محمد فتحي عثمان

من ویکي‌وحدت
محمد فتحي عثمان
الاسم محمّد فتحي عثمان‏
الاسم الکامل محمّد فتحي عثمان‏
تاريخ الولادة 1928م/1346ق
محل الولادة المنیا (مصر)
تاريخ الوفاة 2010م/1431ق
المهنة متفکراسلامی، داعی وحدت
الأساتید
الآثار : المدخل إلى التاريخ الإسلامي، الحدود الإسلامية البيزنطية بين الاحتكاك الحربي والاتّصال الحضاري، التاريخ الإسلامي والمذهب المادّي في التاريخ، الفكر الإسلامي والتطوّر، الدين في موقف الدفاع، آراء رائدة من تراث الفكر الإسلامي، الفكر الإسلامي القانوني بين أُصول الشريعة وتراث الفقه، حقوق الإنسان بين الشريعة الإسلامية والفكر الغربي الحديث، السلفية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة
المذهب سنی

محمّد فتحي عثمان: مفكّر مصري مرموق، وداعية وحدة.

الولادة

من مواليد مدينة المنيا في صعيد مصر عام 1928 م، حصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة، وليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، وعلى شهادة الدكتوراه في دراسات الشرق الأدنى من جامعة برنستون (نيوجرسي) في الولايات المتّحدة.

النشاطات

عمل مدرّساً في التعليم الثانوي العامّ والأزهري بمصر، وكان مديراً للترجمة بالإدارة العاملة للثقافة الإسلامية بالأزهر، ومديراً لمكتب وزير الأوقاف وشؤون الأزهر.
قام بالتدريس في كلّية العلوم الاجتماعية، والمعهد العالي للدعوة الإسلامية بجامعة محمّد بن سعود الإسلامية في الرياض، كما قام بالتدريس في جامعات: وهران (الجزائر)، والرياض (الملك سعود حالياً)، وتمبل (فيلادلفيا- بنسلفانيا)، وبرنستون (نيوجرسي) في الولايات المتّحدة الأمريكية.
وهو رئيس تحرير مجلّة (أريبياArabia ) التي تصدر باللغة الإنجليزية في لندن، وعضو في الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بطهران.

تأليفاته

من مؤلّفاته: المدخل إلى التاريخ الإسلامي، الحدود الإسلامية البيزنطية بين الاحتكاك الحربي والاتّصال الحضاري، التاريخ الإسلامي والمذهب المادّي في التاريخ، الفكر الإسلامي والتطوّر، الدين في موقف الدفاع، آراء رائدة من تراث الفكر الإسلامي، الفكر الإسلامي القانوني بين أُصول الشريعة وتراث الفقه، حقوق الإنسان بين الشريعة الإسلامية والفكر الغربي الحديث، السلفية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة.

