ندوة الوحدة الإسلامية.. أُسسها وروّادها
ندوة الوحدة الإسلامية.. أُسسها وروّادها افتتحت في الفترة بين (22-23 / ربيع الأوّل / 1425 ه) ندوة «الوحدة الإسلامية.. أُسسها وروّادها» في مكتبة الأسد التي يقيمها مجمع الشيخ أحمد كفتارو والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، بالتعاون مع المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق، وذلك ضمن الاحتفالات بذكرىٰ المولد النبوي الشريف.
وألقىٰ السيّد صلاح الدين كفتارو المدير العامّ للمجمع كلمة سماحة الشيخ أحمد كفتارو المفتي العامّ السابق للجمهورية ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى، أكّد فيها أنّ انعقاد هذه الندوة يأتي في مرحلة حاسمة من تاريخ أُمّتنا، حيث تكالب عليها أعداؤها، ممّا يستوجب العمل على جمع كلمة المسلمين ووحدة صفّهم.
كما ألقىٰ آية اللّٰه الشيخ محمّد علي التسخيري الأمين العامّ للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران كلمة أكّد فيها أهمّية الوحدة الإسلامية في الدفاع عن حقوق المسلمين وفي تحقيق العدالة وفي التخلّص من الظلم الذي لبس لباس العولمة مؤكّداً رفض الاحتلال في تحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية.
كما ألقى الشيخ محمّد عبدالستّار السيّد معاون وزير الأوقاف كلمة الوزارة أكّد فيها
أهمّية التعاون والوحدة الإسلامية، ولا سيّما في ظلّ الظروف الصعبة التي تعيشها الأُمّتان العربية والإسلامية والتحدّيات المحدقة بهما، ودعا الأُمّة إلى الوقوف وقفة رجل واحد دفاعاً عن حرّيتها وكرامتها ومقدّساتها وحاضرها ومستقبلها.
كما ألقىٰ الشيخ عبدالأمير قبلان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان كلمة أكّد فيها أهمّية العمل لجعل الأُمّة متلاحمة وموحّدة ومتماسكة، وجعلها أُمّة كريمة وعزيزة؛ لأنّه لن تقوم لنا قائمة إلّابالوحدة، ولن ننتصر على عدوّنا إلّابالتكاتف وإجماع أمرنا على كلمة التوحيد.
وحضر حفل الافتتاح الشيخ محمّد إسحاق مدني مستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آنذاك، وعدد من أعضاء مجلس الشعب، والدكتور أحمد الكبيسي المستشار الديني لولي عهد دبي، والشيخ جواد الخالصي من العراق، والشيخ علي الجعفري من اليمن، والسفر الإيراني بدمشق، وعدد من علماء الدين الإسلامي من لبنان وسورية والعراق وألبانيا واليمن وإيران.
وتضمّنت الندوة أربعة محاور حول ضرورة الوحدة الإسلامية، ودراسة في كتب تفيد الوحدة الإسلامية كنماذج، وأُسس الوحدة الإسلامية، وضوابطها، ونماذج من روّاد الوحدة الإسلامية.
وقد أصدر أصحاب هذه الندوة بياناً ختامياً وجملة من التوصيات، نوردها فيما يلي على نحو الاختصار:
1 - تأكيد المصطلحات الوصفية للمسلمين المذكورة في القرآن الكريم، وترك المصطلحات المتأخّرة التي تبثّ الخلاف وتباعد بين المسلمين، قال تعالى: (هُوَ سَمّٰاكُمُ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) (سورة الحجّ: 78).
2 - التركيز على المسلّمات المشتركة ممثّلة في الأُصول العقائدية والإيمان باللّٰه ورسوله محمّد صلى الله عليه و آله وحبّ آله واحترام صحبه، وأنّهم جميعاً مثّلوا الصدر الإسلامي الأوّل بكلّ عطاءاته وإشراقاته.
