نضلة بن عبيد بن عابد

من ویکي‌وحدت
الاسم نضلة بن عبيد بن عابد (أبو برزة الأسلمي) [١]
تاريخ الوفاة 65 هجري قمري
كنيته أبو بَرْزَة، أبو بردة [٢].
نسبه الأسْلَمي [٣].
لقبه العربي، المدني [٤].
طبقته صحابي [٥].

نضلة بن عبيد بن عابد هو اشتهر بكنيته [٦]، وينتسب إلى‏ بني أسلم إحدى‏ فروع قبيلة «الأزد» الكبيرة [٧]، وذُكر بأسماء أُخرى‏، منها: نَضْلَة بن عمرو، نَضْلَة بن عائذ، عبداللَّه بن نَضْلَة، خالد بن نَضْلَة [٨].

ترجمته

عُرف أبو برزة بكرمه ومساعدته للمساكين، فقد كانت له جفنة من ثريد غدوةً، وجفنة عشيّةً، للأرامل واليتامى‏ والمساكين [٩].

كان أبو بَرْزَة من أوائل المسلمين المدنيّين [١٠]، وقد اشترك في سبع غزوات، منها: خيبر وفتح مكّة وحُنَين، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ذهب إلى‏ البصرة وسكن فيها [١١]. وعُدَّ أبا بَرْزَة من أنصار علي‏ عليه السلام في عهد خلافته [١٢]، وقد نصره في حروبه الثلاثة [١٣]، وكان قد ورد المدائن في صحبته ‏عليه السلام [١٤]. كما كانت له مواقف تجاه آل علي‏عليه السلام، يقول الطبري: «لمّا وضع رأس الحسين ‏عليه السلام بين يدي يزيد بن معاوية وعنده أبو بَرْزَة الأسلمي، فجعل ينكت بالقضيب على‏ فيه، ويقول:
يفلّقن هاماً من رجال أعزّة
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
فقال له أبو بَرْزَة: ارفع قضيبك، فواللَّه لربّما رأيت فاه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله على‏ فيه يلثمه.
وفي موضع آخر أضاف: أما إنّك يايزيد تجي‏ء يوم القيامة وابن زياد شفيعك، ويجي‏ء هذا يوم القيامة ومحمدصلى الله عليه وآله شفيعه، ثم قام فولّى‏ [١٥].

وقبل ذلك كان في البصرة، وكان ساخطاً على‏ عبيداللَّه بن زياد وغيره من قريش، وكان يقول: إنّي أحمد اللَّه أن أصبحت لائماً لهذا الحيّ من قريش، فلان هاهنا يقاتل على‏ الدنيا، وفلان هاهنا يقاتل على‏ الدنيا...، ثم قال: إنّ أحبّ الناس إليَّ لَهذه العصابة الملبّدة، الخميصة بطونهم من أموال المسلمين، والخفيفة ظهورهم من دمائهم، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «الاُمراء من قريش، الأمراء من قريش، الأمراء من قريش، لي عليهم حقّ، ولهم عليكم حقّ ما فعلوا - ثلاثاً - ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين» [١٦].

موقف الرجاليّين منه

كان أبو بَرْزَة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ومن أتباع الإمام علي عليه السلام [١٧]، فمنزلته عند أهل السنّة واضحة، أمّا الرجاليّون الشيعة فقد أورده العلّامة الحلّي في «خلاصة الأقوال» في قسم الرواة المعتبرين [١٨]، واعتبره البرقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، ومن أصفياء أصحاب أميرالمؤمنين‏ عليه السلام [١٩].

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٢٠]

روى‏ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وعن أبي بكر أيضاً. وروى‏ عنه جماعة، منهم: الأزرق بن قيس، شَريك بن شهاب، أبوالبَخْتري الطائي، أبوالعالية الرياحي ابنه: المغيرة. وقد وردت رواياته في المصادر الروائية لأهل السنّة؛ كالصحاح الستّة و مسند أحمد [٢١]، وكذلك وردت في المصادر الروائية للشيعة [٢٢]. ونقل ابن عقدة في حديث الولاية رواية الغدير عنه [٢٣].