آرائه في الوحدة والتقريب


يرى الدكتور محمّد فتحي عثمان من خلال واقع الدعوة اليوم التركيز على المحاور التالية:
1- الدعوة الإسلامية في العالم المعاصر تعيش في عالم تقاربت حدوده وطويت مسافاته، ولا بدّ أن تتعامل الدعوة الإسلامية مع هذه العالمية القائمة، ولا بدّ أن تتواصل الحركات الإسلامية وأهل الفكر من المسلمين والمعاهد ذات العلاقة بالدعوة الإسلامية على مستوى عالمي لتبادل الخبرات والتشاور في أقوم السبل لإبلاغ دعوة الإسلام، وما يحتاجه ذلك من جهود لإعداد الدعاة، وتهيئة وسائل النشر،
وتنسيق النشاط الفردي والجماعي والمحلّي والعالمي في مختلف المجالات ولشتّى الفئات من أجل تحقيق هذا الهدف.
2- تطوير مقرّرات الدراسة في المعاهد المختصّة بشؤون الدعوة الإسلامية والحركة
الإسلامية، بحيث تدرّس الفكر الإسلامي والحركة الإسلامية في واقع العالم المعاصر،
ولا تعيش منعزلة عن هذا الواقع ومنحصرة في تراثنا الفكري والتاريخي، مع التسليم بأهمّية معرفة هذا التراث دون التقوقع فيه والانعزال عن الواقع. ومن المهمّ جدّاً في هذا الشأن إزالة الحواجز بين جهود الأجهزة الحكومية العاملة في حقل الدعوة الإسلامية بين المسلمين أو غيرهم، وجهود المعاهد التي تدرس شؤون هذه الدعوة وتعدّد العاملين فيها،
وجهود الجماعات الإسلامية المتباينة التي تعمل في المجال نفسه، والمفكّرين المسلمين المعنيين بذلك أيّاً كانت التحفّظات في شأن فرد أو فريق من المسلمين.
3- كذلك لا بدّ أن تدّرس المعاهد المختصّة بشؤون الدعوة الإسلامية ما سبقت الإشارة إليه من دراسات للقوى العالمية والنزعات العقائدية والفكرية المعاصرة، كما تستفيد من الدراسات الملائمة في المجالات اللازمة، مثل الجغرافيا الطبيعية والاقتصادية والثقافية وعلم النفس والاجتماع، فضلًا عن المجالات العلمية، مثل الإعلام والخدمة الاجتماعية، إلى جانب الاهتمام بدراسة اللغات التي يتكلّمها المسلمون والتي يتكلّمها غيرهم ممّن نخاطبهم بدعوتنا.
4- الاهتمام بمجال الإعلام دراسةً وعملًا، ووصل قنوات التشاور والتعاون بين المعاهد العلمية والأجهزة العاملة، سواء في حقل الإعلام بصفة عامّة أو في مجال الإعلام الإسلامي بصفة خاصّة، بحيث تتبادل الخبرة والمشورة؛ إذ أنّ «الإعلام» مجال عامّ له أُصوله وتقنياته التي ينبغي أن يعلمها كلّ من يعمل فيه أيّاً كانت الوجهة التي يريد أن يكرّس جهوده فيها والقطّاع الذي يخاطبه.
كما أنّ الذين يدرسون الإعلام أو يعملون فيه بصفة عامّة لا ينفصلون عن الدعوة الإسلامية فكراً وعملًا في مجالاتهم ماداموا مسلمين؛ إذ أنّ الإسلام رسالة شاملة للحياة جميعاً، ودعوة الإسلام لها مجالها ومنهجها وأُسلوبها في مختلف الظروف والأحوال.
5- إصدار مجلّات ونشرات تتناول شؤون الدعوة الإسلامية على مستوى عالمي، وتقدّم إحصاءات وتقارير عن واقع المسلمين القائم والخبرات العملية المتعدّدة في مجال‏
الدعوة، ويكون ذلك مقترناً مبدئياً بإنشاء «أرشيف» يتحوّل إلى «بنك معلومات» عن العالم الإسلامي المعاصر، يستفيد من تقنيات جمع المعلومات وتصنيفها وبرمجتها واختزانها وما إلى ذلك.