3 - الإيمان بأنّ الوحدة الإسلامية قرآنية المنشأ والمنبع، نبويّة الأُسلوب والمنهج، وهي فرض شرعي، والتآخي في الإيمان واجب عملي.
4 - تأكيد أثر الخطاب الإسلامي في الأجيال الناشئة وتربيتها على أنّ الوحدة الإسلامية تتساوى في فرضيتها مع باقي الفرائض الشرعية، وتأسيساً على ذلك فإنّه يحرم التنازع والشقاق بين المسلمين.
5 - دعوة المسلمين حكّاماً وعلماء ومفكّرين وكافّة شرائح المجتمع للتركيز على تفعيل الوحدة الإسلامية على اختلاف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونبذ التفرّق والاختلاف، فمصالح الاجتماع لا تقارن بمفاسد الفرقة.
6 - الاهتمام بالمصدرين الأساسيين لديننا الحنيف: القرآن الكريم والسنّة النبويّة، وجعلهما الحكم عند الاختلاف، قال تعالى: (يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اَللّٰهِ وَ اَلرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (سورة النساء: 59).
7 - تقوية الأواصر الإيمانية والصلات الأخوية فيما بين المسلمين عبر اللقاءات والندوات والمؤتمرات الدورية التي تزيل الملابسات وتمنع الإشكالات وضرورة الاتّفاق على عدم تبنّي الكتب المسيئة، والتحذير من تلك الكتب التي تزرع الشقاق فيما بين المسلمين.
8 - التفريق بين الخلاف الفكري واختلاف القلوب، فتعدّد الآراء وتنوّع الأفكار أمر فطري يلازمه اجتماع القلوب وتآلفها، مع الابتعاد عن تضخيم الخلافات الفكرية والفقهية، وضرورة المصارحة والمكاشفة والشفّافية؛ بغية الوصول إلى هدف الأُمّة في رصّ صفوفها ووحدة كلمتها.
9 - إفساح المجال لثقافة الحوار وإشاعة أخلاقياته؛ للوصول إلى التعارف بدل التنافر، وتأكيد توافق الخطاب بين السرّ والعلن، ومقارنة الأفعال للأقوال، والفصل بين
الأشخاص والمواقف.
10 - تأييد جهود المصلحين العاملين على رأب الصدع وتدارك الافتراق من خلال مجاميع التقريب، ودور التحاور ولقاءات التناصح المتبادلة فيما بين المسلمين.
11 - الاتّعاض من الدروس التاريخية، فسقوط مهابة الأُمم ناشئ عن التفرّق والاختلاف، ونظراً لأهمّية العمل المستقبلي فإنّه من الحكمة والرشد عدم تحميل الأجيال الحاضرة والمستقبلية تبعات اجتهادات السابقين.
12 - الحرص على إظهار حقيقة الموقف الموحّد من قضايا الأُمّة المصيرية لتفويت الفرصة على أعداء الأُمّة.
13 - الاعتدال في الحكم على الأخطاء التاريخية والحاضرة، والتحذير من الطعن بالمسلمين سلفاً وخلفاً.
14 - دعوة علماء المذاهب الإسلامية إلى تأسيس مجامع التقريب بين المذاهب في دولهم، وليساهموا عملياً في تحقيق الوحدة الإسلامية، وسيقوم علماء السنّة والشيعة في سورية بخطوات عملية في هذا الطريق إن شاء اللّٰه تبارك وتعالى.
وفي ختام الندوة أعرب المشاركون عن حرصهم على الوحدة الإسلامية والتعاون فيما يحقّق الخير للأُمّة الإسلامية والبشرية أجمع، ويجنّبها ويلات الحروب والفتن والصراع لتتّجه الجهود نحو البناء والعطاء والتقدّم الحضاري، وأكّدوا ضرورة الوقوف بحقّ إلى جانب الشعوب الإسلامية في سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار وتقرير المصير وتحرير الأرض وسيادة الشعوب في بلادها، وبخاصّة في فلسطين والعراق.