وفي الأُمور الحسبية من قبل:
الإمام الخميني، والسيّد الخوئي، والسيّد شهاب الدين المرعشي، والسيّد محمّد كاظم الشريعتمداري، والسيّد محمّد هادي الميلاني، والسيّد محمّد الروحاني، والشيخ آقا بزرك الطهراني، والشيخ مرتضى‏ الحائري، والسيّد أحمد الزنجاني، والميرزا عبد الجواد الجبل عاملي، والميرزا أبي الفضل الزاهدي القمّي، وغيرهم.

نشاطاته

كما قام بتدوين وتنقيح ونشر آثار بعض الأساتذة والعلماء، كالشيخ كاشف الغطاء، والسيّد محمّد حسين الطباطبائي، والحاجّ سراج الأنصاري، والسيّد محمّد محيط الطباطبائي، والسيّد غلام رضا السعيدي، ومحمّد نخشب، وغيرهم.
قام بتأسيس «مركز البحوث الإسلامية» في الحوزة العلمية بقم سنة 1974 م، وهو لا
يزال رئيساً لهذه المؤسّسة الإسلامية العلمية، وللمركز إصدارات كثيرة متنوّعة بلغات مختلفة، منها: العربية، الإنجليزية، الألمانية، الفارسية، وغيرها.

الكفاح ضد الظلم


كما أنّه كان للأُستاذ الخسروشاهي دور خاصّ في الكفاح ضدّ النظام الحاكم، واعتقل وسُجن، ونُفي عدّة مرّات، ولكنّه استمرّ في كفاحه ونضاله ضدّ الاستبداد رغم كلّ الضغوط التي لاقاها.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية انتخب ممثّلًا للإمام الخميني في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في طهران، وعمل فيها لمدّة سنتين، ثمّ انتخب سفيراً لإيران في الفاتيكان، وعمل هناك خمس سنوات، وأسّس في روما «مركز الثقافة الإسلامية في أوروبّا»، حيث أصدر المركز أكثر من 160 كتاباً بلغات مختلفة في تبيين العقيدة الإسلامية والمسائل السياسية، تمّ توزيعها في البلاد الأوربّية.
وبعد العودة إلى طهران انتخب مستشاراً لوزير الخارجية آنذاك الدكتور علي أكبر ولايتي، ثمّ مستشاراً للوزير الدكتور كمال خرّازي، وأُستاذاً في كلّية وزارة الخارجية، وكلّية العلاقات الدولية، وكلّية الحقوق بجامعة طهران.
وهو كذلك عضو في مركز الدراسات السياسية والعالمية التابعة لوزارة شؤون الخارجية، وفي المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

المشاركة الكثيرة في الندوات والمؤتمرات

وقد اشترك في كثير من المؤتمرات العالمية الإسلامية قبل الثورة وبعدها، في:
السعودية، ومصر، ولبنان، وقطر، والجزائر، وسوريا، وباكستان، وتركيا، وألمانيا، وسويسرا، وإنجلترا، وإيطاليا. منها مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في القاهرة، نيابةً عن الوزير، ومؤتمرات إسلامية كثيرة.
وقد أسّس منذ سنوات جمعية الصداقة المصرية- الإيرانية بطهران، بالتعاون مع 40
شخصاً من كبار المفكّرين الإسلاميّين والعلماء والكتّاب الإيرانيّين، وكان الأُستاذ رئيساً لهذه الجمعية قبل سفره إلى مصر.
عمل في القاهرة بصفته رئيساً لبعثة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جمهورية مصر العربية لمدّة ثلاث سنوات، وبعد العودة لا يزال يشتغل في المجال العلمي والسياسي والثقافي في طهران وقم.
وقام بإصدار مجلّتي: «التاريخ والثقافة المعاصرة»، و «البعثة» باللغة الفارسية، وكذلك أصدر مجلّتين أُخريين باللغة الإنجليزية، هما: «أنكوائري»، و «أمريكن أيونس»، ومجلّة باللغة العربية في لندن، هي مجلّة «العالم»، ومجلّة باللغة الإيطالية تدعى ب «العالم الجديد».