6- تحتاج هذه الجهود الرائدة الممكنة- وإن لم تكن يسيرة- إلى رصيد ملائم من الكفايات البشرية الطيّبة التي توجّه إلى دراسة الإعلام وتقنياته وجمع المعلومات واختزانها «الكمبيوتر» وما إلى ذلك، وتشجّع هذه الكفايات على الدراسة والتدرّب والعمل بالحوافز المادّية والمعنوية الممكنة،
ويوجّه الآباء إلى أهمّية ذلك بالنسبة إلى مستقبل الإسلام والمسلمين؛ حتّى لا ينحصروا في نطاق توجيه أبنائهم لدراسة الطبّ أو الهندسة دون غيرهما، مع التسليم بالحاجة إليهما، ويجلّى للأنظار ما توفّره الأعمال المطلوبة لأصحابها من معاش طيّب وتحقيق لخير الدنيا والآخرة ومصالح الأفراد والجماعة، ويأتي في مقدّمة ذلك كلّه الاعتصام باللَّه سبحانه.
يقول: «كثيراً ما ترد في الإعلام الغربي تعبيرات مثل (الإسلام السنّي) و (الإسلام الشيعي)، وكأنّهما مختلفان تماماً. وقد أُضيف إلى هذين مؤخّراً تعبير (الإسلام الوهّابي)، الذي عدّله البعض إلى (الإسلام السلفي)، وهو تعبير ربّما كان أدقّ موضوعياً، لكنّه يترجم غالباً بكلمة (أرثذوكس) (Orthodoxe)، أو بعبارة (إسلام الأوائل أو الأسلاف) (Islam Early)، وكلاهما لا يوضّحان المقصود، ويؤدّيان إلى بلبلة القارئ الغربي.
ويؤدّي هذا كلّه في أذهان الغربيّين إلى تصوّر دين الوحدانية والتوحيد أدياناً شتّى‏! يحدث هذا بينما يسعى المسلمون جاهدين لتوحيد صفوفهم والتنسيق فيما بينهم لمواجهة التحدّيات المتعدّدة المتباينة. ولا سيّما بعد أن رأوا الدول القومية في أُوربّا قد استطاعت إقامة وحدة قارّية ذات سلطات وعملة موحّدة على الرغم من الاختلافات العرقية واللغوية والتاريخية،
ورأوا في مختلف أرجاء العالم مجمّعات إقليمية نشطة في مجالات متعدّدة حقّقت جهودها نجاحاً بدرجات متفاوتة، ثمّ أوشك تيّار (العولمة) (GlobaLization) أن يحيط بكرتنا الأرضية كلّها في شتّى أطرافها بعد أن قرّبت ثورة الاتّصالات الجامعة بين الأرجاء، وطوت شاسع المسافات، وأحالت الكوكب الأرضي إلى‏ قرية صغيرة حقّاً!
والمسلمون في هذا العالم المعاصر يبذلون جهودهم الدنيوية لمواجهة التحدّيات المتعدّدة القائمة واحتذاء حذو التجمّعات المتباينة، لكنّهم يبدون أحياناً كثيرة أمام أنفسهم وأمام غيرهم وقد تفرّقوا شيعاً ومذاهب وإن اجتمعوا على كلمة الإسلام. وقد حرصوا- وبخاصّة في الغرب- على أن يخاطبوا غير المسلمين ويبصّروهم بالقيم الإنسانية العالمية الجامعة في القرآن، وبالشوائج القريبة التي تجمع المسلمين بكلّ مؤمن باللَّه، وبالقيم الروحية والخلقية ولا سيّما (أهل الكتاب
إذ يعتبرهم المسلمون شركاءهم في اتّباع‏ «مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً» (سورة آل عمران: 95) باعتبارهم يهوداً ومسيحيّين، والمسلمون يذكرون إبراهيم عليه السلام مرّة أو مرّتين في كلّ صلاة من الصلوات الخمس المفروضة في كلّ يوم، ويتضرّعون إلى‏ اللَّه أن يبارك رسولهم محمّداً كما بارك من قبل إبراهيم (عليهما معاً وعلى أنبياء اللَّه ورسله جميعاً أزكى السلام).
