نظرية الصوفية التقريبية

من ویکي‌وحدت

نظرية الصوفية التقريبية معروف أنّ الصوفية يقولون بأنّهم يمثّلون «السلام المطلق»، وهذا السلام المطلق هو في الواقع نوع من المصالحة بين الشيعة والسنّة، وقد لا يكون جميع الصوفية على هذا النحو، ولكن المؤكّد هو أنّ هذا هو حال الأكثرية، خاصّة متصوّفة أهل السنّة.
يذكر الدكتور محمّد أبو الوفا الغنيمي التفتازاني - وهو زعيم ومرشد لإحدىٰ الفرق الصوفية في مصر وأُستاذ الفلسفة والعرفان بجامعة القاهرة - أنّ المقصود من العلم في الحديث النبوي: «أنا مدينة العلم، وعلي بابها» هو «علم الحقيقة» الذي اختصّ به الإمام علي عليه السلام، والذي يؤكّد عليه أتباع الطرق الصوفية، والصحابة إنّما كانوا يعرفون العلوم الأُخرى كعلوم العقائد والفقه. وأهل البيت عليهم السلام هم السبيل الذي نتبعه للوصول إلى هذه الحقائق، وتلقّي تلك الفيوضات الربّانية بالأذكار والأوراد والرياضات الروحية.
هذا وترجع جميع الطرق الصوفية سلسلة مشايخها إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله وعن طريق الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بالذات، باستثناء الطريقة النقشبندية التي ينتمي إليها الكثير من عرفاء أهل السنّة وأرباب الفتيا، فهي توصل سلسلة مشايخها إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام، ثمّ إلى أبي بكر على هذا التسلسل: «الغارمدي، عن بايزيد البسطامي، عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق، عن جدّه لأُمّه قاسم بن محمّد بن أبي بكر، عن أبيه محمّد، عن سلمان الفارسي، عن أبي بكر»، أي: أنّهم هم أيضاً يربطون طريقتهم بأهل البيت عليهم السلام عن طريق الإمام الصادق عليه السلام. وفي السودان أيضاً العديد من الطرق الصوفية ترجع جميعها إلى سبع طرق تؤمن بأنّ الفيض الربّاني الذي يحصل عليه السالك إنّما يتلقّاه من الإمام علي
وأهل البيت عليهم السلام، فهي جميعاً تعتقد بما قاله الدكتور التفتازاني.
ويمكن نقد نظرية الصوفية: بأنّ قولهم: إنّ الإمام عليّاً وأهل البيت عليهم السلام هم المرجع في الحصول على المعارف الإلهية وتلقّي الفيوضات الربّانية، من الصحّة بمكان، ولكن ميراثهم العلمي والثقافي لا ينحصر في إطار الفيوضات الربّانية والمعارف الإلهية، بل هم أيضاً المرجع في الفقه والكلام والشؤون السياسية أيضاً.