تأليفاته

ويعتبر الأُستاذ من العلماء البارزين المعروفين في إيران، وله مؤلّفات عدّة في شتّى المجالات العلمية الإسلامية، طُبع منها أكثر من 50 مجلّداً في إيران وبعض البلاد العربية، ولمرّات عدّة، وهو يتقن عدّة لغات: التركية، الفارسية، العربية، الإنجليزية، والإيطالية. ومن مؤلّفاته: تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في مصر، العودة إلى القرآن، وحدة العالم العربي- الإسلامي بين النظرية والواقع، جمال الدين الحسيني داعية التقريب والتجديد الإسلامي، دراسات إسلامية، الثورة الإسلامية والإمبريالية العالمية، حقيقة علاقة عبد الناصر بالثورة الإسلامية، مسيرة التقدّم البشري بين المسيحية والإسلام، قصّة الحزب الشيوعي الإيراني، آراء في الدين والسياسة، مع الصحافة العربية والمصرية، نثارات الكواكب، عقيدتنا، حديث الغدير، حياة ونضال السيّد نوّاب صفوي، عبد اللَّه بن سبأ بين الواقع والخيال، الحركات الإسلامية المعاصرة، أسناد الثورة الإسلامية الإيرانية.
كما قام بتحقيق ونشر العديد من الكتب، كمجموعة آثار السيّد جمال الدين الأفغاني، وأهل السنّة والشيعة، وفقهيات بين السنّة والشيعة، وأهل البيت في مصر، وقصّة التقريب، وأدعية أهل البيت.
وترجم كتاب الأُستاذ جورج جرداق «الإمام على صوت العدالة الإنسانية» إلى الفارسية وحقّقه أيضاً. آرائه الوحدوية= وللسيّد الخسروشاهي دور خاصّ ومهمّ في مجال التقريب ونشر فكرته في أوساط الحوزة العلمية منذ نصف قرن.
يقول في مقدمته على كتاب «قصّة التقريب»: «لا شكّ أنّ الاختلافات المذهبية والعقائدية بين المسلمين هي من أهمّ الأسباب التي أدّت إلى تفرّقهم.
والسؤال المهمّ الذي يطرح هو: كيف يمكن علاج هذه المشكلة؟ فهل نسعى في حلّها إلى إزالة الاختلافات المذهبية عن طريق إيجاد مذهب واحد؟
والجواب: أنّ محاولة كهذه هي أقرب إلى المستحيل منها إلى الإمكان، ولا نظنّ أنّ أحداً سيحاول مثل هذه المحاولة غير المعقولة، وهنا يقتضي البحث عن طريق آخر يمكن أن يساهم في إيجاد حلّ عادل ترتضيه جميع الأطراف، ولا نجد طريقاً أفضل من سلك سبيل «التقريب» الذي نراه الحلّ الأمثل لهذه المشكلة التي أرّقت الجميع.
ولا بدّ لنا أن نشير إلى معنى «التقريب» في البداية، والمقصود من هذا المصطلح؛ لنكون على بيّنةٍ منه، فإنّ كثيراً من المشاريع المهمّة التي تأسّست في هذا السياق لم يحالفها النجاح ولم تحقّق أهدافها المرجوّة لسبب بسيط، وهو عدم استيعابها للمعنى ولا فهمها لمقاصده.
إنّ التقريب بين المذاهب الإسلامية هو محاولة جادّة لتعزيز الروابط بين أتباع هذه المذاهب، من خلال تفهّم الاختلافات الواردة بينها، ونزع آثارها السلبية، وليس إزالة أصل 0 الاختلاف من البين.
فالذي يدعو إلى التقريب لا يريد أن يزيل المذاهب ويصيّرها مذهباً واحداً، فلا يريد أن يجعل السنّي شيعياً، ولا الشيعي سنّياً، بل يريد أن يحوّل ذلك الشي الذي صار داءً للأُمّة- وهو الاختلاف- إلى صيغة علاج باهرة، ويقلبه إلى صورة دواءٍ ناجعٍ للحالات المستعصية.
فبدلًا من أن تكون هذه الاختلافات بين المسلمين سبباً لضعفهم وتمزّقهم، يمكن أن تكون سبباً لوحدتهم وتطوّرهم وإثراء معارفهم وعلومهم وأفكارهم دوماً بقيم وأُطروحات مواكبة لوقتنا الحاضر.
ففكرة «التقريب» يمكن أن تعدّ ثورةً ونهضةً للمسلمين ضدّ الواقع السيّئ الذي يحيط
بهم، فيحوّل الاختلافات المعقّدة- فضلًا عن البسيطة- إلى حالة إيجابية تنعش فكر المسلمين، وتبعث على ازدهار ثقافتهم، وتوسّع من أُفقهم، وتعمل على تجسيد حقيقة كون الشريعة الإسلامية هي «الشريعة السمحاء» كما عبّر عنها الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله.
فإذن نستطيع من خلال التقريب أن نستوعب خلافاتنا، ونجعل منها رصيداً هامّاً يموّل حركة النمو والتطوّر والنهوض، بدلًا من أن تكون عاملًا من عوامل إضعاف الأُمّة وقيداً يحبس طاقاتها وخيراتها.