وبينما يجدّ المسلمون في هذا الخطوات السديدة لتحقيق الوحدة الإنسانية واجتماع المؤمنين باللَّه الواحد على ما يجمعهم من أُصول وقيم للتعاون على الخير ومكارم الأخلاق في عالمنا المعاصر، تراهم أحوج ما يكونون إلى‏ مثل هذا التقارب الرشيد والمودّة المخلصة مع بعضهم بعضاً، حتّى يؤكّدوا لأنفسهم وللناس أنّهم مسلمون قبل كلّ شي‏ء وإن تعدّدت مذاهبهم، يجمعهم الإيمان باللَّه الواحد وبرسالة محمّد صلى الله عليه و آله وبالقرآن الكريم وحي اللَّه المنزل على رسوله، الذي يجتمع مئات الملايين من المسلمين عليه بذات سوره وآياته كلّها دون اختلاف في شتّى الأنحاء وعلى مرّ القرون.... ومع هذه العوامل كلّها التي تحفّز بشدّة للتقارب والحوار البنّاء والاجتهاد والتعاون على الخير وتيسّر الوسائل لذلك كلّه، ظلّت هناك أشباح من الفرقة المذهبية تتحرّك لتثير الفتن أو تؤبّد الفرق وتجهّدها وتشدّ الناس إلى‏ الوراء.
إنّ اختلاف الآراء بين الأفراد والجماعات هو في ذاته ظاهرة إنسانية طبيعية صحّية، تدوم مع دوام العافية والحيوية الفكرية للفرد والجماعة، ولكن تلكما العافية والحيوية تستمرّان وتزكوان مع التواصل والتفاعل، وتضعفان- وقد تتوقّفان- مع الانغلاق والانعزال... والذي قد يقول بالتخلّي عن المذاهب تماماً كأنّما يقول بإنكار الواقع وإهدار التاريخ!
وإنّما المطلوب والمأهول أن تكفل مع حياة الإسلام عقيدة وشريعة وحيوية الفكر الإسلامي والفقه الإسلامي، فيكون نشاط الفقه المذهبي في إطار من الوحدة الكلّية للإسلام، ومؤكّداً لهذه الوحدة الأساسية الجامعة. وإنّما يتحقّق ذلك بتقرير خطوات منهجية يلتزمها العرض المذهبي، تضمن إثراء المذهب بالبحث مع تأكيد انبثاقه عن المورد الإسلامي الموحّد الأصل، ومن ثمّ اجتماعه مع المذاهب الأُخرى على هذا المورد، وتعامله معها تعامل الأُخوة المتقاربين في تحاور ودود يؤكّد الأصل الجامع مهما تفرّعت الفروع.
وأوّل هذه الخطوات المنهجية تسليط الضوء على قيام المذاهب والظروف المصاحبة لذلك، حتّى تتبيّن بجلاء (تاريخية) الظاهرة وأنّها ليست أصلًا في الدين قامت بقيامه في حياة رسوله (عليه الصلاة والسلام)، وتتأكّد (إنسانية) تلك الظاهرة كما يبرز (دوام) الإسلام في مجموعه الكلّي عقيدة وشريعة و (ذهنية) الاختلاف،
و (شمول) الإسلام الجامع، و (جزئية) الاختلاف الخاص بالمذهب. ويكون هذا التنوير التاريخي الكاشف موضوعياً أميناً قدر طاقة الإنسان المؤمن بربّه وبمسؤوليته عن كلمته كيف صدرت وإلى أين تؤدّي، بحيث ينصف المذهب المعروض والمذاهب الأُخرى على السواء، ويقدّم الصورة الحقّة لمنهجيات الحوار والاختلاف وأخلاقياته في رسالة الإسلام. وعلى هذا النحو يتعزّز القول بأنّ المذاهب الإسلامية (تنزع في إطار وحدة الإسلام)، لا تناقض وتصادم بين شراذم لا تجتمع على شي‏ء مشترك.
ولعلّ في الاهتمام بتاريخ المذاهب مع استثمار المعرفة التاريخية المتطوّرة في تنميته وإثرائه وتحليله ما يحقّق ما سلف بيانه من الوعي بوضع الاختلاف المذهبي وحجمه الصحيح بالنسبة لرسالة اللَّه الكلّية الخالدة وحقائقها الكبرى‏ المجمع عليها بين المسلمين،
ولعلّ استنارة بحث هذا التاريخ ببحوث التاريخ الاجتماعي للمسلمين ممّا يعود بالنفع‏
والإثراء على كليهما؛ فكثيراً ما غلب التاريخ السياسي والحربي على التاريخ الاجتماعي والحضاري عند المسلمين وغيرهم. والحقّ أنّ تراثنا غني في مصادره المتنوّعة بتاريخ المجتمعات الإسلامية التي قد تتفرّق في كتب التاريخ والتراجم والطبقات والبلدان والرحلات والأدب وغيرها، بل تنبثّ أيضاً في كتب أحكام الفقه والفتاوى والنوازل، وإنّما تحتاج إلى من يجمعها ويجدّ في تنظيمها وتحليلها».