من رواياته

كان قليل الرواية [٢٤]، إلّا أنّه نقل أحاديث جيدة في الأخلاق والأحكام والفضائل والمثالب، منها:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «إنّ اللَّه تعالى‏ عهد إليَّ عهداً في عليّ، فقلت: ياربِّ بيِّنه لي، فقال: اسمع، فقلت: سمعت، فقال: إنّ علياً راية الهدى‏، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، من أحبّه أحبّني، ومن أبغضه أبغضني، فبشّره بذلك. فجاء عليّ فبشّرته، فقال: يا رسول اللَّه، أنا عبداللَّه وفي قبضته، فإن يعذّبني فبذنبي، وإن يتمّ لي الذي بشّرتني به فاللَّه أولى‏ بي، قال: قلت: اللّهم اجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان، فقال اللَّه: قد فعلت به ذلك. ثم إنّه رفع إليَّ أنّه سيخصّه من البلاء بشي‏ءٍ لم يخصّ به أحداً من أصحابي، فقلت: يا ربّي أخي وصاحبي، فقال: إنّ هذا شي‏ء قد سبق، إنّه مبتلىً ومبتلىً به» [٢٥].

وروي عنه أيضاً: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله مرّ على‏ قبرٍ وصاحبه يُعذَّب، فأخذ جريدةً فغرسها في القبر وقال: «عسى‏ أن يرفّه عنه مادامت رطبة» [٢٦].

وفاته

توفّي في البصرة، وعلى‏ قولٍ في نيسابور، في مغارةٍ بين كرمان و قومس، وقيل: بخراسان غازياً، بحدود سنة 65 ه، وعلى‏ قول: في آخر خلافة معاوية، أو في أيام يزيد [٢٧].

المراجع

  1. تهذيب الكمال 29: 407، الطبقات الكبرى‏ 4: 298، كتاب التاريخ الكبير 8: 118، تاريخ بغداد 1: 182، جامع الرواة 2: 294، 368، حلية الأولياء 2: 32، قاموس الرجال 10: 370، رجال صحيح البخاري 2: 754، تهذيب الأسماء واللغات 1: 179.
  2. الجرح والتعديل 8: 499، معجم رجال الحديث 20: 176، وقعة صفّين: 219.
  3. الطبقات الكبرى‏ 4: 298، سير أعلام النبلاء 3: 40، الاستيعاب 4: 1495.
  4. أنظر: جامع الرواة 2: 294.
  5. تقريب التهذيب 2: 303.
  6. تقريب التهذيب 2: 303، الإصابة 6: 237، الاستيعاب 4: 1495.
  7. ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام علي‏ عليه السلام، وذكر أنّه أسلمي وخزاعي، إلّا أنّ الخزاعي نسبة الى‏ خزاعة، واسمه كعب بن عمرو بن ربيعة، والذي يلتقي مع أسلم بجدّه الأول وهو حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة... بن الأزد (رجال الطوسي: 60، اللباب 1: 58، 439).
  8. الطبقات الكبرى‏ 4: 298 و7: 9، سير أعلام النبلاء 3: 40، تاريخ بغداد 1: 194.
  9. سير أعلام النبلاء 3: 42.
  10. الطبقات الكبرى‏ 4.: 298
  11. كتاب التاريخ الكبير 8: 118، تقريب التهذيب 2: 303، الإصابة 6: 341 رقم (8710)، الطبقات الكبرى‏ 4: 298، 299 و7: 9.
  12. تنقيح المقال 3: 271، رجال البرقي: 3.
  13. الإصابة 6: 237 رقم (8710). وهو راوي الرواية المعروفة عن النبي ‏صلى الله عليه وآله حول قيام الخوارج بقيادة رجل جري‏ء وسفيه، واعتُبر الخوارج في هذا الحديث «مارقين»، ثم قال‏ صلى الله عليه وآله: «فإذا رأيتموهم فاقتلوهم» قالها ثلاثاً «شرّ الخلق والخليقة» قالها ثلاثاً (مسند أحمد 4: 422). ويُعلم من روايات مسند أحمد أنّه في الأهواز كان محطّ غضب الخوارج (مسند أحمد 4: 423، 424).
  14. مختصر تاريخ دمشق 26: 152، تهذيب الكمال 29: 409.
  15. تاريخ الطبري 5: 390 و465.
  16. مسند أحمد 4: 421، 424.
  17. رجال الطوسي: 30، 60.
  18. خلاصة الأقوال: 309.
  19. رجال البرقي: 2، 3.
  20. تهذيب الكمال 29: 408.
  21. تهذيب الكمال 29: 410، مسند أحمد 4: 419.
  22. بحار الأنوار 38: 104، 135.
  23. الغدير 1: 59.
  24. سير أعلام النبلاء 3: 40.
  25. حلية الأولياء 1: 66، 67، الغدير 1: 394، بحار الأنوار 38: 104، 135.
  26. مختصر تاريخ دمشق 26: 156.
  27. تهذيب الكمال 29: 410، تهذيب التهذيب 10: 447، مختصر تاريخ دمشق 26: 156، شرح نهج البلاغة 9: 167، 168، المعارف: 336.