ولا يمكن للتقريب أن يحقّق هدفه بمجرّد دعوة المسلمين لرفع الخلاف بينهم، بل يحتاج إلى آلية عمل خاصّة، من خلالها يستقيم العمل وتستمرّ الانطلاقة.
ويمكن أن تكون تلك الآلية متمثّلة بعدّة خطوات:
أ: إحياء التعاليم الإسلامية المشتركة بين المذاهب، وذلك لأنّ المسلمين مهما اختلفوا فيما بينهم فإنّه تبقى هناك قواسم مشتركة كثيرة على مستوى أُصول الدين، وعلى مستوى المسائل الفقهية والأخلاقية، بل يمكن أن ندّعي أنّ ممّا يتّفق عليه المسلمون أكثر ممّا يختلفون فيه.
ب: نشر فكرة التقريب وإشاعتها بين طبقات الأُمّة بكلّ وسيلة ممكنة، خصوصاً ونحن نعيش عصراً أصبح العالم فيه كالقرية الواحدة.
ج: السعي إلى إزالة التهم والظنون بين أتباع المذاهب، وذلك عند طريق تهيئة الأرضية لأن يفهم كلّ مذهب ما عند المذاهب الأُخرى من عقائد ومعارف بلا تحريف ولا تشويه، ويمكن أن يحصل ذلك بتيسير إيصال المصادر الأساسية لكلّ مذهب إلى أتباع المذهب الآخر، فإنّ من أسباب الضغائن التي تحصل بين أتباع المذاهب تنشأ من عدم معرفة أحدهم للآخر إلّابصورة محرّفة ومشوّهة لا تمثّل حقيقة المذهب، لا من قريبٍ ولا من بعيد.
د: محاولة منع غير المختصّين بالعلوم الإسلامية من الدخول في المناظرات المذهبية، وخاصّة تلك التي تُعرض في وسائل الإعلام المصورة والمكتوبة؛ لأجل أن لا تتسبّب في‏
زيادة شدّة الاختلاف؛ لأن الاختلاف وإن كان متحقّقاً بين المذاهب- وهو أمر لا مفرّ منه- ولكن قد يحدث أن يصوّره غير المختصّين بغير حجمه الواقعي، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تقليص الاختلافات إلى أقلّ ما يمكن.
ه: التكثيف من عقد المؤتمرات والندوات بين العلماء والمختصّين من كلّ المذاهب الإسلامية، ففيها الفرص مؤاتية للجلوس مع بعضهم البعض والحوار وجهاً لوجه، فيمكنهم أن يضعوا مقرّرات وثوابت من شأنها التأليف بين المسلمين وتقوية أواصر الأُخوّة الإسلامية.
و: التسليم بحقوق المسلم بغضّ النظر عن مذهبه، والتي من أهمّها عصمة دمه وماله وعرضه.
ز: الانشغال بالهموم الكبرى للأُمّة؛ لأنّها تواجه أخطاراً سياسية وثقافية وعسكرية كبيرة، توجب على المسلم أن يهتمّ بها، وأن يتركوا النزاعات فيما بينهم جانباً وفقاً لمنطق الأُخوّة التي دعا إليها الإسلام الحنيف.
هذا، ولا شكّ أنّ أهمّية أيّ عملٍ تتجلّى في الغاية المترتّبة على ذلك العمل، فإذا اتّضح لنا ممّا سبق في بيان معنى التقريب أنّ الغاية المترتّبة عليه هي تحقيق الوحدة بين المسلمين، والتي تعدّ أمراً أساسياً في الإسلام، وقد ذكرنا بعض النصوص الشريفة التي تدلّ على ضرورة التوحّد وذمّ التفرّق والتنازع، يضاف إلى ذلك أنّ المسلمين لو أرادوا أن ينهضوا ويتخلّصوا من حالة الضعف والتردّي فلا سبيل لهم إلّاالتوحّد ونبذ الفرقة والتناحر، فلا مناص من القول: إنّ الغاية المترتّبة على التقريب بين مذاهب المسلمين هي غاية شريفة بلا ريب، بل هي مفروضة بحكم العقل والشرع، وعليه تتّضح أهمّية التقريب وضرورته،
وأنّه ينبغي على المسلمين أن يتعاملوا معه بجدّية وبمسؤولية كبيرة تتناسب مع عظم الغاية المترتّبة عليه وشرفها.
وتبرز اليوم الحاجة إلى التقريب أكثر من أيّ وقتٍ آخر؛ وذلك لأنّ الإسلام اليوم يعيش معركةً حضاريةً ومصيريةً خطرة تستدعي تهيئة كلّ أسباب القوّة والانتصار، قال‏
تعالى: «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ» (سورة الأنفال: 60).
ومن هنا، فعلى الأُمّة الإسلامية أن تعي أهمّية التقريب ودوافعه؛ لتنعم بمعطياته، وتجني ثماره، كما وينبغي أن لا يعتبروا التقريب محاولات عقيمة وغير مجدية، بل هو أمر في غاية الأهمّية، وسيعطي ثماره- إن شاء اللَّه تعالى- عندما تلتفت الأُمّة إلى أهمّيته ودوره، وتزول عنه الضبابية الذي قد تعتريه من هذا الجانب أو ذاك، فيوجب عدم التفاعل معه أو تفعيله».